فقر اسبابه و علاجه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فقر اسبابه و علاجه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



ما هو الفقر؟



تعريف الفقر و الفقير



الفقر فى اللغه هو ما يكسر فقار الظهر، و الفقير هو المكسور فقار الظهر.


و الفقير الشرعى هو الذى لايملك قوت سنته له و لعيا له، لا قوه و لا فعلا. نقصد بالقوه اذا كان له مرتب شهرى او مورد ياتيه على دفعات خلال العام.


و تسمى الحاله بين الفقر و الغنى: الكفاف، و هى ان يكون الانسان مكتفيا بدون زياده.


و الفقر لايكون من المال فحسب، فهو يطلق ايضا على فقر العلم و فقر النفس و فقر الدين و فقرالقوه، و كلها تعنى فقد الشى و الحاجه اليه.


درجات الفقير



وردت فى القرآن آيات كثيره تذكر الفقير و المسكين، منها آيه الزكاه التى تبين مصارف الزكاه حيث تقول:


"انما الصدقات للفقراء و المساكين و العاملين عليها" "التوبه 60"


مما يدل على ان الفقير غيرالمسكين.


و قد اختلف فى الفرق بينهما و ايهما اكثر خصاصه و عوزا.


و فى مجمع البحرين ج 3 "ماده فقر" يقول الشيخ الطوسى فى النهايه: ان المسكين اسوا حالا من الفقير، لقوله تعالى "او مسكينا ذا متربه" و ذو المتربه هو المطروح على التراب من شده احتياجه.


و ليس اوضح فى الدلاله على الفرق بين الفقير و المسكين مما روى فى الصحيح عن عبدالله بن مسكان بن ابى بصير، قال: قلت للامام جعفر الصادق "ع" فى قوله تعالى "انما الصدقات للفقراء و المساكين..." فقال "ع": 'الفقير الذى لايسال الناس، و المسكين اجهد منه، و البائس اجهدهم.


فالفقير هو الذى لايملك و لا يسال، مصداقا لقوله تعالى:


"للفقراء الذين احصروا فى سبيل الله، لايستطيعون ضربا فى الارض، يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف، تعرفهم بسيماهم، لايسالون الناس الحافا، و ما تنفقوا من خير فان الله به عليم" "البقره 273"


و الاول، اى الفقير العفيف الذى لايسال، هو اولى بالعطاء من غيره، لذلك ذكر فى آيه الزكاه قبل المسكين الذى يسال.


و فى زماننا الحاضر لانجد الفقير العفيف الا فى النادر، لابل ان اكثر من يسالون و يتظاهرون بالفقر هم مكتفون او اغنياء.


النسبيه فى الفقر



تختلف حاجات الانسان. فى الحياه مع تقدم الحضاره و الرفاهيه. فاليوم اصبح المنزل المستقل من حاجيات الفرد، كما اتسعت الحاجات المنزليه حتى اصبحت تضم الغساله و البراد و ما الى ذلك.


و فى حين كان الاولاد لايكلفون اباهم نفقه تذكر، اصبحوا اليوم عب كبيرا عليه. و الامام على "ع" يقول: 'قله العيال احد اليسارين'.


و بما ان الفقير هو الذى يكون مورده اقل من مصروفه، فلا يبعد اليوم ان نعتبر الموظف و كل من يتقاضى اجرا مقطوعا: فقيرا، اذا كان يعيل عده اولاد.


[
اى مع عدم كفايه مرتبه لاعالتهم.]


معانى الفقر



ورد الفقر فى القرآن و الاحاديث بمعان مختلفه. و يمكن حصر معانى الفقر على اربعه وجوه هى:


وجود الحاجه الضروريه



و ذلك عام للانسان و للموجودات كلها. يقول تعالى "انتم الفقراء الى الله، و الله هو الغنى الحميد". "سوره فاطر- 15".


عدم المقتنيات



و هو المذكور فى قوله تعالى "للفقراء الذين احصروا فى سبيل الله..." "البقره- 273".


و هم الذين منعهم عملهم فى سبيل الله عن الكسب.


فقر النفس



و هو المعنى بقول النبى "ص": 'كاد الفقر ان يكون كفرا'.


[
لعل المراد من هذه الكلمه ان الفقر ربما يجعل الانسان فى حرج نفسى شديد يجعله فى معرض الياس من روح الله سبحانه و من الطافه... بل قد يدفعه للخروج على القانون و التمرد حتى على الاحكام الشرعيه الالهيه و الاستهانه بها عن سابق علم و معرفه... و تلك درجه خطيره على صعيد الالتزام بالحدود العقائديه التى لابد من مراعاتها.]


الفقر الى الله تعالى



كما فى قول موسى "ع": "رب انى لما انزلت الى من خير فقير" "القصص- 24"


و هو المشار اليه بقول النبى "ص": 'اللهم اغننى بالافتقار اليك، و لا تفقرنى بالاستغناء عنك'.


الفقر المذموم



من الوجوه السابقه يتبين ان من الفقر ما يكون مذموما، و منه ما يكون محمودا ممدوحا.


و الفقر بلحاظ ذاته كفر، لكنه اذا اقترن بالصبر اصبح عباده وزينا للمومن.


و السبب فى ان الفقر بذاته كفر، ان الانسان اذا لم يكن ورعا و واثقا بر به ثقه تامه، فان فقره قد يدفعه لاستخدام كل وسيله للحصول على المال، دون ان يتقيد بالشرع، فيغتصب و يسرق و يحتال، و قد يفعل غير ذلك من المحرمات، فيضل و يكفر. و لذلك قال النبى "ص": 'كاد الفقر ان يكون كفرا'. و قال "ص" فى الامام على "ع": 'لو تمثل الفقر لعلى رجلا لقتله'. و هو الذى عبرنا عنه 'بفقر النفس'


[
راجع التعليقه السابقه.] لان غنى النفس يدفع


الانسان الى التعفف عما فى ايدى الناس. يقول الامام "ع": 'الغنى الاكبر، الياس عما فى ايدى الناس' "الحكمه 342 نهج".


قال بعض اصحابنا: جاء فى دعاء النبى "ص": 'نعوذ بك من الفقر و القله'. قيل: الفقر المستعاذ منه انما هو فقر النفس الذى يفضى بصاحبه الى كفران نعم الله و نسيان ذكره، و يدعوه الى سد الخله "اى سد حاجته" بما يتدنس به عرضه و يثلم به دينه. و القله تحمل على قله الصبرا و قله العدد.


و قال الامام على "ع" لابنه محمد بن الحنفيه: 'يا بنى، انى اخاف عليك الفقر، فاستعذ بالله منه، فان الفقر منقصه للدين، مدهشه للعقل، داعيه للمقت' "الحكمه 319 نهج".


و فى الخبر انه "ص" تعوذ من الفقر، و قال: 'الفقر سواد الوجه فى الداراين'، ثم قال فى موضع آخر: 'الفقر فخرى و به افتخر على سائر الانبياء'، و قال "ص": 'اللهم احينى مسكينا و امتنى مسكينا واحشرنى فى زمره المساكين'. فكيف نوفق بين القولين؟ يمكن ذلك بلحاظ ان الفقر الذى تعوذ منه هو الفقر الى الناس، و الذى دون الكفاف، و الذى افتخر به "ص" الفقر الى الله تعالى.


و سوال الفقر لم يرد فى الادعيه، بل ورد فى اكثرها الاستعاذه من الفقر الذى يشقى به الانسان، و عن الغنى الذى يصير سببا لطغيانه.


فقر الدين



و من ادنى معانى الفقر 'فقر الدين' و هو الفقر الحقيقى، لانه يورد صاحبه الى النار و الى غضب الجبار. و فيه قال الامام على "ع": 'الفقر الموت الاكبر'.


[
كون المقصود من هذه الكلمه هو ذلك يحتاج لمزيد من التامل.]


عن الامام جعفر الاصادق "ع" قال: 'الفقر الموت الاحمر'. فقلت له: الفقر من الدينار و الدرهم؟ قال: 'لا، ولكن من الدين'.


و فى ذلك قال الامام على "ع": الفقر و الغنى بعد العرض على الله' "الحكمه 452 نهج". و هو نظير ما اشار اليه النبى "ص" بقوله: 'اتدرون ما المفلس؟' فقيل: المفلس فينا من لادرهم له و لا متاع له. فقال "ص": 'المفلس من امتى من ياتى يوم القيامه بصلاه و زكاه، و ياتى قد شتم هذا و قذف هذا و اكل مال هذا و سفك دم هذا و ضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته و هذا من حسناته، فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه، اخذ من خطايا هم فطرحت عليه، ثم طرح فى النار'.


الفقر الممدوح



فى الخبر الماثور: 'من احبنا اهل البيت فليعد للفقر جلبابا'


[
ربما يقال: ان المقصود بالفقر هنا: هو يوم الفقر و الفاقه و هو يوم القيامه. و ان كان الاظهر فى معناها هو ان يكون المراد بالفقر: الفقر الى الله سبحانه على حد قوله تعالى 'انتم الفقراء الى الله و الله هو الغنى'.]


و عن الامام الصادق "ع" قال فى مناجاه موسى "ع": 'يا موسى اذا رايت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين، و اذا رايت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته'


و عن الامام الصادق "ع" قال النبى "ص": 'طوبى للمساكين بالصبر، و هم الذين يرون ملكوت السموات و الارض'.


فالفقر الممدوح هو الذى يقترن بالتعفف و الصبر. و الفقير الممدوح هو من لايجد الا القوت من التعفف، و لا يوجد من هذه صفته فى الف الف واحد.


و فى ذلك يقول الامام على "ع": 'الفقر ازين للمومن من العذار على خدا لفرس. و ان فقراء المومنين ليتقلبون فى رياض الجنه قبل اغنيائهم باربعين خريفا'


و قيل للفقر ثلاثه احوال هى:


اولها: الرضا بالفقر و الفرح به، و هو شان الاصفياء.


ثانيها: الرضا به دون الفرح، و هذا له ثواب ولكن اقل من الاول.


ثالثها: عدم الرضا به والكراهه فى القسمه، و هذا لا ثواب له اصلا


هذا و اذا كان الغنى مدعاه للفجور، كان الاكتفاء مع العفه افضل بلامقارنه. يقول الامام على "ع": 'و الرحفه مع العف9، خير من الغنى مع الفجور' "الخطبه رقم 270 نهج"


الغنى الممدوح



غالبا ما يكون الغنى بالنسبه للانسان استدراجا له و امتحانا لايمانه و تقواه. يقول الشاعر تحت عنوان "الدرهم محك الاتقياء":


لايغرنك من المرء رداء رقعه


و قميص فوق ساق الكعب منه رفعه


وجبين لاح فيه اثر قد قلعه


اره الدرهم تعرف غيه او ورعه


فان هو شكر ربه، بان اخرج الحقوق من ماله، فواسى بها الفقراء، و لم يدفعه غناه الى التكبر عليهم، و لم ينشغل بغناه عن واجباته الدينيه، و لم يسقه غناه الى الفجور، خرج من امتحانه ناجحا، والا كان ماله و بالا عليه و خسر خسرانا مبينا.


يقول الامام على "ع": 'العفاف زينه الفقر، و الشكر زينه الغنى' "الحكمه 68 نهج".


و يقول "ع": 'ما احسن تواضع الاغنياء للفقراء طلبا لما عندالله!. و احسن منه تيه الفقراء على الاغنياء اتكالا على الله' "الحكمه 406 نهج".


و عن الامام الصادق "ع": 'لاخير فيمن لايحب جمع المال من حلال، يكف به وجهه، و يقضى به دينه، و يصل به رحمه'.


و غالبا ما يصد المال الغنى عن طاعه الله، فيغريه الشيطان بارتكاب المحرمات، و لو ظل فقيرا لكان خيرا له. و فى ذلك يقول تعالى: 'زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطره من الذهب و الفضه...' "سوره آل عمران- 14"


و يقول الامام على "ع": 'المال ماده الشهوات' "الحكمه 58 نهج".


لذلك وردت فى الادعيه الاستعاذه من الغنى الذى يصير سببا لطغيان الانسان، مصداقا لقوله تعالى:


'ان الانسان ليطغى ان راه استغنى" "العلق- 6".


الفقر ذل



و ليس اذل للانسان من ان يصبح محتاجا الى الناس، فالفقر فى نظر صاحبه ضعه و ذله، و فى نظر الناس استهانه و استخفاف.


فالفقير الذى لايجد قوت يومه، يشعر بالهوان و عدم القيمه فى هذه الحياه، لانه لايستطيع ان يعمل شيئا بدون مال... فاذا هو صبر على ما ابتلاه الله كان له مثل اجر الصائم القائم، و ان هو لم يصبر، و شرع باستعطاء الناس كانت مسالته ذلا اكبر، لاسيما اذا كان الذى ساله قادرا على سد حاجته، ولكنه رده خائبا، فهو فى هذه الحاله يتمنى الموت على ذلك.


عن الامام الصادق "ع" قال: قال رسول الله "ص": 'يا على ان الله جعل الفقر امانه عند خلقه، فمن ستره اعطاه الله مثل اجر الصائم القائم، و من افشاه الى من يقدر على قضاء حاجته


فلم يفعل، فقد قتله. اما انه ما قتله بسيف و لارمح، ولكنه قتله بما نكا من قلبه'. و نكا القلب جرحه او قتله.


و من ابشع صور ذل الفقير، ان يتذلل الى انسان مثله لمجرد كونه غنيا، مستهينا بعزه الايمان.


يقول الامام على "ع": 'و من اتى غنيا فتواضع له لغناه، ذهب ثلثا دينه' "الحكمه 228 نهج".


و يقول "ع": 'ما اقبح الخضوع عند الحاجه، و الجفا ء عند الغنى' "الخطبه 270 نهج"


و تبلغ نظره الناس الى الفقير مبلغا من الاحتقار تجعله يخرس عن ابداء حجته التى لايصغى ايها الناس، فان تكلم بحق اسكته الناس و كذبوه، و اذا اخطا استكبروا خطيئته. و لم يعنه احد على ضعفه و مسكنته، فيشعر انه غريب و ان كان يعى فى وطنه، و لايرمق من بعيد الا صوره من ياتى ليطالبه بدينه او باجره بيته.


لذلك قال الامام على "ع" فى ابلغ عباراته: 'الغنى فى الغربه وطن، و الفقر فى الوطن غربه' "الحكمه 56 هج".


و قال "ع": 'الفقر يخرس الفطن عن حجته، و المقل غريب فى بلدته' "الحكمه رقم 3 نهج".


و قال "ع": 'اذا اقبلت الدنيا على احد اعارته محاسن غيره، و اذا ادبرت عنه سلبته محاسن نفسه' "الحكمه رقم 8 نهج".


اما الغنى فكل الناس تعظمه و تسلم عليه و تطلب القرب منه، و اذا جلس فى مجلس بجلوه، و اذا تكلم بكلام سخيف عظموه، و اذا اخطا اغفلوا خطاه... حتى اذا ما ذهب ما له و قل خيره انفضوا من حوله، كالشجره المثمره اذا انتهى موسم ثمرها و سقطت اوراقها لم ياتها احد. و ما احسن ما قيل فى ذلك:


المرء فى زمن الاقبال كالشجره


و الناس من حولها مادامت الثمره


حتى اذا راح عنها حملها رحلوا


و خلفوها تقاسى الحر و الغبره


تبا لابناء هذا الدهر كلهم


حتى و لا واحد يصفو من العشره


و قال احدهم:


يغطى عيوب المرء كثره ماله


يصدق فيما قال و هو كذوب


و يزرى بعقل المرء قله ماله


تحمقه الاقوام و هو لبيب


و قال آخر:


من كان يملك در همين تعلمت


شفتاه انواع الكام فقالا


و تقدم الاخوان فاستمعوا له


و رايته بين الورى مختالا


لولا دراهمه التى فى كيسه


لرايته ازرى البريه حالا


ان الغنى اذا تكلم بالخطا


قالوا صدقت و ما نطقت محالا


اما الفقير فان تكلم صادقا


قالوا كذبت و ابطلوا ما قالا


ان الدراهم فى المواطن كلها


تكسو الرجال مهابه و جلالا


فهى اللسان لمن اراد فصاحه و هى السنان لمن اراد قتالا


و هذه النظره هى عكس النظره الشرعيه الصحيحه التى تقيم وزن الانسان على مقدار تقواه و فعله و ليس على ماله و جماله.


المساله ذل اكبر



و من سوء الثقه بالله ان يسال الفقير الناس و لايسال خالق الناس و معطيهم. و لذلك نهى الشارع عن السوال و المساله لغيره الله، و اعتبرها هوانا و ذلا لايتناسب مع منزله المومن و عزته و كرامته. و فى ذلك يقول الامام على "ع":


'من اصبح على الدنيا حزينا فقد اصبح لقضاء الله ساخطا، و من اصبح يشكو مصيبه نزلت به فقد اصبح يشكور به' "الحكمه 228 نهج"


و يقول النبى "ص": 'لا نزال المساله باحدكم حتى يلقى الله و ليس بوجهه مزعه لحم'.


و يقول الامام على "ع": 'و مراره الياس خير من الطلب الى الناس' "الخطبه 270 نهج"


و يقول "ع": 'ماء وجهك جامد يقطره السوال، فانظر عند من تقطره' "الحكمه 346 نهج".


و اذا كان الغنى الذى استعطاه الفقير لئيما، شعر الفقير بمراره العبوديه، و انه اصبح كالاسير فى يد الغنى يتحكم به كيف يشاء. و ما اجمل ما قال الامام "ع" فى هذا المعنى:


امنن على من شئت تكن اميره


و احتج الى من شئت تكن اسيره


و استغن عمن شئت تكن نظيره


/ 8