مرأة فی الاسلام و من خلال نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مرأة فی الاسلام و من خلال نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




الاهداء




الى من دك عروش الطاغوت و الكفر، على انغام الفتح و النصر.



الى من طارد فلول الباطل و الضلال، ليبنى صروح الايمان و الكمال.



الى باعث الامجاد، بالهمم الشداد، على طريق الحق و السداد.



الى امين الامه، و امام الكلمه.



روح الحق و ريحانه، و رحمته و رضوانه



"روح الله الخمينى"



الى رجال الحرب و الجهاد، و دعاه العزه و الحريه و الرشاد، من اتباع على والسبطين



و السجاد، و ابى ذر و عمار و المقداد، الى اللبوات الصامدات، و الشريفات الفاضلات.



حفيدات فاطمه الزهرا، و زينب الكبرى، عقيله الهاشميات، اللواتى شيدن حميد الخلال و الخصال، فى نفوس الشبان و الاطفال، حتى قدموا للحياه الرجال و الابطال، و دفعوا بالليوث الى الوغى و الاشبال، فلقنوا دروس الكرامه للاجيال، و احيوا فى القلوب جذوه الامال، الى من كن احد اسرار انتصار الثوره الاسلاميه فى ايران، لان الشعب من تربيه الامهات يكتسب العقيده و الايمان، كما ينطبع بمبادى ء الشجاعه و البطوله او الاذعان.



الى المراه المسلمه التى تقدمت امام الرجال فى الميدان تحطم سد الامبراطوريه الطاغيه صاحبه السلطان، فارست بنهضتها مبادى العز لكل بنى الانسان، حتى سارت بصيتها و اعمالها الخالده الركبان، قدمت و مازالت تقدم للمجد مواكب الشجعان، لم ير الكون مثلهن فداء و لا راى الثقلان.



الى شهداء الصدق الذين لم يسبقهم الى الحق انس و لا جان، آثروا الموت ليبقى الدين والاسلام راسخ البنيان، و استجابوا لنداء الله خالق البرايا و الاكوان، الرحمن علم القرآن، خلق الانسان، علمه البيان، الذى خلق الارض، و رفع السماء و وضع الميزان فالمجرم المعتدى قرين الشيطان، تاكله النيران، و للشهيد مقعد صدق عند ربه فى الجنان.



لبيب بيضون



المراه فى مفهوم الاسلام




خلق آدم و حواء




تمت كلمه الله ان يخلق له خليفه يعمر الارض، و ان يهبه من الخصال و القدرات ما يجعله اهلا للسجود له، فاخذ حفنه مباركه من التراب، و نفخ فيها من روحه فتمثلت بشرا سويا، ثم امر الملائكه بالسجود لادم فسجدوا اجمعين.



و لما اراد سبحانه لهذا المخلوق الكريم ان يتكاثر، خلق له من نفسه زوجا يسكن اليها. يقول جل من قائل:



'الذى خلقكم من نفس واحده، و خلق منها زوجها، و بث منهما رجالا كثيرا و نساء...' "سوره النساء- 1"



فالنفس الواحده هى آدم و الزوج هى حواء.



البناء النفسى للانسان




و يتضح من هذا ان الانسان مولف بحسب تكوينه من عنصرين اثنين: عنصر الجسم و عنصر الروح، فهو عدا عن كونه جسما ماديا صرفا، ينطوى على عالم آخر مجرد، عالم يضم جمله من الطبائع و النوازع النفسيه، التى يشترك بها كل ابناء البشسريه، موكده وحده النفس الاصليه التى خلقوا منها.



و هذه النفس رغم قوتها و فعاليتها فى الانسان الا انها طلسم عجيب غريب، عجزت العقول عن ادراك كنهها و استكشاف حقيقتها، و من اغرب ما فيها انها تحوى المتناقضات من النوازع و الغرائز، فما فيها من رغبه طيبه الا و تقابلها نزعه سيئه.



و كانت قيمه هذه المخلوق الجديد مقرونه بما آتاه الله من اراده فى اختيار الافعال، اذ ان قيمه بما يفعله من ذاته لا بما يكون مقسورا على فعله.



و لتحقيق هذه القيمه كان لابد من ان يكون الانسان محل اختبار و امتحان، و من مستلزمات ذلك ان تكون دوافع الخير فيه على قدم المساواه مع دوافع الشر.



قيمه الانسان




وجاء القرآن الكريم يحدد قيمه الانسان وفق هذا التصور الاصيل لمركب الانسان، فقيمته تنطلق من مدى استجابته لدوافع الخير، و مجابهته لدوافع الشر، و هو ما عبر عنه بالتقوى:



'ان اكرمكم عند الله اتقاكم' "سوره ى الحجرات- 13"



توزيع القدرات




و منذ قررالله سبحانه مبدا الزوجيه فى خلق الانسان، قسم اعباء الحياه بين الزوجين تقسيما متعادلا وفق مبدا العدل، و نتيجه لذلك وزع القدرات و الميول بيهما بشكل يتلائم مع الوظيفه المطلوبه منهما. فكان كل من الرجل و المراه بما آتاه الله من مواهب و نوازع اقدر على القيام بوظيفته من الاخر. و يظهر العدل الالهى مره اخرى فى انه سبحانه لايطلب من الانسان الا ما هو موهل لفعله، مصداقا لقوله تعالى:



'لا يكلف الله نفسا الا وسعها' "سوره البقره- 286".



و انطلاقا من هذا المبدا اذا قام الرجل بوظيفته و قامت المراه بوظيفتها، حصلنا على المردود الاعظم لطاقه الزوجين، و عاش الناس فى سعاده و استقرار.



من هذا المنطلق نجد ان التعريف الاعم لقيمه الفرد فى مجتمعه، هو ان قيمته تكون بمقدار قيامه بوظيفته، وفق ما وهبه الله من امكانيات لتحقيقها. و هو مودى قول الامام على "ع":



'قيمه كل امرى ما يحسنه' اى ما يحسن فعله.



تلاوم القدرات مع الوظيفه




و يتجلى توزيع القدرات و الرغبات بين الزوجين، ان اوكل بالمراه امر انجاب النسل و تربيته، و لهذه الغايه منح الله سبحانه المراه وعاء الحمل، اعنى الرحم، و آتاها من قوى التحمل لالام الحمل و الوضع، ثم الصبر على تربيه الطفل و تغذيته و تنظيفه. فى حين اوجد فيها العاطفه الثره للحنوه عليه و مداراته و التلاوم معه، فيهى حيت تربيه تكون مندفعه بتلك العاطفه دون ان تبالى بالتعب و النصب او تشعر بالكلال او الملل. و بذلك تكون قد حققت وظيفته او قامت بدورها، و استنفدت طاقاتها لخدمه المجتمع و بناء نواته الاساسيه و هى الاسره.



و من دواعى تلك التربيه للطفل و لتامين الحفاظ عليه، اوجد سبحانه فى المراه طبائع ضرورريه، لم يوجدها فى الرجل، منها: قوه الجلد و الرحمه و الخوف، فتربيه الطفل تحتاج الى صبر و تجلد، و الطفل نتيجه ضعفه يحتاج الى الرحمه دون القوه، و عندما تخاف المراه على طفلها تقوم بالتصرفات التى تجنبه الاخطار.



اما الرجل فقد كلفه حمايه الاسره التى يعيش فيها الاطفال فى ظل امهم، التى تنصرف الى رعايتهم، و لهذا الغرض اعطاه البسطه فى العقل و الجسم، فبتفكيره البعيد يستطيع تقدير مصلحه الاسره، و بقوته العضليه و غيرته يستطيع ان يذود عن كيان اسرته، كما يدافع عن كرامه وطنه و شرف عقيدته اذا ما حاول احد التصدى لهما.



و تلبيه لنوازع الشرف فى الانسان، و رغبه فى اقامه حياه اجتماعيه سعيده مستقره، شرع الاسلام الزواج، الذى يبتنى على اسس واضحه بين الزوجين... و حتى تكون الزوجه متعه للرجل دون سواه،



[
هذا ليس هو السبب الرئيسى هنا، و ما ذكره المولف بقوله: 'وسعيا' لتحديد عوامل الفسوق هو الاهم بالاضافه الى ان الاسلام يسعى لتركيز عامل الثقه فيمابين الزوجين... الى غير ذلك مما لامجال له هنا.] وسعيا لتحديد عوامل الفسوق، امر المراه بالحجاب و منعها من الاختلاط المشبوه. فى حين اكد على ضروره تعليمها و تثقيفها و تزويدها بتعاليم الدين و الاخلاق حتى تقوم بوظيفتها التربويه على اتم وجه.



مناقشه جريئه




لست اخفى ان الذى دعائى الى كتابه هذا الموضوع، مناقشه حاده حصلت بينى و بين احدى الفتيات الايرانيات، اثر اختتام المهرجان الالفى لنهج البلاغه، الذى انعقد فى طهران فى الفتره من 16 -12 رجب 1401 ه، الموافق 21 -17 ايار 1981 م. الذى اقامته موسسه "بنياد نهج البلاغه".



فقد قابلتنى احدى الصحفيات، و كانت مثقفه و صريحه و جريئه الى ابعد الحدود، كما هى صفه المراه الايرانيه.



و كان اول سوال وجهته لى باعتبارى من الباحثين فى نهج البلاغه ان قالت: لماذا تحامل الامام على "ع" على المراه فى نهج البلاغه، و لم يمدحهها بكلمه واحده؟ بل قال: 'المراه شركلها، و شر ما فيها انه لابد منها'



فصدمت مبدئيا من كلامها، و شرعت احادثها بالحسنى، حتى استبصرت واهتدت الى الصواب، و قلت لها:



اولا: احسنى ظنك بامامك يا آنسه. فالامام امام على "ع" ليس عدوا لاحد، انما هو صديق للحق و عدو للباطل.



ثانيا: انت تعلمين ان كل رجل يعطى رايه بالمراه من خلال تجربته فى حياته مع المراه، اقصد مع زوجته. فاذا كانت زوجته سيئه ظن ان كل النساء سيئات، و اذا كانت زوجته صالحه اعتقد ان كل نساء العالم صالحات. و الامام على "ع" كانت زوجته "فاطمه الزهراء" سيده نساء العالمين، و هى باعتقادنا معصومه عن الخطا. فكيف يكون نظره الى المراه؟ لابد انه جيد جدا.



ثالثا: ان النساء لسن من درجه واحده، ففيهن المومنه و الكافره، و التقيه و الفاسقه، شانهن فى ذلك شان الرجال. و قد اوضح ذلك القرآن الكريم بشكل لايقبل الشك، حتى انه ضرب مثلا للذين آمنوا زوجه فرعون التى كان زوجها من اكبر



الكافرين، بينما كانت هى من اعظم المومنين، و استحقت بذلك ان تكون فى اعلى درجات الجنه. يقول تعالى:



'ضرب الله مثلا للذين كفروا امراه نوح و امراه لوط، كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما، فلم يغنيا عنهما من الله شيئا، و قيل ادخلا النار مع الداخلين و ضرب الله مثلا للذين آمنوا امراه فرعون اذ قالت: رب ابن لى عندك بيتا فى الجنه، و تجنى من فرعون و عمله، و تجنى من القوم الظالمين' "آخر سوره التحريم".



فاذا كان الامام على "ع" يعلم هذا كله، ثم بعد ذلك يقول فى نهجه 'المراه شركلها، و شر ما فيها انه لابد منها' او يقول 'النساء حبائل ابليس'. فهو لايقصد بالمراه زوجته فاطمه و مثيلاتها من المومنات امثال: 'خديجه و مريم و آسيه، و انما يقصد بها المراه الفاسقه الكافره، التى هى كالشيطان، بل اسوا من الشيطان، لانها تنطلق فى اعمالها بدافع من هواها و نزواتها و شهواتها، دون ان يكون لها اى ضابط او زاجر.



ثم انتقلت معها الى مناقشه قول الامام على "ع": 'ان النساء نواقص العقول، نواقص الحظوظ، نواقص الايمان...' و بينت لها ان من يرد على هذه الكلمات لايرد على الامام على "ع" و انما يرد على الله تعالى، لان الامام لم يات بها من عنده، و انما قررها من القرآن، فمن المبادى ء التى انزلها الله فى القرآن و لا مجال للشك فيها، ان شهاده الرجل كشهاده امراتين فى القضاء، و ان حظ الذكر كحظ الانثيين فى الارث، و ان المراه اثناء الحيض و النفاس تقعد عن الصلاه و الصيام.



و ان ذكر الامام لهذه الصفات هو من باب بيان الواقع، و ليس من باب التوهين بقيمه المراه. فالوظيفه التى انيطت بالنساء جعلتهن يتصفن ببعض الصفات. مثل: تغليب العاطفه على العقل "ناقصات العقول" و مثل: اخذ نصف الميراث "ناقصات الحظوظ" و مثل: القعود عن الصلاه و الصوم حال الحيض "ناقصات الايمان". و هذا حق، لان المراه التى يطلب منها الله تعالى اعاله احد حتى نفسها، يكفيها نصف الارث و يزيد، و لان المراه التى او كل اليها انجاب افراد البشريه لابد لها من الحيض الذى ينقض طهارتها و يحرمها بعض الايام من الصلاه و الصيام.



و هذا النفص فى بعض الاشياء لايحط من قيمه المراه اذا ما نظرنا اليها من خلال وظيفتها. فالرجل فى مقابلها ناقص فى اشياء اخرى. و فى مقابل كل ملكه للرجل



/ 5