حیاة امیرالمؤمنین عن لسانه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین عن لسانه - جلد 1

محمد محمدیان تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مقدمة المؤلف

الحمد للَّه الّذي لا يبلُغ مِدحَته القائلونَ، ولا يُحصي نَعماءه العادّونَ، ولا يُؤدّي حقَّه المجتَهِدونَ، الّذي لا يُدركه بُعدُ الهِمَم، ولا يَنالُه غوصُ الفِطن

[
نهج البلاغة "صبحي الصالح" الخطبة: 1 ص 39.]

وصلوات اللَّه على أنبيائه الّذين استَودَعَهُم في أفضل مُستودعٍ، وأقرّهم في خير مُستَقرٍّ، تناسَخَتْهُم كرائمُ الأصلاب إلى مطهّرات الأرحامِ، كلّما مضى منهم سَلَفٌ قام منهم بدين اللَّه خَلَفٌ، حتّى أفْضَتْ كرامة اللَّه سبحانه وتعالى إلى محمّدصلى الله عليه و آله، فأَخرجه من أفضَلِ المعادن مَنبِتاً، وأَعزِّ الأرُوَماتِ مغرساً، من الشجرة الّتي صَدَعَ منها أنبياءه، وانتَحب منها اُمناءه

[
نهج البلاغة "صبحي الصالح" الخطبة: 94 ص 139.]

وسلام اللَّه على أهل بيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الّذين هم موضع سرّه، ولَجأُ أمره، وعَيبةُ علمه، وموئل حُكمه، وكهوف كُتبه، وجبالُ دينه، بهم أقام انحناء ظهره، وأذهب ارتعاد فرائصه

[
نهج البلاغة "صبحي الصالح" الخطبة: 2 ص 47.]

لقد استطاع الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله بما آتاه اللَّه سبحانه من العلم الإلهي وسعة

الفكر وعظمة العقل وإمداد الوحي أن يؤسّس حكومة تقوم على الاُسس الإسلامية المتينة في أرض الجزيرة العربية الّتي لم تكتحل عينها قبل ذلك برؤية حكومة مركزية شاملة، ليتمكن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله أن يطبّق تعاليم الإسلام ويقيم للعالم بأسره نموذجاً حيّاً للمدينة الفاضلة قائمة على الحكم الإسلامي.

والحقيقة أنّ الإسلام الّذي جاء به الرسول صلى الله عليه و آله لايمكن تحقيقه إلّا من خلال حكومة إسلاميّة تقوم بتطبيقه.

ولكن أعداء الإسلام شنّوا الحروب والفتن بحيث وقعت ثمانون حرباً وغزوة خلال عشر سنوات، ولكن المؤمنين جاهدوا وبذلوا الدّماء رخيصة في حرب بدر واُحد و...وسقط شهداء كرام من أجل دحر الأعداء وإحراز النصر المؤزر، إلى أن فتحت مكّة المكرمة في العام الهجري الثامن.

واستطاعت هذه الحكومة أن تسيطر على كامل شبه الجزيزة العربية فآمنت القبائل العربية وحتّى اُولئك الأعداء الّذين كادوا الإسلام وحاربوه بكلّ ما يستطيعون وعلى رأسهم أبو سفيان وحزبه خضعوا أخيراً للإسلام- على كره- وتركوا الحرب المعلنة والمكشوفة.

ومن الواضح أنّ الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله وهو الّذي قد شيّد صرح هذه الحكومة الشامخة وتحمّل في سبيل حفظها وتعزيزها ألوان الصعاب وضحى بخيرة أصحابه وأعزّهم عليه، ليعلم جيداً بحجم المشاكل والصعوبات الّتي ستواجهها هذه الحكومة في مسيرتها المستقبلية.

إنّه ليرى المنافقين الّذين خلقوا الفتن والعراقيل في مسار الإسلام طيلة عشر سنين وحاولوا الإطاحة بهذه الحكومة جهد ما يستطيعون.

وكذلك يرى الطلقاء وحزب أبي سفيان الّذين بهرتهم عظمة الإسلام فخضعوا

له مضطرين ولكنّهم لا زالوا يحلمون بعودة زعامتهم وتتراءى في خيالهم عودة أمجادهم الّتي قضى عليها الإسلام.

ومن جهة اُخرى ينظر الرسول صلى الله عليه و آله إلى تلك القبائل العربية وهي حديثة عهد بالإسلام ولم تتجذر في نفوسها تعاليمه وأحكامه... وإلى عشرات المشاكل الّتي يراها تعترض مسيرة الإسلام.

وإلى جانب ذلك كلّه يرى وفاته قاب قوسين أو أدنى وأنّه على وشك الرحيل إلى ربّه الكريم...

وفي هذه الظروف الصعبة فلو أنّ الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله رحل إلى ربّه ولم يضع خطّة لمستقبل الإسلام من بعده ولم يعيّن شخصاً يخلفه وترك هذا الأمر دون أن يعالجه وسكت عنه... فيا ترى كيف يمكن تقييم عمل الرسول هذا؟ وبأي تبرير يمكن أن نبرّره؟!

فهل يمكن لأحد أن يصدق بأنّ الرسول صلى الله عليه و آله- وهو العقل الكبير-وحتّى من لا يعتقد بنبوّته فهو مضطّر للإعتراف بعظمة شخصية الرسول وأنّه إنسان يتمتّع بنبوغ خارق وعبقرية فذة.- نعم كيف يمكن لأحد أن يصدّق بانّ الرسول صلى الله عليه و آله غفل عن ذلك ولم يلتفت إليه؟! أو أنّه تغافل- عن عمد- عن هكذا أمر هامّ؟!

كيف يمكن التصديق بأنّ الرسول الّذي بيّن للناس تفاصيل أحكام الشريعة وجزئيّاتها ولم يغفل عن بيان مسائل العبادات وآداب المعاشرة وحتّى مستحبّات الأكل والشرب، ولكنّه ترك أهمّ مسألة وهي الّتي يتوقّف عليها استمرار الحكومة الإسلامية وهي بمثابة القطب لرحى الإسلام- تركها مهملة ولم يبيّنها للناس؟ هل يمكن القبول بأنّ الرسول الأعظم الّذي جاء من ربّه بالدّين الكامل لجميع البشر وأسّس قاعدة حكومة عظيمة استطاعت أن تنتصر على الدولتين العظميين في ذلك العصر وتؤسّس أكبر حضارة في العالم، ولكن في نفس الوقت هذا

الرسول الأعظم أعرض عن تحديد القائد الّذي يقود مسيرة الإسلام من بعده وتركها مبهمة غامضة اعتماداً على اختيار المسلمين أنفسهم يفعلوا كيف يشاؤون؟! وهل كان الرسول صلى الله عليه و آله يعتقد بأنّ المسلمين وصلوا إلى حدّ من الوعي والمعرفة بحيث لا يحتاجون إلى أن يعين لهم إماماً من بعده وأنّ الناس بأنفسهم سوف يختارون الفرد الأصلح من بينهم ويفوضون اُمورهم إليه؟ وأ نّهم لا يحتاجون إلى وضع قاعدة وخطة "على الأقلّ كالّتي وضعها الخليفة الثاني قبل موته" لاختيار الخليفة من بعده، وأنّ الوعي السياسي قد وصل بالمسلمين آنذاك إلى درجة جعلهم يعملون بوظائفهم بالشكل المطلوب دون أن يقعوا في محذور أو خطأ؟

لو كان الأمر كذلك فحينئذٍ نسأل بجدّ وإلحاح: إذن ما الّذي حدث خلال السنوات الّتي حكم فيها الخليفة الأوّل وأيّ مشاكل جديدة طرأت على الساحة بحيث تبدل ذلك الوعي السياسي المتصاعد إلى حالة من الضياع وعدم التمكن من اختيار الأصلح حتّى اضطر الخليفة الأوّل أن يتدخل في الأمر مباشرة ويختار بنفسه خليفته من بعده، وكذلك نرى أنّ الخليفة الثاني عيّن من بعده شورى سداسيّة لانتخاب الخليفة الجديد ولم يكل الأمر إلى المسلمين عامّة!

ولم يمض على وفاة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله أكثر من ثلاثين سنة وإذا بنا نشاهد أنّ الحزب السفياني الّذي وقف معارضاً في وجه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مدة واحد وعشرين عاماً قد تربع على عرش الخلافة ثم يغيّر الخلافة إلى ملك عضوض يتداوله بنو اُمية فيما بينهم حتّى توارثه يزيد وبنو مروان وبعد ذلك آل الأمر إلى بني العباس الّذين استمروا على نهج بني اُمية؟؟!فهل تتصور إهانة للرسول الأكرم أكبر من هذه وهي أنّه لم يهتمّ بمصير الاُمّة

ومستقبل الحكومة الإسلامية؟ أو أنّ الرسول صلى الله عليه و آله كان غافلاً عن هذه المسألة الحيوية ولكن الخليفة الأوّل والثاني كانا ملتفتين إلى مصير الاُمّة ومستقبلها؟ وأنّهما كانا يهتمان بمصير الاُمّة للدرجة لم يسمحوا للمسلمين بأن يعيشوا مشاكل القيادة بعدهما وما فيها من مخاطر ولذلك أسرعا لحلّ هذه المشاكل قبل موتهما دون تردد؟!!

إنّ ما في أيدينا من التاريخ الإسلامي المدوّن- وإن اجتاز مراحل عديدة ولم يسلم من أيدي الحكام من بني اُمية وبني العباس الّذين تركوا تأثيرهم الفكري عليه- ولكن بقيت فيه نوافذ كثيرة نستطيع من خلالها أن نكتشف الواقع المستور تحت الركام.

إنّ كلّ محقّق منصف يتصفح تاريخ الإسلام سوف يتضح له جليّاً بأنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله كان له اهتمام خاص بمستقبل الخلافة من بعده وولاية الأمر، وقد بلغ ما أمره اللَّه به إلى الناس واستخدم جميع الوسائل المتاحة وبيّن هذا الأمر الإلهي إلى الناس بصراحة، وأكّد ذلك بشكل واضح.

وقد بدأ الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله التأكيد على موضوع الخلافة من بعده منذ المراحل الاُولى لبدء دعوته لعشيرته الأقربين وذلك في الانذار يوم الدار،

[
حياة أمير المؤمنين عليه السلام عن لسانه ج 1 ص 132.]

وظل يؤكد حتّى أن عاد من حجّة الوداع ووصل إلى غدير خم من تلك الظروف الخاصة حيث كان المسلمون جميعاً ينتظرون كلمة الفصل في هذا المضمار، ولذلك أعلن خليفته من بعده بصراحة قائلاً: من كنت مولاه فعلي مولاه ، وبذلك يكون قد بيّن الطريق الواضح للاُمة من بعده ولم يترك أيّ مجال للريب والتردد.

وأمّا ما حصل من حوادث حالت دون تحقيق مارامه النبي صلى الله عليه و آله وأدّى

الإنحراف في مسار الخلافة فهذا ما سوف تقرأه في غضون هذا الكتاب "القسم الثاني" وهو عن لسان أمير المؤمنين عليه السلام.

ومن هنا يمكن أن نقول: هل يمكن أن نعثر على شخص ادّعى بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّه هو خليفته المنصوص عليه من قبله؟

من الواضح أنّنا لو فحصنا جميع كتب التاريخ وتتبعنا أحاديث وآراء علماء السّنة والشيعة لما وجدنا شخصاً ادّعى النص عليه بالإمامة والخلافة سوى أمير المؤمنين عليه السلام، وقد أكّد سلام اللَّه عليه هذا النص في مناسبات عديدة ناشد المسلمين فيها بأنّه المنصوب من قبل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. أجل ان تصريحات علي عليه السلام بإمامته واحتجاجاته على المخالفين بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية أمثال حديث الغدير وغيره لا تدع مجالاً للريب في أنّ النبي صلى الله عليه و آله كان قد وضع خطة لقيادة الاُمّة من بعده وقد جعلها موضع الإهتمام الخاص من أجل ضمان مسيرة الإسلام وسلامة مستقبله وأ نّه قد عيّن الإمام عليّاً عليه السلام خليفته من بعده لأنّه هو الأحقّ والأصلح للقيام بهذا الأمر.

وكما بيّنا في الجزء الأوّل من هذا الكتاب إنّ اُسلوب عملنا في هذه المجموعة هو عرض حياة أمير المؤمنين من خلال كلماته وأحاديثه.

وقد التزمنا عدم الإضافة من أنفسنا واقتصرنا على نصوص هذه الأحاديث لأنّ كلماته صريحة وواضحة وجليّة لا تحتاج إلى تحليل وإضافات.

وقد عرضنا في الجزء الأوّل قسماً من كلماته الشريفة وذلك فيما يتعلّق بعصر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وأمّا في هذا الجزء نستعرض قسماً آخر وهو مايتعلّق بإمامته عليه السلام وقد رتّبناه في ثلاثة أبواب:

الباب الأوّل: في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام.

وفي هذا الجزء نذكر تصريحاته عليه السلام واحتجاجه على إمامته وكذلك استشهاده بكلمات الرسول صلى الله عليه و آله على إمامته وكذا احتجاجه بالقرآن وأيضاً احتجاجه بالوقائع التاريخية كالغدير وغيره.

الباب الثاني: في الحوادث الواقعة بعد رحلة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله.

وفي هذا الجزء أيضاً نذكر كلماته فيما يتعلق بحوادث بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من السقيفة وما يتبعها وآراءه وموقفه اتجاهها بصورة عامة. الباب الثالث: في أهل البيت عليهم السلام.

انّ مقام الإمامة غصن من شجرة أهل بيت الرسول صلى الله عليه و آله وأنّ التعرّف على أحوالهم ومقاماتهم العالية ممّا يوجب تنوير الأفكار وإزالة كثير من الشبهات الواردة ويشفي مرض القلوب، وبذلك تتهيأ أرضية مناسبة لمعرفة اُسس الدين واُصوله القويمة وذلك أنّ كلمات أمير المؤمنين عليه السلام- وهو سيّد العترة- جامعة وشاملة وتعتبر القول الفصل في هذا المجال. ولذلك جمعنا كلماته الشريفة في قسم على حدة حول مقام أهل البيت عليهم السلام لتعم الفائدة واللَّه الموفق والمستعان.

ملاحظات:

1- أثبتنا مصادر كلّ نصّ في نهايته مراعين في ذلك ذكر المصدر الأوّل الّذي استندنا إليه في نقل النصّ بتمامه وقد جعلنا له علامة وبعد ذلك نورد المصادر الاُخرى بحسب تاريخ وفاة المؤلفين.

2- قد تختلف المصادر فيما بينها فقد نقل بعضها تمام النص وبعضها الآخر قسماً منه وهناك من نقل نصّ الكلام وآخر ذكر مضمونه فقط ونحن إنّما نورد ذلك لمجرّد التأييد فقط.

3- حاولنا من أجل تعميم الفائدة واختصاراً لوقت القارئ الكريم ولأجل عدم الإطناب أن نضيف ببعض الفصول تكملة نذكر فيها ما يرتبط ببحوث هذا الفصل والّتي تعرّضنا لها في جميع فصول الكتاب على نحو الاشارة إلى رقم المسلسل للحديث ومحل الاستشهاد به فقط.

4- حذفنا أسانيد الأحاديث والروايات مراعاة للاختصار ويمكن للمحقّقين الكرام مراجعتها بحسب المصادر الّتي ورد ذكرها في ذلك الفصل.

وآخر دعوانا أن الحمد للَّه ربّ العالمين.

محمّد محمّديان 1418 ه

امامة أميرالمؤمنين

تصريحه بإمامته

انا أحقّ النّاس بالأمر

انّي أحقّ النّاس بالخلافة

من خطبة أميرالمؤمنين عليه السلام لمّا عزموا على بيعة عثمان: لقدْ عَلِمْتُم أني أحقُّ الناسِ بها من غيري، وواللَّه لأُسلمّنَ ما سلمتْ اُمورُ المسلمينَ، ولمْ يكنْ فيها جورٌ إلّا عليَّ خاصةً، التماساً لأجرِ ذلكَ وفَضْلِه، وَزُهْداً فيما تنافسْتُمُوه منْ زُخرفِهِ وَزِبْرجِهِ

[
أصل الزخرف: الذهب وكذلك الزبرج- بكسرتين بينهما سكون- ثمّ اُطلق على كلّ مموّه مزوّر، وأغلب ما يقال الزبرج على الزينة من وشيٍ أو جوهر.]

.

نهج البلاغة "صبحي الصّالح" الخطبة 74 ص 102، بحار الأنوار ج 29 ص 612 الرقم 27.

محلّي منها محلّ القطب من الرّحا

من خطبة أميرالمؤمنين عليه السلام المعروفة بالشقشقيّة: أما وَاللَّه لقدْ تقمَّصها

[
تقمّصها: لبسها كالقميص.]

فُلانٌ وإنّهُ لَيعْلَمُ أنَّ مَحَلّي مِنها مَحلُّ القُطبِ من الرّحا. ينحدرُ عنّي السَيلُ ولا يرْقى إليَّ الطيْرُ... .

/ 33