حیاة امیرالمؤمنین عن لسانه جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین عن لسانه - جلد 2

محمد محمدیان تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مقدمة المؤلف


الحمد للَّه الّذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره، وسبباً للمزيد من فضله، ودليلاً على آلائه وعظمته .

[
نهج البلاغة "صبحي الصالح" الخطبة 157 ص 221.]

وصلوات اللَّه على محمّد الَّذي ابتعثه بالنّور المضي ء، والبرهان الجليّ، والمنهاج البادي، والكتاب الهادي، أُسرته خير اُسرة، وشجرته خير شجرة، أغصانها معتدلة، وثمارها متهدّلة .

[
نهج البلاغة "صبحي الصالح" الخطبة 161 ص 229.]

وسلام اللَّه على أهل بيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم الّذين هم عيش العلم وموت الجهل،... هم دعائم الإسلام وولائج الإعتصام، بهم عاد الحق إلى نصابه، وانزاح الباطل عن مقامه .

[
نهج البلاغة "صبحي الصالح" الخطبة 239 ص 357.]

يعدّ رحيل النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم إلى الرّفيق الأعلى في طليعة الأحداث الأكثر مرارة في تاريخ الإسلام.

فلقد وجد المسلمون أنفسهم أمام حادثةٍ ما كانت لتخطر في أذهانهم إذ يصعب قبولها والتكيّف معها، ومع ذلك فقد حدث ما حدث وخلّف في القلوب

مرارة غياب الوحي الإلهي ورحيل الإنسان الّذي صاغته السّماء.

غير أنّ ما ضاعف الفجيعة هو ما حصل من حوادث مريرة أعقبت رحيل النبي صلى الله عليه و آله و سلم.

كان أوّل انتهاك حصل هو التمرّد على نصّ واضح للنبيّ صلى الله عليه و آله و سلم في تعيين خليفته، حيث تمّ إقصاء أهل البيت عليهاالسلام وهم معدن الوحي والرّسالة عن الإدارة والقيادة والحكم.

وفي تلك الأزمة العاصفة والمرحلة الحسّاسة والخطيرة جاء موقف الامام علي بن أبي طالب عليه السلام في مستوى الشعور بالمسؤلية والحرص على مستقبل الإسلام والدولة الإسلاميّة، فاختار الصبر والصمت من أجل أن تتجذر شجرة الدين الاسلامي في الحياة الإنسانيّة.

هل استطاعت الأجهزة الحاكمة بإقصاء عليّ عليه السلام عن الخلافة وانتزاع البيعة منه محو اسمه من أذهان الرأي العام؟ وهل سقط اسمه بمرور الزمن من ذاكرة الاُمّة الإسلامية؟

من المؤكّد أنّ الإدارة الّتي أعقبت وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم بضعفها الشديد، بل انّ أيّة حكومة مهما بلغت من إمكاناتها الدعائية والمالية والسياسيّة عاجزة تماماً عن تحقيق ذلك.

لقد ظلّ اسم عليّ عليه السلام أملاً يبعث الدف ء في قلوب المؤمنين، وظلّت مشاهده البطولية ومواقفه المشرقة خالدة ولذا فهو الرجاء والمنقذ في كلّ أزمة تواجه الرسالة والرساليّين... فهو الحاضر الغائب والشاهد الّذي يمارس دوره البنّاء بالرغم من سياسة الإقصاء.

المسلمون المخلصون لم ينسوا أبداً تاريخ مسيرتهم الجهادية في مكّة

وصنوف العذاب والمعاناة الّتي مرّوا بها ومرّت بهم... لم ينسوا محنتهم... لم ينسوا أيّام الهجرة والعذاب والحرمان... ولم ينسوا أيضاً مواقف علي عليه السلام في فداء سيّدهم وقائد مسيرتهم محمّد صلى الله عليه و آله و سلم.

لقد اقترن اسم علي عليه السلام بالنبيّ صلى الله عليه و آله و سلم اقتران الروح بالروح والنور بالشّمس حتّى يستحيل الفصل بينهما... فكان علي عليه السلام الإمتداد الوجداني بعد غياب الرّسول صلى الله عليه و آله و سلم.

إنّ ظلا له الوارفة موجود في كلّ شبر من المدينة المنوّرة في النخيل والمسجد والينابيع المتدفقة بالمياه... كلّ شي ء فيها يثير الذكريات العطرة حيث يتألّق اسم علي عليه السلام مكتوباً بأحرف من نور. لم يسقط من الذاكرة يوم الدار في مكّة وقد دعا النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم عشيرته الأقربين

[
إشارة إلى آية وأنذر عشيرتك الأقربين الشعراء: 214.]

فكان صوت عليّ عليه السلام الوحيد الّذي لبّى دعوة النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم إلى الإيمان والتوحيد ونبذ الالهة المزيّفة، ومن أجل هذا عانقه النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم وأعلن أنّه وصيّه وخليفته من بعده.

[
راجع حياة اميرالمؤمنين عليه السلام عن لسانه ج 1 ص 132.]

وفي أيّام الحصار في الوادي... في شعب أبي طالب عليه السلام يتألّق اسم علي عليه السلام مضيئاً في دنيا الفداء والتضحية، وكانت عيون الأطفال ترنو إلى علي عليه السلام فقد يملأ بطونهم الخاوية خبزاً وطعاماً.

وعندما حانت السّاعة... ساعة الهجرة يوم قرّر النبي صلى الله عليه و آله و سلم مغادرة مكّة إلى المدينة، وكان على عليّ عليه السلام أن يأوي إلى فراش النبي صلى الله عليه و آله و سلم ويوهم الكفار أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم ما يزال في فراشه... أنّه يقدّم روحه فداءً من أجل الإسلام والرّسالة والرّسول.

وعندما اشتعلت معارك الجهاد الإسلامي المرير برز علي عليه السلام في دنيا الفروسيّة فكان أسداللَّه وأسد رسوله، فهو صاحب الراية في كلّ معارك الاسلام الخالدة...

وكان اسم علي عليه السلام يبعث الرعب في قلوب المشركين ويلهب الحماس في صدور المؤمنين المجاهدين.

وستبقى ذكريات اشتباكه مع عمرو بن عبد ودّ خالدة فلقد برز الشرك كلّه إلى الإسلام كلّه كما عبّر النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم عن ذلك. وعندما أهوى ذوالفقار على بطل الشرك في معركة الخندق

[
حياة أميرالمؤمنين عليه السلام عن لسانه ج 1 ص 162.]

وهوى عمرو صريعاً فوق الرمال تحطّم الحصار وارتفعت صيحات اللَّه اكبر... صيحات النصر وتراجعت جيوش الأحزاب... واعقب ذلك انتصارات كبرى بلغت ذروتها في فتح مكّة وسقوط الوثنيّة إلى الأبد.فكيف يمكن لإسم عليّ عليه السلام أن يسقط من الذاكرة الإسلاميّة؟ وهل يمكن لأيّ كان مهما بلغت سلطانه من تهميش عليّ عليه السلام ودور عليّ وهو الّذي نهض الإسلام بسيفه؟!

وبالرغم من نجاح إدارة الحكم بعد النبي صلى الله عليه و آله و سلم في إقصاء عليّ عليه السلام عن حقّه والسّيطرة على مقدّرات الدولة وانتزاع القيادة من أكثر النّاس أهليّة لها، إلّا أنّها لم تشطب مقوماته الاخرى من قبيل إمامته الفكرية ومرجعيّته القضائيّة.

ولقد كان موقفه نبيلاً في انهاء عزلته الموقتة كاحتجاج صامت ضدّ السياسة التعسفيّة تجاهه، ومن ثمّ مبادرته في دفع عجلة الحكم، وتعزيزها بما يخدم الأهداف العليا للإسلام ومصالح المجتمع والدولة الإسلاميّة.

وبهذا فقد سدّ الفراغ الفكري والثقافي الّذي وجدت الإدارة نفسها أمامه وجهاً لوجه.

ان تجاوز حالة الذاتية وبالرغم من العذاب والقهر الّذي تعرّض له ليؤكّد مخزونه الروحي العميق وإخلاصه للرسالة ومستقبل الاُمّة الإسلاميّة الفتيّة.

من أجل هذا وضع الامام علي عليه السلام كلّ قدراته العلميّة والثقافية والسياسية في خدمة الإدارة الحاكمة، فكان المستشار والمنقذ في الأزمات والمصاعب الّتي واجهتها أجهزة الدولة.

إنّ الثّورة الثقافيّة والنهضة الفكرية الكبرى الّتي أحدثها الإسلام كانت من العمق في تجذرها، ومن السّعة في انتشار أشعتها، بحيث لا يمكن ايقاف مدّها، ومن المؤكّد أنّه في مثل هذه الظروف والأجواء الفكرية والثقافية لا يمكن العثور على بديل يستطيع أن يشغل دور أميرالمؤمنين عليه السلام في قيادة سفينة التمدّن والحضارة الاسلاميّة.

وبالرغم من أنّ الخلفاء كانوا يعدّون عليّاً عليه السلام المنافس الأكبر "والوحيد في عهدي أبي بكر وعمر ثمّ ظهر منافسون اخرون بعد تشكيل عمر الشورى" إلّا أنّهم لم يستغنوا عنه وعن قدراته وقابلياته العلميّة، ولهذا كانوا يستنجدون به متجاوزين عُقدهم النفسيّة إزائه.

وهل هناك أدلّ من الجدل العلمي والفكري الّذي احتدم في المدينة، فكان علي عليه السلام هو بطل المواجهة الّذي هزم علماء النصارى وأحبار اليهود.

ولم يكن هناك من جواب عن أسئلة اليهود والمسيحيّين سوى كلمات علي عليه السلام.وفي ميدان القضاء برز اسم علي عليه السلام في أعقد الملفات القضائيّة الّتي واجهها

المجتمع المسلم في صدر الإسلام حتى اشتهرت كلمة الخليفة الثاني: لولا علي لهلك عمر.

وكانت مواقفه الإستشارية وآرائه الصائبة تثير بعمقها دهشة الاخرين، ولذا جاءت قرارات الخلفاء المصيرية استجابة لارائه وافكاره.

وهو في كل ذلك مع الإدارة الحاكمة ما دامت مع الإسلام وهو بالمرصاد لأ يّة ظاهرة انحرافيّة. وبالمرصاد ايضاً لكلّ من تسوّل له نفسه بانتهاك الحقوق الإنسانيّة الّتي ضمنتها الشريعة الإسلاميّة.

وهو في هذا لا يجامل أحداً ولا يتساهل أبداً... والتاريخ قد سجّل مواقفه في حمايته ودعمه لكبار الصحابة كأبي ذر وعمار بن ياسر، وعبداللَّه بن مسعود في زمن عزّ فيه المدافعون عن حريم الدين وكرامة المؤمنين.

وكما أشرنا في مقدمة الجزء الأوّل والجزء الثاني من هذه المجموعة في حياة أميرالمؤمنين عليه السلام من خلال تصريحاته وكلماته، وقد أوردناها كما هي دون تحليل وتفسير، إذ غالباً ما يتأثّر نصّ ما برؤية محلّل قاصرة ورأي مفسر مبسّر وعندها يفقد النّص الأصلي انعكاساته المطلوبة، وسنرى إنّ هذه الكلمات ما تزال تنبض بالحياة ولا تحتاج في ذلك إلى من يفسّرها أو يخضعها للدراسة والتحليل.

اهتمّ الجزء الأوّل من هذه المجموعة بحياته في عصر النبي صلى الله عليه و آله و سلم و من خلال كلماته الّتي صوّر فيها حياته المباركة.

أمّا الجزء الثاني فاهتمّ بالحوادث المريرة الّتي أعقبت رحيل النبي صلى الله عليه و آله و سلم اي مع بدء امامته ومواقفه في حقبة ما بعد النبي صلى الله عليه و آله و سلم وبالتالي بيان منزلة الإمامة والولاية وموقع أهل البيت عليهاالسلام.

في حين تناول الجزء الثالث الّذي بين يديك عزيزى القاري الكريم. جانباً

آخر من حياة أميرالمؤمنين عليه السلام في عصر الخلفاء الثلاثة.

جدير ذكره إنّنا أوردنا فصلاً في الجزء الثاني اختصّ بالحوادث الّتي اعقبت رحيل النبي صلى الله عليه و آله و سلم حتّى استقرار حكومة الخليفة الأوّل تحت عنوان وقائع ما بعد رحيل النبي ولذا امتنعنا عن التعرّض إليه في هذا الجزء واستأنفنا نقل الحوادث الّتي تلت تلك الحقبة وحتّى مصرع عثمان.

أمّا الأجزاء التالية في هذه المجموعة فستتناول جوانب اُخرى منها: قبول الخلافة والبيعة ومنهجه في الإدارة والحكم، وموقفه من الناكثين والقاسطين والمارقين، نسأله تعالى أن يوفّقنا في الإستمرار وإنجاز هذه المجموعة إنّه وليّ التوفيق.

ملاحظات:

1- أثبتنا مصادر كلّ نصّ في نهايته مراعين في ذلك ذكر المصدر الأوّل الّذي استندنا إليه في نقل النصّ بتمامه وقد جعلنا له علامة وبعد ذلك نورد المصادر الاُخرى بحسب تاريخ وفاة المؤلفين.

2- قد تختلف المصادر فيما بينها فقد نقل بعضها تمام النص وبعضها الآخر قسماً منه، وهناك من نقل نصّ الكلام وآخر ذكر مضمونه فقط ونحن إنّما نورد ذلك لمجرّد التأييد فقط.

3- حذفنا أسانيد الأحاديث والروايات مراعاة للاختصار ويمكن للمحقّقين الكرام مراجعتها بحسب المصادر الّتي ورد ذكرها في ذلك الفصل.

اللّهمّ اجعلنا من أهل اليقين ومن شيعة أميرالمؤمنين عليه أفضل صلوات المصلّين محمّد محمّديان

13 رجب 1420 ه

في عهد أبي بكر


تدوين القرآن


لمّا قبض رسول اللَّه...


قال عليّ عليه السلام:

لمّا قبض رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم أقسمت- أو حلفت- أن لا أضع ردائي عن ظهري حتّى أجمع ما بين اللّوحين، فما وضعت ردائي عن ظهري حتّى جمعت القرآن .

مناقب الخوارزمي ص 94 الرقم 93، حلية الأولياء ج 1 ص 67، مناقب ابن شهرآشوب ج 2 ص 41، كشف اليقين ص 65، بحارالأنوار ج 92 ص 52 الرقم 18.

شغلت بالقرآن


من كلام أميرالمؤمنين عليه السلام في جواب الأشعث بن قيس حين قال: فما يمنعك يابن أبي طالب حين بويع أخوتيم بن مرّة وأخو بني عديّ بن كعب وأخو بني اُمّية بعدهما، أن تقاتل وتضرب بسيفك؟... فقال له عليّ عليه السلام:

... فلمّا قبض رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم مالَ الناس إلى أبي بكر فبايعوه وأنا مشغول برسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم بغسله ودفنه. ثمّ شغلتُ بالقرآن، فآليتُ على نفسي أن لا أرتدي إلّا للصّلاة حتّى أجمعه في كتاب، ففعلت. ثمّ حملت

فاطمة وأخذت بيد إبنيّ الحسن والحسين، فلم أدع أحداً من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار إلّا ناشدتهم اللَّه في حقّي ودعوتهم إلى نصرتي، فلم يستجب لي من جميع النّاس إلّا أربعة رهط...

كتاب سليم بن قيس الحديث 12 ص 665، الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 450.

حتّى أجمع القرآن


... أقبل "عمر" في جمع كثير إلى منزل عليّ بن أبي طالب عليه السلام فطالبه بالخروج فأبى، فدعا عمر بحطب ونار، وقال: والذي نفس عمر بيده ليخرجنّ أو لأحرقنّه على ما فيه. فقيل له: إنّ فيه فاطمةعليها السلام بنت رسول اللَّه، وفيه الحسن والحسين ولدي رسول اللَّه وآثار رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم فيه، وأنكر الناس ذلك من قوله.

فلمّا عرف إنكارهم قال: ما بالكم أتروني فعلت ذلك؟ إنّما أردت التهويل، فراسلهم عليّ عليه السلام أن:

ليس إلى خروجي حيلة لأ نّي في جمع كتاب اللَّه عزّوجلّ الّذي قد نبذتموه وألهتكم الدّنيا عنه، وقد حلفت أن لا أخرج من بيتي ولا أضع ردائي على عاتقي حتّى أجمع القرآن .

الاحتجاج "للطبرسى" ج 1 ص 202، الامامة والسياسة ج 1 ص 30، بحارالأنوار ج 28 ص 204 الرقم 3.

جمعته كلّه


إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام لمّا رأى غدر الصحابة وقلّة وفائهم له، لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلّفه ويجمعه، فلم يخرج من بيته حتّى جمعه وكان في الصحف

والشظاظ

[
الشظاظ: العيدان المتفرّقة.]

والأسيار

[
الأسيار: جمع السير وهو قدّة من الجلد مستطيلة.]

والرقاع.

فلمّا جمعه كلّه وكتبه بيده على تنزيله وتأويله والناسخ منه والمنسوخ، بعث إليه أبوبكر أن اُخرج فبايع. فبعث إليه علي عليه السلام:

إنّي لمشغول وقد آليتُ على نفسي يميناً أن لا أرتدي رداءً إلّا للصّلاة حتّى اُؤلّف القرآن وأجمعه .

فسكتوا عنه أيّاماً فجمعه في ثوب واحد وختمه، ثمّ خرج إلى النّاس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم فنادى عليّ عليه السلام بأعلى صوته:

يا أيّها النّاس، إنّي لم أزل منذ قبض رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم مشغولاً بغسله ثمّ بالقرآن حتّى جمعتُه كلّه في هذا الثوب الواحد. فلم ينزل اللَّه تعالى على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم آية إلّا وقد جمعتها وليست منه آية إلّا وقد جمعتُها، وليست منه آية إلّا وقد أقرأنيها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم وعلّمني تأويلها .

ثمّ قال لهم عليّ عليه السلام:

لئلّا تقولوا غداً:
إنّا كنّا عن هذا غافلين .

[
اشارة الى قوله تعالى: أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين الاعراف: 172.]

ثمّ قال لهم علي عليه السلام:

لئلّا تقولوا يوم القيامة إنّي لم أدْعُكم إلى نصرتي ولم أُذكّركم حقّي، ولم أدعُكم إلى كتاب اللَّه من فاتحته إلى خاتمته .

فقال عمر: ما أغنانا ما معنا من القرآن عمّا تدعونا اليه! ثمّ دخل عليّ عليه السلام بيته.

كتاب سليم بن قيس الحديث الرابع ص 581، تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 135، الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 207، بحارالأنوار ج 89 ص 40.

هذا كتاب اللَّه


قال المسعودي رحمه اللَّه في إثبات الوصيّة:

ثمّ ألّف "عليّ عليه السلام" القرآن وخرج إلى النّاس وقد حمله في إزار معه وهو ينط

[
نطّا الشي ءَ: شدّه، مدّه.]

من تحته فقال لهم:

هذا كتاب اللَّه قد ألّفته كما أمرني وأوصاني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم كما انزل .

فقال له بعضهم: اتركه وامض. فقال له:

إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم قال لكم: إنّي مخلّف فيكم الثقلين: كتاب اللَّه وعترتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فإن قبلتموه فاقبلوني معه، أحكم بينكم بما فيه من أحكام اللَّه .

فقالوا: لا حاجة لنا فيه ولا فيك، فانصرف به معك لا تفارقه ولا يفارقك. فانصرف عنهم، فأقام أميرالمؤمنين عليه السلام ومن معه من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم فوجهوا الى منزله فهجموا عليه، وأحرقوا بابه، واستخرجوه منه كُرهاً،...

اثبات الوصية ص 146، بحارالأنوار ج 28 ص 308.

جمعته من اللّوحين


كلام أميرالمؤمنين عليه السلام حين فرغ من تدوين القرآن وأخرجه إلى الناس:

هذا كتاب اللَّه عزّوجلّ كما أنزله اللَّه على محمّد صلى الله عليه و آله و سلم وقد جمعته من اللّوحين .

/ 34