نشأة المذاهب - نشأة المذاهب و سیر نظورها و تکاملها نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نشأة المذاهب و سیر نظورها و تکاملها - نسخه متنی

ناصر الکرمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







نشأة المذاهب





و





سير نظورها و تكاملها




اعداد: ناصر الكرمى




نشأة المذاهب و سير نظورها و تكاملها




كانت المدينة المنورة مصدراً للفتيا ترجع الى علمائها الأمة فى مهمات التشريع الاسلامى لانها مركز العلم و فيها اصحاب الرسول(ص) و أهل بيته و التابعين لهم بأحسان و قد لاحظت الدولة الاموية من قبل هذه المهمة التى يجب ان تلاحظها هى اتجاه الأنظار الى المدينة المنورة لأنها الجامعة الاسلامية و يُخشى على الدولة خطرها، فكانت تُحذرهم أشدّ الحذر، و استمالت الكثير من الفقهاء و المحدثين و الرواة بالعطاء و الهبات و الرجوع اليهم فى المهمات لتسد بذلك ثغرة الخطر على الدولة و لتنزيل اى معقل و مركز تجمع يُهدد السلطة..



وفى العهد العباسى نشطت الحركة العلمية و كان طبيعيّا أَن تنتعش العلوم فى ظل سلطانهم لأنهم كانوا يجعلون حقهم فى الامامة قائماً على أنهم ورثة النبى(ص) و سلالته و كانت ابواق سلطنتهم تُعلن للناس و تخبرهم بانهم سيشيدون على اطلال الحكومة الأموية الموسومة بالزندقة نظاماً على سنة النبى الاكرم(ص) و سيرة الامام على(ع) و الائمة الكرام من ولده(ع) لأن شعارهم عند الثورة على بنى اُميّة هو طلب الرضا لآل محمد(ص) حتّى عيّنوا أحد ابرز رجالات الشّيعة الكوفيين و هو أباسلّمة الخلال وزيراً لآل محمد(ص)، و أنهم سينفذون أحكام الدين الالهى و ما تتطلبه الشريعة المقدسة..



فنهض أهل البيت(ع) و بقيّة العلماء لنشر علوم الشريعة و تستروا سواعدهم لبناء دولة الشرع المبارك و تربية النفوس على هدى من تعاليم الشريعة السمحة و نبذ ما ادخله بنوأميه فى الدين و ابعاد ما هو ليس من الدين عن الدين، فالتلف الناس حول آل البيت عليهم السلام لانتهال العلوم من موردهم العذب و اخذه من عينه الصافيه، و كان الامام الصادق(ع) وقتئذ هو الشخصية التى يتطلع اليها الناس، فقصده طلاب العلم من كل انحاء بلاد الاسلام القاصية منها والدانيّة ففتحت مدرسته بتلك الفزة فكان المنتمون أليها من حملة علوم الشريعة و رواد الحقيقة اربعة الآف أو يزيدون... و كُلّ واحدٍ من هؤلاء عند ما عاد لوطنه اصبح مدرسته داعيّة لفقه أَهل البيت(ع) و علوم آل محمد(ص) فلذا كنت ترى كل بلدةٍ كن بلاد المسلمين فى تلك حقبة عدداً من الشيوخ و الرواة يقول حدثنا جعفر بن محمد الصادق(ع)...



و هذا النشاط العلمى المتدفق و المطاء و الذى يصب فى مصلحة خدمة أهل البيت(ع) و نشر علومهم و بيان مقامهم لا يروق للدولة الفتيه لبنى العباس التى قامت على اطلال الدولة الأموية و بدون حق شرعى بعد ان كانت فى ظاهرها الدعوة للرضا من آل محمد(ص) و بصالح العلويين و انضمام العباسيين اليهم انّما كان كسائر البيوتات التى انضمت للانتقام من أمية التى جرّعتهم كأس القصص و البستهم اردية الذّل والمنون، و مكنهم نشطوا بالحيلة و تغلبوا باصطناع المعروف لآل البيت(ع) فكانوا فى حذر متواصل من عامة و من اهل المدينة الخاصة. لأن أهل المدينة قد وقفوا على حقيقة البيعة و انها لآل على(ع) دون بنى العباس كما انهم كانوا فى طليعة من بايع مُحمّد بن عبداللَّه بن حسن. و فى رقبة السغاح و المنصور بيعة فكيف يستقلان بالأمر و ينقضان تلك البيعة و حذراً من انكار العرب عليهم ذلك و انضمامهم لجانب العلويين اقتضت سياستهم توجيهة العناية الى الموالى و الاعتماد عليهم فى تدعيم ملكهم و تقوية سلطانهم اليوم و ضرب العرب بهم فى اليوم الآخر. فاستطاع ابوالعباس السفاح بمهارته استجلاب قلئب الناس اليه و تثبيت قواعد ملكه على أيدى الفرس بقيادة ابى مسلم الخراسانى و رهطه لأنه كان لا يأمن من وثبه العرب ضده و لصالح العلويين لأنهم فى نظر العباسيين اتصار بنى على(ع) لا أنصار بنى العباس، و لما مضى السفاح و جاء المنصور للحكم و هو الرجل الجديدى الذى يقتحم مواقع الخطر و لا يتهيب من اراقة الدماء و لا يقف امامه حاجز و لا يردعه رادع من وازع دينى او عامل انسانى فى سبيل دعائم ملكه و اشادة سلطانه و فرض سيطرته و بسط قدرته و هيمنته. اذا كان الخطر مُحيطاً به من كل الجهات و امام الوصول لغايته و تحقيق هدفه المنشور حواجز لا يتخطاها الا بالتجرد عن انسانيته و عاطفته بل و معتقده و دينه فقتك بأهل البيت و بكثير من العباسيين انفسهم و قتل منهم الشى ء الكثير حتّى عُرفت و اشتهرت اسطوانات المنصور و ما بنى منها حول العلويين و ما قوّض عليهم من الأبنية و الطوامير.



و أبعد علماء المدينة المنورة و نصر الموالى و أو جد الارضيّة اللازمة لنشوب المعركة القوية و هى معركة أهل الحديث و أهل الرأى. فقرّب فقهاء العراق القائلين بالقياس و أحاطهم بعنايته ليحوّل أنظار الناس أليهم وبذلك تقل قيّمة علماء أهل المدينة الذين هم أهل الفتياالى حدٍ كبير، و ما زالت الأقطار الاسلامية عيالّاً عليهم اذ هم حملة الحديث و أوثق الناس فيه.




/ 42