التحفة البهيّة في إثبات الوصية "المجلد 2" - تحفة البهیة فی إثبات الوصیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تحفة البهیة فی إثبات الوصیة - جلد 2

سید هاشم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



التحفة البهيّة في إثبات الوصية "المجلد 2"


و فيه مائة حديث



الأوّل: كتاب معراج ابن بابويه بإسناده عن عبداللَّه بن عباس، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وهو يخاطب علياً عليه السلام يقول: يا عليّ إنّ اللَّه تبارك وتعالى كان ولا شي ء معه، فخلقني وخلقك روحين من نور جلاله، وكنّا أمام عرش ربّ العالمين نسبّح اللَّه ونقدّسه ونحمده ونهلّله، وذلك قبل أَن خلق السّماوات والأرضين، فلمّا أراد أن يخلق آدم خلقني وإيّاك من طينة واحدة من طينه علّيّين، وعجننا بذلك النور، وغمسنا في جميع الأنوار وأنهار الجنة، ثمّ خلق آدم فاستودع صلبه تلك الطينة والنور، فلمّا خلقه استخرج ذريّته من ظهره فاستنطقهم وقرَّرهم بربوبيّته، فأول خلق أقرّ له بالربوبيّة أنا وأنت والنبيّون على قدر منازلهم وقربهم من اللَّه عزوجل، فقال اللَّه تبارك وتعالى: صدّقتما وأقررتما يا محمّد ويا علي، وسبقتما خلقي إلى طاعتي، وكذلك كنتما في سابق علمي فيكما، فأنتما صفوتي من خلقي، والأئمّة من ذريّتكما وشيعتكما، وكذلك خلقتكم.


ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي فكانت الطّينة في صلب آدم ونوري ونورك بين عينيه، فمازال ذلك |النور| ينتقل بين أعين النبيّين والمنتجبين حتّى وصل النور والطينة في صلب عبدالمطّلب، فافترقت نصفين، فخلقني اللَّه من نصفه واتّخذني نبياً ورسولاً، وخلقك من النّصف الآخر فاتّخذك خليفة ووصياً وولياً، فلمّا كنت من عظمة ربّي كقاب قوسين أو أدنى قال لي: يا محمّد من أطوع خلقي لك؟ فقلت: عليّ ابن أبي طالب، فقال عزوجل: فاتّخذه خليفة ووصياً فقد اتّخذته ولياً وصفيّاً، يا محمّد كُتب


[
في المصدر: كتبت .]

اسمك واسمه على عرشي من قبل أن أخلق |خلقي محبّة منّي لكما ولمن أحبّكما وتولّاكما وأطاعكما، فمن أحبّكما وأطاعكما وتولّاكما كان عندي من المقربين، ومن جحد ولايتكما وعدل عنكما كان عندي من الكافرين الضّاليّن.


ثم قال النبيّ صلى الله عليه وآله: يا عليّ، فمن |ذا| يلج بيني وبينك وأنا وأنت من نور واحد وطينة واحدة؟ فأنت أحقّ النّاس بي في الدنيا والآخرة، وولدك ولدي، وشيعتك شيعتي، وأولياكم أوليائي، وأنتم غداً معي في الجنة.


[
تأويل الآيات الظاهرة: 750 - 749 ، عن كتاب المعراج.]



الثاني: محمّد بن العباس بإسناده عن محمّد بن الفضيل، قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أخبرني عن قول اللَّه عزوجل وَالتِّينِ وَالزِّيتُونِ ... إلى آخر السورة، فقال: التِّينِ وَالزَّيْتُونِ الحسن والحسين، قلت: وَطُورِ سِينِينَ ؟ قال: ليس هو طور سينين ولكن هو طور سيناء، قال: فقلت: وطور سيناء؟ فقال: نعم هو أميرالمؤمنين، قلت وَهذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ، قال: هو رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أَمِنَ النّاس به من النار إِذا أَطاعوه، قلت: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ، قال: ذاك أبوفصيل حين أخذ |اللَّه| ميثاقه له بالربوبيّة، ولمحمّد بالنبوة، ولأوصيائه بالولاية، فأقّر وقال: نعم، ألا ترى أنّه قال ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ يعني الدّرك الأسفل حين نكص وفعل بآل محمّد صلوات اللَّه عليهم ما فعل، قال: قلت: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ، قال: هو واللَّه أميرالمؤمنين وشيعته فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرٌ مَمْنُونٍ ، قال: قلت: فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ، قال: مهلاً مهلاً لا تقل هكذا، |هذا| هو الكفر باللَّه، لا واللَّه ما كذّب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله طرفة عين، قال: قلت: فكيف هي؟ قال: فمن يكذّبك بعد بالدين والدين أميرالمؤمنين عليه السلام أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الحَاكِمِينَ .


[
تأويل الآيات الظاهرة: 788.]



الثالث: روضة الفضائل، قال: إنّه لمّا سار إلى صفّين أعوز أصحابه الماء، |فشكوا إليه الماء|، فقال: سيروا في هذه البريّة |و| اطلبوا الماء، فساروا يميناً وشمالاً طولاً وعرضاً فلم يجدوا الماء، ووجدوا صومعة بها راهب فنادوه وسألوه عن الماء، فذكر أنه يجلب في كل أسبوع مرة واحدة، فرجعوا إلى أميرالمؤمنين عليه السلام وأخبروه بما قال الراهب، فقال عليه السلام: الحقوا بي، ثمّ سار غير بعيد وقال: احفروا هاهنا، فحفروا ووجدوا صخرة عظيمة، فقال: اقلبوها تجدوا الماء |تحتها|، فتقدم إليها أربعون رجلاً فلم يحركوها، فقال عليه السلام: إليكم عنها، فتقدّم وحرّك شفته بكلام لم يُعْلَم ما هو، ثمّ دحاها إلى الهواء كالكرة في الميدان، فقال الراهب وهو ناظر إليه ومشرف عليه: من أنت يا فتى؟ فنحن عندنا


[
في النسخة: عندها . والمثبت من عندنا ، إذ العبارة في المصدر فنحن أنزل في كتبنا .]

في كتبنا أنّ هذا الدير مبنيّ على هذه البئر والعين، وأنّها لايُظهرها إلّا نبي أو وصيّ نبي، فأيهما أنت؟ قال: أنا وصيّ خير الأنبياء، وأنا وصيّ سيّد الأنبياء، أنا وصيّ خاتم الأنبياء، أنا ابن عمِّه، قائدُ الغرّ المحجّلين عليّ بن أبي طالب أميرالمؤمنين، قال:فلمّا سمع الراهب نزل من الصومعة وخرج وهو يقول: مدَّيدك، أنا أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً رسول اللَّه، وأنّ علياً ابن أبي طالب وصيّه وخليفته من بعده، ثم شربوا المسلمون من العين وماؤها أبيض من الثلج، وأحلى من العسل، فامتاروا


[
في المصدر: فرووا .]

منه وسقوا خيولهم وملؤوا رواياهم، ثم أعاد عليه السلام الصخرةَ إلى موضعها، ثمّ ارتحل من عين ماجوما


[
كذا في النسخة ، وفي المصدر: ثمّ ارتحل من نحوها .]

إلى ديارهم.


[
الفضائل لابن شاذان: 105 - 104.]



الرابع: أمالي ابن بابويه: ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: المخالف على عليّ بن أبي طالب بعدي كافر، والمشرك به مشرك، والمحبّ له مؤمن، والمبغض له منافق، والمقتفي لأثره لاحق، والمحاربُ له مارق، والرادّ عليه زاهق، عليٌّ نوراللَّه في بلاده، وحجّته على عباده، عليٌّ سيف اللَّه على أعدائه، ووارث علم أنبيائه، عليٌّ كلمةاللَّه العليا، وكلمة أعدائه السفلى، عليٌّ سيّدالأوصياء، ووصيّ سيّد الأنبياء، عليٌّ أميرالمؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، وإمام المسلمين، لايقبل اللَّه الإيمان إلّا بولايته وطاعته.


[
أمالي الصدوق: 61 / المجلس 3 - الحديث 6.]

وفي بعض النسخ: والبراءة من أعدائه.


الخامس: عليّ بن زيد، عن عليّ بن الحسين عليهما السلام، قال: سمعت أبي يحدّث عن أبيه أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: يا عليُّ - والذي فلق الحبة، وبرأ النّسمة - إنّك لأفضل الخليقة بعدي، يا علي أنت وصيّي، وإمام أمّتي، من أطاعك أطاعني، ومن عصاك عصاني.


[
أمالي الصدوق: 62 / المجلس 3 - الحديث 10.]



السادس: سلمان الفارسي رحمة اللَّه عليه، قال: سألت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: من وصيّك من أمّتك؟ فإنّه لم يُبعث نبيّ إلّا كان له وصيّ من أمّته؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: لم يُبَيَّنْ لي بعدُ، فمكثت ماشاءاللَّه أن أمكث، ثمّ دخلت المسجد فناداني رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال: يا سلمان، سألتني عن وصيّي من أمّتي، فهل تدري من كان وصيّ موسى من أمّته؟ فقلت: كان وصيّه يوشع بن نون |فتاه|، قال: فهل تدري لِمَ كان أوصى إليه؟ فقلت: اللَّه ورسوله أعلم، قال: أوصى إليه لأنّه كان أعلم أمّته بعده، ووصيّي وأعلم أمّتي بعدي عليّ بن أبي طالب عليه السلام.


[
أمالي الصدوق: 63 / المجلس 4 - الحديث 1.]



السابع: ثابت بن أبي صفّية، عن سيّدالعابدين عليّ بن الحسين، عن سيّدالشهداء الحسين بن علي، عن سيّدالوصيّين أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب، عن سيّدالنبيّين محمّد بن عبداللَّه خاتم النبيّين صلوات اللَّه عليهم، أنّه قال: إنّ اللَّه تبارك وتعالى فرض عليكم طاعتي، ونهاكم عن معصيتي، وأوجب عليكم اتّباع أمري، وفرض عليكم مِن طاعة عليٍّ بعدي ما فرضه من طاعتي، ونهاكم من معصيته عمّا نهاكم عنه من معصيتي، وجعله أخي ووزيري |ووصيّي|، ووارثي، وهو منّي وأنا منه، حبّه إيمان، وبغضه كفر، ومحبه محبّي، ومبغضه مبغضي، وهو مولى من أنا مولاه، وأنا مولى كلّ مسلم ومسلمة، |و| أنا وإيّاه أبوا هذه الأمة.


[
أمالي الصدوق: 65 / المجلس 4 - الحديث 6.]



الثامن: الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: من أحبّ أن يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل اللَّه المتين، فليوالِ علياً بعدي، وليعاد عدوّه، وليأتمّ بالأئمة الهداة من ولده، فإنّهم خلفائي وأوصيائي وحجج اللَّه على الخلق بعدي، وسادة أمّتي، وقادة الأتقياء إلى الجنة، حزبهم حزبي، وحزبي حزب اللَّه، وحزب أعدائهم حزبُ الشيطان.


[
أمالي الصدوق: 70 / المجلس 5 - الحديث 5.]



التاسع: جابر بن عبداللَّه الأنصاري، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إنّ اللَّه تبارك وتعالى اصطفاني واختارني وجَعلَني رسولاً، وأنزل علَيَّ سيّد الكتب، فقلت: إلهي وسيّدي، إنّك أرسلت موسى إلى فرعون، فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزيراً تشدّ به عضده، وتصدّق به قوله، وإني أسألك يا سيّدي وإلهي أن تجعل لي من أهلي وزيراً، تشدّ به عضدي، فجعل اللَّه لي علياً وزيراً وأخاً، وجعل الشجاعة في قلبه، وألبسه الهيبة على عدوّه، وهو أوّل من آمن بي وصدّقني، وأوّل من وحّداللَّه معي، وإنّي سألت ذلك ربي عزوجل فأَعطانيه، فهو سيّد الأوصياء، اللُّحوقُ به سعادة، والموت في طاعته شهادة، واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي، وزوجته الصدّيقة الكبرى ابنتي، وابناه سيّدا شباب أهل الجنّة ابناي، وهو وهما والأئمّة بعدهم حجج اللَّه على خلقه بعد النبيّين، وهم أبواب العلم في أمّتي، من تبعهم نجا من النار، ومن اقتدى بهم هُدِيَ إلى صراط مستقيم، لم يَهبِ اللَّه عزوجل محبّتهم لعبدٍ


[
في النسخة: لعبداللَّه إلّا أدخله .]

إلّا أدخله الجنة، وصلّى اللَّه على محمّد وأهل بيته الأخيار.


[
أمالي الصدوق: 74 - 73 / المجلس 6 - الحديث 5.]



العاشر: الأصبغ بن نباتة، قال: قال أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه ذات يوم على منبر الكوفة: أنا سيّد الوصيّين، ووصيّ سيّد النبيّين، أنا إمام المسلمين، وقائد المتّقين، ووليّ المؤمنين، وزوج سيّدة نساء العالمين، أنا المتختّم باليمين، والمعفّر للجبين، أنا الذي هاجرت الهجرتين، وبايعت البيعتين، أنا صاحب بدر وحنين، أنا الضارب بالسيفين، والحامل على فرسين، أنا وارث علم الأوّلين، وحجّةاللَّه على العالمين بعد الأنبياءِ ومحمّدِ بن عبداللَّه خاتم النبيّين، أهل موالاتي مرحومون، وأهل عداوتي ملعونون، ولقد كان حبيبي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كثيراً ما يقول |لي|: يا عليّ حبّك تقوى وإيمان، وبغضك كفر ونفاق، وأنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه، وكذب من زعم أنّه يحبّني ويبغضك، وصلّى اللَّه على محمّد وآله الطيبين الطّاهرين.


[
أمالي الصدوق: 77 / المجلس 7 - الحديث 2.]



الحادي عشر: عن عبداللَّه بن عبّاس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: معاشر النّاس، من أحسن من اللَّه قيلاً، وأصدق من اللَّه حديثاً؟ معاشر النّاس، إنّ ربّكم جلّ جلاله أمرني أن أقيم لكم عليّاً علماً وإماماً وخليفةً ووصيّاً، وأن أتّخذه أخاً ووزيراً.


معاشر النّاس، إنّ علياً باب الهدى بعدي، والداعي إلى ربي، وهو صالح المؤمنين وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّني مِنَ المُسْلِمينَ .


[
فصّلت: 33.]



معاشر النّاس، إنّ علياً منّي، ولده ولدي، و |هو| زوج حبيبتي، أمره أمري، ونهيه نهيي.


معاشر النّاس، عليكم بطاعته واجتناب معصيته، فإنّ طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي.


معاشر النّاس، إنّ علياً صدّيق هذه الأمة وفاروقها ومحدّثها، إنّه هارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها، إنّه باب حطّتها، وسفينه نجاتها، |و| إنّه طالوتها وذو قرنيها.


معاشر النّاس، إنّه محنة الورى، والحجّة العظمى، والآية الكبرى، وإمام أهل الدنيا، والعروة الوثقى.


معاشر النّاس، إنّ علياً مع الحقّ والحقّ معه وعلى لسانه.


معاشر النّاس، إنّ علياً قسيم النار، لا يُدْخَلُ النّارَ وليٌّ له، ولا ينجو منها عدو له، إنّه قسيم الجنة، لا يدخلها عدوّ له، ولا يزحزح عنها وليّ له.


معاشر أصحابي قد نصحت لكم وبلّغتكم رسالة ربي ولكن لا تحبّون الناصحين،


[
اقتباس من الآية 79 من سورة الأعراف.]

أقول |قولي| هذا وأستغفراللَّه لي ولكم.


[
أمالي الصدوق: 83 / المجلس 8 - الحديث 4.]



الثاني عشر: سليمان بن مقبل، قال: حدّثني موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر ابن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: دخلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وهو في مسجد قبا وعنده نفر من أصحابه، فلما بصر بي تهلّل وجهه وتبسّم حتّى نظرت إلى بياض أسنانه تبرق، ثم قال: إليَّ يا علي، إليَّ يا عليّ، فمازال يدنيني حتّى ألصق فخذي بفخذه، ثمّ أقبل على أصحابه فقال: معاشر أصحابي، أقبلت إليكم الرحمة بإقبال |عليٍّ| أخي إليكم، معاشر أصحابي، إنّ علياً منّي وأنا من عليّ، روحه من روحي، وطينته من طينتي، وهو أخي ووصيّي وخليفتي على أمّتي في حياتي وبعد موتي، من أطاعه أطاعني، ومن وافقه وافقني، ومن خالفه خالفني.


[
أمالي الصدوق: 88 / المجلس 9 - الحديث 10.]



الثالث عشر: ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَن سرّه أن يحيا حياتي ويموت ميتتي، ويدخل جنّة عدن منزلي، ويمسك قضيباً غرسه ربي عزوجل ثم قال له: كن فكان، فليتَولَّ عليّ بن أبي طالب، وليأتمّ بالأوصياء من ولده، فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي، إلى اللَّه أشكو أعداءهم من أمّتي، المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، وأيم اللَّه ليقتُلُنَّ ابني بعدي الحسين، لا أنالهم اللَّه شفاعتي.


[
أمالي الصدوق: 89 - 88 / المجلس 9 - الحديث 11.]



الرابع عشر: الأصبغ بن نباتة، قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أنا خليفة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ووزيره ووارثه، أنا أخو رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ووصيّه وحبيبه، أنا صفيّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وصاحبه، أنا ابن عمّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وزوج ابنته وأبو ولده، أنا سيّد الوصييّن ووصيّ سيدّ النبيّين، أنا الحجّة العظمى والآية الكبرى والمثل الأعلى وباب النبيّ المصطفى، أنا العروة الوثقى وكلمة التقوى وأمين اللَّه تعالى ذكره على أهل الدُّنيا.


[
أمالي الصدوق: 92 / المجلس 10 - الحديث 7.]



الخامس عشر: مقاتل بن سليمان، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا عليّ أنت منّي بمنزلة هبةاللَّه من آدم، وبمنزلة سام من نوح، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم، وبمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة شمعون من عيسى إلّا أنّه لا نبي بعدي، يا علي أنت وصيّي وخليفتي، فمن جحد وصيّتك وخلافتك فليس منّي ولست منه وأنا خصمه يوم القيامة، يا عليّ أنت أفضل أمّتي |فضلاً|، وأقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً، وأوفرهم حلماً، وأشجعهم قلباً، وأسخاهم كفّاً، يا علي أنت الإمام بعدي والأمين،


[
في المصدر: والأمير .]

وأنت الصاحب بعدي والوزير، ومالك في أمّتي من نظير، يا علي أنت قسيم الجنة والنار، بمحبّتك يعرف الأبرار من الفجّار، ويميّز بين الأشرار والأخيار، وبين المؤمنين والكفّار.


[
أمالي الصدوق: 101 - 100 / المجلس 11 - الحديث 4.]



السادس عشر: أبوذر جندب بن جنادة رضي اللَّه عنه، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام كلمات ثلاث، لأَن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ |إليَّ| من الدنيا وما فيها، سمعته يقول: اللّهمّ أَعِنْهُ واستَعِن به، اللّهمّ انصره وانتصر به، فإنّه عبدك وأخو رسولك، ثم قال أبوذر رحمه الله: أشهد لعليّ بالولاء والإخاء والوصيّة.


قال كُريزة


[
في المصدر الطبعة الجديدة كديرة . وفي الطبعة القديمة كالمثبت.]

بن صالح: وكان يشهد له بمثل ذلك سلمان الفارسي، والمقداد، وعمار، وجابر بن عبداللَّه الأنصاري، وأبو الهيثم بن التيّهان، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وأبو أيّوب صاحب منزل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وهاشم بن عتبة المرقال ؛ كلّهم من أفاضل |أصحاب| رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.


[
أمالي الصدوق: 107 / المجلس 12 - الحديث 3.]



السابع عشر: ابن عباس، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إنّ علياً وصيّي وخليفتي وزوجتُهُ فاطمة سيّدة نساءالعالمين ابنتي، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة ولداي، مَن والاهم فقد والاني، ومن عاداهم فقد عاداني، ومن ناوأهم فقد ناوأني، ومن جفاهم فقد جفاني، ومن بَرّهم فقد برّني، وَصَلَ اللَّه من وصلهم، وقطع من قطعهم، ونصر من أعانهم، وخذل من خذلهم، اللّهمّ من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهلُ بيتٍ، فعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي، فأَذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً.


[
أمالي الصدوق: 112 - 111 / المجلس 13 - الحديث 10.]



الثامن عشر: غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنّ اللَّه تبارك وتعالى كَرِهَ لي ستّ خصال وكرهتهنّ للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي: العبث في الصلاة، والرفث في الصوم، والمنّ بعد الصّدقة، وإتيان المسجد جُنُباً، والتّطلّع في الدور، والضّحك بين القبور.


[
أمالي الصدوق: 118 / المجلس 15 - الحديث 3.]



التاسع عشر: عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي عليهم السلام، قال: كان لي عشرٌ من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لم يُعْطَهُنَّ أحد قبلي ولا يعطاهُنَّ أحد بعدي، قال لي: يا علي، أنت أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، وأنت أقرب النّاس منّي موقفاً يوم القيامة، ومنزلي ومنزلك في الجنة متواجهان كمنزل أخوين، وأنت الوصيّ، وأنت الوليّ، وأنت الوزير، عدوّك عدوّي


[
أمالي الصدوق: 137 - 136 / المجلس 18 - الحديث 8.]

وعدوّي عدوّاللَّه، ووليّك وليّي ووليّي وليّ اللَّه عزوجل.


[
أمالي الصدوق: 137 - 136 / المجلس 18 - الحديث 8.]



العشرون: الحسن بن عليّ بن فضال، |عن أبيه|، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه الباقر محمّد بن علي، عن أبيه زين العابدين عليّ بن الحسين، عن أبيه سيّدالشهداء الحسين بن علي، عن أبيه سيّدالوصيّين أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله خطب


[
في المصدر: خطبنا .]

ذات يوم فقال: أيّها النّاس إنّه قد أقبل إليكم شهراللَّه بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عنداللَّه أفضل الشهور، وأيّامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل السّاعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة اللَّه، وجُعلتم فيه من أهل كرامةاللَّه، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا اللَّه ربّكم بنيّات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفّقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإنّ الشقيّ من حُرم غفران اللَّه في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجُوعكم وعطشكم فيه جُوع القيامة وعطشه، وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغُضُّوا عمّا لا يحلّ النظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم، وتحنّنوا على أيتام النّاس يتحنّن على أيتامكم، وتوبوا إلى اللَّه من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم، فإنّها أفضل السّاعات، ينظراللَّه عزوجل فيها بالرحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبّيهم إذا نادوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويستجيب لهم إذا دعوه.


أيّها النّاس، إِنّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكّوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخفّفوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أنّ اللَّه تعالى ذكره أقسم بعزّته أن لا يعذّب المصلّين والسّاجدين، وأن لا يروّعهم بالنار يوم يقوم النّاس لربّ العالمين.


أيّها النّاس، مَن فَطَّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عنداللَّه عتق نسمة، ومغفره لما مضى من ذنوبه. فقيل: يا رسول اللَّه، ليس كلّنا يقدر على ذلك، فقال صلى الله عليه وآله: اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة، اتّقوا النار ولو بشربة من ماء.


أيّها النّاس، مَن حسن منكم في هذا الشهر خُلُقه كان له جوازاً على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام، ومن خفّف في هذا الشهر عمّا ملكت يمينه خفّف اللَّه عليه حسابه، ومن كفّ فيه شرّه كفّ اللَّه عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه اللَّه يوم يلقاه، ومَن وصل فيه رَحِمه وصله اللَّه برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع اللَّه عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوع فيه بركعة


[
في المصدر: بصلاة .]

كتب اللَّه له براءة من النار، ومن أدَّى فيه فرضاً كان له ثواب من أدَّى سبعين فريضةً فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة عَلَيَّ ثقَّلَ اللَّه ميزانه يوم تخفّ الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره |من| الشهور.


أيّها النّاس، إنّ أبواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة فاسألوا ربّكم |أن| لا يغلقها عليكم، وأبواب النيران


[
في النسخة: النار .]

مُغلقة فاسألوا ربّكم |أن| لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة فاسألوا ربّكم |أن| لا يسلطها عليكم.


قال أميرالمؤمنين عليه السلام: فقمت فقلت: يا رسول اللَّه ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال: يا أبا الحسن، أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم اللَّه عزوجل، ثمّ بكى، فقلت: يا رسول اللَّه ما يبكيك؟ فقال: يا علي أبكي لما يُستَحَلُّ منك في هذا الشهر، كأنّي بك وأنت تصلّي لربّك، وقد انبعث أشقى الأوّلين والآخرين شقيق عاقر ناقة صالح


[
ليست في المصدر.]

ثمود، فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك.


قال أميرالمؤمنين عليه السلام: فقلت: يا رسول اللَّه وذلك في سلامة من ديني؟ فقال: في سلامة من دينك.


ثم قال صلى الله عليه وآله: يا علي، من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني ؛ لأنّك منّي كنفسي، وروحك من روحي، وطينتك من طينتي، إنّ اللَّه تبارك وتعالى خلقني وإيّاك واصطفاني وإيّاك، واختارني للنبوّة واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي.


يا عليّ، أنت وصيّي، وأبو ولدي، وزوج ابنتي، وخليفتي على أمّتي في حياتي وبعد موتي، أمرُك أمري، ونهيك نهيي، أقسم بالذي بعثني بالنبوّة وجعلني خير البرية، إنّك لحجّةاللَّه على خلقه، وأمينه على سرّه، وخليفته على عباده.


[
أمالي الصدوق: 155 - 153 / المجلس 20 - الحديث 4.]



الحادي والعشرون: عن صالح، عن


[
في النسخة: بن .]

علقمة، قال قال الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام وقد قلت له: يابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أخبرني عمّن تُقبل شهادته ومن لا تقبل |شهادته|؟ فقال: يا علقمة، كُلُّ من كان على فطرة الإسلام جازت شهادته.


قال: فقلت له: تقبل شهادة المقترف للذنوب؟ فقال: يا علقمة؟ لو لم تقبل شهادة المقترفين للذنوب لما قبلت إلّا شهادة الأنبياء والأوصياء صلوات اللَّه عليهم ؛ لأنّهم هم المعصومون دون سائر الخلق، فمن لم تره بعينك يرتكب ذنباً أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان، فهو من أهل العدالة والستر، وشهادته مقبولة وإن كان في نفسه مذنباً، ومن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولايةاللَّه عزوجل داخل في ولاية الشيطان، ولقد حدّثني أبي، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال: من اغتاب مؤمناً بما فيه لم يجمع اللَّه بينهما في الجنة أبداً، ومن اغتاب مؤمناً بما ليس فيه فقد انقطعت العصمة بينهما، وكان المغتاب في النار خالداً فيها وبئس المصير.


قال علقمة: فقلت للصادق عليه السلام: يابن رسول اللَّه، إنّ النّاس ينسبوننا إلى عظائم الأمور، وقد ضاقت بذلك صدورنا، فقال عليه السلام: يا علقمة، إنّ رضا النّاس لا يُمْلَكُ، وألسنتهم لا تضبط، فكيف تسلمون مما لم يسلم من أنبياء اللَّه ورسله وحجج اللَّه عليهم السلام؟! ألم ينسبوا يوسف عليه السلام إلى أنّه هَمَّ بالزنا؟! ألم ينسبوا أيّوب عليه السلام إلى أنّه ابتُلي بذنبه؟! ألم ينسبوا داود عليه السلام إلى أنّه تبع الطير حتّى نظر إلى امراة وريّا فهواها؟ وأنّه قدّم زوجها أمام التابوت حتّى قتل ثم تزوّج بها؟! ألم ينسبوا موسى عليه السلام إلى أنّه عنّين، وآذوه؟! حتّى برّأه اللَّه مما قالوا وكان عنداللَّه وجيها، ألم ينسبوا جميع أنبياء اللَّه |إلى أنّهم| سحرة طَلَبةُ الدُّنيا؟! ألم ينسبوا مريم بنت عمران عليها السلام إلى أنّها حملت بعيسى من رجل نجّار اسمه يوسف؟!.


ألم ينسبوا نبينا محمّداً صلى الله عليه وآله إلى أنّه شاعر مجنون؟! ألم ينسبوه إلى أنّه هوى امرأة زيد بن حارثة فلم يزل بها حتّى استخلصها لنفسه؟! ألم ينسبوه يوم بدر إلى أنّه أخذ لنفسه من المغنم قطيفةً حمراء؟! حتّى أظهره اللَّه عزوجل على القطيفة وبرّأ نبيه صلى الله عليه وآله من الخيانة، وأنزل بذلك في كتابه: وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ،


[
آل عمران: 161.]

ألم ينسبوه إلى أنّه صلى الله عليه وآله ينطق عن الهوى في ابن عمّه علي عليه السلام؟! حتّى كذّبهم اللَّه عزوجل فقال سبحانه: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ،


[
النجم: 4 - 3.]

ألم ينسبوه إلى الكذب في قوله: أنّه رسول من اللَّه إليهم؟! حتّى أنزل اللَّه عزوجل عليه: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ،


[
الأنعام: 34.]

ولقد قال يوماً: عُرِجَ بي البارحة إلى السماء، فقيل: واللَّه ما فارقَ فراشَهُ طولَ ليلِهِ.


وما قالوا في الأوصياء عليهم السلام أكثر من ذلك، أَلَم ينسبوا سيّدالأوصياء عليه السلام إلى أنّه كان يطلبُ الدُّنيا والملك، وأنّه كان يؤثِرُ الفتنة على السكون، وأنّه يسفك دماء المسلمين بغير حِلّها، وأنّه لو كان فيه خيرٌ ما أُمر خالد بن الوليد بضرب عنقه؟! ألم ينسبوه إلى أنّه عليه السلام أراد أن يتزوّج ابنة أبي جهل على فاطمة عليها السلام، وأنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله شكاه على المنبر إلى المسلمين، فقال: إنّ علياً يريد أن يتزوّج ابنة عدوّاللَّه على ابنة نبيّ اللَّه صلى الله عليه وآله، ألا إنّ فاطمة بضعة منّي، فمن آذاها فقد آذاني، ومن سرّها فقد سرّني، ومن غاظها فقد غاظني؟! ثمّ قال الصادق عليه السلام: يا علقمة، ما أعجب أقاويل النّاس في علي عليه السلام!! كم بين من يقول أنّه ربّ معبود، وبين من يقول أنّه عبدٌ عاصٍ للمعبود!! ولقد كان قول من ينسبه إلى العصيان أهون عليه من قول من ينسبه إلى الربوبيّة.


يا علقمة، ألم يقولوا: اللَّه عزوجل أنّه ثالث ثلاثة؟! ألم يشبّهوه بخلقه؟! ألم يقولوا أنّه هو الدهر؟! ألم يقولوا أنّه الفلك؟! ألم يقولوا أنّه جسم؟! ألم يقولوا أنّه صورة؟! تعالى اللَّه عن ذلك علوّاً كبيراً.


يا علقمة، إنّ الألسنة التي تتناول ذات اللَّه تعالى ذكره بما لا يليق بذاته، كيف تحبس عن تناولكم بما تكرهونه؟! فاستعينوا باللَّه واصبروا، إنّ الأرض للَّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، فإنّ بني إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام: أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِينَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنا ، فقال اللَّه عزوجل: قل لهم يا موسى عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ .


[
أمالي الصدوق: 166 - 163 / المجلس 22 - الحديث 3. والآية 129 من سورة الأعراف.]



الثاني والعشرون: ثابت بن دينار، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين، عن سيّدالشهداء الحسين بن علي، عن سيّدالأوصياء أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: الأئمّة من بعدي اثنا عشر، أوّلهم أنت يا عليُّ، وآخرهم القائم الذي يفتح اللَّه تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغارِبها.


[
أمالي الصدوق: 173 - 172 / المجلس 23 - الحديث 11.]



الثالث والعشرون: محمّد القبطي، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام: أَغْفَلَ النّاس قول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في عليّ بن أبي طالب عليه السلام يوم مشربة أمّ إبراهيم كما أغفلوا قوله فيه يوم غدير خمّ، إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كان في مشربة أمّ إبراهيم وعنده أصحابه، إذ جاء علي عليه السلام فلم يفرجوا، له فلمّا رآهم صلى الله عليه وآله لا يفرجون له قال: يا معاشر النّاس، هذا أهل بيتي تستخفّون بهم وأنا حيٌّ بين ظهرانيكم؟! أما واللَّه لئن غبت عنكم فإنّ اللَّه لا يغيب عنكم، إنّ الرّوح والراحة والبشر والبشارة لمن ائتمَّ بعليّ وتولاه وسلّم له وللأوصياء من ولده، حقّاً عَلَيَّ |أن| أدخلهم في شفاعتي لأنّهم أتباعي فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ،


[
إبراهيم: 36.]

سنّة جرت فِيَّ من إبراهيم عليه السلام لأنّي من إبراهيم وإبراهيم منّي، وفضلي له فضلٌ وفضلُهُ فضلي، وأنا أفضل منه، تصديق |ذلك| قول ربّي ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ .


[
آل عمران: 34.]

ولقد كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وَثِئَتْ رجله في مشربة أمّ إبراهيم حتّى عاده النّاس.


[
أمالي الصدوق: 173 / المجلس 23 - الحديث 12.]



الرابع والعشرون: عن ابن عباس، قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كان جالساً ذات يوم إذ أقبل الحسن عليه السلام، فلمّا رآه بكى، ثمّ قال: إلَيَّ إلَيَّ يا بنيّ، فمازال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليمنى


[
في النسخة: الأيمن .]

ثمّ أقبل الحسين عليه السلام فلمّا رآه بكى، ثم قال: إلَيَّ إلَيَّ يا بُنَيَّ، فمازال يدنيه حتّى أجلسه على فخده اليسرى، ثمّ أقبلت فاطمة عليها السلام فلمّا رآها بكى، ثمّ قال: إلَيَّ إلَيَّ يا بُنَيَّه، فأجلسها ما بين يديه، ثمّ أقبل أميرالمؤمنين عليه السلام، فلمّا رآه بكى، ثمّ قال: إلَيَّ إلَيَّ يا أخي، فمازال يدنيه حتّى أجلسه إلى جنبه الأيمن.


فقال له أصحابه: يا رسول اللَّه، ما ترى واحداً من هؤلاء إلّا بكيت، أو ما فيهم مَن تُسرُّ برؤيته؟! فقال صلى الله عليه وآله: والّذي بعثني بالنبوة، واصطفاني على جميع البريّة، إنّي وإيّاهم لأكرم الخلق على اللَّه عزوجل، وما على وجه الأرض نسمة أحبّ إليَّ منهم، أمّا عليّ بن أبي طالب عليه السلام فإنّه أخي وشقيقي وصاحب الأمر بعدي، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وصاحب حوضي وشفاعتي، وهو مولى كلّ مسلم، وإمام كلّ مؤمن، وقائد كُلّ تقي، وهو وصيّي وخليفتي على أهلي وأمّتي في حياتي وبعد موتي، محبّه محبّي، ومبغضه مبغضي، وبولايته صارت أمّتي مرحومة، وبعداوته صارت المخالِفة له منها ملعونة، وإنّي بكيت حين أقبل لأنّي ذكرت غدرَ الأمّة به بعدي، حتّى |إنّه| لَيُزال عن مقعدي وقد جعله اللَّه له بعدي، ثمّ لايزال الأمر به بعدُ حتّى يضرب على قرنه ضربةً تخضب منها لحيته، في أفضل الشهورِ، شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ


[
البقرة: 185.]

و الحديثُ فيه طول أخذنا منه موضع الحاجة.


[
أمالي الصدوق:175 - 174 / المجلس 24 - الحديث 2.]



الخامس والعشرون: جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت وصيَّ الأوصياء، ووارث علم الأنبياء، أبا جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: حدّثني سيّدالعابدين عليّ بن الحسين، عن سيّدالشهداء الحسين بن علي، عن سيّدالأوصياء أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: ستدفن بضعة منّي بخراسان، مازارها مكروب إلّا نفّس اللَّه كربته، ولا مذنب إلّا غفراللَّه ذنوبه.


[
أمالي الصدوق: 181 - 180 / المجلس 25 - الحديث 2.]



السادس والعشرون: عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللَّه عزوجل إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ...


[
المائدة: 55.]

الآية، قال: إنّ رهطاً من اليهود أسلموا - منهم عبداللَّه بن سلّام وأسد وثعلبة وابن يامين وابن صُوريا - فأتوا النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: يا نبيّ اللَّه، إنّ موسى عليه السلام أوصى إلى يوشع بن نون، فمن وصيّك يا رسول اللَّه؟ ومَن وليّنا بعدك؟ فنزلت هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكوةَ وَهُمْ رَاكِعُون .


ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: قوموا، فقاموا فأتوا المسجد، فإذا سائل خارج، فقال: يا سائل، أما أعطاك أحدٌ شيئاً؟ قال: نعم هذا الخاتم، قال: فمن أعطاكه؟ قال: أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلّي، قال: على أيِّ حال أعطاك؟ قال: كان راكعاً، فكبَّر النبي صلى الله عليه وآله وكبّر أهل المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وآله: عليّ بن أبي طالب وليّكم بعدي، قالوا: رضينا باللَّه |ربّاً|، وبالإسلام ديناً، وبمحمّد نبيّاً، وبعلي بن أبي طالب ولياً، فأنزل اللَّه عزوجل: وَمَن يَتَولَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ،


[
المائدة: 56.]

فروي عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: واللَّهِ لقد تصدّقت بأربعين خاتماً وأنا راكع لينزل فيَّ ما نزل في عليّ بن أبي طالب فمانزل.


[
أمالي الصدوق: 186 / المجلس 26 - الحديث 4.]



السابع والعشرون: جابر


[
في المصدر رواه بسنده عن جابر الجعفي ، قال: سمعت جابر بن عبداللَّه الانصاري يقول.]

بن عبداللَّه الأنصاري، يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا علي، أنت أخي ووصيّي ووارثي، وخليفتي على أمّتي في حياتي وبعد وفاتي، محبّك محبّي، ومبغضك مبغضي، وعدوّك عدوّي، ووليّك وليّي.


[
أمالي الصدوق: 187 - 186 / المجلس 26 - الحديث 5.]



الثامن والعشرون: ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنّ اللَّه تبارك وتعالى آخى بيني وبين عليّ بن أبي طالب، وزوّجه ابنتي من فوق سبع سماواته، وأشهد على ذلك مقرّبي ملائكته، وجعله لي وصيّاً وخليفةً، فعليّ منّي وأنا منه، محبّه محبّي، ومبغضه مبغضي، وإنّ الملائكة لتتقرّب إلى اللَّه بمحبته.


[
أمالي الصدوق: 187 / المجلس 26 - الحديث 6.]



التاسع والعشرون: عبداللَّه بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يوم غدير خم أفضل أعياد أمّتي، وهو اليوم الذي أمرني اللَّه تعالى ذكره فيه بنصب أخي عليّ بن أبي طالب عليه السلام علماً لأمّتي يُهْتَدَى


[
في المصدر: يهتدون .]

به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل اللَّه فيه الدين، وأتمّ على أمّتي فيه النعمة، ورضي لهم الإسلام ديناً.


ثمّ قال صلى الله عليه وآله: معاشر النّاس، إنّ علياً منّي وأنا من عليّ، خُلِقَ من طينتي، وهو إمام الخلق بعدي، يبيّن لهم ما اختلفوا فيه من سنّتي، وهو أميرالمؤمنين، وقائد الغر المحجّلين، ويعسوب المؤمنين، وخير الوصيّين، وزوج سيّدة نساء العالمين، وأبو الأئمّة المهديّين.


معاشر النّاس، من أحبّ علياً أحببته، ومن أبغض علياً أبغضته، ومن وصل علياً وصلته، ومن قطع علياً قطعته، ومن جفا علياً جفوته، ومن والى علياً واليته، ومن عادى علياً عاديته.


معاشر النّاس، أنا مدينة الحكمة وعليّ بن أبي طالب بابها، ولن تؤتى المدينة إلّا من قِبَل الباب، وكَذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض علياً.


معاشر النّاس، والّذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية، ما نصب


[
في المصدر: ما نصبت عليا علماً لأمّتي في الأرض حتّى نوّه اللَّه باسمه في سماواته، و أوجب ولايته على ملائكته .]

علياً لأمّتي إلّا ربّ العالمين.


[
أمالي الصدوق: 188 - 187 / المجلس 26 - الحديث 8.]



الثلاثون: محمّد بن مسلم، قال: سألت الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام عن خاتم الحسين بن علي عليهما السلام إلى من صار؟ وذكرتُ له أنّي سمعت أنّه أخذ من إصبعه فيما أُخذ، قال عليه السلام: ليس كما قالوا، إنّ الحسين عليه السلام أوصى إلى ابنه عليّ بن الحسين عليهما السلام وجعل خاتمه في إصبعه، وفوّض إليه أمره، كما فعله رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بأميرالمؤمنين عليه السلام، وفعله أميرالمؤمنين بالحسن عليهما السلام، وفعله الحسن بالحسين عليهما السلام، ثمّ صار ذلك الخاتم إلى أبي عليه السلام بعد أبيه، ومنه صار إلَيَّ فهو عندي وإنّي لألبسه كلّ جمعة وأصلّي فيه.


قال محمّد بن مسلم: فدخلت عليه يوم الجمعة وهو يصلّي، فلمّا فرغ من الصلاة مدّ إلَيَّ يده فرأيت في إصبعه خاتماً |نقشه|: لا إله إلّا اللَّه عُدّة للقاء اللَّه ، فقال: هذا خاتم جدّي أبي عبداللَّه الحسين بن علي عليهما السلام.


[
أمالي الصدوق: 208 - 207 / المجلس 29 - الحديث 13.]



الحادي والثلاثون: أبو سعيد الخدري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: لمّا أسري بي إلى السماء أخذ جبرئيل بيدي، فأدخلني الجنّة وأجلسني على درنوك من درانيك الجنة، فناولني سفرجلة، فانفلقت بنصفين، فخرجت منها حوراء كأنّ أشفار عينيها مقاديم النسور، فقالت: السّلام عليك يا أحمد، السّلام عليك يا رسول اللَّه، السّلام عليك يا محمّد، فقلت: من أنتِ يرحمك اللَّه؟ قالت: أنا الراضية المرضية، خلقني الجبّار من ثلاثة أنواع: أسفلي من المسك، وأعلاي من الكافور، ووسطي من العنبر، وعجنت بماء الحيوان، قال الجليل: كوني فكنت، خُلِقتُ لابن عمّك ووصيّك ووزيرك عليّ بن أبي طالب عليه السلام.


[
أمالي الصدوق: 250 - 249 / المجلس 34 - الحديث 12.]



الثاني والثلاثون: الأعمش، عن الصادق جعفر بن محمّد، |عن أبيه|، عن آبائه عليهم السلام، قال: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وعليه خميصة قد اشتمل بها، فقيل: يا رسول اللَّه من كساك هذه الخميصة؟ فقال: كساني حبيبي وصفيّي وخاصّتي |وخالصتي|، والمؤدّي عنّي، ووصيّي ووارثي وأخي، وأوّل المؤمنين إسلاماً، وأخلصهم إيماناً، وأسمح النّاس كفاً، سيّدالنّاس بعدي، قائد الغر المحجّلين، إمام أهل الأرض عليّ بن أبي طالب، فلم يزل يبكي حتّى ابتلّ الحصى من دموعه شوقاً إليه.


[
أمالي الصدوق: 250 / المجلس 34 - الحديث 13.]



الثالث والثلاثون: حبيب بن الجهم، قال: لما رَحَلَ


[
في النسخة: دخل .]

بنا عليّ بن أبي طالب عليه السلام إلى بلاد صفّين نزل بقرية يقال لها: صندوداء، ثمّ أمرنا فعبرنا عنها، ثمّ عرّس بنا في أرض بلقع، فقام إليه مالك بن الحارث الأشتر، فقال: يا أميرالمؤمنين، أتنزل النّاس على غير ماء؟! فقال: يا مالك، إنّ اللَّه عزوجل سيسقينا في هذا المكان ماءً أعذب من الشّهد، وألين من الزبد الزلال، وأبرد من الثلج، وأصفى من الياقوت، فتعجّبنا ولا عجب من قول أميرالمؤمنين.


ثمّ أقبل يجرّ رداءَه وبيده سيفه حتّى وقف على أرض بلقع، فقال: يا مالك احتفر أنت وأصحابك، فقال |مالك|: فاحتفرنا فإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة تبرق كاللُّجين، فقال لنا: روموها، فرمناها بأجمعنا ونحن مائة رجل فلم نستطع أن نزيلها عن موضعها، فدنا أميرالمؤمنين عليه السلام رافعاً يده إلى السماء يدعو وهو يقول: طاب طاب مريا عالم طيبوثا يوثه شتميا كويا حانوثا قوديثا برحوثا آمين آمين ربّ العالمين، ربّ موسى وهارون ثمّ اجتهد بها


[
في المصدر: اجتذبها .]

فرماها عن العين أربعين ذراعاً.


قال مالك بن الحارث الأشتر: فظهر لنا ماء أعذب من الشهد، وأبرد من الثلج، وأصفى من الياقوت، فشربنا وسقينا، ثمَّ رَدَّ الصخرة وأمرنا أن نحثو عليها التراب، ثم ارتحل، وسرنا فما سرنا إلّا غير بعيد، قال: من منكم يعرف موضع العين؟ فقلنا: كلّنا يا أميرالمؤمنين، فرجعنا فطلبنا العين فخفي مكانها علينا أشدّ خفاء، فظننّا أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام قد رهقه العطش، فأومأنا بأطرافنا فإذا نحن بصومعة راهب فدنونا |منها|، فإذا نحن براهب قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، فقلنا: يا راهب أعندك ماء تسقى منه صاحبنا؟ قال: عندي ماء قد استعذبته منذ يومين، فأنزل إلينا ماء مرّاً خشناً، فقلنا: هذا قد استعذبته منذ يومين!! فكيف لو شربتَ من الماء الذي سقانا منه صاحبنا؟ وحدّثناه بالأمر، فقال: صاحبكم هذا نبّي؟ قلنا: لا، ولكنّه وصيّ نبيّ، فنزل إلينا بعد وحشة منّا وقال: انطلقوا بي إلى صاحبكم، فانطلقنا به، فلمّا بصر به أميرالمؤمنين عليه السلام قال: شمعون؟ قال الراهب: نعم شمعون، هذا اسم سمّتني به أمّي ما اطّلع عليه أحد إلّا اللَّه تبارك وتعالى ثمّ أنت، فكيف عرفته؟ فأتمّ حتّى أتمّه لك، قال: وما تشاء يا شمعون؟ قال: هذا العين واسمه، قال: هذا العين راحوما وهو من الجنة، شرب منه ثلاثمائة وثلاثة عشر وصيّاً، وأنا آخر الوصيّين شربت منه.


قال الراهب: هكذا وجدت في جميع كتب الإنجيل، وأنا أشهد أن لا إله الّا اللَّه، وأنّ محمّداً رسول اللَّه، وأنّك وصيّ محمّد صلى الله عليه وآله، ثم رحل أميرالمؤمنين والراهب يقدمه حتّى نزل صفين، ونزل معه بعابدين، والتقى الصفّان فكان أوّل من أصابته الشهادة الراهب، فنزل أميرالمؤمنين عليه السلام وعيناه تهملان وهو يقول: المرءُ مع من أحبّ، الراهبُ معنا يوم القيامة |و| رفيقي في الجنّة.


[
أمالي الصدوق: 252 - 251 / المجلس 34 - الحديث 14.]



الرابع والثلاثون: معاوية بن عمار، عن الحسن بن عبداللَّه، عن أبيه، عن جدّه الحسن ابن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقالوا: يا محمّد، أنت الذي تزعم أنّك رسول اللَّه، وأنّك الذي يُوحى |إليك| كما يوحى إلى موسى بن عمران؟ فسكت النبيّ صلى الله عليه وآله ساعة ثم قال: نعم أنا سيّد ولد آدم ولا فخر، وأنا خاتم النبيّين، وإمام المتّقين، ورسول ربّ العالمين.


قالوا: إلى من؟ إلى العرب، أم إلى العجم، أم إلينا؟ فأنزل اللَّه عزوجل هذه الآية قُلْ يا محمّد يَا أَيُّها النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً .


[
الاعراف: 158.]



قال اليهودي الذي كان أعلمهم: يا محمّد، إني أسألك عن عشر كلمات أعطى اللَّه عزوجل موسى بن عمران في البقعة المباركة حيث ناجاه، لا يعلمها إلّا نبيٌّ مرسل أو ملك مقرّب، قال النبيّ صلى الله عليه وآله: سلني.


قال: أخبرني - يا محمّد - عن الكلمات الّتي اختارهنّ اللَّه لإبراهيم حيث بنى البيت، قال النبيّ صلى الله عليه وآله: نعم، سبحان اللَّه، والحمدللَّه، ولا إله إلّا اللَّه، واللَّه أكبر قال اليهوديّ: فبأيّ شي ء بنى هذه الكعبة مربعة؟ قال النبيّ صلى الله عليه وآله: بالكلمات الأربع.


قال: لأيّ شي ء سُمّيت الكعبة؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: لأنّها وسط الدنيا.


قال اليهوديّ: أخبرني عن تفسير سبحان اللَّه والحمدللَّه ولا إله إلّا اللَّه واللَّه أكبر ، قال النبي صلى الله عليه وآله: علم اللَّه جل وعزّ أنّ بني آدم يكذبون على اللَّه، فقال: سبحان اللَّه، تبرّياً عما يقولون، وأما قوله الحمدللَّه فإنّه عَلِمَ أنّ العباد لا يؤدّون شكر نعمته فحمد نفسه قبل أن يحمدوه، وهو أوّل الكلام، ولولا ذلك لما أنعم اللَّه على أحد بنعمة، وقوله لا إله إلّا اللَّه يعني وحدانيّته، لايقبل اللَّه الأعمال إلّا بها، وهي كلمة التقوى، يثقل اللَّه بها الموازين يوم القيامة، وأما قوله اللَّه أكبر فهي كلمة أعلى الكلمات وأحبّها إلى اللَّه عزوجل، يعني أنّه ليس شي ء أكبر منّي، لا تُفتح الصّلوات إلّا بها لكرامتها على اللَّه، وهو الاسم الأكرم.


قال اليهوديّ: صدقت يا محمّد، فما جزاء قائلها؟ قال: إذا قال العبد سبحان اللَّه سبّح معه مادون العرش، فيعطى قائلها عشر أمثالها، وإذا قال الحمدللَّه أنعم اللَّه عليه بنعيم الدنيا موصلا بنعيم الآخرة، وهي الكلمة التي يقولها أهل الجنّة إذا دخلوها، وينقطع الكلام الذي في الدنيا ما خلا الحمدللَّه وذلك قوله عزوجل: دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ،


[
يونس: 10.]

وأما قوله لا إله إلّا اللَّه فالجنة جزاؤه، وذلك قوله عزوجل: هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ ،


[
الرحمن: 60.]

يقول: هل جزاء لا إله إلّا اللَّه إلّا الجنة؟


فقال اليهوديّ: صدقت يا محمّد، قد أخبرت واحدةً، فتأذن لي أن أسألك الثانية؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: سلني عما شئت، وجبرئيل عن يمين النبي صلى الله عليه وآله، وميكائيل عن يساره يلقّنانه، فقال اليهوديّ: لأيّ شي ء سُمِّيت محمّداً وأحمد وأبا القاسم وبشيراً ونذيراً وداعياً؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: أمّا محمّد فإنّي محمود في الأرض، وأمّا أحمد فإني محمود في السماء، وأمّا أبوالقاسم فإن اللَّه عزوجل يقسم يوم القيامة قسمة النار ؛ فمن كفر بي من الأوّلين والآخرين ففي النار، ويقسم قسمة الجنة ؛ فمن آمن بي وأقرّ بنبوّتي ففي الجنة، وأمّا الداعي فإنّي أدعو النّاس إلى دين ربّي، وأمّا النذير فإني أنذر بالنار من عصاني، وأمّا البشير فإنّي أبشّر بالجنة من أطاعني.


قال: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن اللَّه لأيِّ شي ء وَقَّت هذه الخمس الصلوات في خمس مواقيت على أمّتك في ساعات الليل والنهار؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: إنّ الشمس إذا طلعت عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فإذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبّح كلّ شي ء دون العرش لوجه ربّي، وهي الساعة التي يصلّي |عَلَيَّ| فيها ربّي، ففرض اللَّه عزّوجل عَلَيَّ وعلى أمّتي فيها الصلاة، وقال: أَقِمِ الصَّلوةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ


[
الإسراء: 78.]

وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنّم يوم القيامة، فما من مؤمن يوفّق تلك الساعة أن يكون ساجداً أو راكعاً أو قائماً إلّا حرم اللَّه عزوجل جسده على النار.


وأمّا صلاة العصر، فهي الساعة التي أكل فيها آدم من الشجرة فأخرجه اللَّه من الجنة، فأمر اللَّه ذرّيّته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة، واختارها لأمّتي، فهي من أحبّ الصلوات إلى اللَّه عزوجل، وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات.


وأمّا صلاة المغرب، فهي الساعة التي تاب اللَّه فيها على آدم، وكان بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب اللَّه عليه ثلاثمائة سنة من أيّام الدّنيا، وفي أيّام الآخرة يومٌ كألف سنة، من وقت صلاة العصر إلى العشاء، فصلّى آدم ثلاث ركعات: ركعة لخطيئته، وركعة لخطيئة حواء، وركعة لتوبته، فافترض اللَّه عزوجل هذه الركعات الثلاث على أمّتي، وهي الساعة |التي| يستجاب فيها الدعاء، فوعدني ربّي أن يستجيب لمن دعاه فيها، وهذه الصلاة التي أمرني بها ربّي عزوجل فقال: سُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ .


[
الروم: 17.]



وأمّا صلاة العشاء الآخرة، فإنّ للقبر ظلمة، وليوم القيامة ظلمة، أمرني اللَّه وأمّتي بهذه الصلاة في ذلك الوقت لتنوّر لهم القبور، وليعطوا النّور على الصراط، وما من قدم مشت إلى صلاة العتمة إلّا حرّم اللَّه جسدها على النار، وهي الصلاة التي اختارها للمرسلين قبلي.


وأمّا صلاة الفجر، فإنّ الشمس إذا طلعت تطلع على قرني الشيطان، فأمرني اللَّه عزوجل أن أصلّي صلاة الفجر قبل طلوع الشمس وقبل أن يسجد لها الكافر، فتسجد أمّتي للَّه، وسرعتها أحبّ إلى اللَّه، وهي الصلاة التي تشهدها ملائكة الليل و |ملائكة| النهار.


قال: صدقت يا محمّد، فأخبرني لأيّ شي ء تُوضَّأُ هذه الجوارح الأربع، وهي أنظف المواضع في الجسد؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: لمّا أن وسوس الشيطان إلى آدم، ودنا آدم من الشجرة ونظر إليها ذهب ماء وجهه، ثم قام، وهو أوّل قدم مشت إلى الخطيئة، ثمّ تناول بيده ثمّ مسّها فأكل منها، فطار الحلي والحُلَل عن جسده، ثم مدَّيده


[
في المصدر: وضع يده .]

على أمّ رأسه وبكى، فلمّا تاب اللَّه عزوجل عليه فرض عليه وعلى ذرّيّته الوضوء على هذه الجوارح الأربع، وأمره أن يغسل الوجه لما نَظَر إلى الشجرة، وأمره أن يغسل الساعدين إلى المرفقين |لما تناول منها، وأمره بمسح الرأس لما وضع يده على رأسه، وأمره بمسح القدمين| لما مشى إلى الخطيئة، ثمّ سنّ على أمّتي المضمضة لتنقي القلب من الحرام، والاستنشاق لتحرم عليه رائحة النار ونتنها.


قال اليهوديّ: صدقت يا محمّد، فما جزاء عاملها؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: أوّل ما يمسّ الماء يتباعد عنه الشيطان، وإذا تمضمض نوّر اللَّه قلبه ولسانه بالحكمة، فإذا استنشق آمنه اللَّه من النار ورزقه اللَّه رائحة الجنة، فإذا غسل وجهه بيّض اللَّه وجهه يوم تبيضُّ |فيه| وجوه وَتَسْوَدُّ وجوه، وإذا غسل ساعديه حرّم اللَّه عليه أغلال النار، وإذا مسح رأسه مسح اللَّه عنه سيّئاته، وإذا مسح قدميه أجازه اللَّه على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام.


قال: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن الخامسة، لأيّ شي ء أمر |اللَّه| بالاغتسال من الجنابة ولم يأمر من البول والغائط؟ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنّ آدم لما أكل من الشجرة دَبَّ ذلك في عروقه وشعره وبشره، فإذا جامع الرجل أهله خرج الماء من كلّ عرق وشعرة، فأوجب |اللَّه| على ذرّيّته الاغتسال من الجنابة إلى يوم القيامة، والبول يخرج من فضلة الشراب الذي يشربه الإنسان، والغائط يخرج من فضلة الطعام الذي يأكله، فعليهم منها الوضوء.


قال اليهوديّ: صدقت يا محمّد، فأخبرني ما جزاء من اغتسل من الحلال؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: إنّ المؤمن إذا جامع أهله بسط سبعون ألف ملك جناحه، وتنزل الرحمة، فإذا اغتسل بنى اللَّه |له| بكلّ قطرة بيتاً في الجنة، وهو سرّ فيما بين اللَّه وبين خلقه، يعني الاغتسال من الجنابة.


قال اليهوديّ: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن السادسة، عن خمسة أشياء مكتوبات في التوراة أمر اللَّه بني إسرائيل أن يقتدوا بموسى فيها من بعده، قال النبيّ صلى الله عليه وآله: فأنشدتك باللَّه إن أنا أخبرتك تقرّ لي؟ قال اليهوديّ: نعم يا محمّد.


قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله: أوّل ما في التوراة مكتوب محمّد رسول اللَّه وهي بالعبرانية طاب ، ثمّ تلا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله هذه الآية: يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالإِنْجِيلِ


[
الأعراف: 157.]

و مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ،


[
الصف: 6.]

وفي السطر الثاني اسم وصيّي عليّ بن أبي طالب، والثالث والرابع سِبْطَيَّ الحسن والحسين، وفي السطر الخامس أمّهما فاطمة سيّدة نساء العالمين صلوات اللَّه عليها، وفي التوراة اسم وصيّي اليا واسم السبطين شبر وشبير وهما نورا فاطمة صلّى اللَّه عليهم.


قال اليهوديّ: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن فضلكم أهل البيت، قال النبي صلى الله عليه وآله: لي فضل على النبيّين، فما من نبيٍّ إلّا دعا على قومه بدعوةٍ، وأنا أخّرت دعوتي لأمّتي لأتشفّع لهم يوم القيامة، وأمّا فضل أهل بيتي وذرّيّتي على غيرهم كفضل الماء على كل شي ء، وبه حياة كلّ شي ء، وحُبُّ أهل بيتي وذرّيّتي استكمال الدين، وتلا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله هذه الآية الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً


[
المائدة: 3.]

الآية.


قال اليهوديّ: صدقت يا محمّد، فأخبرني بالسابع، ما فضل الرجال على النساء؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: كفضل السماء على الأرض، وكفضل الماء على الأرض، فبالماء تحيى الأرض، وبالرجال تحيى النساء، لولا الرجال لما خلق النساء، لقول اللَّه عزوجل: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ .


[
النساء: 34.]



قال اليهوديّ: لأيّ شي ء كان هكذا؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: خلق اللَّه عزوجل آدم من طين، ومن فضلته وبقيّته خلقت حوّاء، وأوّل من أطاع النساء آدم فأنزله اللَّه من الجنة، وقد بين فضل الرجال على النساء في الدنيا، ألا ترى إلى النساء كيف يحضن ولا يمكنهنّ العبادة من القذارة، والرجال لايصيبهم شي ء من الطمث.


قال اليهوديّ: صدقت يا محمّد، فأخبرني لأيّ شي ء فرض اللَّه عزوجل الصوم على أمّتك بالنهار ثلاثين يوماً، وفرض على الأُمم أكثر من ذلك؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: إنّ آدم لمّا أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوماً، ففرض اللَّه عزوجل على ذرّيّته ثلاثين يوماً الجوع والعطش، والّذي يأكلونه |بالليل| تَفَضُّلٌ من اللَّه عزوجل عليهم، وكذلك كان على آدم، ففرض اللَّه على أمّتي ذلك، ثمّ تلا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله هذه الآية: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ .


[
البقرة: 184 - 183.]



قال اليهوديّ: صدقت يا محمّد، فما جزاء من صامها؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتساباً إلّا أوجب اللَّه له سبع خصال: أو لها: يذوب الحرام في جسده، والثانية: يقرب من رحمة اللَّه، والثالثة: |يكون| قد كفّر خطيئة أبيه آدم، والرابعة: يُهوّن |اللَّه| عليه سكرات الموت، والخامسة: أمان من الجوع والعطش يوم القيامة، والسادسة: يعطيه اللَّه براءة من النار، والسابعة: يطعمه اللَّه من ثمرات الجنة.


قال: صدقت يا محمّد، أخبرني عن التاسعة


[
في النسخة: الثامنة .]

لأيّ شي ء أمر اللَّه بالوقوف |بعرفات| بعد العصر؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: إنّ العصر هي الساعة التي عصى |فيها| آدم ربّه، ففرض اللَّه على أمّتي الوقوف والتضرّع والدّعاء في أحبّ المواضع إليه، وتكفّل لهم بالجنة، والساعة التي ينصرف فيها النّاس هي السّاعة التي تلقّى |فيها| آدم من ربّه كلمات فتاب عليه إنّه هو التّواب الرّحيم.


ثمّ قال النبي صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً، إنّ للَّه باباً في السماء الدنيا يقال له: باب الرحمة، وباب التوبة، وباب الحاجات، وباب التفضّل، وباب الإحسان، وباب الجود، وباب الكرم، وباب العتق،


[
في المصدر: العفو .]

ولا يجتمع بعرفات أحدٌ إلّا استأهل من اللَّه في ذلك الوقت هذه الخصال، وإنّ للَّه عزوجل مائة ألف ملك، مع كلّ ملك مائة وعشرون الف ملك، وللَّه رحمة على أهل عرفات ينزلها على أهل عرفات، فإذا انصرفوا أشهد اللَّه ملائكته بعتق أهل عرفات من النار، وأوجب اللَّه عزوجل لهم الجنة، ونادى منادٍ: انصرفوا مغفورين فقد أَرضيتموني ورضيت عنكم.


قال اليهوديّ: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن العاشرة، عن سبع خصال أعطاك اللَّه من بين النبيّين، وأعطى أمّتك من بين الأمم؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: أعطاني اللَّه عزوجل فاتحة الكتاب، والأذان، والجماعة في المسجد، ويوم الجمعة، والإجهار في ثلاث صلوات، والرُّخَص لأمّتي عند الأمراض والسَّفر، والصلاة على الجنائز، والشفاعة لأهل الكبائر من أمّتي.


قال اليهوديّ: صدقت يا محمّد، فما جزاء من قرأ فاتحة الكتاب؟ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه اللَّه تعالى بعدد كلّ آية نزلت من السماء، فيجزى بها ثوابها، وأمّا الأذان فإنّه يحشر المؤذّنون من أمّتي مع النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وأمّا الجماعة فإنّ صفوف أمّتي كصفوف الملائكة في السماء، والركعة في الجماعة أربع وعشرون ركعة، كلّ ركعة أحبّ إلى اللَّه عزوجل من عبادة أربعين سنة، وأمّا يوم الجمعة


[
في النسخة: القيامة .]

فيجمع اللَّه فيه الأوّلين والآخرين للحساب، فما من مؤمن مشى إلى الجماعة إلاّ خفّف اللَّه عزوجل عليه أهوال يوم القيامة ثمّ يأمر به إلى الجنة، وأمّا الإجهار فإنّه يتباعد لهبَ النار منه بقدر ما يبلغ صوته، ويجوز على الصراط، ويعطى السرور حتّى يدخل الجنة، وأمّا السادس فإنّ اللَّه عزّوجلّ يُخفّف أهوال يوم القيامة لأمّتي كما ذكر اللَّه عزّوجلّ في القرآن، ومامن مؤمن يصلّي على الجنائز إلَّا أوجب اللَّه له الجنة إلّا أن يكون منافقاً أو عاقّاً، وأمّا شفاعتي فهي لأهل الكبائر ما خلا الشرك والظلم.


قال: صدقت يا محمّد، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّك عبده ورسوله، خاتم النبيّين، وإمام المتّقين، ورسول ربّ العالمين.


فلمّا أسلم وحسن إسلامه أخرج رقّاً أبيض فيه جميع ما قال النبي صلى الله عليه وآله، وقال: يا رسول اللَّه، والذي بعثك بالحقّ نبياً ما استنسختها إلّا من الألواح التي كتبها اللَّه عزوجل لموسى بن عمران عليه السلام، ولقد قرأت في التوراة فضلك حتّى شككتُ فيها، يا محمّد ولقد كنت أمحو اسمك منذ أربعين سنة من التوراة ؛ كلّما محوته وجدته مثبتاً فيها، ولقد قرأت في التوراة أنّ هذه المسائل لايخرجها غيرك، وأنّ في الساعة التي ترد عليك فيها هذه المسائل يكون جبرئيل عن يمينك، وميكائيل عن يسارك، ووصيّك بين يديك.


فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: صدقت، هذا جبرئيل عن يميني، وميكائيل عن يساري، ووصيّي عليّ بن أبي طالب بين يَدَيّ، فآمن اليهوديّ وحسن إسلامه.


[
أمالي الصدوق: 262 - 254 / المجلس 35 - الحديث 1.]



الخامس والثلاثون: حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا حذيفة، إنّ حجة اللَّه عليكم بعدي عليّ بن أبي طالب، الكفر به كفر باللَّه، والشرك به شرك باللَّه، والشكّ فيه شك في اللَّه، والإلحاد |فيه| إلحاد في اللَّه، والإنكار له إنكار للَّه، والإيمان به إيمان باللَّه، لأنّه أخو رسول اللَّه، ووصيّه، وإمام أمّته ومولاهم، وهو حبل اللَّه المتين، وعروته الوثقى التي لا انفصام لها، وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له: محبّ غالٍ، ومقصّر، يا حذيفة لا تفارقنّ علياً فتفارقني، ولا تخالفنّ علياً فتخالفني، إنّ علياً منّي وأنا منه، من أسخطه فقد أسخطني، ومن أرضاه فقد أرضاني.


[
أمالي الصدوق: 265 - 264 / المجلس 36 - الحديث 3.]



السادس والثلاثون: أبان بن تغلب، عن أبي جعفر محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين بن علي سيّد العابدين، عن أبيه الحسين بن علي سيّد الشهداء، عن أبيه عليّ بن أبي طالب سيّد الأوصياء عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: من صلّى عَلَيَّ ولم يصلِّ على آلي لم يجد ريح الجنة، وإنّ ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام.


[
أمالي الصدوق: 267 / المجلس 36 - الحديث 12.]



السابع والثلاثون: محمّد بن الفرات، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنّ عليّ بن أبي طالب خليفة اللَّه وخليفتي، وحجّة اللَّه وحجّتي، وباب اللَّه وبابي، وَصِفيُّ اللَّه وصفيِّي، وحبيب اللَّه وحبيبي، وخليل اللَّه وخليلي، وسيف اللَّه وسيفي، وهو أخي وصاحبي ووزيري ووصيّي، محبّه محبّي، ومبغضه مبغضي، ووليّه وليّي، وعدوّه عدوّي، وحربه حربي، وسلمه سلمي، وقوله قولي، وأمره أمري، وزوجته ابنتي، وولده ولدي، وهو سيّد الوصيّين، وخير أمّتي أجمعين.


[
أمالي الصدوق: 271 / المجلس 36 - الحديث 20.]



الثامن والثلاثون: أنس بن مالك، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: يدخل عليكم من هذا الباب خير الأوصياء، وسيّد الشهداء، وأدنى النّاس منزلةً من الأنبياء: فدخل عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: ومالي لا أقول هذا يا أبا الحسن، وأنت صاحب حوضي، والموفي بذمّتي، والمؤدّي |عنّي| ديني.


[
أمالي الصدوق: 278 / المجلس 37 - الحديث 10.]



التاسع والثلاثون: محمّد بن يعقوب النهشلي، قال: حدثنا عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله، عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن اللَّه جل جلاله أنّه قال: أنا اللَّه لا إله إلّا أنا، خلقت الخلق بقدرتي، فاخترت منهم من شئت من أنبيائي، واخترت من جميعهم محمّداً حبيباً وخليلاً وصفياً فبعثته رسولاً إلى خلقي، واصطفيت له علياً فجعلته |له| أخا ووصيّاً ووزيراً ومؤدّياً عنه من بعده إلى خلقي، وخليفتي على عبادي ليبيّن لهم كتابي، ويسير فيهم بحكمي، وجعلته العَلَم الهادي من الضلالة، وبابي الذي أُؤتى منه، وبيتي الذي مَن دخله كان آمناً من ناري، وحصني الذي من لجأ إليه حصّنه من مكروه الدنيا والآخرة، ووجهي الذي مَن توجّه إليه لم أصرف وجهي عنه، وحجّتي في السّماوات والأرضين على جميع من فيهنّ من خلقي، لا أقبل عمل عامل منهم إلّا بالإقرار بولايته مع نبوّة أحمد رسولي، وهو يدي المبسوطة على عبادي، وهو النعمة التي أنعمت بها عَلى من أحببته من عبادي، فمن أحببته من عبادي وتولّيته رّفته ولايته ومعرفته، ومن أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته وولايته، فبعزّتي حلفت، وبجلالي أقسمت، أنّه لا يتولّى علياً عبد من عبادي إلّا زحزحته عن النار وأدخلته الجنّة، ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلّا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير.


[
أمالي الصدوق: 292 - 291 / المجلس 39 - الحديث 10.]



الأربعون: دارم بن قبيصة بن نهشل بن مُجَمّع الصنعاني، قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، قال: حدّثني |أبي| موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، |عن أبيه الحسين| بن علي، عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبيّ صلى الله عليه وآله، قال: خلق اللَّه عزوجل مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرين ألف |نبيّ، أنا أكرمهم على اللَّه ولا فخر، وخلق اللَّه عزوجل مائة ألف وصيّ وأربعة وعشرين ألف| وصيّ، فعليٌّ أكرمهم على اللَّه وأفضلهم.


[
أمالي الصدوق: 307 / المجلس 41 - الحديث 11.]



الحادي والأربعون: هذا الحديث بالإسناد عن زيد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وآله.


[
أمالي الصدوق: 307 / المجلس 41 - الحديث 11.]



الثاني والأربعون: أبوبصير، قال: قلت للصادق جعفر بن محمّد عليه السلام: مَن آل محمّد؟ قال: ذرّيّته، فقلت: مَن أهل بيته؟ قال: الأئمّة الأوصياء، فقلت: مَن عترته؟ قال أصحاب العباء، فقلت: مَن أمّته؟ قال: المؤمنون الذين صدّقوا بما جاء من عنداللَّه عزوجل، المتمسّكون بالثقلين الَّذَين أُمروا بالتمسّك بهما، كتاب اللَّه وعترته أهل بيته، الّذين أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وهما الخليفتان على أمّته بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.


[
أمالي الصدوق: 312 / المجلس 42 - الحديث 10.]



الثالث والأربعون: ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا علي، أنا مدينة الحكمة وأنت يا علي بابها، ولن تؤتى المدينة إلّا من قبل الباب، وكذب من زعم أنّه يحبّني ويبغضك ؛ لأنّك منّي وأنا منك، لحمك من لحمي، ودمُك من دمي، وروحك من روحي، وسريرتك من سريرتي، وعلانيتك من علانيتي، وأنت إمام أمّتي وخليفتي عليها بعدي، سعيد


[
في المصدر: سعد من أطاعك وشَقِيَ من عصاك .]

من أطاعك، وشقيٌّ من عصاك، |وربح| من تولّاك، وخسر من عاداك، وفاز من لزمك، وهلك من فارقك، مثلك ومثل الأئمّة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق، ومثلكم مثل النجوم ؛ كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة.


[
أمالي الصدوق: 342 - 341 / المجلس 45 - الحديث 18.]



الرابع والأربعون: المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنّ اللَّه عزّوجل أوحى إلى الدنيا: أن أتعبي من خدمك واخدمي من رفضك، وإنّ العبد إذا تخلّى بسيّده في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت اللَّه النور في قلبه، فإذا قال: يا ربّ يا ربّ، ناداه الجليل جل جلاله: لبّيك عبدي، سلني أعطك، وتوكّل عَلَيَّ أكفك، ثم يقول جل جلاله لملائكته: |يا| ملائكتي انظروا إلى عبدي فقد تخلّى بي في جوف الليل المظلم، والبطّالون لاهون، والغافلون نيام، اشهدوا أنّي قد غفرت له.


ثم قال عليه السلام: عليكم بالورع والاجتهاد والعبادة، وازهدوا في هذه الدنيا الزاهدة فيكم، فإنّها غرّارة، دارُ فناءٍ وزوال، كم من مغترّ فيها قد أهلكته، وكم من واثق بها قد خانته، وكم من معتمد عليها قد خدعته وأَسلمته، واعلموا أنّ أمامكم طريقاً مهولاً، وسفراً بعيداً، وممرّكم على الصراط، ولابدّ للمسافر من زاد، فمن لم يتزوّد وسافر عطب وهلك، وخير الزاد التقوى، ثمّ اذكروا وقوفكم بين يدي اللَّه جل جلاله فإنّه الحكم العدل، واستعدّوا لجوابه إذا سألكم ؛ فإنّه لابدّ سائلكم عمّا عملتم بالثقلين من بعدي: كتاب |اللَّه| و عترتي، فانظروا أن لاتقولوا: أمّا الكتاب فغيّرنا وحرّفنا، وأمّا العترة ففارقنا وقتلنا، فعند ذلك لايكون جزاؤكم إلّا النار، فمن أراد منكم أن يتخلّص من هول ذلك اليوم فليتولَّ وليّي، وليتَّبع وصيّي وخليفتي من بعدي عليّ بن أبي طالب ؛ فإنّه صاحب حوضي ؛ يذود عنه أعداءهُ، ويسقي أولياءهُ، فمن لم يُسْقَ منه لم يزل عطشاناً ولم يرو أبداً، ومَن سُقِي منه شربةً لم يَشْقَ ولم يظمأ أبداً، وإنّ عليّ بن أبي طالب صاحب لوائي في الآخرة كما كان صاحب لوائي في الدنيا، وإنّه أوّل من يدخل الجنّة ؛ لأنّه يقدمني وبيده لوائي، تحته آدم ومَن دونه من الأنبياء.


[
أمالي الصدوق: 354 - 353 / المجلس 47 - الحديث 9.]



الخامس والأربعون: عبدالرحمن بن كثير، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمّد، |عن أبيه|، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ذات يوم لأصحابه: معاشر أصحابي، إنّ اللَّه جل جلاله |يأمركم بولاية عليّ بن أبي طالب، والاقتداء به، فهو وليّكم وإمامكم من بعدي، لا تخالفوه فتكفروا، ولا تفارقوه فتضلّوا، إنّ اللَّه جلّ جلاله| جعل عليّاً |علماً| بين الإيمان والنفاق، فمن أحبّه كان مؤمناً، ومن أبغضه كان منافقاً، إنّ اللَّه جلّ جلاله جعل عليّاً وصيّي، ومنار الهدى بعدي، فهو موضع سرّي، وعيبة علمي، وخليفتي في أهلي، إلى اللَّه أشكو ظالميه من أمّتي |من بعدي|.


[
أمالي الصدوق: 359 - 358 / المجلس 47 - الحديث 20.]



السادس والأربعون: عيسى بن عبداللَّه العلوي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر، عن أبيه عن جده عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: من سرّه أن يجوز على الصراط كالريح العاصف، ويلج الجنّة بغير حساب، فليتولَّ وليّي ووصيّي وصاحبي وخليفتي على أهلي وأمّتي عليّ بن أبي طالب، ومَن سرّه أن يلج النار فليترك ولايته، فوعزّة ربّي وجلاله إنّه لباب اللَّه الذي لا يؤتى إلّا منه، وإنّه الصراط المستقيم، وإنّه الذي يسأل اللَّهُ عن ولايته يوم القيامة.


[
أمالي الصدوق: 363 / المجلس 48 - الحديث 4.]



السابع والأربعون: ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أنا سيّد الأنبياء والمرسلين، وأفضل من الملائكة المقرّبين، وأوصيائي سادة أوصياء النبيّين والمرسلين، وذرّيتي أفضل ذريّات النبيّين والمرسلين، وأصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيّين والمرسلين، وابنتي فاطمة سيّدة نساء العالمين، والطّاهرات من أزواجي أمّهات المؤمنين، وأمّتي خير أمّة أُخرجت للناس، وأنا أكثر النبيّين تبعاً يوم القيامة، ولي حوضٌ


[
في النسخة: وليّ حوضي وعرضه .]

عرضه ما بين بصرى وصنعاء، فيه من الأباريق عدد نجوم السماء، وخليفتي على الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا.


فقيل: ومن ذاك يا رسول اللَّه؟ قال: إمام المسلمين، وأميرالمؤمنين، ومولاهم بعدي عليّ بن أبي طالب، يسقي منه أولياءه، ويذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الإبل عن الماء، ثم قال صلى الله عليه وآله: من أحبّ علياً وأطاعة في دار الدنيا ورَدَ عَلَيَّ حوضي غداً، وكان معي في درجتي في الجنة، ومن أبغض علياً في دار الدنيا وعصاه لم أَرَه وَلَمْ يَرَني يوم القيامة، واختُلجَ دوني، وأُخِذَ به ذات الشمال إلى النار.


[
أمالي الصدوق: 374 - 373 / المجلس 49 - الحديث 12.]



الثامن والأربعون: ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي، أنت إمام المسلمين، وأميرالمؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، وحجة اللَّه بعدي على الخلق أجمعين، وسيّد الوصيّين، ووصيّ سيّد النبيّين، يا عليّ إنّه لما عرج بي إلى السماء السّابعة، ومنها إلى سدرة المنتهى، ومنها إلى حجب النور، وأكرمني ربّي جل جلاله بمناجاته، قال لي: يا محمّد، قلت: لبّيك ربّي وسعديك، تباركتَ وتعاليت، قال: إنّ علياً إمام أوليائي، ونور لِمن أطاعني، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتّقين، من أطاعه أطاعني، ومَن عصاه عصاني، فبشّرهُ بذلك.


فقال علي عليه السلام: |يا رسول اللَّه|، بلغ من قدري حتّى أذكر هناك!! فقال: نعم يا علي، فاشكر ربّك، فخَرَّ عليٌّ عليه السلام ساجداً شكراً للَّه على ما أنعم به عليه، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: ارفع راسك يا عليّ، فإنّ اللَّه قد باهى بك ملائكته.


[
أمالي الصدوق: 376 - 375 / المجلس 49 - الحديث 16.]



التاسع والأربعون: إبراهيم بن محمّد الهمداني، عن محمّد بن علي الهادي، عن علي بن موسى الرضا، عن الإمام موسى بن جعفر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن الباقر محمد بن علي، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين، عن سيّد شباب أهل الجنة الحسين، عن سيّد الأوصياء علي، عن سيّد الأنبياء محمّد صلى الله عليه وآله، قال: لاتنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم، وكثرة الحجّ والمعروف، وطنطنتهم بالليل، انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة.


[
أمالي الصدوق: 379 / المجلس 50 - الحديث 6.]



الخمسون: عن أبي سعيد عقِيصا، عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، عن سيّد الأوصياء أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا علي أنت أخي وأنا أخوك، أنا لمصطفى للنبوّة وأنت المجتبى للإمامة، وأنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل، وأنا وأنت أبوا هذه الأمّة.


يا علي، أنت وصيّي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو ولدي، شيعتك شيعتي، وأنصارك أنصاري، وأولياؤك أوليائي، وأعداؤك أعدائي.


يا علي، أنت صاحبي على الحوض غداً، وأنت صاحبي في المقام المحمود، وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا، لقد سعد من تولّاك، وشقي من عاداك، وإنّ الملائكة لتتقرّب إلى اللَّه - تقدَّس ذكره - بمحبتّك وولايتك، واللَّه إنّ أهل مودّتك في السماء لأكثر منهم في الأرض.


يا علي، أنت أمين أمّتي، وحجّة اللَّه عليها بعدي، قولك قولي، وأمرك أمري، وطاعتك طاعتي، وزجرك زجري، ونهيك نهيي، ومعصيتك معصيتي، وحزبك حزبي وحزبي حزب اللَّه وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ .


[
أمالي الصدوق: 411 - 410 / المجلس53 - الحديث 13. والآية 56 من سورة المائدة.]



الحادي والخمسون: عبداللَّه بن أبي أوفى، قال: آخى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بين أصحابه وترك علياً عليه السلام، فقال له: آخيت بين أصحابك وتركتني؟ فقال: والذي نفسي بيده ما أخّرتك إلّا لنفسي، أنت أخي ووصيّي ووارثي، قال: ما أرث منك يا رسول اللَّه؟ قال: ما أورث النبيّون قبلي، أورثوا كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم، وأنت وابناك معي في قصري في الجنة.


[
أمالي الصدوق: 427 / المجلس 55 - الحديث 4.]



الثاني والخمسون: عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام - ذات يوم وهو في مسجد قباء والأنصار مجتمعون -: يا علي، أنت أخي وأنا أخوك، يا علي أنت وصيّي وخليفتي وإمام أمّتي بعدي، والى اللَّه مَن والاك، وعادى اللَّه من عاداك، وأبغض اللَّه من أبغضك، ونصر |اللَّه| من نصرك، وخذل من خذلك.


يا علي، أنت زوج ابنتي، وأبو ولدي، يا عليّ إنّه لما عرج بي إلى السماء عهد إليَّ ربي فيك ثلاث كلمات، فقال: يا محمّد، قلت: لبّيك يا ربّ وسعديك تباركت وتعاليت، فقال: إِنَّ علياً إمام المتّقين، وقائد الغرُ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين.


[
أمالي الصدوق: 434 - 433 / المجلس 56 - الحديث 7.]



الثالث والخمسون: سليمان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا عليّ، أنت أخي وأنا أخوك، يا عليّ أنت منّي وأنا منك، يا عليّ أنت وصيّي وخليفتي وحجّة اللَّه على أمّتي بعدي، لقد سَعِدَ من تولّاك، وشقي من عاداك.


[
أمالي الصدوق: 442 - 441 / المجلس 57 - الحديث 12.]



الرابع والخمسون: عبداللَّه بن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا عليّ، أنت خليفتي على أمّتي في حياتي وبعد موتي، وأنت منّي كشيث من آدم، وكسام من نوح، وكإسماعيل من إبراهيم، وكيوشع من موسى، وكشمعون من عيسى.


يا علي، أنت وصيّي ووارثي وغاسل جثّتي، وأنت الّذي تواريني في حفرتي، وتؤدّي دَيني، وتنجز عداتي، يا علي أنت أميرالمؤمنين، وإمام المسلمين، وقائد الغُر المحجّلين، ويعسوب المتّقين، يا عليّ أنت زوج سيّدة النساء فاطمة ابنتي، وأبوسبطيَّ الحسن والحسين، يا عليّ إنّ اللَّه تبارك وتعالى جعل ذرّيّة كلّ نبيٍّ من صلبه، وجعل ذرّيّتي من صلبك.


يا عليّ، من أحبّك ووالاك أحببته وواليته، ومن أبغضك وعاداك أبغضته وعاديته، لأنّك منّي وأنا منك، |يا علي| إنّ اللَّه طهّرنا واصطفانا، لم يلتقِ أبوانِ لنا على سفاح قطّ من لدن آدم، فلا يحبّنا إلّا من طابت ولادته.


يا علي أبشر بالشهادة فإنّك مظلوم بعدي ومقتول، فقال علي عليه السلام: |يا رسول اللَّه| وذلك في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك يا عليّ، إنّك لن تضلّ ولن تزلَّ، ولولاك لم يُعرف حزب اللَّه بعدي.


[
أمالي الصدوق: 450 - 449 / المجلس 58 - الحديث 19.]



الخامس والخمسون: المفضّل بن عمر، عن أبي عبداللَّه الصادق، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: بلغ أمّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله |أنّ| مولى لها يتنقّص علياً ويتناوله، |فأرسلت إليه، فلمّا صار إليها قالت له: يا بني، بلغني أنّك تنتقص عليّاً وتتناوله|، قال لها: نعم يا أمّاه، قالت له: اقعد ثكلتك أمّك حتّى أحدّثك بحديث سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، ثم اختر لنفسك.


إنّا كنّا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وآله تسع نسوة، وكانت ليلتي ويومي من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فدخل النبي صلى الله عليه وآله وهو متهلّلٌ، أصابعه في أصابع عليّ، واضعاً يده عليه، فقال: يا أمّ سلمة اخرُجي من البيت وأخليه لنا، فخرجتُ وأقبلا يتناجيان، أسمع الكلام وما أدري ما يقولان، حتّى إذا "انتصف النهار أتيت"


[
بدلها في النسخة: قلت انصرف فأتيت .]

الباب فقلت: أدخل يا رسول اللَّه؟ قال: لا، فكبوتُ كبوةً شديدةً مخافةَ أن يكون ردّني من سخطة أو نزل فيَّ شي ء من السماء، ثمّ لم ألبث أن أتيت الباب الثانية فقلت: أدخلُ يا رسول اللَّه؟ فقال: لا، فكبوتُ كبوةً أشدّ من الأولى.


ثمّ لم ألبث حتّى أتيت الباب الثالثة فقلت: أدخل يا رسول اللَّه؟ فقال: ادخلي يا أمّ سلمة، فدخلتُ وعليٌّ عليه السلام جاثٍ بين يديه، وهو يقول: فداك أبي وأمّي يا رسول اللَّه، إذا كان كذا وكذا فما تأمرني؟ قال: آمرك بالصبر، ثمّ أعاد عليه القول الثانيةَ فأمره بالصبر، فأعاد عليه القول الثالثةَ فقال له: يا عليّ، يا أخي، إذا كان ذاك منهم فَسُلَّ سيفك وضَعْهُ على عاتقك واضرب به قدماً قدماً، حتّى تلقاني وسيفك شاهرٌ يقطر من دمائهم.


ثمّ التفت عليه السلام إليَّ فقال لي: ما هذه الكآبة يا أمّ سلمة؟ قلت: للذي كان من ردّك لي يا رسول اللَّه، فقال لي: واللَّه مارددتُكِ من موجِدَةٍ، وإنّكِ لَعلى خير من اللَّه ورسوله، ولكن أتيتني وجبرئيل عن يميني، وعليٌّ عن يساري، وجبرئيل يخبرني بالأحداث التي تكون بعدي، وأمرني أن أُوصي بذلك علياً.


يا أمّ سلمة اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، |يا أمّ سلمة اسمعي واشهدي هذا عليّ بن أبي طالب وزيري في الدنيا ووزيري في الآخرة|، يا أمّ سلمة اسمعي واشهدي هذا عليّ بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا وحامل لوائي غداً في القيامة.


يا أمّ سلمة اسمعي واشهدي هذا عليّ بن أبي طالب وصيّي وخليفتي من بعدي، وقاضي عداتي والذائد عن حوضي.


يا أمّ سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب سيّد المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغر المحجّلين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، قلت: يا رسول اللَّه، مَن الناكثون؟ قال: الّذين يبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة، قلت: من القاسطون؟ قال معاوية وأصحابه من أهل الشام، قلت: من المارقون؟ قال: أصحاب النهروان.


فقال مولى أمّ سلمة: فرَّجْتِ عنّي فرّج اللَّه عنكِ، واللَّه لاسببتُ علياً أبداً.


[
أمالي الصدوق: 464 - 463 / المجلس 60 - الحديث 10.]



السادس والخمسون: ناجية، قال: قال أبوجعفر الباقر عليه السلام: إذا صلّيت العصر يوم الجمعة فقل: اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد الأوصياء المرضيّين بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأفضل بركاتك، والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة اللَّه وبركاته ، فإنّ من قالها بعد العصر كتب اللَّه عزوجل له مائة ألف حسنة، ومحا عنه مائة ألف سيئة، وقضى له بها مائة ألف حاجة، ورفع له بها مائة ألف درجة.


[
أمالي الصدوق: 484 - 483 / المجلس 62 - الحديث 16.]



السابع والخمسون: مقاتل بن سليمان، عن أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أنا سيّد النبيّين، ووصيّي سيّد الوصيّين، وأوصيائي


[
في المصدر: وأوصياؤه .]

سادة الأوصياء، إنّ آدم عليه السلام سأل اللَّه عزوجل أن يجعل له وصيّاً صالحاً فأوحى اللَّه عزوجل إليه: إنّي أكرمت الأنبياء بالنبوّة، ثمّ اخترت خلقي، وجعلت خيارهم الأوصياء.


ثم أوحى اللَّه عزوجل إليه: يا آدم أوص إلى شيث، فأوصى إلى شيث وهو هبة اللَّه بن آدم، وأوصى شيث إلى ابنه شبان - وهو ابن نزلة الحوارء التي أنزلها |اللَّه| على آدم من الجنة فزوّجها ابنه شيث - وأوصى شبان إلى مخلث،


[
في المصدر: مجلث ، وفي بعض نسخه مُحْلث .]

وأوصى مخلث إلى محوق، وأوصى محوق إلى عيشا،


[
في المصدر: غثميشا ، وفي بعض نسخه عثميشا .]

وأوصى عيشا إلى أخنوخ وهو إدريس النبي عليه السلام، وأوصى إدريس إلى ناخور، ودفعها ناخور إلى نوح النبي عليه السلام، وأوصى نوح النبي عليه السلام إلى سام، وأوصى سام إلى عثامر، وأوصى عثامر إلى برعيثاشا، وأوصى برعيثاشا إلى يافث، وأوصى يافث إلى برة، وأوصى بره إلى جفيسة، وأوصى جفيسة إلى عمران، ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليل عليه السلام، وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل، وأوصى إسماعيل إلى إسحاق، وأوصى إسحاق إلى يعقوب، وأوصى يعقوب إلى يوسف، وأوصى يوسف إلى يثريا، وأوصى يثريا إلى شعيب عليه السلام، ودفعها شعيب إلى موسى بن عمران عليه السلام، وأوصى موسى بن عمران إلى يوشع بن نون، وأوصى يوشع بن نون إلى داود عليه السلام، وأوصى داود إلى سليمان عليه السلام، وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا، وأوصى آصف بن برخيا إلى زكريّا عليه السلام، ودفعها زكريّا إلى عيسى بن مريم عليه السلام، وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون |الصفا|، وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريّا، وأوصى يحيى بن زكريّا إلى منذر، وأوصى منذر إلى سليمة، وأوصى سليمة إلى بردة.


ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: ودفعها إِلَيَّ بردةُ، وأنا أدفعها إليك يا علي، وأنت تدفعها إلى وصيّك، ويدفعها وصيّك إلى أوصيائك من ولدك واحداً بعد واحد حتّى تُدفَعَ


[
في النسخة: تدفعها .]

إلى خير أهل الأرض بعدك، ولتكفرنّ بك الأمّة ولتختلفنّ عليك اختلافاً شديداً، الثابت عليك كالمقيم معي، والشاذّ عنك في النار والنارُ مثوى الكافرين.


[
أمالي الصدوق: 488 - 486 / المجلس 63 - الحديث 3. وانظره في من لا يحضره الفقيه 177 - 174: 4 / الحديث 5402.]



الثامن والخمسون: سلمان الفارسي، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: يا معاشر المهاجرين والأنصار، ألا أدلّكم على ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال: هذا عليٌّ أخي ووصيّي ووارثي وخليفتي إمامكم، فأحبّوه لحبّي، وأكرموه لكرامتي، فإنّ جبرئيل عليه السلام أمرني أن أقوله لكم.


[
أمالي الصدوق: 564 / المجلس 72 - الحديث 21.]



التاسع والخمسون: عبداللَّه بن عباس، قال: كنا جلوساً في محفل من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ورسولُ اللَّه فينا، فرأينا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وقد أشار بطرفه


[
في النسخة: طرفه .]

إلى السماء، فنظرنا فرأينا سحابة قد أقبلت، فقال لها: أقبلي، فأقبلت، ثم قال لها: أقبلي فأقبلت، ثم قال لها: أقبلي، فأقبلت، فرأينا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وقد قام قائماً على قدميه فأدخل يديه إلى السحاب حتّى استبان لنا بياض إِبطَي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فاستخرج من ذلك السحاب جامةً بيضاء مملوءة رطباً، فأكل النبي صلى الله عليه وآله من الجام، وسبّح الجام في كفّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فناوله عليّ بن أبي طالب فأكل علي عليه السلام من الجام، وسبّح الجام في كفّ علي عليه السلام.


فقال رجل: يا رسول اللَّه أكلتَ من الجام وناولته عليّ بن أبي طالب!! فأنطق اللَّه عزوجل الجام وهو يقول: لا إله إلّا اللَّه، خالق الظلمات والنور، اعلموا معاشر النّاس أنّي هديّة الصادق إلى نبيّه الناطق، لايأكل منّي إلّا نبيّ أو وصيّ نبي.


[
أمالي الصدوق: 581 - 580 / المجلس 74 - الحديث 13.]



الستّون: عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنّ اللَّه تبارك وتعالى أوحى إليَّ أنّه جاعل لي من أمّتي أخاً ووارثاً وخليفةً ووصيّاً، فقلت: يا ربّ ومن هو؟ فأوحى إليَّ عزوجل: يا محمّد، إنّه إمام أمّتك، وحجّتي عليها بعدك، فقلت: يا ربّ من هو؟ فأوحى إليَّ عزوجل: يا محمّد ذاك من أُحبُّه ويحبّني، ذاك المجاهد في سبيلي، والمقاتل لناكثي عهدي، والقاسطين في حكمي، والمارقين من ديني، ذاك وليّي حقاً، زوج ابنتك، وأبو ولدك، عليّ بن أبي طالب.


[
أمالي الصدوق: 641 / المجلس 81 - الحديث 17.]



الحادي والستّون: سعيد بن جبير، قال: أتيت عبداللَّه بن عباس فقلت له: يا ابن عمّ رسول اللَّه، إنّي جئتك اسألك عن |علي بن أبي طالب واختلاف الناس فيه، فقال ابن عباس: يابن جبير جئت تسألني عن| خير خلق اللَّه من الأمّة بعد نبيّ اللَّه، جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة ؛ وهي ليلةُ القِربة،


[
هي ليلة بدر حيث ذهب عليه السلام ليأتي بالماء ، فسلّم عليه ثلاثة آلاف من الملائكة فيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، فكان كلّ سلام من الملائكة منقبة.]

يابن جبير جئتني تسألني عن وصيّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ووزيره وخليفته وصاحب حوضه ولوائه وشفاعته، والّذي نفس ابن عباس بيده، لو كانت بحار الدنيا مداداً، والأشجار أقلاماً، وأهلها كتّاباً، فكتبوا مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام وفضائله من يوم خلق اللَّه عزوجل الدّنيا إلى أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه اللَّه تبارك وتعالى.


[
أمالي الصدوق: 652 - 651 / المجلس 82 - الحديث 15.]



الثاني والستّون: أبوالطفيل، عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: أنا سيّد النبيّين، وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة، والأئمّة بعدهما سادة المتّقين، وليّنا وليّ اللَّه، وعدوّنا عدوّاللَّه، وطاعتنا طاعة اللَّه، ومعصيتنا معصية اللَّه عزوجل.


[
أمالي الصدوق: 652 / المجلس 82 - الحديث 16.]



الثالث والستّون: ابن عباس، قال: صلّينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فلمّا سلّم أقبل علينا بوجهه ثمّ قال: أما إنّه سينقضُّ كوكبٌ من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم، فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيّي وخليفتي والإمام بعدي.


فلما كان قرب الفجر جلس كلّ واحد منّا |في| داره ينتظر سقوط الكوكب في داره، وكان أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبدالمطّلب، فلمّا طلع الفجر انقضَّ الكوكب من الهواء فسقط في دار عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي، والذي بعثني بالنبوة لقد وجبت لك الوصية والخلافة والإمامة بعدي، فقال المنافقون - عبداللَّه بن أبيّ وأصحابه -: لقد ضلّ محمّد في محبّة ابن عمّه وغوى، وما ينطق في شأنه إلّا بالهوى، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى |يقول اللَّه عزّوجل: وخالقِ النجمِ إذا هَوَى| مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ يعني |محمّداً| في محبة عليّ بن أبي طالب عليه السلام وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى يعني في شأنه إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى .


[
أمالي الصدوق: 660 - 659 / المجلس 83 - الحديث 4.]



الرابع والستّون: وروى هذا الحديث ابن بابويه بإسنادٍ آخر، بإسناده عن أبي إسحاق الفزاري، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، عن عبداللَّه بن العباس بمثل ذلك، إلّا أنه قال في حديثه: يهوي كوكب من السماء مع طلوع الشمس، ويسقط في دار أحدكم .


[
أمالي الصدوق: 660 / المجلس 83 - الحديث 5.]



الخامس والستّون: ورواه أيضا بإسناده عن ربيعة السعدي، قال: سألت ابنَ عبّاس عن قول اللَّه عزوجل وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ؟ |قال|: هو النجم الذي هوى مع طلوع الفجر - وفي نسخة: مع طلوع الشمس - فسقط في حُجرة عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وكان أبي العبّاسُ يحبُّ أن يسقط ذلك النجم في داره فيحوز الوصيّة والخلافة والإمامة، ولكن أبى اللَّه أن يكون ذلك غير عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء، وصلّى اللَّه على محمّد وآله الطّاهرين.


[
أمالي الصدوق: 661 - 660 / المجلس 83 - الحديث 6.]



السادس والستّون: عائشة، قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: أنا سيّد الأوّلين والآخرين، وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، وهو أخي ووارثي ووزيري


[
ووزيري ليست في المصدر.]

وخليفتي على أمّتي، ولايته فريضة، واتّباعه فضيلة، ومحبّته إلى اللَّه وسيلة، فحزبه حزب اللَّه، وشيعته أنصار اللَّه، وأولياؤه أولياء اللَّه، وأعداؤه أعداء اللَّه، وهو إمام المسلمين، ومولى المؤمنين، وأميرهم بعدي.


[
أمالي الصدوق: 679 - 678 / المجلس 85 - الحديث 26.]



السابع والستّون: ابن عباس، قال: لمّا فتح اللَّه عزوجل مكّة خرجنا ونحن ثمانية الآف رجل، فلمّا أمسينا صِرنا عشرة الآف من المسلمين، فرفع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله الهجرةَ فقال: لا هجرةَ بعد فتح مكة.


قال: ثمّ انتهينا إلى هوازن، فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي قُمْ فانظر كرامتك على اللَّه عزوجل، كلِّم الشمس إذا طلعت، قال ابن عباس: واللَّهِ ما حسدت أحداً إلّا عليّ ابن أبي طالب في ذلك اليوم، وقلتُ للفضل: قم ننظر كيف يكلّم عليّ بن أبي طالب الشمس، فلمّا طلعت |الشمس| قام عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: السلام عليك أيها العبد الصالح |المطيع| الدائب في طاعة اللَّه ربه، فأجابته الشمس وهي تقول: وعليك السّلام يا أخا رسول اللَّه ووصيّه وحجّة اللَّه على خلقه.


قال: فانكبّ عليٌّ عليه السلام ساجداً شكراً للَّه عزوجل، فواللَّه لقد رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قام فأخذ برأس عليّ عليه السلام يقيمه ويمسح وجهه ويقول: قم حبيبي فقد أبكيتَ أهلَ السماء من بكائك، وباهى اللَّه عزّوجل بك حملةَ عرشه.


[
أمالي الصدوق: 685 / المجلس 86 - الحديث 14.]



الثامن والستّون: عليّ بن جعفر، قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام يقول: بينا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله جالس إذ دخل عليه مَلَكٌ له أربعة وعشرون وجهاً، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: حبيبي جبرئيل لم أَرك في مثل هذه الصورة!! فقال الملك: لستُ بجبرئيل، أنا محمود، بعثني اللَّه عزّوجل أن أزوّج النور من النور، فقال: مَن مِمّن؟ فقال: فاطمة من علي، قال: فلما ولّى الملك إذا بين كتفيه محمّد رسول اللَّه، عليّ وصيّه ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: منذكم كتب هذا بين كتفيك؟ فقال: من قبل أن يخلق اللَّه عزوجل آدم باثنين وعشرين ألف عام.


[
أمالي الصدوق: 689 - 688 / المجلس 86 - الحديث 19.]



التاسع والستّون: المفضل بن عمر، قال: قلت لأبي عبداللَّه الصادق عليه السلام: كيف كان ولادة فاطمة عليها السلام؟ فقال: نعم، إنّ خديجة عليها السلام لما تزوّج بها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله هجرتها نسوة مكّة، فكنّ لايدخلن ولا يسلّمن عليها، ولايتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة لذلك وكان جَزَعها وغمّها حذراً عليه صلى الله عليه وآله.


فلمّا حملت بفاطمة عليها السلام كانت فاطمة عليها السلام تحدثها من بطنها وتصبّرها، وكانت تكتم ذلك من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فدخل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يوماً فسمع خديجة تحدّث فاطمة عليها السلام، فقال لها: يا خديجة مَن تحدّثين؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدّثني ويؤنسني، قال: يا خديجة، هذا جبرئيل عليه السلام يبشّرني أنّها أنثى، وأنّها النّسلة الطاهرة الميمونة، وأنّ اللَّه تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها أئمّة ويجعلهم خلفاء في ارضه بعد انقضاء وحيه.


فلم تزل خديجة عليها السلام على ذلك إلى أن حضرت ولادتها، فوجّهت إلى نساء قريش وبني هاشم: تعالَين لِتَلِيَنَّ منِّي ما تلي النساء من النساء، فأرسلن إليها: أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا، وتزوَّجت محمّداً يتيم أبي طالب فقيراً لامال له، فلسنا نجي ء ولانلي من أمرك شيئاً.


فاغتمّت خديجة عليها السلام لذلك، فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنّهنّ من نساء بني هاشم، ففزعت منهنّ لمّا رأتهن، فقالت إحداهنّ: لاتحزني يا خديجة فإنّا رُسُل ربِّك إليك، ونحن أخواتك، أنا سارة، وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة، وهذه مريم بنت عمران، وهذه كلثم أخت موسى بن عمران، بعثنا اللَّه إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء، فجلست واحدة عن يمينها، والأخرى عن يسارها، والثالثة بين يديها، والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمةَ عليها السلام طاهرة مطهّرة، فلمّا سقطت إلى الأرض أشرق منها النّور حتّى دخل بيوتات مكّة، ولم يبقَ في شرق الأرض ولا غربها موضعٌ إلّا أشرق فيه ذلك النور.


ودخل عشرٌ من الحور العين، كلّ واحدة منهنّ معها طست من الجنة وإبريق من الجنّة، وفي الإبريق ماء من الكوثر، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسّلتها بماء الكوثر، وأخرجت خرقتين بيضاوين أشدّ بياضاً من اللبن، وأطيب ريحاً من المسك والعنبر، فلفّتها بواحدة وقنّعتها بالثانية، ثمّ استُنْطِقَتْ


[
في المصدر: ثمّ استنطقتها .]

فنطقت فاطمة عليها السلام بالشهادتين، قالت: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ أبي رسول اللَّه سيّد الأنبياء، وأنّ بعلي سيّد الأوصياء، وولدي |سادة| الأسباط، ثمّ سلّمت عليهنّ وسمَّت كُلَّ واحدة منهنّ باسمها، وأقبلن يضحكن إليها، وتباشرت الحور العين، وبشَّر أهلُ السماء بعضهم بعضاً بولادة فاطمة عليها السلام، وحدَثَ في السماء نورٌ زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك، وقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهّرة زكيّة ميمونة، بورك فيها وفي نسلها، فتناولتها مستبشرةً وألقمتها ثديها فدرّ عليها، فكانت فاطمة عليها السلام تنمى في اليوم كما ينمى الصبيّ في الشهر، وتنمى في الشهر كما ينمى الصبيّ في السنة.


[
أمالي الصدوق: 692 - 690 / المجلس 87 - الحديث 1.]



السبعون: الأصبغ بن نباتة، قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام في |بعض| خطبه: أيّها النّاس اسمعوا قولي واعقلوه عنّي، فإنّ الفراق قريب، أنا إمام البريّة، ووصيُّ خير الخليقة، وزوج سيّدة نساء هذه الأمّة، وأبوالعترة الطاهرة والأئمّة الهادية، أنا أخو رسول اللَّه، ووصيّه، ووليّه، ووزيره، وصاحبه، وصفيّه، وحبيبه، وخليله، أنا أميرالمؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، وسيّد الوصيّين، حزبي حزب اللَّه، وسلمي سلم اللَّه، وطاعتي طاعة اللَّه، وولايتي ولاية اللَّه، وشيعتي أولياء اللَّه، وأنصاري أنصار اللَّه. والّذي خلقني ولم أكُ شيّاً، لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أنّ الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبيّ الأمّي، وقد خاب من افترى.


[
أمالي الصدوق: 703 - 702 / المجلس 88 - الحديث 9.]



الحادي والسبعون: سليمان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا علي، أنت أخي ووارثي ووصيّي، وخليفتي في أهلي وأمّتي في حياتي وبعد مماتي، محبّك محبّي، ومبغضك مبغضي، يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمّة، يا علي أنا وأنت والأئمّة من ولدك سادةٌ في الدنيا، وملوكٌ في الآخرة، من عرفنا فقد عرف اللَّه، ومن أنكرنا فقد أنكر اللَّه عزوجل.


[
أمالي الصدوق: 755 - 754 / المجلس 94 - الحديث 6.]



الثاني والسبعون: عن أبي الصّلت الهروي، قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام إذ قال لي: يا أبا الصّلت ادخل هذه القبة التي فيها قبر هارون فائتني بتراب من أربع جوانبها، قال: فمضيت فأتيت به، فلما مثلت بين يديه قال لي: ناولني من هذا التراب وهو من عند الباب، فناولته، فأخذه وشمّه ثمّ رمى به، ثم قال: سيحفر لي هاهنا قبر، وتظهر صخرةٌ لوجمع عليها كلّ معول بخراسان لم يتهيّأ قلعها، ثمّ |قال| في الذي عند الرِّجل والذي عند الرأس مثل ذلك، ثم قال: ناولني من هذا التراب فهو من تربتي.


ثمّ قال: سيحفر لي في هذا الموضع، فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلى أسفل، وأن يُشَقَّ لي ضريحه، فإن أبوا إلّا أن يلحدوا فتأمرهم أن يجعلوا اللَّحد ذراعين وشبراً ؛ فإنّ اللَّه عزوجل سيوسّعه لي ماشاء، فإذا فعلوا ذلك فإنّك ترى عند رأسي نداوة، فتكلَّم بالكلام الذي أعلّملك فإنّه ينبع الماء حتّى يمتلئ اللَّحد، وترى فيه حيتاناً صغاراً، فتفتِّتَ لها الخبز الذي أعطيك فإنّها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شي ء خرجَتْ منه حوتة كبيرة فالتقطت الحيتان الصغار حتّى لايبقى منها شي ء، "ثمّ تغيب، فإذا غابت"


[
بدلها في النسخة: ولا تفعل إلّا بحضرة . وهي كما ترى.]

فضع يدك على الماء وتكلّم بالكلام الّذي أعلّمك، فإنّه ينضب الماء ولا يبقى منه شي ء، ولا تفعل |ذلك| إلّا بحضرة المأمون.


ثمّ قال عليه السلام: يا أبا الصّلت غداً أدخل إلى هذا الفاجر، فإن أنا خرجت وأنا مكشوف الرأس فتكلَّم أكلّمك، وإن خرجتُ وأنا مغطّى الرأس فلا تكلّمني.


قال أبو الصّلت: فلما أصبحنا من الغد لَبِس ثيابه وجلس في محرابه ينتظر، فبينا هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون فقال له: أجب أميرالمؤمنين، فلبس نعله ورداءه وقام يمشي وأنا أتبعه، حتّى دخل على المأمون وبين يديه طبق عليه عنب، وأطباق فاكهة بين يديه، وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه |وبقي بعضه|، فلمّا أبصر بالرضا صلوات اللَّه عليه وثب إليه وعانقه وقبَّل ما بين عينيه وأجلسه معه، ثمّ ناوله العنقود وقال: يابن رسول اللَّه، هل رأيت عنباً أحسن من هذا؟ فقال له الرضا عليه السلام: ربّما كان عنباً حَسَناً يكون من الجنة، فقال له: كُلْ منه، فقال له الرضا عليه السلام: |أو| تعفيني منه؟ فقال: لابدّ من ذلك، ما يمنعك منه، لعلّك تتّهمنا بشي ء؟ فتناول العنقود فأكل منه، |ثمّ ناوله فأكل منه| الرضا عليه السلام ثلاث حبّات، ثمّ رمى به وقام، فقال له المأمون: إلى أين؟ قال: إلى حيث وجّهتني.


وخَرج عليه السلام مغطّى الرأس، فلم أكلّمه حتّى دخل الدار، ثمّ أمر أن يُغْلَقَ الباب فأُغلق، ثمّ نام على فراشه، فمكثتُ واقفاً في صحن الدار مهموماً محزوناً، فبينا أنا كذلك إذ دخل عَلَيَّ شابٌّ حَسَن الوجه، قطط الشعر، أشبه النّاس بالرضا عليه السلام، فبادرت إليه فقلت له: من أين دخلت والبابُ مغلق؟ فقال: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والبابُ مغلق، فقلت له: ومن أنت؟ فقال: أنا حجّة اللَّه عليك يا أبا الصّلت، أنا محمّد بن علي.


ثمّ مضى نحو أبيه عليهما السلام فدخل وأمرني بالدخول معه، فلمّا نظر إليه الرضا عليه السلام وثب إليه وعانقه وضمّه إلى صدره، وقبّل ما بين عينيه، ثمّ سحبه سحباً إلى فراشه، وأكبّ عليه محمّد بن علي عليهما السلام يقبّله ويسارّه بشي ء لم أفهمه، ورأيت على شفتي الرضاعليه السلام زَبداً أشدّ بياضاً من الثلج، ورأيت أبا جعفرعليه السلام يلحسه بلسانه، ثمّ أدخل يده بين ثوبه وصدره فاستخرج منه شيئاً شبيهاً بالعصفور، فابتلعه أبوجعفر عليه السلام وقضى


[
في المصدر: ومضى .]

الرضا عليه السلام.


فقال أبو جعفر عليه السلام: قُم يا أبا الصّلت فائتني بالمغتسل والماء من الخزانة، فقلت: ما في الخزانة مغتسل ولاماء!! فقال لي: انتَهِ إلى ما آمرك به، فدخلتُ الخزانة فإذا فيها مغتسل وماء، فأخرجته وشمّرت ثيابي لأغسله معه، فقال لي: تَنَحَّ يا أبا الصّلت، فإنّ لي من يعينني غيرك، فغسّله، ثمّ قال لي: ادخل الخزانة وأخرج لي السَّفَط الذي فيه كفنه وحنوطه، فدخلت فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ، فحملته إليه، فكفّنه وصلّى عليه، ثم قال: ائتني بالتابوت، فقلت: أمضي إلى النجّار حتّى يصلح تابوتاً، قال: قم فإنّ في الخزانة تابوتاً، فدخلت الخزانة فإذا تابوت لم أر مثله


[
بدل قوله لم أر مثله في المصدر: لم أَرَه قطّ .]

فأتيته به، فأخذ الرضا عليه السلام بعد أن كان صلّى اللَّه


[
لفظ الجلالة ليس في المصدر.]

عليه، فوضعه في التابوت وصفَّ قدميه وصلّى ركعتين لم يفرغ منهما حتّى علا التابوت وانشقّ السقف، فخرج منه التابوت ومَضَى.


فقلت: يابن رسول اللَّه، السّاعة يجيئنا المأمون فيطالبني بالرضا عليه السلام، فما أصنع؟ فقال: اسكت فإنّه سيعود، يا أبا الصّلت ما من نبيّ يموت بالمشرق ويموت وصيّه بالمغرب إلّا جمع اللَّه عزوجل بين أرواحهما وأجسادهما، فما تمّ الحديث حتّى انشقّ السقف ونزل التابوت، فقام عليه واستخرج الرضا عليه السلام من التابوت ووضعه على فراشه كأنّه لم يغسّل ولم يكفّن.


وقال: يا أبا الصّلت قم فافتح الباب للمأمون، ففتحت الباب فإذا المأمون والغلمان على الباب، فدخل باكياً حزيناً قد شقّ جيبه ولطم رأسه، وهو يقول: يا سيّداه، فُجِعْتُ بك يا سيّدي، ثمّ دخل وجلس عند رأسه وقال: خذوا في تجهيزه، فأمر بحفر القبر فحضرتُ


[
في النسخة: فحفرت .]

الموضع وظهر كلّ شي ءٍ على ما وصفه الرضا عليه السلام، فقال بعضُ جلسائه: ألستَ تزعم أنّه إمام؟ قال: نعم، قال: لايكون الإمام إلّا مقدّم الرأس،


[
في النسخة: الناس .]

فأمر أن يحفر له في القبلة، فقلت: أمرني أن أحفر له سبع مراقي، وأن أشقّ له ضريحه، فقال: انتهوا إلى ما يأمركم به أبوالصّلت سوى الضريحة، ولكن يحفر ويُلْحَد، فلمّا رأى ما ظهر من النّداوة والحيتان وغير ذلك قال المأمون: لم يزل الرضا يرينا عجائبه في حياته حتّى أراناها بعد وفاته.


فقال له وزيرٌ كان معه: أتدري ما أخبرك به الرضا؟ قال: لا، قال: إنّه أخبرك أنّ ملككم بني العباس مع كثرتكم وطول مدّتكم مثل


[
في النسخة: عدّة .]

هذه الحيتان، حتّى إذا فنيت آجالكم، وانقطعت آثاركم، وذهبت دولتكم، سلّط اللَّه تبارك وتعالى عليكم رجلاً منّا فأفناكم عن آخركم، قال له: صدقت.


ثم قال لي: يا أبا الصّلت علّمني الكلام الذي تكلّمت به، قلت: واللَّه لقد نسيت الكلامَ من ساعتي، وقد كُنتُ صدقتُ، فأمر بحبسي ودفن الرضا عليه السلام، فحُبست سنةً وضاق عليَّ الحبس، وسهرتُ الليل، فدعوت اللَّه عزوجل بدعاءٍ ذكرتُ فيه محمّداً وآل محمّد عليهم السلام، وسألت اللَّه بحقّهم أن يفرّج عنّي، فلم أستتمَّ الدعاء حتّى دخل علَيَّ محمّدُ بن علي عليهما السلام فقال لي: يا أبا الصّلت ضاق صدرك؟ فقلت: إي واللَّه، قال: قم فاخرج، ثمّ ضرب يده إلى القيود الّتي كانت عَلَيَّ ففكّها، وأخذ بيدي وأخرجني من الدار، والحَرسةُ والغلمة يَروني فلم يستطيعوا أن يكلّموني، وخرجت من باب الدار، ثم قال: امضِ في ودائع اللَّه فإنّك لن تَصل إليه ولايصل إليك أبداً.


قال أبو الصّلت: فلم ألتقِ مع المأمون إلى هذا الموقف.


[
أمالي الصدوق: 762 - 759 / المجلس 94 - الحديث 17. وفي المصدر: هذا الوقت .]



الثالث والسبعون: ما رواه أبو المكارم السيّد أبو القاسم عليّ بن موسى بن طاووس في كتاب الإقبال، عن مصنّف كتاب النشر والطيّ، بإسناده المتّصل عن عبداللَّه بن الفضل |الهاشمي|، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام، قال النبي صلى الله عليه وآله: يوم غدير خم أفضل أعياد أمّتي، وهو اليوم الذي أمرني اللَّه فيه بنصب أخي عليّ بن أبي طالب فيه علماً لأمّتي يهتدون به بعدي، وهو اليوم الذي أكمل اللَّه فيه الدّين، وأتمّ على أمّتي فيه النعمة، ورضي لهم الإسلام ديناً، ثمّ قال: معاشر النّاس، إنّ علياً منّي وأنا من عليّ، خلق من طينتي، وهو بعدي يبيّن لهم ما اختلفوا فيه من سنّتي، وهو أميرالمؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين، وخير الوصيّين، وزوج سيّدة نساء العالمين، وأبو الأئمّة المهديّين.


[
إقبال الأعمال 264: 2.]



الرابع والسبعون: ما رواه ابن طاووس في كتاب الإقبال، عن محمّد بن عليّ ابن محمّد الطرازي في كتابه، بإسناده المتّصل إلى المفضّل بن عمر، قال: قال لي أبوعبداللَّه صلّى اللَّه عليه: إذا كان يوم القيامة زُفّت أربعة أيّام إلى اللَّه عزوجل كما تزفّ العروس إلى خدرها: يوم الفطر، ويوم الأضحى، ويوم الجمعة، ويوم غدير خم، ويوم غدير خم بين الفطر والأضحى |ويوم الجمعة| كالقمر بين الكواكب، وإنّ اللَّه تعالى لَيُوكّل بغدير خمّ ملائكته المقرّبين وسيِّدُهُم يومئذ جبرئيل عليه السلام، وأنبياءُ |اللَّه| المرسلين وسيّدهم يومئذ محمّد صلى الله عليه وآله، وأوصياء اللَّه المنتجبين وسيّدهم يومئذ أميرالمؤمنين، وأولياءُ اللَّه وساداتهم يومئذ سلمان وأبوذر والمقداد وعمار، حتّى يوردهُ الجنان كما يورد الراعي بغنمه الماءَ والكلاء.


قال المفضل: سيّدي تأمرني بصيامه؟ قال لي: إي واللَّه، إي واللَّه، إي واللَّه، إنّه اليوم الذي تاب اللَّه فيه على آدم عليه السلام فصام شكراً للَّه تعالى ذلك اليوم، وإنّه اليوم الذي نجّى اللَّه تعالى فيه إبراهيم عليه السلام من النار فصام شكراً للَّه تعالى على ذلك |اليوم|، وإنّه اليوم الذي أقام موسى هارون عليهما السلام علماً فصام شكراً للَّه ذلك اليوم، وإنّه اليوم الذي أظهر عيسى عليه السلام وصيّه شمعون الصفا فصام شكراً للَّه عزّوجل ذلك اليوم، وإنّه اليوم الذي أقام رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عليّاً للنّاس علماً وأبان فيه فضله ووصيّه، فصام شكراً للَّه تبارك وتعالى ذلك اليوم، وإنّه لَيَوْمُ صيامٍ وقيامٍ وإِطعامٍ وصلة الإخوان، وفيه مرضاة الرّحمن ومرغمة الشيطان.


[
إقبال الأعمال 265 - 264: 2.]



الخامس والسبعون: ما رواه ابن طاووس في كتاب الإقبال، عن محمّد بن يعقوب الكليني، بإسناده عن عبدالرحمن بن سالم، عن أبيه، قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام: هل للمسلمين عيد هو غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟ قال: نعم، أعظمها حرمةً، قلت: وأيّ عيد هو جعلت فداك؟ قال: اليوم الذي نصب فيه رسولُ اللَّه أميرَالمؤمنين - صلّى اللَّه عليهما وآلهما - وقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، |قلت|: وأيّ يوم هو؟ قال: ما تصنع باليوم؟ إنّ السنة تدور، ولكنّه يوم ثماني عشر من ذي الحجة.


فقلت: وما ينبغي أن نفعل في ذلك اليوم؟ قال: تذكرون اللَّه بالصيام |والعبادة| والذكر لمحمّد وآل محمّد صلّى اللَّه عليهم، وأوصى رسولُ اللَّه أميرَالمؤمنين أن يتّخذ ذلك اليوم عيداً، وكذلك كانت الأنبياء تفعل ؛ كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتّخذونه عيداً.


[
إقبال الأعمال 263: 2. وانظره في الكافي 149: 4.]



السادس والسبعون: ما رواه ابن طاووس في كتاب الإقبال من كتاب النشر والطي، رواه عن الرضا عليه السلام، قال: إذا كان يوم القيامة زفّت أربعة أيام |إلى اللَّه| كما تزفّ العروس إلى خدرها، قيل: ما هذه الأيام؟ قال: يوم الأضحى، ويوم الفطر، ويوم الجمعة، ويوم الغدير، وإنّ يوم الغدير بين الأضحى والفطر والجمعة كالقمر بين الكواكب، وهو اليوم الّذي نجا فيه إبراهيم الخليل من النار فصامه شكراً للَّه، وهو |اليوم| الذي أكمل |اللَّه| به الدين في إقامة النبيّ علياً أميرالمؤمنين |علماً| وأبان فضله ووصايته فصام ذلك اليوم، وإنّه ليوم الكمال، ويوم مرغمة الشيطان، ويوم تقبّل أعمال الشيعة ومحبّي آل محمّد، وهو اليوم الذي يعمد اللَّه فيه إلى ما عمله المخالفون فيجعله هباء منثوراً، وذلك قوله تعالى: فَجَعَلْنَاهُ هَباءً مَنْثُوراً .


[
الفرقان: 23. وقوله وذلك قوله تعالى فجعلناه هباء منثورا ليس في المصدر.]



وهو اليوم الذي يأمر جبرائيل عليه السلام أن ينصب كرسيّ كرامة اللَّه بإزاء البيت المعمور ويصعده جبرئيل عليه السلام وتجتمع إليه الملائكة من جميع السّماوات ويثنون على محمّد ويستغفرون لشيعة أميرالمؤمنين والأئمّة عليهم السلام ومحبيهم من ولد آدم عليه السلام، وهو اليوم الّذي يأمر اللَّه فيه الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن محبيّ أهل البيت وشيعتهم ثلاثة أيّام من يوم الغدير، ولا يكتبون عليهم شيئاً من خطاياهم كرامةً لمحمّد وعليّ والأئمّة.


وهو اليوم الذي جعله اللَّه لمحمّد وآله وذوي رحمه، وهو اليوم الذي يزيد |اللَّه| في مال مَن عَيَّد فيه ووسّع على عياله ونفسه وإخوانه، ويعتقه اللَّه من النار، وهو اليوم الذي يجعل اللَّه فيه سعي الشيعة مشكوراً، وذنبهم مغفوراً، وعملهم مقبولاً.


وهو يوم تنفّس الكرب، ويوم تحطيط الوزر، ويوم الحباء والعطية، ويوم نشر العلم، ويوم البشارة والعيد الأكبر، ويوم يستجاب فيه الدعاء، ويوم الموقف العظيم، ويوم لبس الثياب ونزع السواد، ويوم الشرط المشروط، ويوم نفي الهموم، ويوم الصفح عن مذنبي شيعة أميرالمؤمنين.


وهو يوم السبقة، ويوم إكثار الصلاة على محمّد وآل محمّد، ويوم الرضا، ويوم عيد أهل بيت محمّد، ويوم قبول الأعمال، ويوم طلب الزيادة، ويوم استراحة المؤمنين، ويوم المتاجرة، ويوم التودّد، ويوم الوصول إلى رحمة اللَّه، ويوم التزكية، ويوم ترك الكبائر والذنوب، ويوم العبادة، ويوم تفطير الصائمين ؛ فمن فطّر فيه صائماً مومناً كان كمن أطعم فئاماً وفئاماً - إلى أن عدّ عشراً - ثم قال: أو تدري ما الفئام؟ قال: لا، قال: مائة ألف.


وهو يوم التهنئة يهنّئ بعضكم بعضاً، فإذا لقي المؤمن أخاه يقول: الحمدللَّه الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أميرالمؤمنين والأئمّة عليهم السلام ، وهو يوم التبسّم في وجوه النّاس من أهل الإيمان ؛ فمن تبسّم في وجه أخيه يوم الغدير نظر اللَّه إليه يوم القيامة بالرّحمة، وقضى له ألف حاجة، وبنى له قصراً في الجنة من درّة بيضاء ونضّر وجهه.


وهو يوم الزينة ؛ فمن تزيّن ليوم الغدير غفراللَّه له |كلّ| خطيئةٍ عملها صغيرة أو كبيرة، وبعث اللَّه له ملائكة يكتبون له الحسنات ويرفعون له الدرجات إلى قابلِ مثل ذلك اليوم، فإن مات مات شهيداً، وإن عاش عاش سعيداً، ومن أطعم مؤمناً كان كمن أطعم جميع الأنبياء والصدّيقين، ومن زار فيه مؤمناً أدخل |اللَّه| قبره سبعين نوراً، ووسّع في قبره، ويزور قبره كلّ يوم سبعون ألف ملك ويبشّرونه بالجنة.


وفي يوم الغدير عرض اللَّه الولاية على أهل السّماوات السبع فسبق إليها أهل السماء السابعة فزيّن بها العرش، ثمّ سبق إليها أهل السماء الرابعة فزيّنها بالبيت المعمور، ثمّ سبق إليها أهل السماء الدنيا فزيّنها بالكواكب، ثمّ عرضها على الأرضين فسبقت مكّة فزيّنها بالكعبة، ثمّ سبقت إليها المدينة فزيّنها بالمصطفى محمّد صلى الله عليه وآله، ثمّ سبقت إليها الكوفة فزيّنها بأميرالمؤمنين عليه السلام، وعرضها على الجبال فأوّل جبل أقرّ بذلك ثلاثة أجبال: |جبل| العقيق، وجبل الفيروزج، وجبل الياقوت، فصارت هذه الجبال جبالهنّ وأفضل الجواهر، ثمّ سبقت إليها جبال أُخر فصارت معادن الذهب والفضة، وما لم يقرّ بذلك ولم يقبل صارت لاتنبت شيئاً.


وعرضت في ذلك اليوم على المياه، فما قبل منها صار عذباً، وما أنكر صار ملحاً أُجاجاً، وعرضها في ذلك اليوم على النبات، فما قبل صار حلواً، وما لم يقبل صار مراً، ثم عرضها في ذلك اليوم على الطير، فما قبلها صار فصيحاً مصوّتاً، وما أنكرها صار أخرس مثل اللَّكن.


ومَثَلُ المؤمنين في قبولهم ولاء أميرالمؤمنين في يوم غدير خم كمثل الملائكة في سجودهم لآدم، ومَثَلُ مَن أبى ولايةَ أميرالمؤمنين في يوم الغدير |مثل إبليس|، وفي هذا اليوم أُنزلت هذه الآية: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ...


[
المائدة: 68.]

الآية، وما بعث اللَّه نبيّاً إلّا وكان يوم بعثه مثل يوم الغدير عنده وعرف حرمته إذ نصب لأمّته وصيّاً وخليفة من بعده في ذلك اليوم.


[
إقبال الأعمال 262 - 260: 2.]



السابع والسبعون: ما روي بالإسناد عن الشيخ أبي جعفر الطوسي، عن إبراهيم النخعي، عن ابن عباس رضى الله عنه، قال: دخلت على أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقلت: يا أبا الحسن أخبرني بما أوصى إليك رسول اللَّه صلى الله عليه وآله؟ فقال: سأخبركم، إنّ اللَّه اصطفى لكم الدين وارتضاه لكم، وأتمّ عليكم نعمته وكنتم أحقّ بها وأهلها، وإنّ اللَّه أوحى إلى نبيّه أن يوصي إليَّ، فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا عليّ احفظ وصيّتي، وادفع


[
كذا في نسختنا وفي بعض نسخ البحار ، والمثبت في متن البحار وارعَ ذمامي .]

ذمامي، وأوفِ بعهدي، وأنجز عداتي...


[
بحارالأنوار 221: 23 / الحديث 24 ، عن كنز جامع الفوائد: 50.]



الثامن والسبعون: ما ذكره السيّد الأجلّ السيّد المرتضى في شرح قصيدة السيّد إسماعيل بن محمّد الحميري، قال السيّد المرتضى رضى الله عنه: أميرالمؤمنين عليه السلام وصيّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وقد أجمع النّاسُ على إطلاق هذا الاسم له، ووصفه بهذا الوصف، حتّى صار علماً مشهوراً، ووصفاً شهيراً


[
في المصدر: مميّزا .]

وإن اختلف في معناه، فذهب قوم إلى أنّه عليه السلام وصيّه صلوات اللَّه عليه وسلامه في أهله خاصّة، وهم مخالفو الشيعة، وذهب الشيعة إلى أنّه عليه السلام وصيّه بالإطلاق في أهله وأمّته، والأمرُ في تسميته بالوصيّ أشهر من أن يحتجّ فيه بخبر منقول وإن كانت الأخبار في ذلك متواترة متظاهرة.


وروى الثقفي عن مجول بن إبراهيم، عن عبدالرحمن بن الأسود البكري،


[
في المصدر: اليشكري .]

عن محمّد ابن عبداللَّه"،


[
ليست في المصدر.]

عن محمّد بن أبي بكر، عن عبادة


[
في النسخة: عباد .]

بن عبداللَّه، عن سلمان الفارسي رحمةاللَّه عليه، قال: سألت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله من وصيّك في أمّتك؟ فإنّه لم يبعث نبيٌّ إلّا كان له وصيّ من أمته؟ فقال صلى الله عليه وآله: لم يبيّن لي بعدُ، فمكثت ماشاءاللَّه أن أمكث، ودخلتُ المسجد فناداني رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال: يا سلمان سألتني عن وصيّي في أمّتي، فهل تدري من كان وصيّ موسى في أمّته؟ فقلت: كان وصيّه يوشع بن نون فتاه، فقال: فَلَمْ


[
في المصدر: فهل تدري .]

تَدْرِ لِمَ كان أوصى إليه؟ فقلت: اللَّه ورسوله أعلم، فقال: أوصى إليه لأنّه كان أعلم أمّته بعده، ووصيّي هو أعلم أمّتي بعدي عليّ بن أبي طالب.


[
شرح القصيدة المذهبة: 120 - 119.]



التاسع والسبعون: عبداللَّه بن جعفر الحميري في قرب الإسناد، عن محمّد بن عيسى، عن عبداللَّه بن ميمون، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام، قال: قال عليّ بن أبي طالب: منّا سبعة خلقهم اللَّه عزوجل لم يخلق في الأرض مثلهم: منّا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله سيّد الأوّلين والآخرين وخاتم النبيّين، ووصيّه خير الوصيّين، وسبطاه خير الأسباط حسناً وحسيناً، وسيّد الشهداء حمزة عمّه، و|من| قد طار مع الملائكة جعفر، والقائم.


[
قرب الإسناد: 25 / الحديث 84.]



الثمانون: عنه، عن الحسن بن ظريف، عن معمر، عن الرضا عليه السلام، عن أبيه موسى بن جعفر عليه السلام، قال: كنت عند أبي عبداللَّه عليه السلام ذات يوم وأنا طفل خماسيٌّ إذ دخل عليه نفر من اليهود، فقالوا: أنت ابن محمّد نبيّ هذه الأمّة، والحجة على أهل الأرض؟ قال لهم: نعم، قالوا: إنّا نجد في التوراة أنّ اللَّه تبارك وتعالى آتى إبراهيم وولده الكتاب والحكمة والنبوّة، وجعل لهم الملك والإمامة، وهكذا وجدنا ذريّة


[
في النسخة: ورثة .]

الأنبياء لاتتعدّاهم النبوّة والخلافة |والوصيّة|، فما بالكم قد تعدّاكم


[
في النسخة: فبما قد تعداكم .]

ذلك وثبت في غيركم، ونلقاكم مستضعفين مقهورين لاترقب فيكم ذمّة نبيكم؟!


فدمعت عينا أبي عبداللَّه عليه السلام ثم قال: نعم، لم تزل أنبياء |اللَّه| مضطهدة مقهورة مقتولة بغير حقّ، والظلمة غالبة، وقليلٌ من عباد اللَّه الشكور.


قالوا: فإنّ الأنبياء وأولادهم علموا من غير تعليم، وأُوتوا العلم تلقيناً، وكذلك ينبغي لأئمّتهم وخلفائهم وأوصيائهم، فهل أُوتيتم ذلك؟


فقال أبو عبداللَّه عليه السلام: ادنُ يا موسى، فدنوت فمسح يده على صدري، ثم قال: اللّهمّ أيّده بنصرك بحقّ محمّد وآله، ثم قال: سلوه عمّا بدا لكم، قالوا: وكيف نسأل طفلاً لايفقه؟ قلت: سلوني تفقّهاً ودعوا العنت، قالوا: أخبرنا عن الآيات التسع التي أُوتيها موسى بن عمران، قلت: العصا، وإخراجه يده من جيبه بيضاء، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدم، ورفع الطور، والمنّ والسلوى آية واحدة، وفلق البحر.


قالوا: صدقت، فما أُعطي نبيّكم من الآيات التي نَفَت الشك مِن قلوب مَن أُرسل إليه؟ قلت: آيات كثيرة أعدّها إن شاءاللَّه، فاسمعوا وَعُوا وافقهوا: أمّا أوّل


[
قرب الإسناد: 318 - 317 / أوّل الحديث 1228.]

ذلك... وساق عليه السلام ذكر المعجزات لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وهي في الحديث أربع وثلاثون معجزة، وقد ذكرناها في كتاب معجزات النبي صلى الله عليه وآله.


وفي


[
سقط الحديث الحادي والثمانون من النسخة ، ولعلّه هو هذا.]

آخر المعجزات قال عليه السلام: ومن ذلك كتابه المهيمن الباهر لعقول الناظرين، مع ما أعطي من الخلائق


[
في المصدر: الخلال .]

التي إن ذكرناها لطالت، فقالت اليهود: فكيف لنا أن نعلم |أنّ| هذا كما وصفت؟ فقال لهم |موسى| عليه السلام: وكيف لنا أن نعلم |أنّ| ما تذكرون من آيات موسى عليه السلام |على| ما تصفون؟ قالوا: علمنا ذلك بنقل البررة الصادقين، قال لهم: فاعلموا صدق ما أنبأتكم |به| بخبر طفل لقّنه اللَّه من غير تلقين ولا معرفة عن الناقلين، فقالوا: نشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً رسول اللَّه، وأنّكم الأئمّة القادة، والحجج من عنداللَّه على خلقه، فوثب أبو عبداللَّه فقبّل بين عيني ثم قال: أنت القائم من بعدي - فلهذا قالت الواقفة أنه |حيٌّ وأنّه| القائم - ثم كساهم أبو عبداللَّه عليه السلام ووهب لهم وانصرفوا مسلمين.


[
قرب الإسناد: 330 / آخر الحديث 1228.]



الثاني والثمانون: وعنه بإسناده عن عليّ بن سويد السائي، |قال|: كتب إِليَّ أبو الحسن الأوّل عليه السلام في كتاب: إنّي أوّل ما أنعى إليك نفسي في |لياليَّ| هذه، غير جازع ولا نادم، ولا شاك فيما هو كائن مما قضى اللَّه وحتم، فاستمسك بعروة الدين آل محمّد، والعروة الوثقى الوصيّ بعد الوصي، والمسالمة


[
في النسخة: والمسألة .]

والرضا بما قالوا .


[
قرب الإسناد: 333 / الحديث 1235.]



الثالث والثمانون: وعنه بإسناده عن صفوان بن يحيى، عن عيسى بن شلقان، قال: دخلت على أبي عبداللَّه عليه السلام وأنا أريد أن أساله عن أبي الخطّاب، فقال لي مبتدئاً قبل أن أجلس: يا عيسى ما منعك أن تلقى ابني فتسأله عن جميع ما تريد؟ قال عيسى: فذهبت إلى العبد الصالح وهو قاعد في الكتّاب وعلى شفتيه أثر المداد،


[
في المصدر: المادد .]

فقال مبتدئاً: يا عيسى، إنّ اللَّه تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيّين على النبوّة فلم يتحوّلوا عنها أبداً،


[
زاد في النسخة بعدها: وأعار قوماً الإيمان . وكأنها زائدة مكرّرة عمّا بعدها.]

وأخذ ميثاق الوصيّين على الوصيّة فلم يتحوّلوا عنها أبداً، وأعار قوماً الإيمان |زماناً| ثم سلبهم إيّاه، وإنّ أبا الخطّاب ممن أُعير الإيمان ثم سلبه اللَّه ، فضممته إليَّ وقبّلت بين عينيه، ثم قلت: بأبي أنت وأمّي ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ،


[
آل عمران: 34.]

ثم رجعت إلى أبي عبداللَّه عليه السلام فقال لي: ما صنعت يا عيسى؟ قلت: بأبي أنت وأمّي أَتيته فأخبرني مبتدئاً من غير أن أساله عن جميع ما أردت أن أساله عنه، فعلمت


[
في النسخة: فقلت .]

واللَّه عند ذلك أنّه صاحب هذا الأمر، فقال: يا عيسى، إنّ ابني هذا الذي رأيت لوسألته عمّا بين دفّتي المصحف لأجابك فيه بعلمه، ثمّ أخرجه ذلك اليوم من الكتّاب، فعلمت ذلك اليوم أنّه صاحب هذا الأمر.


[
قرب الإسناد: 335 - 334 / الحديث 1237.]



الرابع والثمانون: وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قيل للرضا عليه السلام:


[
في النسخة: قال قال له الرضا عليه السلام .]

الإمام إذا أوصى إلى الذي يكون من بعده بشي ءٍ، ففوّض إليه فجعله حيث شاء أو كيف هو؟ قال: إنّما يوصي بأمراللَّه عزوجل. فقال له: إنّه حكي عن جدّك قال: أترون أنّ هذا الأمر إلينا نجعله حيث نشاء؟ لا واللَّه ما هو إلّا عهد من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، رجل فرجل مسمّى فقال: فالذي قلتُ لك من هذا.


[
قرب الإسناد: 352 / الحديث 1261.]



الخامس والثمانون: أبوهريرة، عن أبي بكر، قال: بينا نحن مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله إذا نحن بصائح من نخلة، فقال النبي صلى الله عليه وآله: هل تدرون ما قالت |النخلة|؟ قالوا: لا، واللَّه ورسوله أعلم، قال: قالت: هذا محمّد رسول اللَّه ووصيّه، اشارةً إلى علي عليه السلام، فسمّاه النبيّ ذلك |اليوم|: الصيحاني.


[
الثاقب في المناقب: 66 / الفصل 6 - الحديث 2.]



السادس والثمانون: شيرويه الديلمي بإسناده إلى موسى بن جعفر، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام، قال: كنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في طرقات المدينة إذ جعل خَمْسَهُ في خمسِ أميرالمؤمنين عليه السلام - فواللَّه ما رأينا خَمْسَيْنِ أحسن منهما - إذ مررنا على نخل المدينة، فصاحت نخلة بأختها: هذا محمّد المصطفى وهذا عليّ المرتضى، فاجتزناهما فصاحت ثانيةٌ |بثالثةٍ|: هذا نوح النبيّ وهذا إبراهيم الخليل، فاجتزناهما فصاحت ثالثةٌ برابعةٍ: هذا موسى وأخوه هارون، فاجتزناهما، فصاحت رابعةٌ بخامسةٍ: هذا محمّد سيّد النبيّين وهذا عليّ سيّد الوصيّين، فتبسّم النبيّ صلى الله عليه وآله ضاحكاً ثم قال: |يا عليّ| سَمِّ نخلَ المدينة صيحانياً فقد صاحت بفضلي وفضلك. وروي أنّه كان البستان لعامر بن سعد بعقيق السّفلى.


[
مناقب ابن شهر آشوب 322: 2 / في طاعة الجمادات له عليه السلام.]



السابع والثمانون: صاحب كتاب السؤول ابن طلحة الشامي من علماء الجمهور، قال: روى الحافظ أبونعيم أحمد بن عبداللَّه بن أحمد بسنده في حليته عن الحسن بن علي عليهما السلام، قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: ادعُ لي سيّد العرب، يعني علياً عليه السلام، فقالت عائشة: ألستَ سيّد العرب؟ فقال: |أنا| سيّد ولد آدم وعليّ سيّد العرب، فلمّا جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه، فقال لهم: يا معاشر الأنصار ألا أدلّكم على ما إن تمسّكتم به لن تضلوا بعده أبداً؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال: هذا عليٌّ فأحبّوه بحبّي، وأكرموه بكرامتي، فإنّ جبرئيل أمرني بالذي قلتُ لكم من اللَّه عزوجل.


[
مطالب السؤول: 106. وانظر حلية الأولياء 63: 1.]



ثم قال ابن طلحة: وروى الإمام الحافظ المذكور بسنده في حليته عن أنس بن مالك، قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: "يا أنس اسكب لي وضوءً، ثم قام فصلّى ركعتين، ثم قال:"


[
ساقط من مطالب السؤول ، وهو موجود في حلية الأولياء.]

يا أنس أوّل من يدخل عليك من هذا الباب أميرالمؤمنين، وسيّد الوصيّين، وقائد الغرّ المحجّلين، وخاتم الوصيّين، قال أنس: قلت اللّهمّ اجعله رجلاً من الأنصار وكتمته، إذ جاء علي عليه السلام فقال صلى الله عليه وآله: من هذا يا أنس؟ فقلت: عليٌّ، فقام مستبشراً فاعتنقه ثم جعل يمسح |عرق| وجهه بوجهه، وعرق "وجه عليّ"


[
بدلها في النسخة: وجهه .]

بوجهه، فقال علي عليه السلام: يا رسول اللَّه، لقد رأيتك صنعت بي شيئاً ما صنعتَ بي |من| قبل!! قال: وما يمنعني وأنت تؤدّي عنّي، وتسمعهم صوتي، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي.


[
مطالب السؤول: 107 - 106. وانظر حلية الأولياء 64 - 63: 1.]



الثامن والثمانون: محمّد بن العباس بإسناده عن أبي حمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسين عليهما السلام، قال: إذا كان يوم القيامة أُخرجت أريكتان |من الجنة| فبسطتا على شفير جهنّم، ثم يجي ء عليّ عليه السلام حتّى يقعد عليهما، فإذا قعد ضحك، وإذا ضحك انقلبت جهنّم فصار عاليها سافلها، ثمّ يُخرجان فيوقفان بين يديه فيقولان: يا أميرالمؤمنين يا وصيّ رسول اللَّه ألا ترحمنا؟ ألا تشفع لنا عند ربك؟ قال: فيضحك منهما، ثمّ يقوم، فيُدخَلُ الأريكتان ويعاد ان إلى موضعهما كذلك، فذلك قوله عزوجل فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفَّارِ يَضْحَكُونَ، عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ، هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ .


[
تأويل الآيات الظاهرة: 756. والآيات 36 - 34 من سورة المطفّفين.]



التاسع والثمانون: عنه بإسناده عن سلمان،


[
كذا أيضا في بعض نسخ المصدر ، والمثبت في متنه سليمان .]

قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: قوله تعالى: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ قال: بعلي، فاجعله وصيّاً. قلت: وقوله: فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ،


[
الشرح: 7.]

قال: إنّ اللَّه عزوجل أمره بالصلاة والزكاة والصوم والحجّ، ثمّ أمره إذا فعل ذلك أن ينصب عليّاً وصيَّهُ.


[
تأويل الآيات الظاهرة: 786.]



التسعون: عنه بإسناده عن أبي يحيى الصنعاني، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: سمعته يقول: قال لي أبي محمَّدٌ عليه السلام: قرأ عليّ بن أبي طالب عليه السلام إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وعنده الحسن والحسين، فقال له الحسين: يا أبتاه كان بها من فيكَ


[
في النسخة: قبلك .]

حلاوة، فقال له: يابن رسول اللَّه وابني، اعلم أنِّي أعلم فيها مالا تعلم، إنّها لمّا أُنزلت بعث إليَّ جدُّك رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقرأها عَلَيَّ، ثمّ ضرب على كتفي الأيمن وقال: يا أخي - ووصيّي ووليّي على أمّتي بعدي، وحرب أعدائي إلى يوم يبعثون - هذه السورة لك من بعدي ولولدك


[
في النسخة: ولولديك .]

من بعدك، إنّ جبرئيل أخي من الملائكة أَحدَثَ إلي أحداث أمّتي في سَنَتها، وإنّه لَيَحْدُثُ ذلك إليك كإحداث النبوّة، ولها نور ساطع في قلبك وقلوب أوصيائك إلى مطلع فجر القائم عليه السلام.


[
تأويل الآيات الظاهرة: 794 - 793.]



الحادي والتسعون: عنه بإسناده عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: لمّا أسري بي |إلى| السماء السابعة قال لي جبرئيل عليه السلام: تقدّم يا محمّد أمامك، وأراني الكوثر وقال: يا محمّد هذا الكوثر لك دون النبيّين، فرأيت عليه قصوراً كثيرة من اللؤلؤ والياقوت والدّرّ، |و| قال: يا محمّد هذه مساكنك ومساكن وزيرك ووصيّك عليّ بن أبي طالب وذريّته الأبرار، قال: فضربت بيدي إلى بلاطه فشممته فإذا هو مسك، وإذا أنا بالقصور لبنة من فضّة ولبنة من ذهب.


[
تأويل الآيات الظاهرة: 822 - 821.]



الثاني والتسعون: أبوجعفر الكراجكي بإسنادٍ يرفعه إلى سلمان الفارسي رضى الله عنه، قال: كنّا |جلوساً| عند رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في مسجده إذ جاءهُ أعرابيّ فسأله عن مسائل في الحج وغيره، فلمّا أجابه قال: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله إنّ حجيج قومي ممن شهد ذلك معك أخبرنا أنّك أقمت بعليّ عليه السلام بعد قفولك من الحجّ ووقفت بالشّجرات من خمّ، فافترضت على المسلمين طاعته ومحبّته، وأوجبت عليهم جميعاً ولايته، وقد أكثروا علينا في ذلك، فبيّن لنا يا رسول اللَّه أذلك فريضة علينا من الأرض لِما أدنته الرحم والصِّهر منك؟ أم من اللَّه افترضه علينا وأوجبه من السماء؟


فقال النبي صلى الله عليه وآله: بل اللَّه افترضه وأوجبه من السماء، وافترض ولايته على أهل السّماوات وأهل الأرض جميعاً، يا أعرابيّ إنّ جبرئيل عليه السلام هبط عَلَيَّ يوم الأحزاب وقال: إنّ ربّك يقرئك السّلام ويقول لك: إنّي قد افترضت حبّ عليّ بن أبي طالب ومودّته على أهل السّماوات وأهل الأرض، فلم أعذر في محبّته أحداً، فَمُر أمّتك بحبّه، فمن أحبّه فبحبّي وحبّك أحبّه، ومن أبغضه فببغضي وبغضك أبغضه، أما إنّه ما أنزل اللَّه عزوجل كتاباً ولا خلق خلقاً إلّا وجعل له سيّداً، فالقرآن سيّد الكتب المنزلة، وشهر رمضان سيّد الشهور، وليلة القدر سيّدة الليالي، والفردوس سيّد الجنان، وبيت اللَّه الحرام سيّد البقاع، وجبرئيل سيّد الملائكة، وأنا سيّد الأنبياء، وعليٌّ سيّد الأوصياء، والحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة، ولكلّ امرىً من عمله سيّد، وحبُّ عليّ بن أبي طالب سيّدُ الأعمال وما تقرّب به المتقرّبون من طاعة ربّهم.


يا أعرابيّ، إذا كان يوم القيامة نصب لإبراهيم عليه السلام منبر عن يمين العرش، ونصب |لي| منبر عن شمال العرش، ثمّ يدعى بكرسيّ عالٍ يزهر نوره فيُنصب بين المنبرين، فيكون إبراهيم عليه السلام على منبره، وأنا على منبري، ويكون أخي |عليّ| عليه السلام على ذلك الكرسي، فما رأيت أحسن منه حبيباً بين خليلين. يا أعرابيّ، ما هبط علَيَّ جبرئيل عليه السلام إلّا وسألني عن عليّ عليه السلام، ولا عرج إلّا وقال: اقرأْ على عليٍّ منّي السّلام.


[
تأويل الآيات الظاهرة: 830 - 829.]



الثالث والتسعون: الخوارزمي عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: نزل علَيَّ جبرئيل صبيحةَ يوم الغار|


[
ليست في المصدر.]

فرحاً مسروراً مستبشراً|، فقلت: حبيبي جبرئيل |مالي| أراك فرحاً |مستبشراً|؟ فقال: يا محمّد وكيف لا أكون كذلك وقد قرّت عيني بما أكرم اللَّه به أخاك ووصيَّك وإمام أمّتك عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقلت: وبماذا أكرم


[
في النسخة: وبماذا كرّمه اللَّه .]

اللَّه تعالى |أخي ووصيّي وإمام أمّتي|؟ قال: باهى بعبادته البارحة ملائكته |وحملة عرشه|، وقال: يا ملائكتي انظروا إلى حجّتي في أرضي "على عبادي"


[
بدلها في النسخة: علي بن أبي طالب عليه السلام .]

بعد نبيّي |محمّد| وقد "بذل نفسه و"


[
ليست في المصدر.]

عفرّ خدّه بالتراب تواضعاً لعظمتي، أشهدكم أنّه إمام خلقي ومولى بريّتي.


[
مناقب الخوارزمي: 228 / في فضائل له شتى. ونص متن نسختنا من الحديث منقول عن تحفة الإخوان: الورقة 14 عن الخوارزمي.]



اعلم أنّه إنّما أوحى اللَّه تعالى إلى جبرئيل وميكائيل أيّهما يؤثر


[
في النسخة: يورث . والتصويب من عندنا.]

صاحبه بالعمر ليبين فضل أميرالمؤمنين علي عليه السلام على الملائكة المقرّبين.


[
هذه التعليقة لا تتلائم مع الحديث المذكور ، وإنّما تصلح للحديث الذي ذكره ابن شهر آشوب في مناقبه 65 - 642: 2 عن جماعة من العامّة والشيعة بأسانيدهم عن ابن عباس وأبي رافع وهند بن أبي هالة أنّه قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أوحى اللَّه عزوجل إلى جبرئيل وميكائيل: إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه ، فأيّكما يؤثر أخاه؟ فكلاهما كرها الموت ، فأوحى اللَّه إليهما: ألا كنتما مثل وليّي علي بن أبي طالب ، آخيت بينه وبين محمّد نبيّي ، فآثره بالحياة على نفسه ثم ظلّ على فراشه يقيه بمهجته ، اهبطا إلى الأرض جميعاً فاحفظاه من عدوّه ، فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجعل جبرئيل يقول: بخ بخ ، مَن مثلك يابن أبي طالب واللَّهُ يباهي بك الملائكة ، فأنزل اللَّه ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللَّه . ولعلّ هذا الحديث هو الساقط عند الرقم "81" ، فكأنّ النسّاخ سقط منهم هنا فاختلّ عندهم ترقيم الأحاديث. والذي يؤيد هذا إنّ هذا الحديث الذي نقلناه عن مناقب ابن شهر آشوب ثم الحديث 93 نُقِلا في تحفة الإخوان: الورقة 4 ثم كتبت هذه التعليقة بعينها.]



الرابع والتسعون: الشيخ الطوسي بإسناده عن محمّد بن سنان،


[
في النسخة: يسار .]

|عن طلحة ابن زيد|، عن جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: ما قبض اللَّه نبيّاً حتّى أمره أن يوصي إلى أفضل عترته


[
في أمالي الطوسي: عشيرته ، وفي تأويل الآيات نقلاً عنه كالمثبت.]

من عصبته، وأمرني أن أوصي. فقلت: إلى من يا ربّ؟ فقال: أَوصِ يا محمّد إلى ابن عمّك "وزوج الكريمة ابنتك"


[
ليست في المصدر ولا تأويل الآيات.]

عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فإنّي قد أَثبتُّه في الكتب السالفة وأَثبتُّ


[
في المصدر وتأويل الآيات: وكتبت .]

فيها أنّه وصيّك، وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي، |أخذت| مواثيقهم |لي| بالربوبية، ولك يا محمّد بالنبوة، ولعليّ ابن أبي طالب عليه السلام بالولاية.


[
أمالي الطوسي: 104 / المجلس 4 - الحديث 14 ، وعنه في تأويل الآيات الظاهرة: 548 - 547.]



الخامس والتسعون: تحفة الإخوان، عن محمّد بن العباس، بالإسناد عن جابر ابن عبداللَّه، قال: لقيت عمّاراً في بعض سكك المدينة فسألته عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فأخبر أنّه في مسجده في ملأ من قومه، وأنّه لمّا صلّى الغداة أقبل علينا، فبينما نحن كذلك وقد بزغت الشمس أقبل علينا علي عليه السلام، فقام النبي صلى الله عليه وآله وقبّل ما بين عينيه، وأجلسه إلى جنبه حتّى مسَّت ركبتاه ركبتيه، ثم قال: يا عليُّ قم للشمس فكلّمها فإنّها تكلمك، فقام |أهل المسجد وقالوا: أترى عين الشمس تكلّم عليّاً؟ وقال بعض: لا يزال يرفع خسيسة ابن عمّه وينوّه باسمه، إذ خرج عليّ عليه السلام| وقال للشمس: كيف أصبحتِ يا خلق اللَّه؟ فقالت: بخير يا أخا رسول اللَّه، يا أوّل يا آخر، يا ظاهر يا باطن، يا من |هو| بكلّ شي ء عليم.


فرجع علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله،


[
في النسخة بعده: فأخبره بما قالت فتبسَّم .]

فتبسّم النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا عليُّ تخبرني أم أخبرك؟ فقال: منك أحسن يا رسول اللَّه، "ففسّر النبي صلى الله عليه وآله لهم الكلمات الأربع"


[
ليست في المصدر.]

فقال النبي صلى الله عليه وآله: أمّا قولها لك يا أوّل فأنت أوّل من أطاع اللَّه وآمن باللَّه، وأمّا قولها يا آخر فأنت آخر من يُقلّني على مغتسلي من الوصيّين، وأمّا قولها يا ظاهر فأنت آخر من يظهر على مخزون علمي ومكنون أمري، وأما قولها يا باطن فانت المستبطن من علمي، وأمّا العليم بكلّ شي ء فما أنزل اللَّه علماً - من الحلال والحرام، والفرائض والمسنون والأحكام، والتنزيل والتأويل، والناسخ والمنسوخ، والمجمل والمفصّل، والمحكم والمتشابه، والمبيّن والمشكل - إلّا وأنت عليم به، ولولا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم عليه السلام لقلت فيك مقالاً لاتمرّ بملأ من النّاس إلّا أخذوا التراب من تحت قد ميك يستشفون به.


قال جابر: فلمّا فرغ عمار من حديثه أقبل سلمان الفارسي فقال عمار: يا جابر، هذا سلمان كان معنا، وحدّثني سلمان كما حدّثني عمار.


[
لم اعثر عليه في مخطوطة تحفة الإخوان ، وفي النسخة نقص بين صفحتي الورقة 40 ، وهو محل هذا الحديث. وانظر تأويل الآيات الظاهرة: 632 - 631.]



السادس والتسعون: عنه، عن محمّد بن العباس بإسناده عن جويرية بن مسهر، قال: أقبلنا مع أميرالمؤمنين عليه السلام بعد قتل الخوارج، وأمر بتعبير الجيش الفراتَ، وعبرَ في أوّلهم وقتَ صلاة العصر وصلى في الجانب الغربي وحده ولم يصلّ معه إلّا قليل مَن عبر مِن عسكره، واشتغل النّاس بالعبور وتعبير دوابّهم ورحالهم، حتّى إذا صرنا في أرض بابل فنزل أميرالمؤمنين عليه السلام ونزل معه أصحابه، فقال جويرية بن مسهر: أتصلّي هاهنا؟ قال: هذه أرض ملعونة قد عذّبت في الدهر ثلاث مرات، وهي إحدى المؤتفكات، وأوّل أرض عبد فيها وثن، وأرضُ خسفٍ، ولايحلّ لنبيّ ولا وصيّ نبيّ أن يصلي بها، فأمر النّاس بالرحيل فلم يخرج من تلك الأرض حتّى غابت الشمس، فركب أميرالمؤمنين عليه السلام بغلة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فقلت:


[
في مخطوطة تحفة الإخوان: فقال جويرية .]

واللَّه لأتّبعنّ أميرالمؤمنين ولأقلّدن صلاته


[
في مخطوطة تحفة الإخوان: ولأقلّدنه صلاتي .]

اليوم، وفات أكثرهم صلاة العصر، فتكلموا النّاس وقالوا: إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام لم يصلّ العصر.


قال جويرية: فمضيت خلفه، واللَّه ما جزنا جسر سورا حتّى غابت الشمس، فهممت أن أسبّه، قال: فالتفت إليّ وقال: يا جويرية، قلت: نعم يا أميرالمؤمنين، فقال: الزم قلبك، ثم نزل عن البغلة فتوضّأ فقال: أتحبّ أن تصلّي العصر كما هي جماعة؟ قلت: نعم وأنّى لذلك وقد دخل وقت المغرب؟! وكان مؤذّنه، فقال لجويرية: أذّن لصلاة العصر، فقام عليه السلام فنطق بكلام في العبرانية وأومأ بيده إلى الشمس فعادت الشمس بيضاء كما كانت وقت العصر، فصلّى بهم العصر وصلّيت معه، فلمّا فرغنا من صلاتنا أومأ لها، فسمعنا لها عند غروبها صريراً كصرير المنشار أو الرعد، فهال النّاس ذلك، ثمّ عاد الليل كما كان، فالتفت إليَّ وقال: يا جويرية إنّ اللَّه تعالى قال فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ،


[
الحاقة: 52.]

وإنّي سألت اللَّه باسمه الأعظم فردّ عليَّ الشمس.


وموضع ردّها مشهور ببابل، ويسمّى بمشهد الشمس، وسار خبر ذلك في الآفاق واشتهر موضعها في العراق.


[
الورقة 43 من تحفة الإخوان المخطوط.]



السابع والتسعون: أبو علي الطبرسي، قال: روى العالم الخاص


[
ليس في مخطوطة تحفة الإخوان.]

الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام أنّ هذه الآيات - من قوله تعالى إِنَّ الأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ إلى قوله تعالى وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً - نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وفي جارية فاطمة اسمها فضة، ووردت بذلك روايات كثيرة، وأشهرها ما رواه ابن عباس والقصّة طويلة، قال:


مرض الحسن والحسين عليهما السلام وهما صبيّان صغيران، فعادهما جدّهما رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ووجوه أصحابه، وقالوا لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: لو نذرتَ لولديك نذراً إِن عافاهما اللَّه تعالى، فنذر عليّ بن أبي طالب صوم ثلاثة أيّام إن عافاهما اللَّه تعالى، ونذرت فاطمة الزهراء مثله شكراً، وكذلك فضة، وقال الحسن: أنا كذلك، وقال الحسين مثله، فبرئا في ذلك اليوم وليس عند آل محمّد شي ء من الطعام.


فانطلق علي عليه السلام إلى جارله يهوديّ - يقال له: شمعون، يعالج الصوف - فقال له:


هل لك أن تعطيني جزّة من صوف تغزلها لك بنت محمّد صلى الله عليه وآله بثلاثة أصواع من شعير؟ فقال: نعم، ودفع إليه جزّة من الصوف وثلاثة أصواع من شعير، فأخبر بذلك فاطمة الزهراء فعمدت إلى ذلك الصوف فأخذت ثلثه فغزلته، وأخذت صاعاً من شعير فطحنته وخبزته خمسة أقراص لكلِّ واحد قرصٌ، فلمّا صلّى علي عليه السلام المغربَ مع النبي صلى الله عليه وآله أتى منزله ووضع الخوان بين يديه، فجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها أميرالمؤمنين علي عليه السلام إذ أتاهم مسكين ووقف بالباب وقال: السّلام عليكم يا آل بيت محمّد، أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم اللَّه من موائد الجنة، فوضع عليه السلام اللقمة من يده وقال: شعراً.


فاطمُ ذات المجد واليقين


يا بنت خير النّاس أجمعين


قد جاءنا اليوم إذن مسكين


يشكو إلى اللَّه ويستكين


[
الأبيات الأربعة التي بعد هذين البيتين ليست في تحفة الإخوان.]



يشكو إلينا جائعاً حزين


كلّ امرئ بكسبه رهين


من يفعل الخير يقف أمين


موعده في جنة رهين


حرّمها اللَّه على الضنين


وصاحبُ البُخل يقف حزين


تهوي به النار إلى سجّين


شرابه الحميم والغسلين


قال: فأقبلت فاطمة الزهراء عليها السلام تقول: شعراً.


أمرك عندي يا بن عمّ طاعه


ما بي من لؤم ولاضراعه


[
البيتان اللذان بعد هذا البيت غير موجودين في تحفة الإخوان.]



غذيت بالفضل وبالبراعه


أرجو إذا أشبعت من مجاعه


أَن أَلحقَ الأخيار والجماعه


وأدخل الجنّة في الشفاعه


قال: فعمدت فاطمة إلى ما كان على الخوان ودفعته إلى المسكين وباتوا جياعاً، ولم يذوقوا إلّا الماء.


وأصبحوا صياماً، فعمدت فاطمة عليها السلام إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته، وأخذت صاعاً وطحنته وخبزته خمسة أقراص، وصلّى علي عليه السلام المغربَ مع النبي صلى الله عليه وآله، فلمّا أتى إلى منزله وضعوا الخوان بين يديه، فجلسوا خمستهم للأكل، فأوّل لقمة كسرها أميرالمؤمنين عليه السلام إذ أتاهم يتيم من يتامى المسلمين فوقف بالباب وقال: السّلام عليكم يا آل بيت محمّد، يتيم من يتامى المسلمين، قتل أبي بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم اللَّه من موائد الجنة، فوضع علي عليه السلام اللقمة من يده وقال: شعراً.


فاطمُ بنت السيّد الكريم


بنت نبيّ ليس بالذميم


قد جاءنا اليوم ذايتيم


من يرحم اليوم فهو رحيم


[
الابيات التي من بعد غير موجود في تحفة الإخوان ، وكذلك شعر فاطمة عليها السلام غير موجود.]



موعده في جنّة النعيم


حرّمها اللَّه على اللئيم


وصاحب البخل يقف ذميم


تهوي به النار إلى الجحيم


شرابه الصديد والحميم


قال: فأقبلت فاطمة عليها السلام تقول:


فسوف أعطيه ولا أبالي


وأوثر اللَّه على عيالي


أمسوا جياعاً وهُمُ أشبالي


أصغرهم يقتل في القتال


في كربلا يقتل بالعوالي


لقاتليه الويل والوبال


قال: فأطعموه


[
في تحفة الإخوان: فأعطوه .]

إيّاه وباتوا جياعاً لم يذوقوا إلّا الماء.


وأصبحوا صياماً وعمدت فاطمة إلى الثلث |الثالث| من الصوف فغزلته، وأخذت الصاع الثالث وطحنته وخبزته خمسة أقراص، وصلّى علي عليه السلام المغربَ |مع النبي صلى الله عليه وآله|، ثمّ أتى إلى منزله فقرّب الخوان بين يديه، وجلسوا خمستهم للأكل، فأوّل لقمة كسرها علي عليه السلام أتاهم أسير يستطعم، ووقف بالباب وقال: السّلام عليكم يا آل بيت محمّد، أسيرٌ من أسراء المشركين، تأسرونا وتشرّدونا ولاتطعمونا؟! وقال: ألا فأطعموني يا آل بيت محمّد، فإن لم أكن له أهلاً فأنتم له أهل، قال: فوضع علي عليه السلام اللقمةَ من يده وقال: شعراً.


فاطم يا بنت النبي أحمد


بنت نبيّ سيّد ذي سؤدد


قد جاءك الأسير وهو مبتدي


في غلة من جوعه مقيّد


[
باقي الشعر غير موجود في تحفة الإخوان ، وكذلك شعر فاطمة عليها السلام غير موجود.]



يشكو إلينا الجوع قد تقدّد


من يطعم اليوم يجده في غد


عند إلا له والشّفيع أحمد


من يزرع اليوم فسوف يحصد


قال: فأقبلت الزهراء عليها السلام تقول:


لم يبقَ مما كان غير صاع


قد وهنت كفّي مع الذراع


شبلاي واللَّه هما جياع


يا ربّ لاتتركهما ضياع


أبوهما للجود ذو اصطناع


عبل الذراعين شديد الباع


وما على رأسي من قناع


إلّا عباءً نسجها بصاع


قال: فأقبلت فاطمة إلى ما كان على الخوان ودفعته إلى الأسير، فأطمعوهُ إيّاه و لم يذوقوا إلّا الماء وباتوا جياعاً.


فلمّا كان اليوم الرابع وقد وفوا نذورهم


[
في تحفة الإخوان: نذرهم .]

أتى عليّ بن أبي طالب عليه السلام ومعه الحسن والحسين عليهما السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وبهما ضعف وهما يرتعشان كالفراخ من شدّة الجوع، فلمّا رآهما النبي صلى الله عليه وآله بكى فقال: يا أبا الحسن ما أشدّ ما يسوءني ما أراكم!! انطلق إلى ابنتي فاطمة، فأتوا إليها وإذا هي في محرابها وقد لصق بطنها في ظهرها، وغارت عيناها في أمّ رأسها، وذابت شحمة وجنتها من شدّه الجوع، فلمّا رآها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ضمّها إليه، وقبّل ما بين عينيها، وقال: واغوثاه يا آل بيت محمّد، أنتم منذ ثلاثة أيام فيما أرى!! فبكى النبيّ صلى الله عليه وآله، فنزل جبرئيل عليه السلام بسورة الدهر، فقال: يا محمّد خذما هنّأك اللَّه في أهل بيتك، فقال: وما آخذ يا جبرئيل؟ فقال: هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسانِ إلى قوله تعالى: وَكَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً .


فقال علي عليه السلام: اللّهمّ بدّلنا بما فاتنا من طعامنا بما هو خير منه، واشكر لنا صبرنا ولاتنسه لنا، إنّك رحيم كريم، قريب مجيب، وجاء النبي صلى الله عليه وآله في اليوم الرابع فقال صلى الله عليه وآله: ما كان من خبركم في أيّامكم هذه؟ فأعلمه


[
في تحفة الإخوان: فأخبرته فاطمة بما كان .]

بما كان، وحَمدَ اللَّه وشكره، وأثنى عليه وذكره، فقال صلى الله عليه وآله: خذوا هنّأكم اللَّه وبارك لكم وسلّم عليكم، قد هبط جبرئيل من ربّي وهو يقرأ عليكم السّلام، وقد شكر ما كان منكم، وأعطاكم سؤلكم،


[
ليست في تحفة الإخوان.]

وأجاب دعوتكم، وتلا عليهم إِنَّ الأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً، عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً ، قال النبي صلى الله عليه وآله: هي عين في جنة عدن، مسكن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، تفجَّر إلى دور الأنبياء والأوصياء والمؤمنين.


يُوفُونَ بِالنَّذْرِ يعني فاطمة وعليّ وشبليهما الحسن والحسين وجاريتهم فضة وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً عابساً كَلُوحاً وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّه وإيثارهم له مِسْكِيناً من المسلمين وَيَتِيماً من المسلمين وَأَسِيراً غريباً من أسراء المشركين، ويقولون عند إطعامهم إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلَا شُكُوراً على فعلنا. قال: واللَّه ما أظهروه وما قالوا هذا لهم، ولكنّهم أضمروه في أنفسهم فأخبر اللَّه تعالى بإضمارهم.


قال: وضحك النبي صلى الله عليه وآله لما نزلت هذه السورة، وقال: إنّ اللَّه تعالى قد أعطاكم


[
في النسخة: أطعمكم .]

نعيماً لاينفد، وقرّة عين أبد الآبدين، هنيئاً لكم يا أهل بيتي بالقرب من الرحمن، سكنتم عنده في دار الجلال والجمال، ويكسوكم من السندس والإستبرق والأرجوان، ويسقيكم الرحيق المختوم من الولدان، فأنتم أقرب الخلق من الرحمن، تأمنون إذا فزع النّاس، وتفرحون إذا حزن النّاس، وتسعدون إذا شقي النّاس، وأنتم في رَوْحٍ وريحان، وفي جوار الربّ العزيز الديّان، الجبار المنّان، وهو راضٍ عنكم غير غضبان، قد أمنتم العقاب، ورجوتم الثواب، تسألون فتعطون، وتخصّون فترقبون، وتستشفعون فتشفعون، طوبى لمن كان معكم، وطوبى لمن أعزّكم إذا خذلكم النّاس، وأعانكم إذا جفاكم النّاس، وآواكم إذا طردكم النّاس، ونصركم إذا قتلكم


[
في النسخة: فتنكم .]

النّاس، الويل لكم من أمّتي، والويل لأمّتي من اللَّه.


ثمّ قبّل صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام وبكى، وقبّل علياً عليه السلام وبكى، وقبّل الحسن والحسين عليهما السلام وضمّهما إلى صدره وبكى، وقال صلى الله عليه وآله: خليفتي عليكم في الحياة والممات اللَّه تعالى، وأستودعكم وهو خير مستودع، حفظ اللَّه من حفظكم، ووصل اللَّه من وصلكم، وأعان اللَّه من أعانكم، وخذل اللَّه من خذلكم، وأخاف اللَّه من أخافكم، أنا لكم سلف وأنتم |عن قليلٍ| بي لاحقون، المصير إلى اللَّه، والوقوف بين يدي اللَّه، والحساب إلى اللَّه يَوْمَ يَجْزِي الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِي الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى .


[
تحفة الإخوان المخطوط: الورقتان: 46 - 45.]



الثامن والتسعون: مشارق الأنوار، عن صعصعة بن صوحان، |قال| أمطرت المدينة مطراً شديداً ثمّ صحت، فخرج النبي صلى الله عليه وآله إلى صحرائها ومعه أبوبكر، فلمّا خرج فإذا بعلي مقبل، فلمّا رآه النبي صلى الله عليه وآله قال: مرحباً بالحبيب القريب، ثم تلا هذه الآية وَهُدُوا إِلَى صِراطِ الحَمِيدِ


[
الحج: 24.]

أنت يا علي منهم، ثمّ رفع رأسه إلى السماء وأومأ بيده إلى الهواء فإذا برمّانة تهوي إليه من السماء، أشدّ بياضاً من الثلج، وأحلى من العسل، وأطيب من رائحة المسك، فأخذها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ومصّها حتّى روي، ثم ناولها عليّاً فمصّها حتّى رَوِيَ، ثمّ التفت إلى أبي بكر وقال: يا أبابكر، لولا أنّ طعام الجنّة لايأكله إلّا نبيّ أو وصيّ نبي كنّا أطعمناك منها، فإنّ طعام الجنّة لايأكله إلّا نبيّ أو وصيّ.


[
لم نعثر عليه في مشارق الأنوار المطبوع. وانظر قريباً منه في الهداية الكبرى: 59.]



التاسع والتسعون: مارواه سعد بن عبداللَّه القمي - في كتاب بصائرالدرجات - بإسناده المتّصل عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سألته عن قول اللَّه عزوجل يُنَزِّلُ المَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِن أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادهِ ،


[
النحل: 2.]

فقال: جبرئيل الّذي أُنزل على الأنبياء، والروحُ يكون معهم ومع الأوصياء لايفارقهم، يفقّههم


[
ليست في المصدر.]

ويسدّدهم من عنداللَّه، وإنّه لا إله إلّا اللَّه محمّد رسول اللَّه وبهما |عُبِداللَّه| واستعبد الخلق على هذا ؛ الجنّ والإنس والملائكة، |ولم يعبداللَّه ملكٌ ولا نبيّ ولا إنس ولا جنّ| إلّا بشهادة أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وما خلق اللَّه عزّوجل خلقاً إلّا لعبادته.


[
مختصر بصائر الدرجات: 4 - 3.]



تمام المائة الرابعة: ما رواه أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: كتب أبو الحسن الرضا عليه السلام إلى أحمد بن عمر الحلال في جواب مسائله:


[
في المصدر: كتابته .]

بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم، عافانا اللَّه وإيّاك بأحسن عافية، سألتَ عن الإمام إذا مات بأيّ شي ء يعرف الإمام |الذي| بعده؟ الإمام له علامات، منها أن يكون أكبر ولده، ويكون فيه الفضل، وإذا قدم الركب المدينة قالوا: إلى من أوصى فلان؟ قالوا: إلى فلان بن فلان، والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، فكونوا مع السلاح حيث كان.


[
مختصر بصائر الدرجات: 8.]



/ 5