مقتل أمیرالمؤمنین الامام علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقتل أمیرالمؤمنین الامام علی (ع) - نسخه متنی

اُسامة آل جعفر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




مقتل أميرالمؤمنين الامام علي


تقديم



بسم الله الرحمن الرحيم


نشر على صفحات نشرة تراثنا وفي عددها الثاني عشر ، من ص 79 ـ 133 ، كتاب مقتل الامام علي عليه السلام لابن أبي الدنيا ، ولما يحمله هذا المقتل من تجن على الحقيقة وما فيه من المغالطات ، فلقد قمنا وبعون الله تعالى بجمع جملة من الروايات الواردة في كتب أهل السنة والتي أشارت إلى الحقائق الناصعة التي أهملها ابن أبي الدنيا في مقتله المذكور.


لا يغالي المرء عندما يجزم بأن التاريخ الاسلامي بسجله الحافل وصفحاته الواسعة لم تستوقفه شخصية ما بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ـ الرحمة الالهية المهداة ـ غير شخصية الامام علي بن أبي طالب عليه السلام ، ولا يذهب ـ قطعا ـ إلى هذا القول بسطاء الناس وعامتهم ، ولا فقط من يحمل عليهم البغض ويصمهم بشتى النعوت وأقسى الاوصاف ، كالمغالاة ، والحب المفرط ، بل قلما يجد المرء ـ بعد عسير الجهد ومشقة البحث ـ من يتجاهلها ، وهم اولاء لا يعدو كونهم إلا ممن أعمتهم الشمس الساطعة... فاتهموها بالكسوف. ناهيك عن


أنه ما حظيت شخصية بالتكريم الالهي والثناء المحمدي ـ وبهذا الاطناب الرائع ـ عدا شخصية أمير المؤمنين عليه السلام ، وكذا لم ينقل لاحد ما نقل له من هذه الاوصاف والنعوت التكريمية


[
روى مثل هذا القول ابن حجر في الاصابة 2 / 507.]

، واغترف الكثيرون من هذا البحر الكبير ، في حين تجرأ البعض منهم فخاضوا عبابه ، فما استدل معظمهم على مرافئه الامنة وشواطئه الساكنة ، فحلت بهم سفنهم حيث الضلال والانحراف.


فالتجرد الواعي ، والنزاهة السليمة لابد وأن تكون محك البحث ، ومقياس الحكم ، ومداد الاقلام ، حيث أن مئات من السنين العجاف التي ألمت بالعالم الاسلامي لابد وأن تستوقف كل ذي عقل لبيب ، وذهن فطن.


فالصراع الازلي بين الظلمة والنور ، وبين الخير والشر لا يمكن أن يسترسل على منوال واحد وسبيل معروف ، ومن الخطأ التسليم بأن لا جديد تحت الشمس ، فالتلون أمسى ستارا يستخفي خلفه ذوو المآرب الدنيئة والنفوس الفاسدة.


ولعله من قبيل الامر المسلم به أن الامويين وقفوا كالشوكة المدببة ، والذئب الضاري ، يعمل أنيابه الناتئة وأضراسه الحادة في كل ما خلفه علي عليه السلام نسلا وحرثا وتراثا.


وهذي أمهات الكتاب حبلى من آثار تلك البصمات الوسخة التي حاولت جاهدة أن تخفي نور النهار بمساحة الكف.


وإذا كان الظلم قد أنشب أظافره بادئ ذي بدء بذاك الجسد الطري للصبي الذي كان أول من نطق بالشهادتين


[
الرياض النضرة 3 ـ 4 / 110 ، مستدرك الحاكم 3 / 136 ، تاريخ بغداد 2 / 8 ، الاستيعاب 2 / 457 ، رووا عن رسول الله صلى الله عليه وآله : أولكم ورودا على الحوض أولكم إسلاما ، علي ابن أبي طالب وأورده الطبراني في الاوائل : 78 ح 51 بطرق مختلفة.


وروي عن زيد بن أرقم قوله : كان أول من أسلم علي بن أبي طالب الرياض النضرة 2 ـ 3 / 110 وقال : خرجه أحمد والترمذي ]

، فإن هذا الظلم لازمه ولصق به حتى يومنا هذا ، فلذا ما أصدق قوله عليه السلام : أنا أول من يجثو بين يدي


الرحمن للخصومة يوم القيامة


[
نور الابصار ـ للشبلنجي ـ : 90.]

وقوله عن رسول الله صلى الله عليه وآله : إن مما عهد إلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الامة ستغدر بي بعده


[
مستدرك الحاكم 3 / 140.]



وإذا كان للزمن أثر ، فما تركه الامويون من آثار لهي من الكثرة بمكانة بحيث تستوجب التأمل والتريث في أخذ ما مر تحت أنظارهم وما تناقلته ألسنتهم ، فقد عمل الامويون على طمس مناقب الامام علي وفضائله بسبب حقدهم عليه ، | ولم يكتفوا بذلك بل | كانوا يهددون كل من تحدث بمناقبه


[
الاصابة ـ لابن حجر ـ 2 / 507.]

، ولعل روايات مقتله عليه السلام جانب من تلك الجوانب التي امتدت إليها أصابع التزوير وتركت فيها آثارا واضحة لا تخفى على من وهبه الله تعالى بصيرة يستهدي بها ويتجنب العثار.


فحقد الامويين هذا وسعيهم الدؤوب في طمس فضائل الامام علي عليه السلام دفع الكثيرين إلى التساؤل... لم ؟! ولا تفسير أبلغ لهذا السؤال من قول مروان للامام علي بن الحسين عليهما السلام عندما سأله عن مغزى الاصرار على شتم علي عليه السلام على المنابر ، فقال : لا يستقيم لنا هذا إلا بهذا


[
أنساب الاشراف 2 / 184.]



بيد أن ما يسمو بعلي ويزيد في غيظ أعدائه قول رسول الله صلى الله عليه وآله له : يا علي ، إنك أول من يقرع باب الجنة فتدخلها بغير حساب بعدي


[
الرياض النضرة 3 ـ 4 / 114.]



وإن كنت قد حشرت نفسي في ساحة لا موطئ قدم لي فيها ، فإني قد استللت بعض الروايات التي تروي جانبا من قصة هذا المقتل ، وبشكل مختصر ، وأوردتها في أبواب تساير الفتنة وحتى الاستشهاد... والله من وراء القصد.


إشارة


ابن إسحاق ، وابن شهاب ، أنه كتب حلية أمير المؤمنين عليه السلام عن ثبيت الخادم ، فأخذا عمرو بن العاص فزم بأنفه ، فقطعها وكتب : إن أبا تراب كان شديد الادمة ، عظيم البطن ، حمش الساقين... ونحو ذلك ، فلذلك رقع الخلاف في حليته


[
المناقب ـ لابن شهر آشوب ـ 3 / 306 ، حمش الساقين : أي دقيقهما.]



الصفات الجسمية للامام علي



1 ـ كان علي ربعة من الرجال ، أدعج العينين عظيمهما ، حسن الوجه كأنه قمر ليلة البدر ، عظيم البطن إلى السمن ، عريض ما بين المنكبين ، لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضاري ، لا يبين عضده من ساعده قد ادمج إدماجا ، ششن الكفين ، عظيم الكراديس ، أغيد كأن عنقه إبريق فضة ، أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه ، كثير شعر اللحية ، وكان لا يخضب ، وقد جاء عنه الخضاب ، والمشهور أنه كان أبيض اللحية ، وكان إذا مشى تكفأ ، شديد الساعد واليد ، وإذا مشى إلى الحروب هرول ، ثبت الجنان قوي ، ما صارع أحدا إلا صرعه ، شجاع منصور عند من لاقاه


[
ذخائر العقبى ـ للطبري ـ : 57 طبعة القاهرة ، الدعج : شدة السواد في العين أو شدة سوادها في شدة بياضها ، ششن : غليظ. المشاش : رؤوس العظام.]



2 ـ وقال ابن عباس رحمه الله في وصفه : وكان علي أمير المؤمنين يشبه القمر الزاهر ، والاسد الهادر ، والفرات الزاخر ، والربيع الباكر ، أشبه من القمر ضوءه وبهاءه ، ومن الاسد شجاعته ومضاءه ، ومن الفرات جوده وسخاءه ، ومن الربيع خصبه وحياءه


[
لسان العرب ـ لابن منظور ـ 14 / 216 مادة حيا .]



3 ـ وروى العلامة المحدث الشيخ علي بن محمد بن أحمد المالكي ، الشهير


بابن الصباغ ، مما رواه العز المحدث ، في صفته ، وذلك عند سؤال بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل له عن صفته فقال : كان ربعة من الرجال ، أدعج العينين ، حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر حسنا ، ضخم ، عريض المنكبين ، ششن الكفين ، كأن عنقه إبريق فضة ، أصلع ، كث اللحية ، له مشاش كمشاش السبع الضاري ، لا يتبين عضده من ساعده قد ادمجت إدماجا


[
الفصول المهمة ـ لابن الصباغ ـ : 110.]



4 ـ حدثنا الشيح أبو الحجاج ، قال : رأيت عليا يخطب ، وكان من أحسن الناس وجها ، كان كأنما كسر ثم جبر ، لا يغير شيبه ، خفيف المشي ، ضحوك


[
أسد الغابة ـ لابن الاثير ـ : 4 / 39.]



5 ـ وذكر العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد السلام الصفوري البغدادي في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :


كان مربوع القامة ، أدعج العينين عظيمهما ، حسن الوجه كأن وجهه القمر ليلة البدر ، عظيم البطن أعلاه علم وأسفله طعام ، وكان كثير شعر اللحية ، قليل شعر الرأس ، كأن عنقه إبريق فضة


[
نزهة المجالس 2 / 204.]



6 ـ وروى السيد محمد مرتضى الواسطي الحنفي في حديث ابن عباس : ما رأيت أحسن من شرصة علي رضي الله عنه


[
تاج العروس 4 / 401 ، ومثله في الفائق ـ للزمخشري ـ 2 / 237 ، والشرص : انحسار الشعر عن جانبي الرأس.]



7 ـ... وكان رضي الله عنه ربعة من الرجال ، أدعج العينين عظيمهما ، حسن الوجه كأنه قمر ليلة البدر...


[
الرياض النضرة في مناقب العشرة ـ للطبري ـ : 3 / 107.]



8 ـ وروى ابن العماد الحنبلي في وصف علي عليه السلام بأنه كان أدعج العينين ، حسن الوجه.. عريض المنكبين لهما مشاش كالسبع


[
شذرات الذهب 1 / 49.]

..


مقتل الاميرالمومنين



المقدمة


1 ـ روى الحسن بن علي بن الاسود ، عن يحيى بن آدم ، عن إسرائيل ، عن إبراهيم بن عبد الاعلى ، عن طارق بن زياد ، قال : قام علي بالنهروان فقال : إن نبي الله قال لي : سيخرج قوم يتكلمون بكلام الحق ـ لا يجوز حلوقهم ، يخرجون من الحق خروج السهم ـ أو مروق السهم ـ سيماهم أن فيهم رجلا مخدج اليد ، في يده شعرات سود ، فإن كان فيهم فقد قتلتم شر الناس


[
أنساب الاشراف 2 / 376 ، المسند ـ لاحمد بن حنبل ، في مسند علي ـ 2 / 848 ، خصائص أمير المؤمنين ـ للنسائي ـ : 41 ح 174 ، تاريخ بغداد 9 / 366.]



2 ـ أخبرنا أحمد بن عثمان بن علي الزراري ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ ، بإسناده عن أبي إسحاق الثعلبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد بن محمد ، حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين ، أخبرنا محمد بن يحيى ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه | وآله | وسلم يقسم قسما ـ قال ابن عباس كانت غنائم هوازن يوم حنين ـ إذ جاءه ذو الخويصرة التميمي ، وهو حرقوص بن زهير ، أصل الخوارج ، فقال : إعدل يا رسول الله ! فقال : ويحك ، ومن يعدل إذا لم أعدل... الحديث


[
أسد الغابة 2 / 140.]



3 ـ وعن أبي سعيد ، قال : حضرت رسول الله صلى الله عليه | وآله | وسلم يوم حنين وهو يقسم ، قلت : ـ فذكر الحديث إلى أن قال : ـ علامتهم رجل يده كثدي المرأة كالبضعة تدر در ، فيها شعيرات كأنها سبلة سبع


[
مجمع الزوائد 6 : 234.]



صفين والفتنة



1 ـ فثار أهل الشام في سواد الليل ينادون | عن قول معاوية وأمره | : يا أهل العراق ، من لذراريها إن قتلتمونا ، ومن لذراريكم إذا قتلناكم ، الله الله في البقية ، وأصبحوا قد رفعوا المصاحف على رؤوس الرماح... ومصحف دمشق الاعظم يحمله عشرة رجال على رؤوس الرماح وهم ينادون : كتاب الله بيننا وبينكم...


فقال علي عليه السلام : يا أيها الناس ، إني أحق من أجاب إلى كتاب الله ، ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط وابن أبي سرح وابن مسلمة ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن...


فجاءه من أصحابه زهاء عشرين ألفا مقنعين في الحديد ، شاكي السلاح ، سيوفهم على عواتقهم ، وقد اسودت جباههم من السجود ، يتقدمهم مسعر بن مذكي وزيد بن حصين وعصابة من القراء الذين صاروا خوارج من بعد ، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين : يا علي ، أجب القوم إلى كتاب الله إذ دعيت إليه وإلا قتلناك


[
شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 2 / 217.]



2 ـ إن عليا عليه السلام لما دخل الكوفة ودخلها معه كثير من الخوارج ، وتخلف منهم بالنخيلة وغيرها خلق كثير لم يدخلوها ، فدخل حرقوص بن زهير السعدي وزرعة بن البرج الطائي ـ وهما من رؤوس الخوارج ـ على علي عليه السلام فقال له ـ حرقوص : تب من خطيئتك واخرج بنا إلى معاوية نجاهده ! فقال له علي عليه السلام : إني كنت نهيتكم عن الحكومة فأبيتم ، ثم الان تجعلونها ذنبا... !؟ أما إنها ليست بمعصية ، ولكنها عجز من الرأي ، وضعف عن التدبير ، وقد نهيتكم عنه ، فقال زرعة : أما والله لئن لم تتب من تحكيمك لاقتلنك


[
شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد المعتزلي ـ 2 / 268 ، ومثله في تاريخ الطبري 5 / 52 ، ولكنه أورد : قاتلتك ، وكذا في الكامل 3 / 334.]



3 ـ حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، قال : سمعت إسماعيل ابن سميع الحنفي ، عن أبي رزين ، قال : لما وقع التحكيم ورجع علي من صفين رجعوا مباينين له ، فلما أنتهوا إلى النهر أقاموا به ، فدخل علي في الناس الكوفة ونزلوا بحروراء


[
تاريخ الطبري 4 / 54.]



فساد



1 ـ قال أبو العباس : ثم مضى القوم | أي الخوارج | إلى النهروان ، وقد كانوا أرادوا المضي إلى المدائن... | فأصابوا | في طريقهم مسلما ونصرانيا فقتلوا المسلم لانه عندهم كافر إذ كان على خلاف معتقدهم !! واستوصوا بالنصراني ، وقالوا : احفظوا ذمة نبيكم !


[
شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 2 / 280 ، الكامل 3 / 212.]



2 ـ وروى ابن ديزيل في كتاب صفين ، قال : كانت الخوارج في أول ما انصرفت عن رايات علي عليه السلام تهدد الناس قتلا... !!


[
شرح نهج البلاغة 2 / 269.]



3 ـ قال أبو العباس : ولقيهم عبد الله بن خباب في عنقه مصحف على حمار ومعه امرأته وهي حامل ، فقالوا له : إن هذا الذي في عنقك ليأمرنا بقتلك ، فقال لهم : ما أحياه القرآن فأحيوه ، وما أماته فأميتوه.


فوثب رجل منهم على رطبة سقطت من نخلة فوضعها في فيه ، فصاحوا به فلفظها تورعا... وعرض لرجل منهم خنزير فضربه فقتله ، فقالوا : هذا فساد في الارض ، وأنكروا قتل الخنزير...


ثم قالوا لابن خباب : فما تقول في علي بعد التحكيم والحكومة ؟ قال : إن عليا أعلم بالله وأشد توقيا على دينه وأنفذ بصيرة ، فقالوا : إنك لست تتبع الهدى ، إنما تتبع الرجال على أسمائهم ، ثم قربوه إلى شاطئ النهر فأضجعوه فذبحوه.


[
شرح نهج البلاغة 2 / 282.]



4 ـ... وأقبلوا إلى المرأة ، فقالت : إني إنما أنا امرأة ألا تتقون الله ، فبقروا بطنها.. !! وقتلوا ثلاث نسوة من طي ، وقتلوا أم سنان الصيداوية


[
تاريخ الطبري 4 / 61 ، الكامل 3 / 342.]



النهروان



1 ـ فلما بلغ عليا قتلهم عبد الله بن خباب واعتراضهم الناس ، بعث إليهم الحارث بن مرة العبدي ليأتيهم وينظر ما بلغه عنهم ويكتب به إليه ولا يكتمه ، فلما دنا منهم يسائلهم قتلوه ، وأتى عليا الخبر والناس معه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، علام ندع هؤلاء وراءنا يخلفوننا في عيالنا وأموالنا ؟! سر بنا إلى القوم فإذا فرغنا منهم سرنا إلى عدونا من أهل الشام


[
الكامل ـ لابن الاثير ـ 3 : 342.]



2 ـ قال أبو مخنف : حدثني مالك بن أعين ، عن زيد بن وهب ، أن عليا أتى أهل النهر فوقف عليهم فقال : أيتها العصابة التي أخرجتها عداوة المراء واللجاجة ، وصدها عن الحق الهوى ، وطمح بها النزق ، وأصبحت في اللبس والخطب العظيم ، إني نذير لكم أن تصبحوا تفليكم الامة غدا صرعى بأثناء هذا النهر ، وبأهضام هذا الغائط ، بغير بينة من ربكم ، ولا برهان بين


[
تاريخ الامم والملوك ـ تاريخ الطبري ـ 5 / 84 ، حوادث سنة 37.]



3 ـ... فتنادوا | أي الخوارج | : لا تخاطبوهم ، ولا تكلموهم ، وتهيؤا للقاء الرب ، الرواح الرواح إلى الجنة !!


فخرج علي معبئا الناس ، فجعل على ميمنته حجر بن عدي ، وعلى ميسرته شبث بن ربعي ـ أو معقل بن قيس الرياحي ـ ، وعلى الخيل أبا أيوب الانصاري ، وعلى الرجالة أبا قتادة الانصاري ، وعلى أهل المدينة ـ وهم سبعمائة أو ثمانمائة رجل ـ قيس بن سعد بن عبادة.


قال : وعبأت الخوارج ، فجعلوا على ميمنتهم زيد بن حصين الطائي ، وعلى الميسرة شريح بن أوفى العبسي ، وعلى خيلهم حمزة بن سنان الاسدي ، وعلى


الرجالة حرقوص بن زهير السعدي ، ثم تنادوا : الرواح الرواح إلى الجنة ! فشدوا على الناس والخيل أمام الرجال ، فلم تثبت خيل المسلمين لشدتهم ، وافترقت الخيل فرقتين ، فرقة نحو الميمنة وأخرى نحو الميسرة ، وأقبلوا نحو الرجال فاستقبلت المرامية وجوههم بالنبل ، وعطفت عليهم الخيل من الميمنة والميسرة ، ونهض إليهم الرجال بالرماح والسيوف ، فوالله ما لبثوهم أن أناموهم ، ثم إن حمزة بن سنان ـ صاحب خيلهم ـ لما رأى الهلاك نادى أصحابه أن انزلوا ، فذهبوا لينزلوا فلم يتقاروا حتى حمل عليهم الاسود بن قيس المرادي وجاءتهم الخيل من نحو علي فأهمدوا في الساعة


[
تاريخ الامم والملوك 5 / 85 ، ومثله في الكامل 3 / 346.]



4 ـ وقد روى جماعة أن عليا كان يحدث أصحابه قبل ظهور الخوارج أن قوما يخرجون يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، علامتهم رجل مخدج اليد. سمعوا ذلك منه مرارا ، فلما خرج أهل النهروان سار بهم إليهم علي ، وكان منه معهم ما كان ، فلما فرغ أمر أصحابه أن يلتمسوا المخدج فالتمسوه ، فقال بعضهم : ما نجده حتى قال بعضهم : ما هو فيهم ، وهو يقول : والله إنه لفيهم ، والله ما كذبت ولا كذبت ، ثم إنه جاءه رجل فبشره... وقيل | إنه | خرج في طلبه... فوجده في حفرة على شاطئ النهر في خمسين قتيلا... فلما رآه قال : الله أكبر ، ما كذبت ولا كذبت


[
الكامل ـ لابن الاثير ـ 3 / 347.]



المؤامرة



1 ـ حدثني عباس بن هشام الكلبي ، عن أبيه ، عن لوط ، أن يحيى وعوانة ـ ابنا الحكم ـ وغيرهما قالوا : اجتمع ثلاثة نفر من الخوارج بمكة ، وهم عبد الرحمن ابن ملجم الحميري... والبرك بن عبد الله التميمي ، وعمرو بن بكير ، وتذاكروا أمر إخوانهم الذين قتلوا بالنهروان... فتعاهدوا وتعاقدوا ليقتلن علي بن أبي طالب


ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ، ثم توجه كل رجل منهم إلى البلد الذي فيه صاحبه... وجعلوا ميعادهم ليلة واحدة... وأما ابن ملجم ـ قاتل علي ـ فإنه أتى الكوفة ، فكان يكتم أمره ولا يظهر الذي قصد له ، وهو في ذلك يزور أصحابه من الخوارج فلا يطلعهم على إرادته ، ثم أتى يوما قوما من تيم الرباب ، فرأى امرأة منهم جميلة يقال لها : قطام بنت شجنة ـ وكان علي قتل أباها شجنة بن عدي ، وأخاها الاخضر بن شجنة يوم النهروان ـ فهواها حتى أذهلته عن أمره فخطبها ، فقالت : لا أتزوجك إلا على عبد وثلاثة ألاف درهم وقينة وقتل علي ابن أبي طالب ! !.


فقال : أما الثلاثة الاف والعبد والقينة فمهر ، وأما قتل علي بن أبي طالب فما ذكرته لي وأنت تريديني ، فقالت : بلى ، تلتمس غرته ، فإن أصبته وسلمت شفيت نفسي ونفعك العيش معي ، فقال : والله ماجاء بي إلا قتل علي


[
تاريخ الخلفاء 1 / 159 ، تاريخ الامم والملوك 5 / 143 ، أنساب الاشراف 2 / 491 ، أسد الغابة 4 / 36 ، طبقات ابن سعد 3 / 35 ، تذكرة الخواص : 160 ، الرياض النضرة 3 ـ 4 / 234.]



2 ـ فقدم ابن ملجم ، وجعل يكتم أمره ، فتزوج قطام بنت علقمة ، من تيم الرباب ـ وكان عليا قتل أخاها ـ فأخبرها بأمره ، وكان أقام عندها ثلاث ليال ، فقالت له في الليلة الثالثة : لشد ما أحببت لزوم أهلك وبيتك وأضربت عن الامر الذي قدمت له ! فقال : إن لي وقتا واعدت عليه أصحابي ولن أجاوزه


[
أنساب الاشراف 2 / 488.]



3 ـ قالوا : لم يزل ابن ملجم تلك الليلة عن الاشعث بن قيس يناجيه حتى قال له الاشعث : قم فضحك الصبح. وسمع ذلك من قوله حجر بن عدي الكندي فلما قتل علي قال له حجر : يا أعور ، أنت قتلته!


وقال المدائني : قال مسلمة بن المحارب : سمع الكلام عفيف عم الاشعث ، فلما قتل علي قال عفيف : هذا من عملك وكيدك يا أعور


[
أنساب الاشراف 2 / 493 ، مقاتل الطالبيين : 33 وفيه : النجاء... النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح .]



4 ـ فبعثت | أي قطام | إلى رجل من تيم الرباب يقال له : وردان ، فكلمته في ذلك فأجابها ، وجاء ابن ملجم برجل من أشجع يقال له : شبيب بن بحرة ، فقال له : هل لك في شرف الدنيا والاخرة !! قال : وما ذاك ؟ قال : قتل علي بن أبي طالب ! قال : ثكلتك أمك ، لقد جئت شيئا إدا ، كيف تقدر على ذلك ؟ ! قال : اكمن له في المسجد ، فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه فإن نجونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثارنا ، وإن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا !!


[
المناقب ـ للخوارزمي ـ : 276 ، الكامل في التاريخ 3 / 389 ، تفسير نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 6 / 115.]



الاخبار... قبل الحدث



1 ـ حدثنا دعلج بن أحمد السجزي ـ ببغداد ـ ثنا عبد العزيز بن معاوية البصري ، ثنا عبد العزيز بن الخطاب ، ثنا ناصح بن عبد الله الملحمي ، عن عطاء بن السائب ، عن أنس بن مالك ، قال : دخلت مع النبي على علي بن أبي طالب يعوده وهو مريض ، وعنده أبو بكر وعمر فتحولا حتى جلس رسول الله صلى الله عليه | وآله | وسلم ، فقال أحدهما لصاحبه : ما أراه إلا هالك ! فقال رسول الله صلى الله عليه | وآله | وسلم : إنه لن يموت إلا مقتولا ، ولن يموت حتى يملأ غيظا


[
المستدرك 3 / 139 ، تاريخ دمشق 3 / 266.]



2 ـ قال النبي صلى الله عليه | وآله | وسلم : أشقى الاولين عاقر الناقة ، وأشقى الاخرين من هذه الامة الذي يطعنك يا علي ، وأشار إلى حيث طعن


[
أنساب الاشراف 2 / 499.]



3 ـ قال علي : قال رسول الله صلى الله عليه | وآله | وسلم : من أشقى الاولين ؟ قلت : عاقر الناقة ، قال : صدقت. قال : فمن أشقى الاخرين ؟ قلت :


لا علم لي يا رسول الله ، قال : الذي يضربك على هذا ، وأشار بيده إلى يافوخه


[
أسد الغابة 4 / 35 ، تاريخ دمشق 3 / 281 ، تذكرة الخواص : 158 ، تاريخ الخلفاء ـ لابن قتيبة ـ 1 / 162.]



4 ـ عن عبد الله بن سبع ، قال : سمعت عليا على المنبر يقول : ما ينظر أشقاها ؟ والذي خلق الحبة وبرأ النسمة عهد إلي أبو القاسم رسول الله صلى الله عليه | وآله | وسلم : لتخضبن هذه من هذه ، وأشار إلى لحيته ورأسه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، من هو ؟ لنبيرنه... قال : أنشدكم الله أن يقتل غير قاتلي


[
تاريخ بغداد 12 / 57 ، الرياض النضرة للطبري 3 ـ 4 / 233.]



5 ـ لما خرج علي عليه السلام لطلب الزبير ، خرج حاسرا ، وخرج إليه الزبير دارعا مدججا... قال علي عليه السلام : إنه ليس بقاتلي ، إنما يقتلني رجل خامل الذكر ضئيل النسب غيلة ، في غير ما قط حرب ولا معركة ولا رجال ، ويل له ، إنه أشقى البشر ، ليودن أن أمه هبلت به ، أما إنه واحيمر ثمود لمقرونان في قرن


[
شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد المعتزلي ـ 1 / 78 طبعة القاهرة.]



6 ـ حدثني العباس بن علي ومحمد بن خلف ، قالا : حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن عبيدة السلماني ، قال : كان علي بن أبي طالب إذا أعطى الناس فرأى ابن ملجم قال :


أريد حياته ويريد قتلي عذيرك من خليلك من مراد


[
الاغاني ـ للاصبهاني ـ 14 / 69 طبعة دار الفكر ، مقاتل الطالبيين : 31 ، ورواه ابن سعد في طبقاته 3 / 34.]



7 ـ عن سكين بن عبد العزيز العبدي أنه سمع أباه يقول : جاء عبد الرحمن ابن ملجم يستحمل عليه فحمله ، ثم قال : إن هذا قاتلي ، قيل : فما منعك منه قال : إنه لم يقتلني بعد


[
الرياض النضرة 3 ـ 4 / 234.]



التنفيذ



1 ـ روى ابن الاثير ، قال : وأنبأنا جدي ، حدثنا زيد بن علي ، عن عبيد الله بن موسى ، حدثنا الحسن بن كثير ، عن أبيه ، قال : خرج علي لصلاة الفجر فاستقبله الاوز يصحن في وجهه ، قال : فجعلنا نطردهن عنه ، فقال : دعوهن فإنهن نوائح...


[
أسد الغابة 4 / 36 ، ومثله في الكامل 3 / 195 ، البداية والنهاية ـ لابن كثير ـ 8 / 13 ، الفصول المهمة : 121 ، ذخائر العقبى : 113.]



2 ـ روى العلامة القندوزي في ينابيع المودة : في جواهر العقدين : عن الحسين بن كثير ، عن أبيه ، قال : فلما كانت الليلة التي قتل في صبيحتها ، أكثر الخروج والنظر إلى السماء ، وجعل يقول : والله ما كذبت ولا كذبت ، وإنها الليلة التي وعدت لي


[
ينابيع المودة : 164.]



3 ـ أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد ، أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسن بن بشران ، أنبأنا أبو علي بن صفوان ، حدثنا ابن أبي الدنيا ، حدثني هارون بن أبي يحيى ، عن شيخ من قريش أن عليا لما ضربه ابن ملجم قال : فزت ورب الكعبة ، ثم قال : لا يفوتنكم الرجل ، فشد الناس عليه فأخذوه


[
أسد الغابة 4 / 38 ، تاريخ دمشق 3 / 303 ، أنساب الاشراف 2 : 492 ، الامامة والسياسة ـ للدينوري ـ 1 / 160.]



4 ـ... عن الزهري أن ابن ملجم طعن عليا حين رفع رأسه من الركعة ، فانصرف وقال : أتموا صلاتكم


[
كنز العمال 13 / 190.]



5 ـ أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي ، أنبأنا أحمد بن منصور ، أنبأنا


يحيى بن بكير المصري ، أخبرني الليث بن سعد : أن عبد الرحمن بن ملجم ضرب عليا في صلاة الصبح على دهش بسيف كان سمه...


[
تاريخ دمشق ـ لابن عساكر ـ حديث رقم 1397.]



اميرالمؤمنين... يوصي



الوصايا العامة


1 ـ دعا | علي بن أبي طالب عليه السلام | حسنا وحسينا ، فقال : أوصيكما بتقوى الله ، وألا تبغيا الدنيا الفانية وإن بغتكما ، ولا تبكيا علىشيء زوي عنكما ، وقولا الحق ، وارحما اليتيم ، وأعينا الضائع ، واصنعا للاخرة ، وكونا للظالم خصما وللمظلوم ناصرا ، اعملا بما في الكتاب ، فلا تأخذكما في الله لومة لائم.


ثم نظر إلى محمد بن الحنفية فقال : هل حفظت ما أوصيت به أخويك ؟ قال : نعم. قال : فإني أوصيك بمثله ، وأوصيك بتوقير أخويك لعظيم حقهما عليك ، ولا تؤثر أمرا دونهما.


ثم قال للحسن والحسين : أوصيكما به ، فإنه أخوكما وابن أبيكما ، وقد علمتما أن أباكما كان يحبه...


[
تاريخ الامم والملوك ـ للطبري ـ 5 / 146.]



2 ـ فلما حضرته الوفاة أوصى ، فكانت وصيته :


بسم الله الرحمن الرحيم


هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب :


أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.


ثم اوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهلي ومن يبلغه كتابي بتقوى الله ربكم ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، واعتمصوا بحبل الله جميعا ، ولا تفرقوا ، فإني سمعت أبا القاسم عليه السلام يقول : إن صلاح ذات البيت أفضل من عامة الصلاة والصيام.


انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهون عليكم الحساب.


الله الله في الايتام فلا تغيروا أفواههم ، ولا يضيعوا بحضرتكم.


الله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم ، مازال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم.


الله الله في القرآن فلا يسبقنكم بالعمل به غيركم.


الله الله في الصلاة فإنها عماد دينكم.


الله الله في بيت ربكم فلا يخلون ما بقيتم ، فإنه إن ترك لم تناظروا.


الله الله في شهر رمضان ، فإن صيامه جنة من النار.


الله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم.


الله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب الرب.


الله الله في ذمة أهل بيت نبيكم ، فلا يظلموا بين ظهرانيكم.


الله الله في أصحاب نبيكم فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بهم.


الله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم.


الله الله فيما ملكت أيمانكم ، فإن آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وآله أن قال : أوصيكم بالضعيفين ، نساؤكم وما ملكت أيمانكم.


الصلاة الصلاة ، لا تخافن في الله لومة لائم ، يكفيكم من أرادكم وبغي عليكم ، وقولوا للناس حسنا كما أمركم الله ، ولاتتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيتول الامر شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم ، عليكم بالتواصل والتباذل وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق ، وتعاونوا على البر والتقوى ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب.


حفظكم الله من أهل بيت ، وحفظ فيكم نبيكم ، أستودعكم الله ، وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله...


[
المناقب ـ للخوارزمي : 278 ، تاريخ الامم والملوك 5 / 147 ، مقاتل الطالبيين : 39.]



3 ـ عن أبي وائل بن سعد ، قال : كان عند علي مسك ، فأوصى أن يحنط به ، وقال : هو فضلة حنوط رسول الله صلى الله عليه | وآله | وسلم


[
كنز العمال 13 / 191.]



الوصية باستخلاف الامام الحسن



1 ـ ذكروا أن جندب بن عبد الله دخل على علي عليه السلام يسليه | بعد إصابته | فقال : يا أمير المؤمنين ، إن فقدناك فلا نفقدك فنبايع الحسن قال : نعم


[
المناقب ـ للحافظ الموفق بن أحمد الحنفي ، المعروف بأخطب خوارزم ـ : 278.]



2 ـ أخبرني حبيب بن نصر المهلبي ، قال : حدثنا عمر بن شبة ، قال : حدثنا علي بن محمد المدائني ، عن أبي بكر الهذلي ، قال : أتى أبا الاسود الدؤلي


[
أبو الاسود الدؤلي : من المتحققين بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، ومحبته وصحبته ومحبة ولده ، وشهد معه الجمل وصفين وأكثر مشاهده ، واستعمله أمير المؤمنين عليه السلام على البصرة "إنباه الرواة 1 / 52".]

نعي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وبيعة الحسن عليه السلام ، فقام على المنبر فخطب الناس ونعى لهم عليا عليه السلام ـ حتى قال : وقد أوصى بالامامة بعده إلى ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وابنه وسليله وشبيهه في خلقه وهديه ، وإني لارجو أن يجبر الله عزوجل به ما وهى ، ويسد به ما انثلم ، ويجمع به الشمل ، ويطفئ به نيران الفتنة ، فبايعوه ترشدوا.


فبايعت الشيعة كلها


[
الاغاني ـ لابي الفرج الاصبهاني ـ 12 / 328 ونقله صاحب تعليقات كتاب إحقاق الحق 18 / 257 عن مهذب الاغاني ـ لابن منظور ـ المجلد 2.]



الوصية بقاتله والقصاص منه



1 ـ قال الامام علي عليه السلام : إنه أسير ، فأحسنوا نزله وأكرموا مثواه


[
إن هذا الخلق العظيم لم يسجله التاريخ إلا لاهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام ، فهل أوصى مقتول بقاتله قط ، إنها كلمة تدل على جوهر نفيس.]

فإن بقيت قتلت أو عفوت ، وإن مت فاقتلوه قتلتي ، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين


[
أنساب الاشراف 2 / 502 ، أسد الغابة 4 / 35 ، ومثله الامامة والسياسة ـ لابن قتيبة ـ : 160.]



2 ـ... أنظر يا حسن ، إن أنا مت من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة ، ولا تمثل بالرجل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه | وآله | وسلم يقول : إياكم والمثلة ولو أنها بالكلب العقور


[
تاريخ الطبري 4 / 114.]



3 ـ قال له | أي الامام علي عليه السلام لابن ملجم | : ولقد كنت أعلم أنك قاتلي ، وإنما أحسنت إليك لاستظهر بالله عليك ، ثم قال لبنيه : يا بني ، إن هلكت النفس بالنفس ، اقتلوه كما قتلني ، وإن بقيت رأيت فيه رأيا


[
تذكرة الخواص : 162.]



4 ـ... يا بني عبد المطلب ، لا تخوضوا دماء المسلمين خوضا تقولون : قتل أمير المؤمنين ، قتل أمير المؤمنين ، ألا لاتقتلن بي إلا قاتلي ، انظروا ، إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة ، ولاتمثلوا به ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه | وآله | وسلم يقول : إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور


[
الرياض النضرة 3 ـ 4 / 238.]



5 ـ قال علي عليه السلام عندما أدخل عليه ابن ملجم بعد أن ضربه :


النفس بالنفس ، إن هلكت فاقتلوه كما قتلني ، وإن بقيت رأيت فيه رأيي. وقال لابن ملجم : يا عدو الله ألم أحسن إليك ؟!... ألم أفعل بك... ؟! قال : بلى


[
مجمع الزوائد 9 / 139.]



الرحيل



1 ـ أنبأنا عبد الوهاب بن أبي منصور بن سكينة ، أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سليمان ، أنبأنا أحمد بن الحسين بن خيرون وأحمدبن الحسن الباقلاني ـ كلاهما إجازة ـ ، قالا : أنبأنا أبو علي بن شاذان ، قال : قراءة على أبي محمد بن الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، حدثني جدي ، حدثنا أحمد بن محمد ابن يحيى ، حدثني إسماعيل بن أبان الازدي ، حدثني فضيل بن الزبير ، عن عمرو ذي مر ، قال : لما اصيب علي بالضربة دخلت عليه وقد عصب رأسه ، قال : قلت : يا أمير المؤمنين أرني ضربتك. قال : فحلها. فقلت : خدش وليس بشيء.


قال : إني مفارقكم فبكت أم كلثوم من وراء الحجاب. فقال لها : اسكتي ، فلو ترين ما أرى لما بكيت. قال : فقلت : يا أمير المؤمنين ، ماذا ترى ؟ قال : هذه الملائكة وفود النبيون ، وهذا محمد صلى الله عليه | وآله | وسلم يقول : يا علي أبشر فما تصير إليه خير مما أنت فيه


[
أسد الغابة 4 / 38.]



2 ـ... ثم كتب وصيته ولم ينطق إلا بلا إله إلا الله ، حتى مات


[
الكامل في التاريخ 3 / 392 ، المناقب ـ للخوارزمي ـ : 279.]



3 ـ... لما فرغ علي من وصيته قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ثم لم يتكلم إلا بلا إله الا الله حتى توفي


[
وسيلة النجاة ـ للمولوي ـ : 188 ، الا تحاف ـ للزبيدي ـ 10 / 319 ، البصائر ـ للداجوني الحنفي ـ : 44. ]



4 ـ عن ابن شهاب ، قال : قدمت دمشق وأنا اريد العراق ، فأتيت عبد الملك لاسلم عليه ، فودته في قبة على فرش تفوت القائم وتحته سماطان ، فسلمت ثم جلست ، فقال لي : يا ابن شهاب ، أتعلم ما كان في بيت المقدس صباح قتل علي بن أبي طالب ؟ قلت : نعم. قال : فقمت من وراء الناس حتى أتيت خلف القبة ، وحول إلي وجهه وأحنى علي فقال : ما كان ؟! فقلت : لم


يرفع حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم


[
الرياض النضرة 3 ـ 4 / 237 ، وروى الخوارزمي في مناقبه : 281 بنفس المعنى ، ومثله في الصواعق المحرقة ـ لابن حجر ـ : 192 طبعة مصر.]



5 ـ أخبرنا أبو محمد الشاهد ، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن المقرئ ، أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس.


حيلولة ، وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا محمد بن محمد ، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران ، أنبأنا عمر بن الحسن ، قالا : أنبأنا ابن أبي الدنيا ، أنبأنا سعيد بن يحيى الاموي ، عن أبيه ، عن ابن إسحاق.


وقال ابن السمرقندي : أنبأنا أبي ، عن محمد بن إسحاق ، قال : مات علي في إحدى وعشرين ليلة مضت من شهر رمضان


[
تاريخ دمشق 3 / 317 ترجمة الامام علي عليه السلام.]



6 ـ أخبرني أحمد بن بالويه العقصي ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا عباد بن يعقوب ، ثنا نوح بن دراج ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري أن أسماء الانصارية قالت : ما رفع حجر بإيلياء ليلة قتل علي إلا ووجد تحته دم عبيط


[
مستدرك الحاكم 3 / 144.]



7 ـ روى الحاكم ، عن أبي عبد الله الحافظ أنه بلغه : قال علي للحسن والحسين رضي الله عنهم : إذا مت أنا فاحملاني على سرير ، ثم أئتيا أبي الغري ـ وهو نجف الكوفة ـ فإنكما تريان صخرة بيضاء تلمع نورا ، فاحتفرا فإنكما تجدان فيها ساجة ، فادفناني فيها


[
أرجح المطالب : 669.]



8 ـ... ثنا المعتمر ، قال : قال أبي : حدثنا الحريث بن مخشى أن عليا قتل صبيحة إحدى وعشرين من رمضان ، قال : فسمعت الحسن بن علي يقول وهو يخطب ـ وذكر مناقب علي ـ فقال : قتل ليلة أنزل القرآن ، وليلة أسري بعيسى ، وليلة قبض موسى


[
المستدرك 3 / 143 ، تلخيص المستدرك ـ للذهبي ـ 3 / 143.]



القصاص



1 ـ فلما مات علي رضي الله عنه ، استدعى الحسن ابن ملجم ، فقال له ابن ملجم : إني أعرض عليك خصلة. قال : وما هي ؟ قال : إني كنت عاهدت الله عند الحطيم أن أقتل عليا ومعاوية أو أموت دونهما ، فإن خليتني ذهبت إلى معاوية ، على أني إن لم أقتله أو قتلته وبقيت فلله علي أن أرجع إليك حتى أضع يدي في يدك ، فقال الحسن : كلا والله حتى تعاين النار فلا. ثم قدمه فقتله


[
البداية والنهاية ـ لابن كثير ـ 7 / 330.]



2 ـ فلما قبض عليه السلام بعث الحسن إلى ابن ملجم فقال للحسن : هل لك في خصلة ، إني والله ما أعطيت الله عهدا إلا وفيت به ، إني كنت قد أعطيت الله عهدا عند الحطيم أن أقتل عليا ومعاوية أو أموت دونهما ، فإن شئت... فقال الحسن : أما والله حتى تعاين النار فلا ، ثم قدمه فقتله...


[
تاريخ الطبري 4 / 144 ، ومثله في المناقب ـ للخوارزمي ـ : 279.]



3 ـ ودعا الحسن ـ بعد دفنه ـ بابن ملجم ـ لعنه الله ـ فأتي به فأمر بضرب عنقه ، فقال له : إن رأيت أن تأخذ علي العهود أن أرجع إليك حتى أضع يدي في يدك بعد أن أمضي إلى الشام ، فأنظر ما صنع صاحباي بمعاوية ، فإن كان قتله وإلا قتلته ثم أعود إليك تحكم في بحكمك ، فقال له الحسن : هيهات والله لا تشرب الماء البارد أو تلحق روحك بالنار ، ثم ضرب عنقه


[
مقاتل الطالبين : 41 ، تفسير نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 6 / 125 ]




/ 1