امامة و النص نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امامة و النص - نسخه متنی

عبدالرحیم موسوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الإمامة والنصّ
مقدمة



خلق الله الإنسان بطبيعة
وتصميم وقابلية تؤهله لأن يؤدي دور
الخلافة الإلهية في الأرض ولا يمكن لأي
مخلوق آخر أن يقوم بهذا الدور حتى
الملائكة لأنها قد اُمرت بالسجود له، والى
جانب ذلك يمتلك الإنسان بعداً يحول دون
رقيه وتطوره وكماله.


وهذا الإنسان بطاقاته السامية
من جهة، ونزوعه نحو الانحطاط من جهة
اُخرى، يكشف عن كونه المخلوق الوحيد الذي
يمتلك الإرادة والحرية في أن يختار الفعل
الأقوى والخطوة المناسبة لبناء حياته
الرغيدة.


ولمّا اُعطي هذا الإنسان تلك
القابلية التي منحته الحركة في مساحات
وأبعاد أوسع بحيث تخترق المحسوس وتكشف
أيضاً بأن لوجوده هدفاً قد خطّته يد
القدرة، فلم يخلق عبثاً ولم يترك هملاً
كما نصّ على ذلك الذكر الحكيم، حيث قال: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً
وانّكم إلينا لا ترجعون) [1] .


وليس الإنسان وحده هو يتحرك في
هذا الوجود ضمن هدف ومخطط مدروس، وإنّما
تشاركه المخلوقات الاُخرى في هذه الجهة
أيضاً، حتى صرّح النص القرآني بأنه: (وما خلقنا السموات والأرض وما
بينهما لاعبين) [2] .


فإذا ثبت أن الخلق كله يسير
بحكمة وتدبير بما فيه الإنسان والكل سائر
نحو هدف منشود وأن لكل شيء هداه فما هو يا
ترى بالتحديد الهدف الذي خلق من أجله
الإنسان؟


يحدد القرآن الكريم الغاية
التي خلق الإنسان من أجلها بقوله تعالى: (وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ
ليعبدون) [3] .


فهنا نلاحظ أداة الحصر (إلاّ)
التي تعني أنه ليس لله غرض ولا هدف من خلق
الإنسان إلاّ العبادة. واللام في (ليعبدون)
لام التعليل، فالإنسان مخلوق لعلة
العبادة ليس إلاّ.


فإذا كانت الغاية من خلق
الإنسان محصورة في العبادة لا غير فما هي
العبادة ؟ وماهي حقيقتها؟


فإذا كان الهدف والغاية
النهائية من خلق الانسان هو القرب من الله
وعبوديته التي يتكامل بها الإنسان فما هو
المحفز والدافع الذي يضمن للإنسان وصوله
لغايته وكماله؟


إنّ الإنسان بطبيعته وفطرته
يدرك حاجاته التي عن طريقها يستطيع أن
يسدّ النقص الحاصل في محتواه، كما أنه
يدرك حاجته الى الوسائل التي توصله الى
كماله فيسعى لطلبها، ولكنه كيف يهتدي الى
كماله؟


من هنا نجد الحكمة الإلهية
اقتضت أن تضع بين يدي هذا الإنسان تلك
الوسائل والمصاديق التي يحصل بواسطتها
على المعارف والقيم والتربية التي تأخذ
بيده نحو الكمال.


ولما كانت مدركات البشر وحدها
عاجزة على أن تأخذ هذا الإنسان وتهديه الى
سواء السبيل، حتى لو تعاضد مع أخيه
الإنسان لأن أقصى ما يمتلكه البشر هو
التعاون بحدود مجالي العقل والحس، وهذان
المجالان غير كافيين لإدراك الحقائق
الموجبة للكمال.


من هنا امتدت يد الغيب لتسدد
حاجة الإنسان هذه وهي أهم الحاجات، فكان
الإنسان الأول نبيّاً مبعوثاً من الله
الهادي الى سواء السبيل.


ومهمة الأنبياء مع الناس هي
تبيان المعارف والقيم والحقائق الموصلة
الى الكمال والتربية الصحيحة عليها.


وتقوم النبوة بإيضاح المعلومات
التي يمكن للبشر أن يدركها وهو بحاجة
اليها، إلاّ أنه قد لا يتوصل الى حقيقتها
بفعل التربية الفاسدة، أو أن هذه
المعلومات تحتاج الى تجارب طويلة لكي
يكتشفها الإنسان مثل السنن الإلهية التي
من شأنها أن تفتك بحياة الإنسان، أو السنن
الإلهية التي فيما لو اختارها الإنسان سوف
تؤدي الى سعادته وكماله، لكنه ينصرف عنها
بفعل نزوعه نحو الماديات.


فيبرز هنا دور النبي ليذكّر
وينذر، قال تعالى: (فذكّر
إنّما أنت مذكّر) [4] .


كما يتجلى دور النبي أيضاً
وضرورة وجوده باعتباره يمثل القدوة في
العمل الصالح، لأنه الإنسان الكامل في
سلوكه وأخلاقه وتضحياته، وهذا ما يسمى
بدور التزكية، قال تعالى: (ويزكّيهم
ويُعلّمهم الكتاب والحكمة...) [5] .


فإذا كان الهدف من خلق الإنسان
هو العبودية المطلقة له سبحانه، والإنسان
بطبيعته مجبول على التعلّق بالوسيلة التي
تكفل له الوصول الى الكمال لأنه يجنح الى
الكمال وحبه بشكل فطري، ودور النبوة هو
إيضاح معالم الطريق وتبيان المعارف الحقة
التي تؤدي به الى الكمال، فما هو الداعي
لامتداد الرسالة من خلال الإمامة التي
تشترط فيها الشيعة النص والعلم الموهوب من
الله والعصمة؟


الإجابة على هذا السؤال وغيره
من التساؤلات تدعونا الى أن نتساءل، ماهي
الإمامة في المنظور الإلهي ؟ وماهي
مهمتها؟


وبعد أن يتحرر محل النزاع، يمكن
أن نجيب على الإشكالات التي ترد الى الذهن
حول الإمامة وشروطها من العلم والعصمة
وغيرها من الشروط اللازمة في الإمام.



/ 23