مِن سیرة العظماء فاطمة بضعة منی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مِن سیرة العظماء فاطمة بضعة منی - نسخه متنی

حسین الشاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



مِن سيرة العظماء «فاطمة بضعة منّى»



الاهداء



سيدى ابا الزهراء...


ارفع لمقامك السامى...


صحائف ولائى... و بضاعتى المزجاة.. و جهدى الخالص مظهرا بعض مظلومية بضعتك الطاهرة.. راجيا منك التفضّل بالقبول كما انت اهله.. ليكون ذلك ذخرا لى و لوالدىّ فى يوم لا ذخر فيه الا شفاعتك و شفاعة ابنتك و بعلها و بينها الطاهرين.


صلوات الله عليك و عليهم اجمعين


العبد المنيب


حسين الشاكرى


المقدمة



الحديث عن العظماء والعباقره، والشخصيات المميزة، صعب مستصعب، و ذلك لعظمة ما يحملون من القيم الإنسانيه والاهداف السامية.


ولأجل أن نستكشف بعض مزايا هذا العظيم أو ذاك، نحتاج الى وقفات من التفكّر و التدبر قبل الغور فى سبر تلك الشخصية و انى لنا ذلك؟ «فصفات ضوء الشمس يذهب باطلا».


هذا إذا عرفنا انّ الحديث عن الانبياء والمرسلين و اوصيائهم هو من ذلك النمط،بإعتبار ان هذه الشخصيات تمثل القمة في الاخلاق والمثل العليا فى الانسانيه،و لهم من الشرف الذي منحه سبحانه و تعالى إياهم مما جعلهم متميزين عن سائر البشر فى الخلق والسلوك والقيم الإنسانية.


فالنبي العظيم محمد بن عبداللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم إذا ما تخطينا سلسله الانبياء والمرسلين منذ أن خلق اللَّه سبحانه و تعالى آدم عليه السلام و أودع فيه ذلك النور، و أمر ملائكته و سكان سماواته أن يسجدوا لآدم تكريماً لذلك النور، فسجد من سجد و كفر من كفر.


و لقد تدرجت هذه الأنوار و انتقلت من صلب شامخ إلى رحم طاهر، كابراً عن كابر،مروراً بالمرسلين والأنبياء، فنوح، و إبراهيم، و إسماعيل عليهم السلام، و ما بينهم من الأنبياء والحنفاء والموحدين والصالحين، حتى استقر ذلك النور فى صلب الحنيفي الموحد عبدالمطلب ابن هاشم، و كلّ حلقة من سلسلة هذا النسب الشريف موحدين حنفاءللَّه، و هذا ما أكده العقل والفطرة السليمة، والأحاديث النبوية الشريفة التي ردت عن المبلغ الأمين لوحي السماء صلى اللَّه عليه و آله و سلم كما نقله جلّ العلماء فى أسانيدهم و صحاحهم، و يشهد على ذلك التاريخ السليم.


و كذا نجد هذه الصفوة المختارة من اللَّه سبحانه ليكونوا مصداقاً لخلفاء اللَّه فى الارض، فى تبليغ و تحقيق أهداف شريعه السماء على الارض، في تبليغ و تحقيق أهداف شريعه السماء على الارض، و هم الذين يحملون تلك الأنوار الالهيه الساطعه التي أودعها سبحانه و تعالى فى صلب آدم عليه السلام.


و ببركه ذل النور، جعل نار نمرود بردا و سلاما على خليله ابراهيم، و بذلك النور، نجّى اللَّه سبحانه رسوله نوحا و سفينته من الغرق، و من ذلك النور، فلق اللَّه سبحانه البحر لموسى بن عمران، و نجّاه و أصحابه من الغرق و من طغيان فرعون و بالايات التسع، ولأجل ذلك النور، أعطى اللَّه سبحانه و تعالى المعاجز والآيات لرسله و أنبيائه، و خلصهم من طواغيت زمانهم و فراعنتها.


ثم إنشطر ذلك النور الى قسمين فقسم أودع فى صلب عبداللَّه، والقسم الثاني أودع فى صلب عبد مناف «أبى طالب» إبني عبدالمطلب.


و هكذا شاءت حكمة البارى جلّت قدرته فى تقسيم هذا النور، و تنظيم هذا الأمر، و لا دخل فيه للإنسان أو الصدف قطعا و لا القضاء والقدر، بل هى مشيئة ربانيّة و إرادة وحده الوجود المستجمع لجميع صفات الكمال والجمال والجلال اقتضت ذلك جلّت قدرته.


ثمّ انبثق النور الأول فى سيد الكائنات، و أشرف المخلوقات محمد بن عبداللَّه المصطفى صلى اللَّه عليه و آله و سلم لينتقل و يستقر و يكون تلك النسمة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام و ينبثق القسم الثاني من النور و يستقر فى مولى الموحدين على بن أبي طالب عليه السلام.


و لم يكن إنشطار هذا النور من صلب عبدالمطلب بن هاشم إلى نورين، إلا لأجل أن يلتقيا ثانية، و يتّحدا فى علي و فاطمه عليهماالسلام و هنا يكمن السرّ، لينجلي الحال.


مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان.


حسين الشاكري


البيت الأول في الإسلام



نعم،... اجتمع شمل محمّد و خديجه، و تأسست الاسرة، و بني البيت الذي يغمره الحبّ والسعاده والحنان والدف ء العائلي والتفاهم، فقد كانت خديجة أول من آمن بدعوه الرسول الاكرم صلى اللَّه عليه و آله و سلم، و بذلت كلّ ما بوسعها من أجل أهدافه المقدسة، و جعلت ثروتها بين يدي الرسول صلى اللَّه عليه و آله و سلم و قالت: جميع ما أملك بين يديك و في حكمك، اصرف كيف تشاء في سبيل إعلاء كلمه اللَّه و نشر دينه.


و تأسست أول أسرة في الإسلام من محمد، و خديجه، و كانت بذرة الثورة الإسلامية العالمية، و تحملت وظائفها الجسام، و مسؤوليتها الشاقه في محاربة الكفر والشرك و عبادة الأوثان، و نشر راية التوحيد في العالم، و إشاعة العدل في ربوعه، ثم انظم الى ذلك البيت علي أخوه و ابن عمه و تربى في كنفه،


فكانت هذه الجينات الثلاثة هي بذره الاسلام


و لم يك على وجه الارض بيت اسلامى سواه، و هو القاعده الاولى للتوحيد التي ضمت جنودا أوفياء، تجهزوا و استعدوا للنفوذ إلى العالم، و فتح قلوب الناس، و بثّ عقيده التوحيد فيها.


نعم.... هذا هو منبت الزهراء... فقد ولدت لابوين مضحيين، و في جو يغمره الحب والحنان والوئام.. في بيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم.


و هذه هي خديجه اُم فاطمه، و ذاك ابوها محمد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم، ففي اجواء هذا البيت ولدت الزهراء، و تحت هذه الظلال عاشت و ترعرعت، و في هذه الرعاية نشأت و تربت، و كان طبيعياً أن توثر هذه البيئة العائلية على حياه فاطمه، و شخصيتها، فتتأثر بأبويها، و تقتدي بخيرة خلق اللَّه، خلقاً و إنسانية... فكانت خيرة النساء، و قدوة المرأة المسلمة، و اُم الأئمة الهداة.


و ممّا لا شك فيه فإن عوامل الوراثة والبيئة هذه والتي توفرت لفاطمة عليهاالسلام.... مع بقيه العوامل قد صاغت منها الوليده الاولى في عالم الاسلام لايضاهي...


هذه فاطمه الزهراء عليهاالسلام سليلة أبوين جمعا المكارم بكل أطرافها.


سليلة الرسالة السماوية والوحي الالهي و طيب الاُرومة.


سليله النور والمآثر الحميدة والمجد التليد.


هذه نظرة خاطفه، للاُسس والركائز التربوية الفذة التي أنشأت سيدتنا الطاهرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام سيدة نساء العالمين و بذلك تظهر الحقائق في حياتها على ضوء الوراثة.


ولادتها



وقع الخلاف بين علماء الاسلام في تاريخ


ولادتها عليهاالسلام إلا ان المشهور عند العلماء الامامية ان ولادتها عليهاالسلام كانت يوم الجمعة في العشرين من شهر جمادى الثاني، السنة الخامسة بعد البعثة، منهم ابن شهراشوب في المناقب 3/ 357، والكليني في اصول الكافي 1/ 458 والمجلسى في بحارالانوار 34/ 6، و حياة القلوب 2/ 149، والمحدث القمي في منتهي الآمال 1/ 94، و على بن عيسى الاربلي في كشف الغمه 2/ 173، والطبرى في دلائل الامامه ص 10، والفيض الكاشانى في الوافي 1/ 173.


و اكثر العلماء العامه قالوا: انها ولدت عليهاالسلام قبل البعثة.


قال عبدالرحمن بن الجوزي في كتاب تذكرة الخواص ص 306.


قال علماء السير، اولدتها خديجة و قريش تبني البيت الحرام قبل النبوة بخمس سنين.


و قال: محمد بن يوسف الحنفي في كتاب «نظم درر


/ 26