کلمة الغراء فی تفضیل الزهراء (س) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کلمة الغراء فی تفضیل الزهراء (س) - نسخه متنی

سید عبدالحسین شرف الدین الموسوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



الكلمة الغراء فى تفضيل الزهراء



بسم اللَّه الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، و صلى اللَّه على خير خلقه محمد و آله و سلم تسليما كثيرا.


و بعد فهذه هى (الكلمه الغراء) فى تفضيل فاطمه الزهرا عليهاالسلام، ألقيتها


[
بسم الله و علقت عليها تعليقه تكشف عن دقائق اغراضها و لطيف اشاراتها، و جعلتها تحت الخط فى أسفل صفحاتها لا تفوتن الباحثين مطالتعها. عبدالحسين شرف الدين الموسوى] جوابا لمن سألنى فقال:


هل للاماميه دليل يعتبره خصومهم فى تفصيل فاطمه الزهراء على سائر هذه الامه، و ما ذلك الدليل و الحجه؟ ارجو التفصيل:


فقلت


بسم اللَّه الرحمن الرحيم


ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، و تلك السنه لا شبه فيها لأحد من المسلمين، و ناهيك بهما قولا فضلا لا يجحده جاحد، و حكما عدلا لا يكابره معاند، فهنا مطلبان:


المطلب الاول



فى دلاله الكتاب، و حسبك من محكماته البينات آيه المباهله و آيه التطهير و آيه الموده فى القربى و آيات الابرار أدله قاطعه تظل أعناق الورى لها خاضعه، فهنا فصول أربعه:


الفصل الاول



فى آيه المباهله، و هى قوله عز من قائل فى سوره آل عمران: «فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنه اللَّه على الكاذبين».


أجمع أهل القبله حتى الخوارج منهم، على ان النبى صلى اللَّه عليه و آله و سلم لم يدع للمباهله من النساء سوى بضعته الزهراء، و من الابناء سوى سبطيه و ريحانتيه من الدنيا، و من الانفس الا أخاه الذى كان منه بمنزله هارون من موسى، فهؤلاء أصحاب هذه الآيه بحكم الضروره التى لا يمكن جحودها لم يشاركهم فيها أحد من العالمين، كما هو بديهى لكل من ألم بتاريخ المسلمين و بهم خاصه نزلت


[
فيما علمه المسلمون و اخرجه المحدثون عن اعلام الصحابه رضى اللَّه عنهم، و قد رواه الامام الواحدى في كتابه أسباب النزول بسنده عن جابر ابن عبداللَّه- و كان الشعبى يفسر الآيه فيقول: ابناءنا الحسن و الحسين، و نساءنا فاطمه، و انفسنا علي بن ابى طالب رضى اللَّه عنهم. كذا فى صفحه 75 من اسباب النزول للواحدى حيث ذكر فيه آيه المباهله. و اخرج الدارقطنى كما فى الآيه التاسعه من الآيات التى أوردها ابن حجر فى الباب 11 من صواعقه أن عليا يوم الورى احتج على اهلها فقال لهم: أنشدكم بالله هل فيكم أحد جعله اللَّه نفس النبى و ابناءه ابناءه و نساءه نساءه غيرى؟ قالوا: اللهم لا... الحديث.] لا بسواهم.


فباهل النبى صلى اللَّه عليه و آله و سلم بهم خصومه من اهل نجران فبهلهم- و امهات المؤمنين رضى اللَّه عنهن كن حينئذ فى حجراته صلى اللَّه عليه و آله و سلم، فلم يدع واحده منهن و هن بمرأى منه و مسمع، و لم يدع صفيه و هى شقيقه أبيه و بقيه اهليه، و لا ام هانى ذات الشأن و المكانه و هى


كريمه عمه الفارج لهمه ذى الايادى التى هى من المسلمين طوق الهوادى، و لا دعا غيرها من عقائل الشرف و المجد و خفرات عمر العلى و شيبه الحمد، و لا واحده من نساء الخلفاء الثلاثه و غيرهم من المهاجرين و الانصار.


كما انه لم يدع مع سيدي شباب أهل الجنه أحدا من أبناء الهاشميين، على أنهم كانوا (اذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا) و لا دعا أحدا من أبناء الصحابه على كثرتهم و وفور فضلهم.


و كذلك لم يدع من الانفس مع على عمه وصنو ابيه العباس بن عبدالمطلب و هو شيخ الهاشميين و اجود القرشيين و اعظم الناس


[
فيما أخرجه البغوى فى ترجمه ابى سفيان الحارث عن ابيه كما فى ترجمه العباس من الاصابه.] عند رسول اللَّه (ص) بل لم يدع أحدا من كافه عشيرته الاقربين و لا واحدا من السابقين الالوين رضى اللَّه تعالى عنهم أجمعين، و كانوا بمرأى من المباهله و مسمع و منتدى من اهلها و مجمع، فلم ينتدب و أحدا منهم مع من انتدبهم اليها، بل لم ينتدب أحدا من سائر أهل الارض بالطول و العرض، و انما خرج (ص) كما نص عليه الرازى فى تفسيره الكبير و عليه مرط من شعر أسود و قد احتضن الحسين و اخذ بيد الحسن و فاطمه تمشى خلفه و على خلفها و هو يقول: اذا أنا دعوت فامنوا. فقال اسقف نجران: يا معشر النصارى انى لارى وجوها لو سألوا اللَّه أن يزيل جبلا لازاله بها فلا تباهلوهم فتهلكوا و لا يبقى على وجه الارض نصرانى الى يوم القيامه.


[
و هذا الحديث ذكره المفسرون و المحدثون و هل السير و الاخبار و كل من ارخ حوادث السنه العاشره للهجره و هى سنه المباهله. قال الرازى بعد ايراده فى تفسيره الكبير: و اعلم ان هذه الروايه كالمتفق لعى صحتها بين اهل التفسير و الحديث. قلت: بل هى كالضروريات لديهم فلا يجهلها منهم أحد. و قد تصدى سيدنا الشريف المدقس ابن طاوس لتفصيل المباهله و مقدماتها و ما كان قبلها فى نجران من المؤامرات و المناظرات فى جلساتها المتعدده المنعقده ذللك حين دعاهم سيد الانبياء و المرسلين الى اللَّه تعالى و ارسل اليهم فى ذلك رسله، فليراجع كتاب الإقبال من أراد الوقوف على تفصيل تلك الاحوال ليرى أعلام النبوه و آيات الاسلام و بشائر النبيين بسيدهم محمد (ص) و بعترته الطيبين الطاهرين و بذريته المباركه من بضعته سيده نساء العالمين. و كنت اردت ان اخرج هذه القضيه من كتاب الاقبال و انشرها كرساله على حده تعميما لفوائدها و تسهيلا لطالبها، و لعل بعض اهل الهمم العاليه ممن حبسوا نفوسهم على نشر الحق يسبقنى الى ذلك فأكون قد فزت بتنبيهه الى هذه المهمه ان شاءاللَّه تعالى.]


بخ بخ ان من وقف على هذه الوهله العظيمه و الروعه الشديده التى رهقت أعلام نجران. و ممثلى دينها و دنياها


[
اذ وفدوا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم و عليهم ثياب الحبرات جبابا وارديه، يقول بعض من رآهم من اصحاب رسول اللَّه (ص) ما رأينا وفدا مثلهم، و كان فيهم أربعه عشر رجلا هم زعماء القوم، و فى الاربعه عشر ثلاثه نفر اليهم يؤول الامر فى نجران، و هم «السيد» و اسمه الايهم و هو امامهم و صاحب رحلهم، و «العاقب» و هو أمير القوم و صاحب مشورتهم الذى لا يصدرون الا عن رأيه و اسمه عبد المسيح، و «أبوحارثه ابن علقمه» و هو اسقفهم و حبرهم و امامهم و صاحب مدارسهم و كنائسهم، و كان قد شرف فيهم و درس كتبهم حتى حسن علمه فى دينهم، و كانت ملوك الروم قد شرفوه و مولوه و بنوا له الكنائس لعلمه و اجتهاده. نقل ذلك كله الامام الواحدى فى كتابه اسباب النزول و غير واحد من المفسرين و اهل الاخبار.] بمجرد ان برز أصحاب الكساء لمباهلتهم يعلم ان لمحمد و آل محمد صلوات اللَّه و سلامه عليه و عليهم جلاله ربانبه تغشى الأبصار و مهابه روحانيه يخفض لها جناح الذل و الصغار، ألا ترى آولئك الاباطل «و هم ستون فارسا من اسود الشرى و ليوث الوغى» كيف ارتعدت فرائصهم قلقا و انخلعت قلوبهم فرقا، و نادى عظيمهم بما سمعت


هلوعا جزوعا. و هذا ليس الا للجلاله الربانيه و العظمه الروحانيه التى ادركها خصمهم من اول نظره الى وجوههم المباركه، فكان الجلاله و العظمه و المهابه و الابهه و قرب المنزله من اللَّه و الكرامه عليه مكتوبه بنوره تعالى، فى اسارير جبهاتهم الميمونه و معنونه فى صفحات و جناتهم الكريمه، و انى لاعجب و اللَّه من المسلم لا يقدر هذا المقام قدره.


و أنت تعلم أن مباهلته صلى اللَّه عليه و آله و سلم بهم و التماسه مهم التأمين على دعائه بمجرده فضل عظيم، و انتخابه اياهم لهذه المهمه العظيمه و اختصاصهم بهذا الشأن الكبير و ايثارهم فيه على من سواهم من اهل السوابق فضل على فضل لم يسبقهم اليه سابق، و لن يحلقهم فيه لاحق. و نزول القرآن العزيز آمرا بالمباهله بهم بالخصوص فضل ثالث، يزيد فضل المباهله ظهورا و يضيف الى شرف اختصاصهم بها شرفا و الى نوره نورا.


و هناك نكته يعرف كنهها علماء البلاغه و يقدر قدرها الراسخون فى العلم العارفون باسرار القرآن، و هى ان الآيه الكريمه ظاهره فى عموم الابناء و النساء و الانفس كما يشهد به علماء لبيان، و لا يجهله أحد ممن عرف ان الجمع المضاف حقيقه فى الاستغراق، و انما اطلقت هذه العمومات عليهم بالخصوص تبيانا لكونهم ممثلى الاسلام و اعلانا لكونهم اكمل الانام و اذانا بكونهم صفوه العالم و برهانا على انهم خيره الخيره من بنى آدم، و تنبيها الى ان فيهم من الروحانيه الاسلاميه و الاخلاص للَّه فى العبوديه، ما ليس فى جميع البريه، و ان دعوتهم الى المباهله بحكم دعوه الجميع، و حضورهم خاصه فيها منزل منزله حضور الامه عامه و تأمينهم على دعائه مغن عن تأمين من عداهم، و بهذا جاز التجوز باطلاق تلك العمومات عليهم بالخصوص. و من


غاص على اسرار الكتاب الحكيم و تدبره و وقف على اغراضه يعلم ان اطلاق هذه العمومات عليهم بالخصوص انما هو على حد قول القائل:


ليس على اللَّه بمستنكر
ان يجمع العالم فى واحد



و لذا قال الزمخشرى فى تفسير الآيه من كشافه: و فيه دليل لا شى ء اقوى منه على فضل اصحاب الكساء عليهم السلام...


بقيت نكته يجب التنبه لها، و حاصلها: ان اختصاص الزهراء من النساء و المرتضى من الانفس
مع عدم الاكتفاء باحد السبطين من الابناء
دليل على ما ذكرناه من تفضيلهم عليهم السلام، لان عليا و فاطمه لما لم يكن لهما نظير فى الانفس و النساء كان وجودهما مغنيا عن وجود من سواهما، بخلاف كل من السبطين، فان وجود احدهما لا يغنى عن وجود الآخر لتكافئهما. و لذا دعاهما (ص) جميعا، و لو دعا احدهما دون صنوه كان ترجيحا بلا مرجح، و هذا ينافى الحكمه و العدل. نعم لو كان ثمه من الابناء من يساويهما لدعاه معهما، كما انه لو كان لعلى نظير من الانفس أو لفاطمه من النساء لما حاباهما، عملا بقاعده الحكمه و العدل و المساواه.


بقى ما دلت عليه الآيه من خصائص على عليه السلام فضل تضمحل دونه الخصائص و تفنى فى جحنبه الفضائل و المناقب، ألا و هو كونه نفس النبى (ص) و جاريا بنص الآيه مجراه، الفضل الذى تعنوا له الجباه بخوعا و تطا من لديه المفارق خشوعا و يملأ الصدور هيبه و اجلالا و تصاغر دونه الهمم يأسا من بلوغ مداه، «ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء و اللَّه ذو الفضل العظيم».


و أنت هداك اللَّه إذا عرفت ان اللَّه تبارك و تعالى قد أنزل نفس النبى و اجراها فى محكم الذكر مجراها، لا ترتاب حينئذ فى أنه أفضل الامه و اولاها






برسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم حيا و ميتا، و قد صرح أولياء أهل البيت و اعترف اعداؤهم بدلاله الآيه على هذا التفضيل الخالد فى القرآن ذكره و الطيب فى بينات الفرقان نشره، حتى ان الرازى مع غرامه بنقض المحكمات و هيامه فى التشكيك و الشبهات، لم يناقش فى دلالتها على هذا المقدار من تفضله عليه السلام، و انما ناقش المحمود بن الحسن حيث صرح بدلالتها على تفضيله على من كان قبل محمد من الانبياء عليه و عليهم السلام.


و اليك عباره الرازى بعين لفظه قال:


[
فى تفسير آيه المباهله فراجع صفحه 488 من الجزء الثانى من تفسيره الكبير «مفاتيح الغيب»، و الرازى هذا هو الخطيب محمد بن عمر المعروف بفخر الدين الرازى.

كان فى الرى رجل يقال له محمود بن الحسن الحمصى و كان معلم الاثنى عشريه، و كان يزعم ان عليا رضى اللَّه عنه أفضل من جميع الانبياء سوى محمد صلى اللَّه عليه و آله و سلم و استدل على ذلك بقوله تعالى: «و أنفسنا و أنفسكم» اذ ليس المراد بقوله «و أنفسنا» نفس محمد صلى اللَّه عليه و آله و سلم، لان الانسان لا يدعو نفسه بل المراد غيرها، و أجمعوا على ان ذلك الغير كان على بن ابى طالب (رض) فدلت الآيه على ان نفس على هى نفس محمد


[
كما قيل فى مديحه عليه السلام:
]


و هو فى آيه التباهل نفس المصطفى ليس غيره اياها و لعلك اذا ضممت قوله «وانفسنا» الى قوله تعالى «ما كان لاهل المدنيه و من حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول اللَّه و لا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه» و أمعنت النظر فى الآيتين ينجلى لك من الاسرار ما كان خفيا.] و لا يمكن ان يكون المراد ان هذه النفس هى عين تلك، فالمراد ان هذه النفس مثل تلك النفس، و ذلك يقتضى المساواه فى جميع الوجوه، تركنا العمل بهذا العموم فى حق النبوه


و فى حق الفضل لقيام الدلائل على ان محمدا عليه الصلاه والسلام كان نبيا و ما كان على كذلك، و لانعقاد الاجماع على ان محمدا عليه السلام كان أفضل من على (رض) فبقى فيما وراءه معمولا به. ثم الاجماع دل على ان محمدا عليه السلام كان أفضل من سائر عليهم السلام، فيلزم ان يكون على أفضل من سائر الانبياء.


فهذا وجه الاستدلال بظواهر هذه، و أمعن النظر تجده قد أوضح دلاله الآيه على ذلك غايه الايضاح، و نادى (من حيث لا يقصد) حى على الفلاح لم يعارض الشيعه فيما نقله عن قديمهم و حديثهم و لا ناقشهم فيه بكلمه واحده، فكأنه أذعن لقولهم و اعترف بدلاله الآيه على رأيهم، و إنما ناقش المحمود بن الحسن كما لا يخفى على ان الاجماع الذى صال به الرازى على المحمود لا يعرفه المحمود و من يرى رأيه فافهم.


الفصل الثانى



فى آيه التطهير و هى قوله جل و علا فى سورة الاحزاب: «انما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا» لا ريب فى ان أهل البيت الذين اذهب اللَّه عنهم الرجس و طهرهم فى هذه الآيه انما هم الخمسه «اصحاب الكساء»، و كفاك هذا برهانا على انهم أفضل من اقلته الارض يومئذ و من اظلته السماء. ألا و هم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم، و صنوه الجارى بنص الذكر مجرى نفسه، و بضعته التى يغضب اللَّه لغضبها و يرضى لرضاها، و ريحانتاه من الدنيا سبطاه الشهيدان سيدا شباب أهل الجنه، فهؤلاء


هم أصحاب هذه الآيه البينه


[
صرح بذلك أبوسعيد الخدرى و جماعه من التابعين منهم مجاهد و قتاده و غيرهم فيما ذكره الامام البغوى و ابن الخازن و كثير من المفسرين كما فى المقصد الاول من الشرف المؤبد لال محمد و مؤلفه يوسف بن اسماعيل المعاصر النبهانى. و من اراد تفصيل القول بنزول هذه الآيه فى الخمسه بالخصوص فعليه برشفه الصادى للامام ابي بكر بن شهاب الدين العلوى رضى اللَّه عنه.] بحكم الادله القاطعه و الحجج الساطعه، لم يشاركهم فيها أحد من بنى آدم، و لا زاحمهم تحت كسائها واحد من هذا العالم.


و قد أورد الامام جلال الدين السيوطى


[
كما فى المقصد الاول من الشرف المؤبد.] فى تفسير هذه الآيه من كتابه «الدر المنثور» عشرين روايه من طرق مختلفه فى ان المراد من اهل البيت هنا انما هم الخمسه لا غير، و ذكر ابن جرير فى تفسيره


[
كما فى الشرف المؤبد أيضا.] خمس عشره روايه بأسانيد مختلفه فى قصر الآيه عليهم بالخصوص.


و حسبك فى ذلك قول رسول اللَّه


[
فيما اخرجه ابن جرير و الطبرانى بأسانيدهم اليه (ص) و قد ذكره ابن حجر فى تفسير الآيه من صواعقه و النبهانى فى صفحه 7 من الشرف المؤبد.] (ص): انزلت هذه الآيه فى خمسه فى وفى على و الحسن و الحسين و فاطمه


[
و اخرج الامام احمد بن حنبل كما فى تفسير الايه من الصواعق عن ابى سعيد الخدرى انها نزلت فى خمسه النبى و على و فاطمه و الحسن و الحسين، و اخرجه عن ابى سعيد أيضا الإمام الواحدى عند بلوغه للآيه من كتابه (اسباب النزول) والامام الثعلبى فى تفسيره الكبير و كثيرون من المحدثين و المفسرين.] و قد أجمعت كلمه أهل القبله من أهل المذاهب الاسلاميه كلها على انه (ص) لما نزل الوحى بها عليه، ضم


سبطيه و اباهما و امهما اليه ثم غشاهم و نفسه بذلك الكساء، تمييزا لهم عن سائر الابناء و الانفس و النساء، فلما انفردوا تحته عن كافه اسرته و احتجبوا به عن بقيه امته بلغهم الآيه و هم على تلك الحال حرصا على ان لا يطمع بمشاركتهم فيها أحد من الصحابه والآل. فقال مخاطبا لهم و هم معه فى معز عن كافه الناس: «إنما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا»، فأزاح (ص) بحجبهم فى كسائه حينئذ حجب الريب و هتك سدف الشبهات، فبرح الخفاء بحكمته البالغه وسطعت أشعه الظهور ببلاغه المبين. والحمد للَّه رب العالمين.


و مع ذلك لم يقتصر (ص) على هذا المقدار من توضيح اختصاص الآيه بهم عليهم السلام، حتى أخرج يده من تحت الكساء، فألوى بها الى السماء بقال: اللهم هؤلاء أهل بيتى فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، يكرر ذلك و ام سلمه تسمع و ترى إذ كان نزول الآيه و قضيه الكساء فى بيتها، فقالت: و أنا معكم يا رسول اللَّه، و رفعت الكساء لتدخل فجذبه


[
اخرج الامام احمد بن حنبل فى صفحه 323 من الجزء السادس من مسنده عن ام سلمه قالت: ان رسول اللَّه (ص) قال لفاطمه: ائتنى بزوجك و ابنيك، فجاءت بهم فألقى عليهم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ثم قال: اللهم ان هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك و بركاتك على محمد و على آل محمد انك حميد مجيد. قالت: فرفعت الكساء لادخل معهم فجذبه من يدى و قال انك على خير...


و هذا الحديث رواه بالاسناد الى ام سلمه أيضا ابواسحاق الثعلبى فى تفسيره و غير واحد من المفسرين و المحدثين. و اخرج الامام احمد من حديث ام سلمه فى صفحه 292 من الجزء السادس من مسنده ان رسول اللَّه (ص) كان فى بيتها فأتته فاطمه ببرمه حريره فقال لها: ادعى زوجك و ابنيك. قالت ام سلمه: فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون معه و هو على منامه له، على دكان تحته كساء خيبرى. قالت: و انا اصلى فى الحجره، فأنزل اللَّه عز و جل «انما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا» قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم اخرج يده فألوى بها الى السماء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتى و خاصتى فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا. قالت: فأدخلت رأسى البيت فقلت: و انا معكم يا رسول اللَّه. قال: انك الى خير انك الى خير...


و هذا الحديث أخرجه الامام الواحدى فى تفسير الآيه من كتابه أسباب النزول، فراجع منه صفحه 267، و أخرجه ابن جرير فى تفسير الآيه من تفسيره الكبير و ابن المنذر و ابن ابى حاتم و ابن مردويه و الطبرانى و غيرهم. و اخرج الترمذى و الحاكم و صححاه و ابن جرير و ابن المنذر و البيهقى فى سننه من طرق عديده عن ام سلمه قالت: فى بيتى نزلت هذه الآيه و فى البيت على و فاطمه و الحسن و الحسين، فجللهم رسول اللَّه (ص) بكساء كان عليه ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا...


و أخرج مسلم فى باب فضائل على من صحيحه عن عامر بن سعد بن ابي وقاص قال: أمر معاويه بن ابى سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أباتراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاث قالهن رسول اللَّه (ص) فلن اسبه، لان تكون لى واحده منهن احب الى من حمر النعم: سمعت رسول اللَّه (ص) يقول له و قد خلفه فى بعض مغازيه فقال له على: يا رسول اللَّه خلفتنى مع النساء و الصبيان؟ فقال له رسول اللَّه (ص): أما ترضى ان تكون منى بمنزله هارون من موسى الا انه لا نبوه بعدى. و سمعته يقول يوم خيبر: لاعطين الرايه غدا رجلا يحب اللَّه و رسوله و يحبه اللَّه و رسوله، فتطاولنا لها فقال ادعوا لى عليا فأتى به ارمد فبصق فى عينيه و دفع الرايه اليه ففتح اللَّه عليه. و لما نزلت هذه الآيه «قل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم» دعا رسول اللَّه عليا و فاطمه و حسنا و حسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلى...


و أخرج مسلم أيضا فى باب فضائل أهل البيت من صحيحه و هو فى صفحه 331 من جزئه الثانى عن عائشه قالت: خرج رسول اللَّه غداه و عليه مرط مرحل من شعر اسود، فجاء الحسن بن على فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمه فأدخلها ثم قال: انما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا-...


و هذا الحديث أخرجه احمد من حديث عائشه فى مسنده، و اخرجه ابن جرير و ابن ابى حاتم و الحاكم و صاحب الجمع بين الصحيحين و صاحب الجمع بين الصحاح السته، و من أراد المزيد فعليه برشفه الصادى للامام ابى بكر ابن شهاب الدين العلوى، على ان فى هذا المقدار كفايه لاولى الابصار.] من


/ 6