برائة الإمام من حديث الشراب الحرام
المقدمة
الحمد لله الذي شفي صدور المؤمنين بفضيحة المفترين، و هتك القاهرة في الملأ ستر الفاجرين، و صلي الله و سلم علي عبده و رسوله محمد و آله الطيبين الطاهرين، و رضي الله تعالي عن خيرة الصحب من الأنصار و المهاجرين.
"أمّا بعد": فهذا جزءٌ مختصرٌ تكلّمتُ فيه على الحديث المفترى، الذي أشاعته الحشويّة والناصبة بين الورى، من نسبة سيّدنا ومولانا، يعسوب الدّين، أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ عليه الصلاة والسلام؛ إلى شرب الخمر - والعياذ باللَّه تعالى - وكشفتُ عن اختلاقه وصُنْعه، وأبَنْتُ عن افتعاله ووضْعه، فكان - بحمد اللَّه - كالصارم الفتّاك يوضع في عنق الفاجر الهتّاك، وحبلٍ متينٍ يعتصم به أولوا الألباب في "تنزيه أبي ترابٍ
[
هذه الكنية كنّى بها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله علياًعليه السلام، قال سهل بن سعدٍ الساعديّ - فيما أخرجه عنه ؤأبونعيم في "المعرفة" -: ما كان اسمٌ أحبَّ إليه منه، وما سمّاه إيّاه إلّا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.
راجع: فضائل الخمسة من الصحاح الستّة: 1/ 245-247.] عن فرية تناول المسكر من الشراب".
واللَّهَ أسأل أن يُظهر به الحقّ وينصر أشياعه، ويستأصل شأفة الباطل ويُبْكِت أتباعه، إنّه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير.