مأساة الزهراء، شبهات... و ردود جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مأساة الزهراء، شبهات... و ردود - جلد 1

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فاذا واجهنا نحن أيضا هذا النوع من الناس، فان ذلك لن يرهبنا، و لن يمنعنا من اتباع هذا الكتاب بنظائر له، تناقش شتى الموضوعات المطروحة بطريقة علمية و موضوعية، و هادئة، اذا كان ثمة ضرورة لمناقشتها، أو اذا تبلور لدينا شعور بالتكليف الشرعى الملزم باتخاذ موقف تجاهها، اذ قد بات من الواضح: انه لا مجال للمجاملة أو المهادنة فى أمر الدين، و قضايا العقيدة، و ما يتعلق بأهل البيت (ع).

و لن نلتفت الى مهاترات بعض هؤلاء، أو أولئك. فما ذلك الا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء..

وليحق الله الحق بكلماته، و يبطل كيد الخائنين.

3- و بعد.. فقد يقول البعض: ان مناقشة الافكار و نقدها يعتبر تشهيرا بصاحب الفكرة، مع ان اللازم هو حفظه، و التستر على أخطائه، و عدم الاعلان بها.

و نقول:

أولا: اذا كانت مناقشة الافكار و نقدها تشهيرا، فاللازم هو اغلاق أبواب المعرفة و العلم، و منع النقد البناء من الاساس، مع ان نقد أفكار حتى كبار العلماء عبر التاريخ هو الصفة المميزة لأهل الفكر و العلم، خصوصا أتباع مدرسة أهل البيت (ع)

ثانيا: ان التشهير الممنوع هو ذلك الذى يتناول الامور الشخصية، و ليس النقد البناء و الموضوعى و تصحيح الخطأ فى الامور العقيدية، و الايمانية و الفكرية، معدودا فى جملة ما يجب فيه حفظ الاشخاص، ليكون محظورا و ممنوعا. لا سيما اذا كان هذا الخطأ سينعكس خطأ أيضا فى عقائد الناس، و فى قضاياهم الدينية و مفاهيمهم الايمانية، فانها تبقى القضية الاكثر الحاحا، و ان حفظ الناس فى دينهم هو الاولى و الاوجب من حفظ من يتسبب بالمساس بذلك، أو يتطاول اليه.

و لابد للانسان أن يعرف حده فيقف عنده، و لا يحاول النيل من قضايا و ثوابت الدين و العقيدة، و الايمان.

3- و ثالثا: ان المبادرة الى نقد الفكرة ليس تجنيا و لا تشهيرا، بل ان الاصرار على طرح الامور التى تمس الثوابت الدينية أو المذهبية أو التاريخية، أو غيرها بطريقة خالية من الدقة العلمية، و تجاوز الحدود الطبيعية هو الذى يؤدى الى التشهير بصاحبها.

4- قد يرى البعض ان التعرض الى بعض الثوابت يمثل نوعا من التجديد فى الفكر، أو فى الثقافة الاسلامية أو التاريخية، و ما الى ذلك.

ولكن الحقيقة هى أن ما قد اعتبر من هذا القبيل هو- على العموم- يمثل عودة الى طرح أمور سبق الآخرون الى طرحها فى عصور سلفت، بل لا يزال كثير منهم يذكرون أبعاضا منها فى مناقشاتهم مع الشيعة الامامية الى يومنا هذا، و هو مبثوث فى ثنايا كلماتهم، و احتجاجاتهم الكلامية و المذهبية فى مؤلفاتهم.. كما لا يخفى على المتتبع الخبير. و قد أجاب عنها الشيعة الامامية و لايزالون، بكل وضوح و دقة، و مسئوولية، و وعى، ولله الحمد.

5- هناك مقولة سمعناها وقرأناها أكثر من مرة تفيد: أن علينا أن لا نخشى من طرح القضايا على الناس، فان القرآن قد نقل لنا أفكار المشككين فى النبى:

«و كيف لنا أن نعرف ما قالوه فيه (ص) من أنه مجنون، و ساحر، و كاذب لو لم يستعرض القرآن مواقفهم المعادية».

و نقول:

أولا: ان قولهم: ساحر، و كاذب، و مجنون، ليس أفكارا للمشككين بل هو مجرد سباب و شتائم، و اهانات منهم لرسول الله

(ص)، فى نطاق الحرب الاعلامية ضد الرسول (ص)، والذين قالوا ذلك أنفسهم كانوا يعرفون كذبها و زيفها أكثر من غيرهم.

ثانيا: ان اثارة التساؤلات و القاء التشكيكات و السباب، و كيل التهم للنبى (ص) أو لغيره لا يعتبر فكرا، فضلا عن أن يكون تجديدا فى الفكر، أو حياة له و فيه.

ثالثا: ان القرآن حين تحدث عن مقولات هؤلاء فانما عنها فى سياق الرد عليها، و تهجينها فلم يكتف بمجرد اثارتها و لا تركها معلقة فى الهواء، لتتغلغل و تستحكم فى نفوس الناس الذين لا يملكون من أسباب المعرفة ما يمكنهم من محاكمتها بدقة و وعى و عمق.

6- يقول البعض: ان مسؤولية العالم أن يظهر علمه اذا ظهرت البدع فى داخل الواقع الاسلامى و خارجه، و اذا لم يفعل ذلك «فعليه لعنةالله» كما يقول النبى (ص)، والله تعالى قال: (ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى، من بعد ما بيناه للناس، أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون)


سورة البقرة: 159.

/ 362