الغلوّ بين المدرستين - غلو نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غلو - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الغلوّ بين المدرستين



بعدما اتضح معنى الغلو وأنّه
الزيادة على ما حدّه الشرع وقرّره الوحي،
نقول: إن المقصود بهذا الحد ـ وإن كان أمراً
عاماً ـ يشمل العقيدة والشريعة، إلاّ أن
الغلو الذي وقع محلاً للبحث والاتهام
والاهتمام هو ما كان غلواً في العقيدة، أما ما
كان غلواً في الشريعة، بأن يُزاد في أحكامها
الالزامية ويُتشدد في تطبيقها أكثر مما هو
مرسوم فيها فلم يجر البحث فيه إلاّ نادراً.


وما شهده التاريخ الاسلامي هو
معركة الآراء والأفكار في الغلو العقائدي دون
الغلو التشريعي. وبحثنا الذي نحن فيه يدور حول
هذه المعركة، حيث يتهم الشيعة وأتباع مدرسة
أهل البيت بالغلو في الأئمة غلواً عقائدياً.


ولكي ندرس هذه المسألة دراسة كافية
ومستوعبة وعميقة لابد وأن نستذكر أولاً أن
المقصود بالعقيدة الإسلامية هو الاُصول
الثلاثة المعروفة: التوحيد، والنبوة،
والمعاد، والأصل الثالث المتمثل بالمعاد
لابد وأن يخرج من البحث، إذ لا يتصور وقوع
الغلو فيه، فيبقى من العقيدة أمران : التوحيد
والنبوة.


وهنا نسأل أولاً: هل أن الغرض من
هذه الشبهة أن مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)
تعطي حد التوحيد للأئمة وتضفي عليهم خصائص
الاُلوهية؟ أم الغرض منها أن هذه المدرسة
تجعل الأئمة بمرتبة الرسول(صلى الله عليه
وآله) ومنزلته؟ أم الغرض أنّها تجعلهم في
مرتبة وسطى أدنى من مرتبة الرسول، وأعلى من
مرتبة سائر الأُمة؟


وواضح أن مفهوم الغلو يتحقق بثبوت
الفرض الأول، إذ لا يمكن اعطاء حد التوحيد
وخصائص الاُلوهية لأحد من البشر، كما أنّه
يتحقق بثبوت الفرض الثاني لقيام اجماع
المسلمين على أن الرسول(صلى الله عليه وآله)
أشرف الخلق أجمعين من الأولين والآخرين.


أما الفرض الثالث فلا يتحقق الغلو
بثبوته، فلو آمنت مدرسة إسلامية طبقاً لأدلة
من الكتاب والسنة على أن هناك منزلة وسطى أدنى
من منزلة الرسول(صلى الله عليه وآله) وأعلى من
منزلة سائر الأُمة، وأن هذه المنزلة قد
أُعطيت لأفراد معينين، لا يعد مثل هذا
الإيمان غلوّاً لأنه لا يتجاوز حدّ النبوة
ومستوى التوحيد، وإذا كان مثل هذا الإيمان
غلواً فلابد من أن نعد جميع المسلمين غُلاة،
لأنهم جميعاً قد آمنوا بوجود هذه المنزلة،
سوى أنّهم اختلفوا في أن هذه المنزلة هي
لصحابة الرسول(صلى الله عليه وآله)أم لأهل
بيته؟


وبعد هذا لنأتي الى الفروض الثلاثة
وندرسها بنحو من التفصيل والاستيعاب.




/ 6