غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 1

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



مقدمة المؤلف



بسم الله الرحمن الرحيم


ألحمد لوليه، والصلوة على نبيه، وآله الائمة، وأولياء الامة


هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق


حديث النبأ العظيم في 'غدير خم' حديث الدعوة الالهية، حديث الولاية الكبرى،حديث إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب، على ما نزل به كتاب الله المبين، وتواترت به السنة النبوية، وتواصلت حلقات أسانيده منذ عهد الصحابة والتابعين إلى اليوم الحاضر، وما حوله من حقايق ناصعة تتعلق بالمتن أو الاسناد، وإرحاض ما هنالك من جلبة وتركاض، حتى يتجلى للقارئ الحق الصراح بأجلى مظاهره.


وجل قصدنا من إرداف ذلك بتراجم شعراء الغدير وشعرهم فيه على ترتيب القرون الهجرية إثبات شهرة الحديث وتواتره في كل جيل، وانه من أظهر ما تلوكه الاشداق نظما ونثرا، وتأتي هذه كلها في ستة عشر جزءا.


وإنا نعد ذلك كله خدمة للدين، وإعلاء لكلمة الحق، وإحياء اللامة الاسلامية،و إشادة بالذكر العلوي الخالد، وولاء لصاحب الولاية، وأستمد من المولى سبحانه أن يمدنى بانجاز ما اعده، وتحقيق ما أضمره، وله الحمد أولا وآخرا.


الامينى


التاريخ الصحيح



لا يكون إنبعاث أية فرقة من الفرق إلى تدوين التاريخ، أقل من إنبعاث أخواتها إليه، فكل يتحرى منه غاية، ويرمي إلى غرض يخصه، فإن كان المؤرخ يريد به الحيطة بحوادث الدهر، والوقوف على أحوال الاجيال الغابرة، فالجغرافي يطلبه لتحقيق القسم السياسي به لاختلافه بتغلبات الدول، وانعكاف امم على خطط معينة وانثيال امم عنها وإن إنبعث الخطيب إلى سبر غور التاريخ لما فيه من عبر وعظات بالغة في تدهور الاحوال، وفناء الاجيال وهلاك ملوك، واستخلاف آخرين، وما انتاب أقواما من جراء ما اجترحوه من السيئات، وما فاز به آخرون بما جاؤا به من صالح الاعمال، فالديني يبتغيه للوقوف على ما وطد به اسس المعتقد، وعلى عليها صروحه وعلاليه، وإفرازه عما كان حوله من لعب الاهواء، وتركاض أهل المطامع.


وإذا كان الاخلاقي يقصد به التجاريب الصالحة في ملكات النفوس التي تحلى بالصحيحة منها فرق من الناس فأفلحوا، وتردى بالرديئة منها آخرون فخابوا، فيستنتج من ذلك دستورا عاما للمجتمع ليعمل به متى راقه أن يأخذ حذرا عن سقوط الفرد أو ملاشاة الجامعة، فالسياسي يريد به الوقوف على مناهج الامم التي تقدم بها الغابرون، ومساقط الشهوات التي أسفت بمعتنقيها إلى هوة البوار والضعة فغادرتهم كحديث أمس الدابر، ويريد به البصيرة فيما سلفت به التجاريب الصحيحة في المضائق والمآزق الحرجة، وافتراع عقبات كأداء، فيتخذ من ذلك كله برنامجا صالحا لرقي امته، وتقدم بيئته والاديب يقتنص شوارد التاريخ، لان ما يتحراه من تنسيق لفظه، وفخامة معناه، وما يجب أن يكون في شعره أو نثره من محسنات الاسلوب، ومقربات المغزى باشارة أو إستعارة، منوط بالاطلاع على أحوال الامم والوقوف على ما قصدوه من دقائق ورقائق. وإذا عممنا التاريخ على مثل علم الرجال والطبقات، فحاجة الفقيه اليه مسيسة في تصحيح الاسانيد، وإتقان مدارك الفتاوى، وبه يظهر إفتقار المحدث اليه في مزيد الوثوق برواياته، على أن لفن الحديث مواضيع متداخلة مع التاريخ كما يروى من قصص الانبياء وتحليل تعاليمهم، حيث يجب على المحدث المحاكمة بين ما يتلقاه! و


ما يسرده التاريخ! أو التطبيق بينهما إن جاءا متفقين في بيان الحقيقة. والمفسر لامنتدح له من التوغل في التاريخ عند ما يقف على آيات كريمة توعز إلى قصص الماضين وأحوالهم، لضرب من الحكمة، ونوع من العظة، وعلى آيات اخرى نزلت في شئون خاصة، يفصلها التاريخ تفصيلا، والباحث إذا دقق النظرة في أي علم يجد ان له مسيسا بالتاريخ لا يتم لصاحبه غايته المتوخاة إلا به. فالتاريخ إذا ضالة العالم، وطلبة المتفنن، وبغية الباحث، وامنية أهل الدين ومقصد الساسة، وغرض الاديب، والقول الفصل: انه مأرب المجتمع البشري أجمع وهو التاريخ الصحيح الذي لم يقصد به إلا ضبط الحقايق على ماهي عليه، فلم تعبث به أغراض مستهدفة، ولم يعث فيه نزعات أهوائية ككثير مما الف من زبر التاريخ التي روعي في جملة منها جلب مرضاة القادة والامراء، أو تدعيم مبدأ، أو فكر مفكر، أو اريد به التحليق بأشخاص معلومين إلى أوج العظمة، والاسفاف بآخرين إلى هوة الضعة، لمغاز هنالك تختلف باختلاف الظروف والاحوال، أو إختلط فيه الحابل بالنابل، وبتوسع المؤلفين لما حسبوه من أن الاحاطة بكل ما قيل توسع في العلم، وإحسان في السمعة، ذهولا منهم عن ان مقادير الرجال بالدراية لا بالرواية


___________________________________


في كتاب زيد الزراد عن ابى عبدالله الصادق "ع" قال: قال ابوجعفر عليه السلام: يا بنى اعرف منازل شيعة على على قدر روايتهم ومعرفتهم فان المعرفة هى الدراية للرواية، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى اقصى درجة الايمان، انى نظرت في كتاب لعلى "ع" فوجدت فيه: ان زنة كل امرئ وقدره معرفته، ان الله يحاسب العباد على قدر ما اتاهم من العقول. وفى غيبة النعمانى ص 70 في حديث عن الامام الصادق "ع" خبر تدريه خير من عشر ترو به ان لكل حق حقيقة، ولكل صواب نورا. و في كشف الغمة للشعرانى ج 1 ص 40 كان على بن ابى طالب رضى الله عنه يقول: كونوا للعلم وعاة، ولا تكونوا له رواة.] فأدخلوا في التاريخ هفوات لا تحصى، غير شاعرين بأن رواة تلك السفاسف زبائن عصبة، وحناق على عصبة، أو أنهم قصاصون غير مكترثين من الاكثار في النقل الخرافي أو الافتعال، إكبارا للسمعة، أو نزولا على حكم النهمة، فتلقتها عنهم السذج في العصور المتأخرة كحقايق راهنة، وتنبه لها المنقب فوجدها أحاديث خرافية فرفضها، غير مبال بالطعن على التاريخ، فلا شعر اولئك انها وليدة تقاليد أو مطامع، ولا عرف هذا ان الآفة عن ورطات القالة، وسوء صنيع


الكتبة، لا في اصل الفن، ولو ذهبنا إلى ذكر الشواهد لهذه كلها لخرج الكتاب عن وضعه، هكذا خفيت الحقيقة بين مفرط ومفرط، وذهبت ضحية الميول والشهوات. فواجب الباحث أن يسبر هذا الغور، متجردا عن النعرات الطائفية، غير متحيز إلى فئة، متزحزحا عن عوامل الحب والبغض، ونصب عينيه مقياس من اصول مسلمة، يقابل به صفحة التاريخ، فإن طالته أو قصرت عنه رفضها، وإن قابلته مقابلة المثل بالمثل إعتمد عليها، على تفصيل لا يسعه نطاق البحث هيهنا.


اهمية الغدير في التاريخ



لا يستريب أي ذي مسكة في أن شرف الشيئ بشرف غايته، فعليه ان أول ما تكسبه الغايات أهمية كبرى من مواضيع التاريخ هو ما اسس عليه دين، أو جرت به نحلة، واعتلت عليه دعايم مذهب، فدانت به امم، وقامت به دول، وجرى به ذكر مع الابد، ولذلك تجد أئمة التاريخ يتهالكون في ضبط مبادئ الاديان وتعاليمها، وتقييد ما يتبعها من دعايات، وحروب، وحكومات، وولايات التي عليها نسلت الحقب والاعوام، و مضت القرون الخالية "سنة الله في الذين خلوا ولن تجد لسنة الله تبديلا" وإذا أهمل المؤرخ شيئا من ذلك فقد أوجد في صحيفته فراغا لا تسده أية مهمة، وجاء فيها بأمر خداج، بتر أوله، ولا يعلم مبدءه، وعسى أن يوجب ذلك جهلا للقارئ في مصير الامر ومنتهاه.


إن واقعة "غدير خم" هى من أهم تلك القضايا، لما ابتنى عليها وعلى كثير من الحجج الدامغة، مذهب المقتصين أثر آل الرسول صلوات الله عليه وعليهم، وهم معدودون بالملايين، وفيهم العلم والسؤدد، والحكماء، والعلماء، والاماثل، ونوابغ في علوم الاوايل والاواخر، والملوك، والساسة، والامراء، والقادة، والادب الجم، والفضل الكثار، وكتب قيمة في كل فن، فإن يكن المؤرخ منهم فمن واجبه أن يفيض على امته نبأ بدء دعوته، وإن يكن من غيرهم فلا يعدوه أن يذكرها بسيطة عندما يسرد تاريخ امة كبيرة كهذه، أو يشفعها بما يرتئيه حول القضية من غميزة في الدلالة، إن كان مزيج نفسه النزول على حكم العاطفة، وما هنالك من نعرات طائفته، على حين انه لا يتسنى له


غمز في سندها، فإن ما ناء به نبي الاسلام يوم الغدير من الدعوة إلى مفاد حديثه لم يختلف فيه إثنان، وإن اختلفوا في مؤداه لاغراض وشوائب غير خافية على النابه البصير


فذكرها من أئمة المؤرخين البلاذري المتوفى سنة 279 في أنساب الاشراف، و إبن قتيبة المتوفى 276 في المعارف، والامامة والسياسة، والطبري المتوفى 310 في كتاب مفرد، وابن زولاق الليثي المصري المتوفى 287 في تأليفه، والخطيب البغدادي المتوفى 463 في تاريخه، وابن عبدالبر المتوفى 463 في الاستيعاب، والشهرستاني المتوفى 548 في الملل والنحل، وابن عساكر المتوفى 571 في تاريخه، وياقوت الحموي في معجم الادباء ج 18 ص 84 من الطبعة الاخيرة، وإبن الاثير المتوفى 630 في اسد الغابة، وإبن أبي الحديد المتوفى 656 في شرح نهج البلاغة، وإبن خلكان المتوفى 681 في تاريخه واليافعي المتوفى 768 في مرآة الجنان، وإبن الشيخ البلوي في ألف باء، وإبن كثير الشامي المتوفى 774 في البداية والنهاية، وإبن خلدون المتوفى 808 في مقدمة تاريخه، وشمس الدين الذهبي في تذكرة الحفاظ، والنويري المتوفى حدود 833 في نهاية الارب في فنون الادب، وابن حجر العسقلاني المتوفى 852 في الاصابة وتهذيب التهذيب، وإبن الصباغ المالكي المتوفى 855 في الفصول المهمة، والمقريزي المتوفى 845 في الخطط، وجلال الدين السيوطي المتوفى 910 في غير واحد من كتبه، والقرماني الدمشقي المتوفى 1019 في اخبار الدول، ونورالدين الحلبي المتوفى 1044 في السيرة الحلبية، وغيرهم. وهذا الشأن في علم التاريخ لا يقل عنه الشأن في فن الحديث، فإن المحدث إلى أي شطر ولى وجهه من فضاء فنه الواسع، يجد عنده صحاحا ومسانيد تثبت هذه المأثرة لولي أمر الدين عليه السلام، ولم يزل الخلف يتلقاه من سلفه حتى ينتهي الدور إلى جيل الصحابة الوعاة للخبر، ويجد لها مع تعاقب الطبقات بلجا ونورا يذهب بالابصار، فإن أغفل المحدث عما هذا شأنه، فقد بخس للامة حقا، وحرمها عن الكثير الطيب مما أسدى اليها نبيها نبي الرحمة من بره الواسع، وهدايته لها إلى الطريقة المثلى. فذكرها من أئمة الحديث: إمام الشافعية ابوعبدالله محمد بن ادريس الشافعي المتوفى سنة 204 كما في نهاية إبن الاثير، وإمام الحنابلة احمد بن حنبل المتوفى 241 في مسنده


ومناقبه، وابن ماجة المتوفى 273 في سننه، والترمذي المتوفى 276 في صحيحه، والنسائي المتوفى 303 في الخصايص، وابويعلى الموصلي المتوفى 307 في مسنده، والبغوي المتوفى 317 في السنن، والدولابي المتوفى 320 في الكنى والاسماء، والطحاوي المتوفى 321 في مشكل الآثار، والحاكم المتوفى 405 في المستدرك، وابن المغازلي الشافعي المتوفى 483 في المناقب، وابن مندة الاصبهاني المتوفى 512 بعدة طرق في تأليفه، والخطيب الخوارزمي المتوفى 568 في المناقب ومقتل الامام السبط عليه السلام، والكنجي المتوفى 658 في كفاية الطالب، ومحب الدين الطبري المتوفى 694 في الرياض النضرة، وذخاير العقبى، والحمويني المتوفى 722 في فرايد السمطين، والهيثمي المتوفى 807 في مجمع الزوايد، والذهبي المتوفى 748 في التلخيص، والجزري المتوفى 830 في أسنى المطالب، وأبوالعباس القسطلاني المتوفى 923 في المواهب اللدنية، والمتقي الهندي المتوفى 975 في كنز العمال، والهروي القاري المتوفى 1014 في المرقاة في شرح المشكاة، وتاج الدين المناوي المتوفى 1031 في كنوز الحقايق في حديث خير الخلايق. وفيض القدير، والشيخاني القادري في الصراط السوي في مناقب آل النبي، وباكثير المكي المتوفى 1047 في وسيلة الآمال في مناقب الآل، وابوعبدالله الزرقاني المالكي المتوفى 1122 في شرح المواهب، وابن حمزة الدمشقي الحنفي في كتاب البيان والتعريف، وغيرهم.


كما ان المفسر نصب عينيه آي


___________________________________


كقوله تعالى: اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا في سورة المائدة وقوله فيها: يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك. الاية. وقوله في المعارج: سال سائل بعذاب واقع.] من القرآن الكريم نازلة في هذه المسألة يرى من واجبه الافاضة بماجاء في نزولها وتفسيرها، ولا يرضى لنفسه أن يكون عمله مبتورا، وسعيه مخدجا، فذكرها من أئمة التفسير الطبري المتوفى 310 في تفسيره، والثعلبي المتوفى 437/427 في تفسيره، والواحدي المتوفى 468 في اسباب النزول، والقرطبي المتوفى 567 في تفسيره، وأبوالسعود في تفسيره، والفخر الرازي المتوفى 606 في تفسيره الكبير، وابن كثير الشامي المتوفى 774 في تفسيره، والنيشابوري المتوفى


في القرن الثامن في تفسيره، وجلال الدين السيوطي في تفسيره، والخطيب الشربيني في تفسيره، والآلوسي البغدادي المتوفى 1270 في تفسيره، وغيرهم. والمتكلم حين يقيم البراهين في كل مسألة من مسائل علم الكلام، إذا انتهى به السير الى مسألة الامامة فلا منتدح له من التعرض لحديث الغدير حجة على المدعي أو نقلا لحجة الخصم، وإن أردفه بالمناقشة في الحساب عند الدلالة، كالقاضي ابي بكر الباقلاني البصري المتوفى سنة 403 في التمهيد، والقاضي عبدالرحمن الايجى الشافعي المتوفى 756 في المواقف، والسيد الشريف الجرجاني المتوفى 816 في شرح المواقف، والبيضاوي المتوفى 685 في طوالع الانوار، وشمس الدين الاصفهاني في مطالع الانظار، والتفتازاني المتوفى 792 في شرح المقاصد،والقوشجي المولى علاء الدين المتوفى 879 في شرح التجريد. وهذا لفظهم.


إن النبي صلى الله عليه وآله قد جمع الناس يوم غدير خم موضع بين مكة والمدينة بالجحفة وذلك بعد رجوعه من حجة الوداع، وكان يوما صائفا حتى ان الرجل ليضع رداءه تحت قدميه من شدة الحر، وجمع الرجال، وصعد عليها، وقال مخاطبا: معاشر المسلمين ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: أللهم بلى، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله


___________________________________


ذكرنا لفظهم لكونه غير مسند بل ذكروه ارسال المسلم.]


ومن المتكلمين القاضي النجم محمد الشافعي المتوفى 876 في بديع المعاني، وجلال الدين السيوطي في اربعينه، ومفتي الشام حامد بن علي العمادي في الصلاة الفاخرة بالاحاديث المتواترة، والآلوسي البغدادي المتوفى 1324 في نثر اللئالي، وغيرهم.


واللغوي لا يجد منتدحا من الايعاز الي حديث الغدير عند إفاضة القول في معنى المولى أو الخم. أو الغدير. أو الولي. كابن دريد محمد بن الحسن المتوفي 321 في جمهرته ج1ص 71


___________________________________


قال: غدير خم معروف وهو الموضع الذى قام فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيبا بفضل امير المؤمنين على بن ابى طالب كذا في المطبوع من الجمهرة، وقد حكى عنه ابن شهر اشوب وغيره في العصور المتقادمة من النسخ المخطوطة من الجمهرة ما نصه: هو الموضوع الذى نص النبى عليه السلام فيه على على "ع" اه وقد حرفته يد الطبع الامينة.] وابن الاثير في النهاية، والحموي في معجم البلدان في خم، والزبيدي الحنفي في تاج العروس، والنبهاني في المجموعة النبهانية.


واقعة الغدير



أجمع رسول الله صلى الله عليه وآله الخروج إلى الحج في سنة عشر من مهاجره، وأذن في الناس بذلك، فقدم المدينة خلق كثير يأتمون به في حجته تلك التي يقال عليها حجة الوداع. وحجة الاسلام. وحجة البلاغ. وحجة الكمال. وحجة التمام


___________________________________


الذى نظنه 'وظن الا لمعى يقين' ان الوجه في تسمية حجة الوداع بالبلاغ هو نزول قوله تعالى: يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك، الاية كما ان الوجه في تسميتها بالتمام والكمال هو نزول قوله سبحانه: اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى، الاية.] ولم يحج غيرها منذ هاجر إلى أن توفاه الله، فخرج صلى الله عليه وآله من المدينة مغتسلا متدهنا مترجلا متجردا في ثوبين صحاريين إزار ورداء، و ذلك يوم السبت لخمس ليال أو ست بقين من ذي القعدة، و أخرج معه نساءه كلهن في الهوادج، و سار معه أهل بيته، و عامة المهاجرين والانصار، و من شاء الله من قبائل العرب وأفناء الناس.


___________________________________


الطبقات لابن سعد ج 3 ص 225، امتاع المقريزى ص 510، ارشاد السارى ج 6 ص 429.]


وعند خروجه صلى الله عليه وآله أصاب الناس بالمدينة جدري "بضم الجيم وفتح الدال وبفتحهما" أو حصبة منعت كثيرا من الناس من الحج معه صلى الله عليه وآله، ومع ذلك كان معه جموع لا يعلمها إلا الله تعالى، وقد يقال: خرج معه تسعون الف، ويقال: مائة الف و اربعة عشر الفا، وقيل: مائة الف وعشرون الفا، وقيل: مائة الف واربعة وعشرون الفا، و يقال اكثر من ذلك، وهذه عدة من خرج معه، وأما الذين حجوا معه فأكثر من ذلك كالمقيمين بمكة والذين أتوا من اليمن مع علي "أميرالمؤمنين" وابي موسى.


___________________________________


السيرة الحلبية ج 3 ص 283، سيرة احمد زينى دحلان ج 3 ص 3، تاريخ الخلفاء لابن الجوزى في الجزء الرابع، تذكرة خواص الامة ص 18، دائرة المعارف لفريد وجدى ج 3 ص 542.]


أصبح صلى الله عليه وآله يوم الاحد بيلملم، ثم ارح فتعشى بشرف السيالة، وصلى هناك المغرب والعشاء، ثم صلى الصبح بعرق الظبية، ثم نزل الروحاء، ثم سار من الروحاء فصلى العصر بالمنصرف، وصلى المغرب والعشاء بالمتعشى وتعشى به، وصلى الصبح بالاثابة، وأصبح يوم الثلاثاء بالعرج واحتجم بلحى جمل 'وهو عقبة الجحفة' ونزل السقياء يوم الاربعاء، وأصبح بالابواء، وصلى هناك ثم راح من الابواء ونزل يوم الجمعة الجحفة، ومنها إلى قديد وسبت فيه، وكان يوم الاحد بعسفان، ثم سار فلما كان بالغميم إعترض المشاة فصفوا


صفوفا فشكوا إليه المشي، فقال: استعينوا باليسلان 'مشي سريع دون العدو' ففعلوا فوجدوا لذلك راحة، وكان يوم الاثنين بمر الظهران فلم يبرح حتى أمسى وغربت له الشمس بسرف فلم يصل المغرب حتى دخل مكة، ولما انتهى إلى الثنيتين بات بينهما فدخل مكة نهار الثلاثاء


___________________________________


الامتاع للمقريزى ص 517 -513.]


فلما قضى مناسكه وانصرف راجعا إلى المدينة ومعه من كان من الجموع المذكورات و وصل إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، و ذلك يوم الخميس


___________________________________


هو المنصوص عليه في لفظ البراء بن عازب وبعض آخر من رواة حديث الغدير وسيوافيك كلامنا فيه ص 41.] الثامن عشر من ذي الحجة نزل اليه جبرئيل الامين عن الله بقوله: يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك. الآية. وأمره أن يقيم عليا علما للناس ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل أحد، و كان أوائل القوم قريبا من الجحفة فأمر رسول الله أن يرد من تقدم منهم و يحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ونهى عن سمرات خمس متقاربات دوحات عظام أن لا ينزل تحتهن أحد حتى إذا أخذ القوم منازلهم فقم ما تحتهن حتى إذا نودي بالصلاة صلاة الظهر عمد إليهن فصلى بالناس تحتهن، وكان يوما هاجرا يضع الرجل بعض رداءه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء، وظلل لرسول الله بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فلما انصرف صلى الله عليه وآله من صلاته قام خطيبا وسط القوم


___________________________________


جاء في لفظ الحافظ الهيثمى في مجمع الزوائد ج 9 ص 156 وغيره.] على أقتاب الابل


___________________________________


ثمار القلوب ص 511 ومصادر اخر كما مرت ص 8.] وأسمع الجميع، رافعا عقيرته فقال:


ألحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله- أما بعد-: أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، واني أوشك أن ادعى فأجبت، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، و أن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها


وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: أللهم اشهد، ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟ قالوا: نعم. قال: فاني فرط على الحوض، وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه ما بين صنعاء وبصرى


___________________________________


الصنعاء. عاصمة اليمن اليوم. وبصرى: قصبة كورة حوران من اعمال دمشق.] فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين


___________________________________


الثقل، بفتح المثلثة والمثناة: كل شيئى خطير نفيس.] فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الثقل الاكبر كتاب الله طرف بيد الله عزوجل و طرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الاصغر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبأني انهما لن يتفرقا حتى يراد علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى رؤى بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون، فقال: أيها الناس من اولى الناس بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا: ألله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلث مرات، وفي لفظ احمد إمام الحنابلة: أربع مرات ثم قال: أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغايب، ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: أليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى، الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألله اكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي، ثم طفق القوم يهنئون أميرالمؤمنين صلوات الله عليه وممن هنأه في مقدم الصحابة: الشيخان ابوبكر وعمر كل يقول: بخ بخ لك يا بن ابى طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وقال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم، فقال حسان: إئذن لي يارسول الله أن اقول في على أبياتا تسمعهن، فقال: قل على بركة الله، فقام حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية ثم قال:


يناد بهم يوم الغدير نبيهم++


بخم فاسمع بالرسول مناديا


___________________________________


إلى آخر الابيات الاتية في ترجمة حسان في شعراء القرن الاول في الجزء الثانى.]


هذا مجمل القول في واقعة الغدير وسيوافيك تفصيل الفاظها، وقد أصفقت الامة على هذا و ليست في العالم كله وعلى مستوى البسيط واقعة اسلامية غديرية غيره، ولو اطلق يومه فلا


/ 42