غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 8

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



المقدمة


بسم الله الرحمن الرحيم

سبحانك مايكون لي أن أقول ماليس لي بحق، الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به، وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم، الذين آتينا هم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، ما فرطنا في الكتاب من شيئ، وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون، يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض: غر هؤلاء دينهم، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا، فورب السماء والارض إنه لحق مثل ماانكم تنطقون، قل: اي وربي إنه لحق وإنا لما سمعنا الهدى آمنابه، ماكان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه، فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه، فماذا بعدالحق إلاالضلال، وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وقل: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.

ألامينى

فيه أبحاث قيمة ودروس دينية راقية لامنتدح لاي ديني ارتاد مهيع الحق، وابتغى لاحب الحقيقة عن عرفانها والخوض فيها، والبحث عنها بضمير حر غير جانح إلى العصبية العمياء العاطفية الحمقاء.

والله ولي التوفيق

ابوطالب في الذكر الحكيم


لقد أغرق القوم نزعا في الوقيعة والتحامل على بطل الاسلام والمسلم الاول بعد ولده البار، وناصردين الله الوحيد، فلم يقنعهم ما اختلقوها من الاقاصيص حتى عمدوا إلى كتاب الله فحرفوا الكلم عن مواضعه، فافتعلوا في آيات ثلاث أقاويل نأت عن الصدق، وبعدت عن الحقيقة بعد المشرقين، وهي عمدة مااستند إليه القوم في عدم تسليم إيمان أبي طالب، فاليك البيان:

آية محرفة فى أبى طالب


قوله تعالى: وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون. 'سورة الانعام آية 26'

أخرج الطبري وغيره من طريق سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عمن سمع ابن عباس انه قال: إنها نزلت في أبي طالب، ينهى عن أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤذى، وينأى أن يدخل في الاسلام.

___________________________________

طبقات ابن سعد 1 ص 105، تاريخ الطبري 110: 7، تفسيرابن كثير 127: 2، الكشاف 448: 1، تفسير ابن جزى 6: 2، تفسير الخازن 11: 2.

وقال القرطبي: هو عام في جميع الكفار أي ينهون عن إتباع محمد عليه السلام وينأون عنه، عن ابن عباس والحسن. وقيل هو خاص بأبي طالب ينهى الكفار عن أذاية محمد عليه السلام ويتباعد من الايمان به، عن ابن عبا س أيضا. روى أهل السير قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج إلى الكعبة يوما وأراد أن يصلي، فلما دخل في الصلاة قال أبوجهل- لعنه الله-: من يقوم إلى هذاالرجل فيفسد عليه صلاته؟ فقام ابن الزبعرى فأخذ فرثا ودما فلطخ به وجه النبي صلى الله عليه وسلم فانفتل النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته، ثم أتى أبا طالب عمه فقال: ياعم ألاترى إلى مافعل بي؟ فقال أبوطالب: من فعل هذابك؟ فقال

النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن الزبعرى، فقام أبوطالب ووضع سيفه على عاتقه ومشى معه حتى أتى القوم فلما رأوا أباطالب قد أقبل جعل القوم ينهضون، فقال أبوطالب: والله لئن قام رجل لجللته بسيفي فقعدوا حتى دنا إليهم، فقال: يابني من الفاعل بك هذا؟ فقال: عبدالله بن الزبعرى. فأخذ أبوطالب فرثاو دمافلطخ به وجوههم ولحاهم وثيابهم وأساء لهم القول فنزلت هذه الآية: وهم ينهون عنه وينأون عنه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ياعم نزلت فيك آية. قال: وماهي؟ قال تمنع قريشاأن تؤذيني، وتأبى أن تؤمن بي. فقال أبوطالب:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم++

حتى أوسد في التراب دفينا

إلى آخر الابيات التي أسلفناها ج 7 ص 352 و 334. فقالوا: يارسول الله هل تنفع نصرة أبي طالب؟ قال: نعم دفع عنه بذاك الغل، ولم يقرن مع الشياطين، ولم يدخل في جب الحيات والعقارب، إنما عذابه في نعلين من نار يغلي منهما دماغه في رأسه، وذلك أهون أهل النار عذابا.

___________________________________

تفسير القرطبي 406: 6.

قال الاميني: نزول هذه الآية في أبي طالب باطل لا يصح من شتى النواحي:

1- إرسال حديثه بمن بين حبيب بن أبي ثابت وابن عباس، وكم وكم غيرثقة في أناس روواعن ابن عباس ولعل هذا المجهول أحدهم.

2- إن حبيب بن أبي ثابت إنفرد به ولم يروه أحد غيره ولا يمكن المتابعة على ما يرويه ولو فرضناه ثقة في نفسه بعد قول ابن حبان: إنه كان مدلسا. وقول العقيلي غمزه ابن عون وله عن عطاء أحاديث لايتابع عليها. وقول القطان: له غير حديث عن عطاء لا يتابع عليه وليست بمحفوظة. وقول الآجري عن أبي داود: ليس لحبيب عن عاصم بن ضمرة شئ يصح، وقول ابن خزيمة: كان مدلسا

___________________________________

تهذيب التهذيب 179: 2.

ونحن لا نناقش في السند بمكان سفيان الثوري، ولا نؤاخذه بقول من قال: إنه يدلس ويكتب عن الكذابين

___________________________________

ميزان الاعتدال 396: 1.

3- إن الثابت عن ابن عباس بعدة طرق مسندة يضاد هذه المزعمة، ففيمارواه الطبري وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق على بن أبي طلحة وطريق العوفي عنه إنها في المشركين الذين كانوا ينهون الناس عن محمد أن يؤمنوابه، وينأون عنه يتباعدون عنه

___________________________________

تفسير الطبري 109: 7، الدر المنثور 8: 3.

وقد تأكد ذلك ماأخرجه الطبري وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وعبدبن حميد من طريق وكيع عن سالم عن ابن الحنفية، ومن طريق الحسين بن الفرج عن أبي معاذ، ومن طريق بشرعن قتادة.

وأخرج عبدالرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبوالشيخ عن قتادة والسدي والضحاك، ومن طريق أبي نجيح عن مجاهد، ومن طريق يونس عن ابن زيد قالوا: ينهون عن القرآن وعن النبي،وينأون عنه يتباعدون عنه

___________________________________

تفسير الطبري 109: 7، الدر المنثور 9 و 8 : 3، تفسير الآلوسي 126 و 7.

وليس في هذه الروايات أي ذكر لابي طالب، وإنما المراد فيها الكفار الذين كانوا ينهون عن إتباع رسول الله أوالقرآن، وينأون عنه بالتباعد والمناكرة، وأنت جد عليم بأن ذلك كله خلاف ماثبت من سيرة شيخ الابطح الذي آواه ونصره و ذب عنه ودعى إليه إلى آخر نفس لفظه.

4- إن المستفاد من سياق الآية الكريمة انه تعالى يريد ذم أناس أحياء ينهون عن اتباع نبيه ويتباعدون عنه، وان ذلك سيرتهم السيئة التي كاشفوا بها رسول الله صلى الله عليه وآله، وهم متلبسون بها عند نزول الآية كما هو صريح ما أسلفناه من رواية القرطبي وإن النبي صلى الله عليه وآله أخبر أباطالب بنزول الآية.

لكن نظرا إلى مايأتي عن الصحيحين فيما زعموه من أن قوله تعالى في سورة القصص: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء. نزلت في أبي طالب بعد وفاته. لا يتم نزول آية ينهون عنه وينأون النازلة في أناس أحياء في أبي طالب، فان سورة الانعام التي فيها الآية المبحوثة عنها نزلت جملة واحدة

___________________________________

أخرجه أبوعبيد وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والنحاس من طريق ابن عباس والطبراني وابن مردويه من طريق عبدالله بن عمر، راجع تفسير القرطبي 383 و 382: 6، تفسير ابن كثير 122: 2، الدر المنثور 2: 3، تفسير الشوكانى 92 و 91: 3. بعد سورة القصص

بخمس سور كما في الاتقان 1 ص 17 فكيف يمكن تطبيقها على أبى طالب وهو رهن أطباق الثرى، وقد توفي قبل نزول الآية ببرهة طويلة.

5- إن سياق الآيات الكريمة هكذا: ومنهم من يستمع اليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقوه وفي آذانهم وقرا، وإن يروا كل آية لايؤمنوا بها، حتى إذاجاءوك يجاد لونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الاولين، وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون.

وهو كما ترى صريح بأن المراد بالآيات كفار جاءوا النبى فجادلوه وقذفوا كتابه المبين بأنه من أساطير الاولين، وهؤ لاء الذين نهوا عنه صلى الله عليه وآله وعن كتابه الكريم، وناءوا وباعدوا عنه، فأين هذه كلها عن أبى طالب؟ الذى لم يعفل كل ذلك طيلة حياته، و كان إذاجاءه فلكلائته والذب عنه بمثل قوله:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم++

حتى أوسد في التراب دفينا

وإن لهج بذكره نوه برسالته عنه بمثل قوله:

ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا++

رسولا كموسى خط في أول الكتب؟

وإن قال عن كتابه هتف بقوبه:

أويؤمنوا بكتاب منزل عجب++

على نبي كموسى أوكذي النون

وقدعرف ذلك المفسرون فلم يقيموا للقول بنزولها في أبي طالب وزنا، فمنهم من عزاه إلى القيل، وجعل آخرون خلافه أظهر، ورأى غير واحد خلافه أشبه، وإليك جملة من نصوصهم:

قال الطبري في تفسيره 109: 7: المراد المشركون المكذبون بآيات الله ينهون الناس عن إتباع محمد صلى الله عليه وسلم والقبول منه وينأون عنه ويتباعدون عنه. ثم رواه من الطرق التي أسلفناه عن ابن الحنفية وابن عباس والسدي وقتادة وأبي معاذ، ثم ذكر قولا آخر بأن المراد ينهون عن القرآن أن يسمع له ويعمل بما فيه، وعد ممن قال به قتادة ومجاهد وابن زيد ومرجع هذا إلى القول الاول، ثم ذكرالقول بنزولها في أبي طالب وروى حديث حبيب بن أبي ثابت عمن سمع ابن عباس وأردفه بقوله في ص 110: وأولى هذه الاقوال بتأويل الآية قول من قال تأويل وهم ينهون عنه عن إتباع محمد صلى الله عليه وسلم

من سواهم من الناس وينأون عن إتباعه، وذلك ان الآيات قبلها جرت بذكر جماعة المشركين العادين به والخبر عن تكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والاعراض عما جاءهم به من تنزيل الله ووحيه، فالواجب أن يكون قوله 'وهم ينهون عنه' خبرا عنهم، إذ لم يأتنا مايدل على انصراف الخبر عنهم إلى غيرهم، بل ماقبل هذه الآية ومابعدها يدل على صحة ما قلنا من ان ذلك خبر عن جماعة مشركي قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يكون خبرا عن خاص منهم، وإذا كان ذلك كذلك فتأويل الآية: وإن ير هؤلاء المشركون يا محمد كل آية لايؤمنوا حتى إذا جاؤك يجادلونك يقولون إن هذا الذي جئتنا به إلا أحاديث الاولين وأخبارهم، وهم ينهون عن استماع التنزيل وينأون عنك، فيبعدون منك ومن إتباعك، وإن يهلكون إلا أنفسهم. اه

وذكر الرازي في تفسيره 28: 4 قولين: نزولها في المشركين الذين كانوا ينهون الناس عن إتباع النبي والاقرار برسالته. ونزولها في أبي طالب خاصة فقال: والقول الاول أشبه لوجهين: الاول: ان جميع الآيات المتقدمة على هذه الآية تقتضي ذم طريقتهم فكذلك قوله: وهم ينهون عنه. ينبغي أن يكون محمولا على أمر مذموم فلو حملناه على أن أباطالب كان ينهى عن ايذائه لما حصل هذاالنظم.

والثاني: انه تعالى قال بعد ذلك: وإن يهلكون إلا أنفسهم. يعني به ماتقدم ذكره ولا يليق ذلك بأن يكون المراد من قوله وهم ينهون عنه النهي عن أذيته، لان ذلك حسن لا يوجب الهلاك.

فان قيل: إن قوله 'وإن يهلكون إلا أنفسهم' يرجع إلى قوله 'وينأون عنه' لاإلى قوله 'ينهون عنه' لان المراد بذلك أنهم يبعدون عنه بمفارقة دينه وترك الموافقه له وذلك ذم فلا يصح مارجحتم به هذالقول؟ قلنا: إن ظاهر قوله: وإن يهلكون إلا أنفسهم. يرجع إلا كل ما تقدم ذكره لانه بمنزلة أن يقال: إن فلانا يبعد عن الشئ الفلانى وينفر عنه ولايضر بذلك إلا نفسه، فلايكون هذا الضرر متعلقا بأحد الامرين دون الآخر. اه.

وذكر ابن كثير في تفسيره 127: 2 القول الاول نقلا عن ابن الحنيفة وقتادة ومجاهد والضحاك وغير واحد فقال: وهذا القول أظهر والله أعلم وهو إختيار ابن جرير.

وذكر النسفي في تفسيره بهامش تفسير الخازن 10: 2: القول الاول ثم قال: وقيل: عنى به أبوطالب والاول أشبه.

وذكر الزمخشري في الكشاف: 448: 1، والشوكاني في تفسيره 103: 2 وغير هما القول الاول وعزوا القول الثانى إلى القيل، وجاء الآلوسي وفصل في القول الاول ثم ذكر الثانى وأردفه بقوله: ورده الامام. ثم ذكر محصل قول الرازي.

وليت القرطبي لما جاء نا يخبط في عشواء وبين شفتيه رواية إلتقطها كحاطب ليل دلنا على مصدر هذاالذي نسجه، ممن أخذه؟ وإلى من ينتهي اسناده؟ ومن ذا الذي صافقه على روايتها من الحفاظ وأي مؤلف دونه قبله، ومن الذي يقول ان ماذكره من الشعر قاله أبوطالب يوم ابن الزبعرى؟ ومن الذي يروي نزول الآية يوم ذلك؟ وأي ربط وتناسب بين الآية واخطارها النبي صلى الله عليه وآله على أبي طالب وبين شعره ذاك؟ وهل روى قوله في هذاالنسيج: ياعم نزلت فيك آية. غيره من أئمة الحديث ممن هو قبله أو بعده؟ وهل وجد القرطبي للجزء الاخير من روايته مصدرا غير تفسيره؟ وهل اطل على جب الحيات والعقارب فوجده خاليا من أبي طالب؟ وهل شد الاغلال و فكها هو ليعرف أن شيخ الابطح لا يغل بها؟ أم أن مدركه في ذلك الحديث النبوي؟ حبذا لوصدقت الاحلام، وعلى كل فهو محجوج بكل ماذكرناه من الوجوه.

آيتان فى أبى طالب عن الشيخين


1- قوله تعالى: ماكان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولوكانوا أولي قربى من بعد ماتبين لهم أنهم أصحاب الجحيم. سورة البراءة: 113.

2- قوله تعالى: إنك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين. سورة القصص: 56

أخرج البخاري في الصحيح في كتاب التفسير في القصص ج 184: 7، قال: ثنا ابواليمان: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني سعيدبن المسيب عن ابيه قال: لما حضرت أباطالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبدالله بن أبي أمية بن المغيرة فقال: أي عم قل لااله إلاالله. كلمة احاج لك بها عند الله. فقال أبوجهل وعبدالله بن ابي أمية: أترغب عن ملة عبدالمطلب؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها

عليه ويعيدانه بتلك المقالة حتى قال أبوطالب آخرماتكلم: على ملة عبدالمطلب وأبى أن يقول: لاإله إلاالله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لاستغفرن لك مالم أنه عنك. فأنزل الله: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين. وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء.

وفي مرسلة الطبري: فنزلت: ما كان للنبي: الآية. ونزلت: إنك لاتهدي من أحببت وأخرجه مسلم في صحيحه من طريق سعيد بن المسيب، وتبع الشيخين جل المفسرين لحسن ظنهم بهما وبالصحيحين.

مواقع النظر في رواية الشيخين


1- إن سعيد الذي إنفرد بنقل هذه الرواية كان ممن ينصب العداء لاميرالمؤمنين علي عليه السلام فلا يحتج بمايقوله أو يتقوله فيه وفي أبيه وفي آله وذويه، فان الوقيعة فيهم أشهى مأكلة له، قال ابن أبي الحديد في الشرح 370: 1: وكان سعيد بن المسيب منحرفا عنه عليه السلام، وجبهه عمربن علي عليه السلام في وجهه بكلام شديد، روى عبدالرحمن بن الاسود عن أبي داود الهمداني قال: شهدت سعيدبن المسيب وأقبل عمربن على بن أبي طالب عليه السلام فقال له سعيد: ياابن أخي ماأراك تكثر غشيان مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ كما يفعل اخوتك وبنو أعمامك، فقال عمر: ياابن المسيب أكلما دخلت المسجد أجيئ فأشهدك؟ فقال سعيد: ماأحب أن تغضب سمعت أباك يقول: إن لي من الله مقاما لهو خير لبني عبدالمطلب مما على الارض من شئ. فقال عمر: وأنا سمعت أبي يقول: ماكلمة حكمة في قلب منافق فيخرج من الدنيا إلا يتكلم بها. فقال سعيد: ياابن أخي جعلتني منافقا؟ قال: هو ما أقول لك. ثم انصرف.

وأخرج الواقدي من أن سعيدبن المسيب مر بجنازة السجاد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ولم يصل عليها فقيل له: ألا تصل على هذا الرجل الصالح من أهل البيت الصالحين؟ فقال: صلاة ركعتين أحب إلي من الصلاة على الرجل الصالح. ويعرفك سعيد بن المسيب ومبلغه من الحيطة في دين الله ماذكره ابن حزم في المحلى 214: 4 عن قتادة قال: قلت لسعد: أنصلي خلف الحجاج؟ قال إنا لنصلي خلف من هو شر منه.

2- إن ظاهر رواية البخاري كغيرها. تعاقب نزول الآيتين عند وفاة أبي طالب عليه السلام كما أن صريح ماورد في كل واحدة من الآيتين نزولها عند ذاك ولا يصح ذلك لان الآية الثانية منهما مكية والاولى مدنية نزلت بعد الفتح بالاتفاق وهي في سورة البراءة المدنية التي هي آخر مانزل من القرآن

___________________________________

صحيح البخاري 67: 7 في آخر سورة النساء، الكشاف 49: 2، تفسير القرطبي 273: 8، الاتقان 17: 1، تفسير الشوكاني 316: 3 نقلا عن ابن ابي شيبة والبخاري والنسائي وابن الضريس وابن المنذر والنحاس وأبي الشيخ وابن مردويه عن طريق البراء بن عازب. فبين نزول الآيتين ما يقرب من عشر سنين أو يربو عليها.

3- إن آية الاستغفار نزلت بالمدينه بعد موت أبي طالب بعدة سنين تربو على ثمانية أعوام، فهل كان النبي صلى الله عليه وآله خلال هذه المدة يستغفرلابي طالب عليه السلام أخذا بقوله صلى الله عليه وآله: والله لاستغفرن لك مالم انه عنك؟ وكيف كان يستغفر له؟ وكان هو صلى الله عليه وآله والمؤمنون ممنوعين عن موادة المشركين والمنافقين وموالاتهم والاستغفار لهم- الذى هو من أظهر مصاديق الموادة والتحابب- منذ دهر طويل بقوله تعالى:

لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخرة يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم، أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيديهم بروح منه. الآية.

هذه آية 22 من سورة المجادلة المدنية النازلة قبل سورة البراءة التى فيها آية الاستغفار بسبع سور كما في الاتقان 17: 1، وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وأبونعيم والبيهقي وابن كثير كما في تفسيره 329: 4، وتفسير الشوكاني 189: 5، وتفسير الآلوسي 37: 28: إن هذه الآية نزلت يوم بدر وكانت في السنة الثانية من الهجرة الشريفة، أو نزلت على مافي بعض التفاسير في أحد وكانت في السنة الثالثة باتفاق الجمهور كماقاله الحلبي في السيرة، فعلى هذه كلها نزلت هذه الآية قبل آية الاستغفار بعدة سنين.

وبقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا.

هذه آية 144 من سورة النساء وهي مكية على قول النحاس وعلقمة وغيرهما ممن قالوا: إن قوله تعالى: يا أيها الناس. حيث وقع إنما هو مكي

___________________________________

تفسير القرطبي 1: 5. وإن أخذنا بما صححه القرطبي في تفسيره 1: 5 وذهب اليه الآخرون من أنها مدنية أخذا بما في صحيح البخاري

___________________________________

ج 300: 7 في كتاب التفسير باب تأليف القرآن، وذكره القرطبي في تفسيره 1: 5. من حديث عائشة: مانزلت سورة النساء إلا أناعند رسول الله صلى الله عليه وسلم فانها نزلت في أوليات الهجرة الشريفة بالمدينة، وعلى أي من التقديرين نزلت قبل سورة آية الاستغفار 'البراءة' باحدى وعشرين سورة كمافي الاتقان 17: 1.

وبقوله سبحانه: الذين يتخذون الكافرين أولياءمن دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة.

هذه آية 139 من سورة النساء قدعرفت أنها نزلت قبل البراءة.

وبقوله تعالى: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير

هذه آية 28 من آل عمران، نزل صدرها إلى بضع وثمانين آية في أوائل الهجرة الشريفة يوم وفد نجران كما في سيرة ابن هشام 207: 2، وأخذا بما رواه القرطبي و غيره

___________________________________

تفسير القرطبي 58: 4، تفسير الخازن 235: 1. نزلت هذه الآية في عبادة بن الصامت يوم الاحزاب وكانت في الخمس من الهجرة، وعلى أي من التقديرين وغيرهما نزلت آل عمران قبل البراءة سورة آية الاستغفار بأربع وعشرين سورة كما في الاتقان 17: 1.

وبقوله تعالى: سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفرلهم لن يغفرالله لهم. وهي الآية السادسة من المنافقين نزلت عام غزوة بني المصطلق سنة ست وهو المشهور عند اصحاب المغازي والسير كما قاله ابن كثير

___________________________________

تفسير القرطبي 127: 18، تفسير ابن كثير 369: 4. ونزلت قبل البراءة بثمان سور كما في الاتقان 17: 1.

وبقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباء كم وإخوانكم أولياء إن


/ 41