تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تصنيف نهج البلاغه

اصول الدين "العقائد"


و يتضمن:

الفصل الأول: التوحيد و معرفة اللّه

الفصل الثاني: العبودية للّه

الفصل الثالث: الخلق و المخلوقات

الفصل الرابع: العدل الالهي و التكليف

الفصل الخامس: القضاء و القدر

الفصل السادس: النبوة و الأنبياء

الفصل السابع: القرآن و السنة

الفصل الثامن: الاسلام و الايمان

الفصل التاسع: المعاد و الحساب

التوحيد و معرفة اللّه


معرفة اللّه دلائل وجوده مظاهر التقدير و التدبير


مدخل:

تنقسم معرفة اللّه تعالى الى قسمين:

الأول: معرفة وجوده و الإقرار بأنّه واجب الوجود.

الثاني: معرفة كنهه و إدراك حقيقة ذاته.

فأمّا الأول فواجب على كلّ انسان، و يتمّ ادراك وجود الخالق العظيم عن طريق آلائه و آثاره في خلقه. قال تعالى: سَنُرِيِهِمْ آياتِنا فِي الآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُ الْحَقُّ. أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ شَهِيدٌ 'فصلت 53' و تتم معرفة اللّه هذه بالعقل و التفكير و ليس بالتبعية و التقليد.

و أما الثاني فمحال على المخلوق، لأنّ عقل الانسان و حواسه محدود، و هي قاصرة عن معرفة كنه بعض المخلوقات المحدودة "كالروح مثلا"، فكيف بها أن تدرك حقيقة الخالق اللامحدود. قال تعالى: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصارُ، وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ، وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ 'الأنعام 103'. و قد ورد الحضّ على التفكر في مخلوقات اللّه و النهي عن التفكّر في ذات اللّه. و ذلك لأنّ اللّه فوق ما يتصوره العقل و الفكر. لذلك قال النبي 'ص': 'لا تفكّروا في ذات اللّه فتهلكوا'. و قال الإمام علي 'ع': 'و لا تقدّر عظمة اللّه سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين'.

و سوف نقف في هذا الفصل على قبسات من العلم الإلهي من نبع العلم الإلهي، الذي قال فيه النبي 'ص' قوله المأثور: 'يا علي، ما عرف اللّه إلاّ أنا و أنت، و ما عرفك إلاّ اللّه و أنا'.

النصوص:

قال الامام علي بن أبي طالب 'ع':

فبعث فيهم رسله، و واتر إليهم أنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فطرته، و يذكّروهم منسيّ نعمته، و يحتجّوا عليهم بالتّبليغ، و يثيروا لهم دفائن العقول، و يروهم الآيات المقدّرة: من سقف فوقهم مرفوع، و مهاد تحتهم موضوع، و معايش تحييهم، و آجال تفنيهم، و أوصاب تهرمهم، و أحداث تتابع عليهم. "الخطبة 1، 31"

و قال 'ع' عن الملائكة: لا يتوهّمون ربّهم بالتّصوير، و لا يجرون عليه صفات المصنوعين، و لا يحدّونه بالأماكن، و لا يشيرون إليه بالنّظائر. "الخطبة 1، 28" الحمد للّه الّذي بطن خفيّات الأمور، و دلّت عليه أعلام الظّهور، و امتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، و لا قلب من أثبته يبصره.... لم يطلع العقول على تحديد صفته، و لم يحجبها عن واجب معرفته. فهو الّذي تشهد له أعلام الوجود، على إقرار قلب ذي الجحود "أي أن قلب الجاحد يقرّ بوجود اللّه و إن أنكره بلسانه". تعالى اللّه عمّا يقوله المشبّهون به و الجاحدون له علوّا كبيرا. "الخطبة 49، 106" و أشهد ألاّ إله إلاّ اللّه، وحده لا شريك له. "الخطبة 83، 150" الحمد للّه المعروف من غير رؤية، و الخالق من غير رويّة. "الخطبة 88، 159" الّذي ابتدع الخلق على غير مثال امتثله، و لا مقدار احتذى عليه، من خالق معبود كان قبله. و أرانا من ملكوت قدرته، و عجائب ما نطقت به آثار حكمته، و اعتراف الحاجة

من الخلق إلى أن يقيمها بمساك قوّته، ما دلّنا بأضطرار قيام الحجّة له على معرفته، فظهرت في البدائع الّتي أحدثها آثار صنعته، و أعلام حكمته، فصار كلّ ما خلق حجّة له و دليلا عليه. و إن كان خلقا صامتا، فحجّته بالتّدبير ناطقة، و دلالته على المبدع قائمة. "الخطبة 89، 1، 163"

و لم يخلهم بعد أن قبضه "أي آدم"، ممّا يؤكّد عليهم حجّة ربوبيّته، و يصل بينهم و بين معرفته، بل تعاهدهم بالحجج على ألسن الخيرة من أنبيائه، و متحمّلي ودائع رسالاته، قرنا فقرنا، حتّى تمّت بنبيّنا محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حجّته و بلغ المقطع عذره و نذره. "الخطبة 89، 174"

الحمد للّه المتجلّي لخلقه بخلقه، و الظّاهر لقلوبهم بحجّته. "الخطبة 106، 204"

فتجلّى لهم سبحانه في كتابه من غير أن يكونوا رأوه، بما أراهم من قدرته، و خوّفهم من سطوته. و كيف محق من محق بالمثلات "أي العقوبات"، و احتصد من احتصد بالنّقمات. "الخطبة 145، 258"

الحمد للّه الدّالّ على وجوده بخلقه. "الخطبة 150، 266"

أيّها المخلوق السّويّ، و المنشأ المرعيّ، في ظلمات الأرحام و مضاعفات الأستار. بدئت من سلالة من طين، و وضعت في قرار مكين، إلى قدر معلوم و أجل مقسوم. تمور في بطن أمّك جنينا، لا تحير دعاء، و لا تسمع نداء. ثمّ أخرجت من مقرّك إلى دار لم تشهدها، و لم تعرف سبل منافعها. فمن هداك لاجترار الغذاء من ثدي أمّك؟ و عرّفك عند الحاجة مواضع طلبك و إرادتك؟ هيهات إنّ من يعجز عن صفات ذي الهيئة و الأدوات "أي الأشياء المخلوقة"، فهو عن صفات خالقه أعجز و من تناوله بحدود المخلوقين أبعد. الخطبة "161، 290"

و قال 'ع' عن عجيب خلق الطيور: إبتدعهم خلقا عجيبا من حيوان و موات و ساكن و ذي حركات. و أقام من شواهد البيّنات على لطيف صنعته، و عظيم قدرته، ما انقادت له العقول معترفة به و مسلّمة له. و نعقت في أسماعنا دلائله على وحدانيّته. "الخطبة 163، 293"

بل ظهر للعقول بما أرانا من علامات التدبير المتقن، و القضاء المبرم. فمن شواهد

خلقه خلق السّموات... "الخطبة 180، 324"

الحمد للّه المعروف من غير رؤية، و الخالق من غير منصبة. "الخطبة 181، 329"

و قال 'ع' عن خلقة النملة: و لو فكّروا في عظيم القدرة و جسيم النّعمة، لرجعوا إلى الطّريق، و خافوا عذاب الحريق، و لكن القلوب عليلة، و البصائر مدخولة.

إلا ينظرون إلى صغير ما خلق، كيف أحكم خلقه، و أتقن تركيبه، و فلق له السّمع و البصر، و سوّى له العظم و البشر. انظروا إلى النّملة في صغر جثّتها و لطافة هيئتها، لا تكاد تنال بلحظ البصر، و لا بمستدرك الفكر، كيف دبّت على أرضها و صبّت على رزقها، تنقل الحبّة إلى جحرها، و تعدّها في مستقرّها. تجمع في حرّها لبردها، و في وردها لصدرها "الصّدر الرّجوع بعد الورود". مكفول برزقها، مرزوقة بوفقها.

لا يغفلها المنّان، و لا يحرمها الدّيّان، و لو في الصّفا اليابس، و الحجر الجامس "أي الجامد". و لو فكّرت في مجاري أكلها، في علوها و سفلها، و ما في الجوف من شراسيف "أطراف الأضلاع التي تشرف على البطن" بطنها، و ما في الرّأس من عينها و أذنها لقضيت من خلقها عجبا، و لقيت من وصفها تعبا. فتعالى الّذي أقامها على قوائمها، و بناها على دعائمها. لم يشركه في فطرتها فاطر، و لم يعنه على خلقها قادر. و لو ضربت في مذاهب فكرك لتبلغ غاياته، ما دلّتك الدّلالة إلاّ على أنّ فاطر النّملة هو فاطر النّخلة، لدقيق تفصيل كلّ شي ء، و غامض اختلاف كلّ حيّ.

و ما الجليل و اللّطيف، و الثّقيل و الخفيف، و القويّ و الضّعيف، في خلقه إلاّ سواء.

و كذلك السّماء و الهواء و الرّياح و الماء. فانظر إلى الشّمس و القمر و النّبات و الشّجر و الماء و الحجر، و اختلاف هذا اللّيل و النّهار، و تفجّر هذه البحار، و كثرة هذه الجبال، و طول هذه القلال، و تفرّق هذه اللّغات، و الألسن المختلفات.

فالويل لمن أنكر المقدّر و جحد المدبّر. زعموا أنّهم كالنّبات ما لهم زارع، و لا لاختلاف صورهم صانع. و لم يلجؤوا إلى حجّة فيما أدّعوا، و لا تحقيق لما أوعوا "أي حفظوا". و هل يكون بناء من غير بان، أو جناية من غير جان؟. "الخطبة 183، 335".

الحمد للّه الّذي أظهر من آثار سلطانه، و جلال كبريائه، ما حيّر مقل العيون من عجائب قدرته، و ردع خطرات هماهم النّفوس عن عرفان كنه صفته. "الخطبة 193، 382"

الحمد للّه... الظّاهر بعجائب تدبيره للنّاظرين، و الباطن بجلال عزّته عن فكر المتوهّمين... "الخطبة 211، 406"

و عجبت لمن شكّ في اللّه، و هو يرى خلق اللّه. "126 ح، 589" عرفّت اللّه سبحانه بفسخ العزائم "أي نقض ما يعزم الانسان على فعله، لأن فوق قدرته قدرة أعلى"، و حلّ العقود "جمع عقد و هو النيّة" و نقض الهمم. "250 ح، 610" من عرف نفسه فقد عرف ربّه. "مستدرك 186" من عجز عن معرفة نفسه، فهو عن معرفة خالقه أعجز. "مستدرك 188" و سئل 'ع': بماذا عرفت ربّك؟ فقال: بفسخ العزائم، و نقض الهمم. لمّا هممت فحيل بيني و بين همّي، و عزمت فخالف القضاء و القدر عزمي، علمت أنّ المدبّر غيري. "مستدرك 170"

عدم إدراك كنه اللّه تعالى


مدخل:

رغم أننا لا نعرف حقيقة كنه اللّه، إلا أننا نعلم أنه سبحانه وجود مطلق غير محدود، و أنه لا يتطرق اليه أي حدّ أو قيد، و أنه لا يخلو عنه مكان و لا زمان و لا أي شي ء، و أنه مع كلّ شي ء و ليس معه شي ء. و كلّ شي ء منه، و إليه مرجع كلّ شي ء، و هو أول الأولين و آخر الآخرين. و حيث أنه مطلق بلا حدّ، فهو متقدم على كلّ شي ء، حتى على الزمان و المكان و العدد و الحد و المقدار و الماهية، فان هذه الاشياء منتزعة من أفعاله سبحانه و صنعه.

و سنرى في الفقرات الآتية من كلام الإمام "ع" بعض صفات اللّه تعالى، مثل كون الخالق أولا في آخريته، و آخرا في أوليّته، و ظاهرا في باطنيته، و باطنا في ظاهريته، و أنه أعلى من الزمان و أسمى من العدد، و أن قدمه ليس قدما زمانيا، و وحدته ليست وحدة عددية. كما سنرى بعض الصفات السلبية، مثل سلب الجسمية عنه تعالى و الحركة و السكون و التغير و المكان و الزمان و المثل و الضد و الشريك و الشبيه و استخدام الآلة و المحدودية و المعدودية.

النصوص:

قال الإمام علي 'ع':

الّذي لا يدركه بعد الهمم، و لا يناله غوص الفطن. "الخطبة 1، 23"

و امتنع على عين البصير. "الخطبة 49، 106"

لم يطلع العقول على تحديد صفته. "الخطبة 49، 106"

لا تقع الأوهام له على صفة، و لا تعقد القلوب منه على كيفيّة. و لا تناله التّجزئة و التّبعيض، و لا تحيط به الأبصار و القلوب. "الخطبة 83، 150"

و الرّادع أناسيّ الأبصار عن أن تناله أو تدركه. "الخطبة 89، 161"

هو القادر الّذي إذا ارتمت الأوهام لتدرك منقطع قدرته، و حاول الفكر المبرّأ من خطرات الوساوس أن يقع عليه في عميقات غيوب ملكوته، و تولّهت القلوب إليه لتجري في كيفيّة صفاته، و غمضت مداخل العقول في حيث لا تبلغه الصّفات، لتناول علم ذاته، ردعها و هي تجوب مهاوي سدف الغيوب، متخلّصة إليه سبحانه، فرجعت إذ جبهت معترفة، بأنّه لا ينال بجور الإعتساف كنه معرفته، و لا تخطر ببال أولي الرّويّات خاطرة من تقدير جلال عزّته. "الخطبة 89، 1، 162"

فتبارك اللّه الّذي لا يبلغه بعد الهمم، و لا يناله حدس الفطن. "الخطبة 92، 185"

لم ترك العيون فتخبر عنك، بل كنت قبل الواصفين من خلقك. "الخطبة 107، 208"

و قال "ع" بعد ذكر ملك الموت: كيف يصف إلهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله؟. "الخطبة 110، 218"

الحمد للّه الّذي انحسرت الأوصاف عن كنه معرفته، و ردعت عظمته العقول، فلم تجد مساغا إلى بلوغ غاية ملكوته. "الخطبة 153، 271"

فلسنا نعلم كنه عظمتك، إلاّ أنّا نعلم أنّك حيّ قيّوم، لا تأخذك سنة و لا نوم. لم ينته إليك نظر، و لم يدركك بصر. أدركت الأبصار، و أحصيت الأعمال، و أخذت بالنّواصي و الأقدام. و ما الّذي نرى من خلقك، و نعجب له من قدرتك، و نصفه من عظيم سلطانك، و ما تغيّب عنّا منه، و قصرت أبصارنا عنه، و انتهت عقولنا دونه، و حالت ستور الغيوب بيننا و بينه أعظم. فمن فرّغ قلبه، و أعمل فكره، ليعلم كيف أقمت عرشك، و كيف ذرأت خلقك، و كيف علّقت في الهواء سمواتك، و كيف مددت على مور الماء أرضك، رجع طرفه حسيرا، و عقله مبهورا، و سمعه والها، و فكره حائرا. "الخطبة 158، 280"

لا تقدّره الأوهام بالحدود و الحركات، و لا بالجوارح و الأدوات. "الخطبة 161، 289"

هيهات، إنّ من يعجز عن صفات ذي الهيئة و الأدوات، فهو عن صفات خالقه أعجز، و من تناوله بحدود المخلوقين أبعد. "الخطبة 161، 291"

و قال "ع" عن خلقه الطاووس، و كيف ان من يعجز عن صفة حيوان صغير مثله هو عن صفة ربّه أعجز: فكيف تصل إلى صفة هذا عمائق الفطن، أو تبلغه قرائح العقول، أو تستنظم وصفه أقوال الواصفين. و أقلّ أجزائه قد أعجز الأوهام أن تدركه، و الألسنة أن تصفه فسبحان الّذي بهر العقول عن وصف خلق جلاّه للعيون، فأدركته محدودا مكوّنا، و مؤلّفا ملوّنا. و أعجز الألسن عن تلخيص صفته، و قعد بها عن تأدية نعته "الخطبة 163، 297"

لا تدركه العيون بمشاهدة العيان، و لكن تدركه القلوب بحقائق الأيمان. "الخطبة 177، 320"

/ 86