أنا ترجمة ذاتیّة للإمام أمیر المؤمنین علیه‏السلام طبقا للنصوص الموثوقة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أنا ترجمة ذاتیّة للإمام أمیر المؤمنین علیه‏السلام طبقا للنصوص الموثوقة - نسخه متنی

السید علی قاضی عسکر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



انا ترجمة ذاتية للإمام


المقدمة



وبعد؛ فإنّ ما اكتنفَ الإمامَ أميرَ المؤمنين عليه السلام من الجهات الذاتيّة والنسبيّة، والمكوّنات التربويّة، والأعمال والفضائل والطموحات والتطلّعات الشخصيّة، والجهاد والنضال والصبر والحرمان في سبيل اللَّه والرسول والإسلام، ومجريات التاريخ، والمواجَهات والتدابير والتصريحات، والآثار والتراث والمخلّفات، والعلوم والحكم والقضايا، ومن حوله من أصحاب الآراء والأهواء والفرق والفئات، والتاريخ وما فيه من الظُلْمِ والظُلُمات، والبُعد الزمنيّ وما يعروه من التحريف والتصحيف المتعمّد والمغفول وسائر الآفات.


إنّ جميع ذلك لَمِمّا يجعلُ التعرُّفَ على شخصيّة الإمام عليه السلام من المُستحيلات.


حتى عُدَّعليه السلام في صدر قائمة الذين ارتبكت الأُمم فيهم: بين الإفراط في الوِلاء إلى حدِّ الغُلُوّ، وبين التفريط في البُغض والقلى، و طائفة أعلنتْ التحيُّر وتوقّف الفكر فيه عليه السلام.


وكان أيسرَ ما يستطيعُهُ عارفٌ شهد بعض زمانه - وهو الحسن البصريّ - أنْ يقولَ: ما أَقُولُ فيهِ!؟؟ كانتْ لَهُ السابقةُ، و الفَضْلُ، و العِلْمُ، و الحِكْمةُ، و الفِقْهُ، و الرَأْيُ، و الصُحْبةُ، و البَلاءُ، و النَجْدةُ، و الزُهْدُ، و القَضاءُ، و القَرَابَةُ.


إِنّ عَلِيّاً كانَ في أَمْرِهِ عَلِيّاً، فَرَحِمَ اللَّهُ عَلِيّاً و صَلَّى عليه.


[
شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد "96/4" ط ابراهيم - مصر. وعنه في بحار الأنوار "295/34".]


ومن هنا قد صحّ الحديث الشريف حيث قال له الرسولُ الأكرم صلى الله عليه وآله:


''يا عَليُّ:


ما عَرَفَكَ إلّا اللَّهُ وأنَا، وما عَرَفَني إلّا اللَّهُ وأَنْتَ، وما عَرَفَ اللَّهَ إلّا أنَا وأَنْتَ''.


[
رواه الحافظ البُرسيّ في مشارق أنوار اليقين "ص112" طبع الشريف الرضيّ - قم 1414ه وفي بحار الأنوار "84/39" قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا عليّ، ما عرف اللَّهَ حقَّ معرفته غيري وغيرك، وما عرفك حقّ معرفتك غير اللَّه وغيري.]


وعندها تكون هذه الحقيقةُ قطعيّةً وكبيرةً، بقدر مايكون الشوقُ إلى معرفة الإمام عليه السلام عظيماً وأكيداً.


وإذا تكفّلت الآياتُ القُرآنيّةُ الكريمةُ بالكشفِ عن أبعاد كثيرةٍ وواسعةٍ من الإمام عليه السلام بما جمعتْها الكتب المتخصّصة بنزولها فيه، على كثرتها و سعتها.


[
لقد بحثنا بشكلٍ واسعٍ عن هذه الكتب ومناهجها وعدّدناها في المقدّمة الواسعة التي كتبناها لتفسير الحِبَرِيّ، فراجع.]


وكذلك ما أعلنه الرسولُ الكريم صلى الله عليه وآله في الأحاديث الشريفة من مناقب الإمام وفضائله ومقامه عند اللَّه وعند الرسول ممّا هو مجموعٌ في ما يُسمّى بكتب المناقب والفضائل.


[
لقد جمع السيّد مهدي الموسوي الخرسان، قائمةً طويلةً بهذه المؤلّفات في مقدّمته الرائعة لكتاب ''ينابيع المودّة'' المطبوع في المطبعة الحيدريّة في النجف.]


وجميع ما في هذين المصدرين العظيمين يغطّي الجانب الإلهيّ والغيبيّ من جوانب الإمام عليه السلام.


فنحنُ لا نزالُ بحاجةٍ إلى ما؟ ومَنْ؟ يكشفُ لنا عنهُ عليه السلام أبعاداً لايعرفها غيرُهُ من البشر؟.


وقد وفّقنا اللَّه للتعرُّف على طريق آخَر، هو الإمامُ نفسُه؛ ليتحدّثَ لنا عن نفسِه، فيكونَ تعريفُه ترجمةً ذاتيّةً - في المصطلح الحديث - تُنْبِئُ عن مكامن ضميره، ونَفَثاتِ صَدْره، ومُرادات قلبه، وما انطوتْ عليه نفسُهُ الشريفةُ من أسرارٍ وحكمٍ ومعارفَ وعلومٍ، وما كان له من مفاخر ومختصّاتٍ، تلك التي لايُنكرُها عليه حتى ألدُّ أعدائه.


فإنّ الإمامَ كانَ إذا قال: ''أَنَا'' فيذكرُ أشرفَ أحوالِهِ والمزيّة التي يختصّ بها.


[
شرح نهج البلاغة "124/12".]


كانَ كلُّ هذا مدعاةً لنا إلى تأليف هذا المقال الجامع لما أُثِرَ عن الإمام عليه السلام من كلامٍ يحتوي على جملة: ''أَنَا...''.


وقد رتّبناه على ترتيب الموضوعات الواردة فيها، بدءً بالهويّة الشخصيّة، وحتّى الشهادة والوصيّة.


وحاولنا وضع كلّ حديث في أنسب مكان، من دون تكرار إلّا ما اقتضت السهو، أو زيادة مفيدة.


واللَّه وليُّ التوفيق هو نعم المولى ونعم النصير.


/ 25