اهل البیت والامام المهدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اهل البیت والامام المهدی - نسخه متنی

موقع التبیان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






غيبة الإمام
المهدي (ع) ودولته


بسم الله الرحمن الرحيم



القرآن الكريم ومستقبل الإنسانية



قال الله تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو
كره المشركون).



فالهدى ودين الحق هي الرسالة التي حملها خاتم المرسلين الى البشرية جمعاء من ربّهم
وخالقهم وهاديهم الى الحق ليتديّنوا به ويستوعب كل مراحل حياتهم وكل أبعاد وجودهم
فيظهر على الدين كله ويستولي على الباطل الذي لا يقوى أمام حجج الحق واصوله وثماره
اليانعة، إذ ستظهر هشاشته وبطلانه أمام تجذر الحق واستحكام أغصانه وقوّة صموده وعدم
ذوبانه.



(وقل جاء الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً)



فالباطل يريد الهيمنة على كل مجالات الحق ويهوى أن يتحكم في كل شيء فيسعى لاطفاء
نور الحق، غير انه سعي لا جدوى به، لأنه مهما حاول اطفاء نور الحق الذي لا يخبو
فانه لا يعدو أن يكون نفثاً بالأفواه امام نور الحق الساطع وهو نور الله الذي هو
مصدر كل نور وإليه ينتهي نور كل نور.



ومن هنا جاء الذكر الحكيم مصرحاً بهذا المبدأ ومعلناً بسعي أهل
الباطل لاطفاء نور الحق على مدى الاجيال، غير أنه سعي بلا جدوى وجولة لا تستقر، قال
تعالى:



(يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متمّ
نوره ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون).



وتتجلى خطوات أهل الباطل في انقلاب الصحابة الذين عاشوا خير القرون، وهو قرن حضور
الرسول المطصفى(ص) وقرن سطوع نور الرسالة سطواً كاملاً يجسّده الرسول في سلوكه.
وتعيشه الأمة بكل وجودها وكامل عواطفها وأحاسيسها.



وهنا نفهم مغزى الآية المحذرة من هذا الخطر الداهم والمستنكرة لهذا الارتداد
المتوقع بقوله تعالى:



(وما محمّد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإنْ مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم
ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين).



وتأتي الآية المنذرة بالتمحيص والمحذ ّرة من السقوط في الافتتان
والفشل في مهب ريح الفتنة لتقول لصحابة الرسول الأعظم(ص) ومن يحيط به أو يلحقه من
التابعين:



(واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة).



إن
شظايا هذه الفتنة سوف تلتهم الظالمين ومن يعايشهم ومن يعاصرهم أو يكتوي بنار ظلمهم
وسوف تتبلور الطاقات والجهود التي اكتوت بنيران الظلم فيستبدل الله الظالمين
بالصالحين.



كما قال لهم بكل صراحة:



(ان تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا
أمثالكم).



إنها سنّة الله التي يخرج من خلالها الصالحون ليرثوا الأرض وما يمكن وراثته من
الظالمين.



وقال تعالى:
(ولقد كتبنا في
الزبور من بعد الذكر أن الأض يرثها عبادي الصالحون).



(إنّ في هذا لبلاغاً لقوم عابدين).



وحين تتحقق مصاديق هذه السنن فإنّ احكامها ونتائجها لا تتخلف ويكون وعدالله حقاً:



فقد قال:
(وعدالله الذين
آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض وليمكنّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم
وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً).



وهكذا تصبح الأمة المسلمة هي الاُمة الوارثة للأرض، والصالحون من أبناء هذه الاُمة
هم الذين تكلـل جهودهم بالنصر المؤزّر وبذلك يمكـّن الله لهم دينهم الذي ارتضى
لهم، ويبدلهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونه لا يشركون به شيئاً.



وهذه هي الرؤية الواضحة الناصعه والمتفاءلة بالصلاح الذي يغمر أرجاء المعمورة بعد
سقوط الباطل واضمحلاله وضموره أما م سطوع نور الحق وسلطانه.



ومن هنا يتضح أنّ الرسول(ص) قد حذ ّر عمّا حذ ّر منه القرآن من انحسار العدل
واستطالة الباطل والظلم حتى تمتلئ الأرض جوراً ، وبشّر بما بشّر به القرآن من
استعادة أهل الحق حقوقهم وسيطرة الدين الحق بامامة عدل من عدول أهل بيت الرسالة
يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويحقق آمال الأنبياء وأهدافهم ويجسّد مثلهم وقيمهم أحسن
تجسيد وأشمله.



الرسول الخاتم(صلى الله عليه وآله) يخبر بنقض عرى
الاسلام من بعده



1
ـ عن أبي زيد، قال: صلّى بنا رسول الله الفجر فصعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهر،
فنزل فصلّى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلّى ثم صعد المنبر فخطبنا
حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلـُمنا أحفظـُـنا»([1]).



2
ـ عن حذيفة: قلت يا رسول الله إنّا كنّا في جاهلية وشرٍّ، فجاء الله بهذا الخير،
فهل بعد هذا الخير من شرّ؟ قال: نعم. قال حذيفة: ماهو؟ قال النبي(صلى الله عليه
وآله):
فتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضاً تأتيكم مشتبهة([2]).



قال حذيفة: والله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا، والله ما ترك رسول الله من قائد
فتنة الى أن تنقضي الدنيا بلغ من معه ثلاثمائة إلا قد سمّاه باسمه واسم أبيه واسم
قبيلته([3]).



3
ـ وقال اُسامة: أشرف النبي(صلى الله عليه وآله) على أطم من آطام المدينة. ثم قال:
«هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع
الفتن خلال بيوتكم كمواقطع القطر»([4]).



4
ـ وأعلن الرسول(صلى الله عليه وآله) أمام أصحابه قائلاً:
ليُنقض الإسلام عروة عروة فكلّما انقضت عروة تشبثت الناس بالتي تليها، فأوّلهنّ
نقضاً الحكم وآخرهنّ الصلاة»([5]).



5
ـ وقال حذيفة: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):
إنّ في أصحابي اثني عشر منافقاً، منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في
سمّ الخياط»([6]).



6
ـ وأعلن(صلى الله عليه وآله) أمام أصحابه قائلاً: «إنّ
هلاك اُمتي على يد غلمة من قريش».



وقال أيضاً:
يهلك اُمتي هذا الحي من قريش([7]).



7
ـ وعن ابن عبّاس أنه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): ولتحملنـّـكم
قريش على سنّة فارس والروم ولتؤمننّ
عليكم اليهود والنصارى»([8]).



8
ـ وقال(صلى الله عليه وآله) مرة اُخرى:
إن
هذا الحي من مضر لا تدع لله في الأرض عبداً صالحاً إلاّ فتنته وأهلكته»([9]).)



9
ـ وقال(صلى الله عليه وآله) لأصحابه:
«لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء»([0]).



10
ـ وقال(صلى الله عليه وآله):
«ليردّن عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يُحال بيني وبينهم»([1]).



«فأقول: يا رب أصحابي! فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك!»([2]).



11
ـ وفي رواية أبي هريرة:
«فيقال إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدّوا على أدبارهم القهقهرى»([3]).



12
ـ وفي رواية ابن عباس:
«فيقال: إنّ هؤلاء لم يزالوا
مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم»([4]).



13
ـ وفي رواية اُخرى:
«ونادى مناد فقال: هلمّ، قلت: أين؟ قال: الى النار والله! قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم
ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقهرى فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم»([5]).



التحذيرات النبوية



1
ـ وقال(صلى الله عليه وآله):
«اكثر ما أتخوّف
على اُمتي من بعدي رجل يتأوّ ل القرآن يضعه على غير مواضعه، ورجل يرى أنه أحقّ بهذا
الأمر من غيره»([6]).



2 ـ
وذكـّر أصحابه
بتجربة بني إسرائيل قائلاً:
«لم يزل أمر بني اسرائيل معتدلاً حتى نشأ فيهم المولـّدون
وأبناء سبايا الاُمم... فقالوا بالرأي فضلّوا وأضلّوا»([7]).



3 ـ وقال(صلى الله عليه وآله):
«سيلي أمركم بعدي رجال يطفئون ويحدثون البدعة ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها» فسأله
ابن مسعود: كيف بي إذا أدركتهم؟ أجابه(صلى الله عليه وآله): يابن اُم عبد: لا طاعة
لمن عصى الله» قالها ثلاث مرات([8]).



الأمل اكبير بالمستقبل المشرق



لقد نصّ الرسول(صلى الله عليه وآله) على ضرورة تمسك الاُمة بمصدرين عزيزين وبجوهرين
ثمينين وينبوعين غزيرين هما (الكتاب والعترة) لا ينفصلان ولا يفنَيان حتى يرث الله
الأرض ومن عليها.



فالاُمة تعتصم بهما لتتخلـّص من شرور الفتن، وتستهدي بهما لتنال المستقبل المشرق في
أقرب زمن ممكن.



وفي غير هذه الصورة فسوف تذوق الأمرّين وتتقاذفها سفن الفتن في أمواج البحر الهائج
حتى تتمخّض عن نتائج وقناعات ايجابية لتستقر في نهاية المطاف على سفينة النجاة
سفينة أهل البيت التي اعتبرها الرسول أماناً لاُمته من الغرق حين حذّرهم من كل هذه
الفتن.



وهكذا نفهم أن التبشير بالمهدي الأعظم(ص) وبأنّـه ن أهل بيت الرسالة إنما هو
لتفعيل الطموح بالإصلاح الشامل، ولإحياء الشعور بضرورة اجتياز العقبات كي يتحقق وعد
الله بالنصر المؤزر لراية الحق المتمثلة في راية المهدي من أهل بيت النبوة سلام
الله عليهم أجمعين.



لكنّ هذا الإمام العظيم قد قدّر له أن يغيب لأن الظروف لم تكن لتسمح له بالظهور
العاجل، ومن هنا هيّأ الرسول الخاتم اُمته لتقبّل هذا الأمر الواقع ووعدها بظهوره
على كل حال، فلو لم يبق إلاّ يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يظهر المهدي من آل محمد
وتتحقق دولتهم دولة الحق المجيدة، ويتحقق وعد الله بالاستخلاف لهم وتمكين الدين
الحق واظهاره على الدين كله ولو كره المشركون.



غيبة الإمام المهدي(ع)



1
ـ عن سعيد بن جبير قال: سمعت سيد العابدين علي بن الحسين(عليه السلام) يقول: «في
القائم منّا سنن من الأنبياء سنّة من أبينا آدم وسنّة من نوح وسنّة من إبراهيم
وسنّة من موسى، وسنّة من عيسى، وسنّة من أيوب وسنّة من محمد صلوات الله عليهم، وأما
موسى، فالخوف والغيبه، وأمّا عيسى فاختلاف الناس فيه، وأما أيّوب فالفرج بعد
البلوى، وأما محمـّد(صلى
الله عليه وآله) فالخروج بالسيف»([9]).



2 ـ
عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) أنّه قال:
«فينا نزلت هذه الآية: (واُولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)([0])
وفينا نزلت هذه الآية: (وجعلها كلمة باقية في عقبه)([1])
والإمامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) الى يوم القيامة وأن
للقائم منّا غيبتين إحداهما أطول من الاُخرى»([2]).



3 ـ
عن أبي بصير قال: «قلت لأبي عبدالله: لقائم آل محمد غيبتان إحداهما أطول من
الاُخرى؟: فقال:
نعم ولا يكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان وتضيق الحلقة، ويظهر السفياني ويشتدّ
البلاء ويشمل الناس موت وقتل يلجأون فيه الى حرم الله وحرم رسوله(صلى الله عليه
وآله)»([3]).



4 ـ عن محمد بن مسلم الثقفي، عن الباقر أبي جعفر(عليه السلام) أنه
سمعه يقول: «إنّ للقائم غيبتين يقال له في إحداهما: هلك ولا يُدرى في أيّ
واد سلك».



5
ـ عن المفضل بن عمر قال: «سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: إن لصاحب هذا
الأمر غيبتين، يرجع في إحداهما الى أهله، والاُخرى يقال: هلك وفي أيّ
وادٍ سلك; قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك؟ قال: إنّ ادّعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم
التي يُجيب فيها مثله»([4]).



وهذا النص يُرشد المؤمنين الى كيفية التعرّف على الإمام المعصوم بعد غيبة طويلة
بحيث لا يُعرف مداها، فيكون الاختبار الصحيح هو الكاشف عن أنه الإمام المعصوم الذي
يستطيع الإجابة على الاسئلة الحرجة، التي يعجز عنها عامة الناس ولا يعرفها إلاّ
الإمام المعصوم الجامع لشرائط الإمامة الكبرى والتي يشترط فيها العلم التام
بالشريعة والعصمة والكفاءة التامة للقيادة الميدانية في شتى الظروف التي تحيط به
وبالمسلمين وبالبشرية جميعاً.



وفي فترة الغيبة الصغرى كان السفراء الأربعة المنصوبين من قبله(عليه السلام)
يتوسّطون بين الإمام ومواليه وكانت تخرج على أيديهم الأجوبة عن كل ما كان يسأل عنه
من المعضلات والمشاكل التي كانت تواجههم في تعاملهم اليومي.



ولوسأل سائل لماذا هذه الغيبة؟ ولماذا خُطـّطت في مرحلتين؟ فالجواب كما قد جاء في
نصوص أهل البيت عليهم السلام بالتفصيل.



الغيبة لماذا؟



لقد أفادت الروايات الواردة عن النبي(ع) والأئمة(ع) عللاً متعدّدة تـُـشير الى
علّتين اساسيتين منها:



العلــّـة الاولى : على الإمام الذي يتحدّى الطغاة ويخرج عليهم أن لا يكون في عنقه
بيعة لطاغيه زمانه عند خروجه بالسيف، فعن الإمام أبي عبدالله الصادق(عليه السلام)
أنه قال:
«يبعث القائم وليس في عنقه بيعة لأحد»([5]).



العلّــة الثانية: إنّ التآمر على المهدي بالقتل والتصفية الجسدية بعد الحصار
الشامل لجده وأبيه كان يفرض عليه ـ لأجل المحافظة على نفسه من أيدي الطغاة
المتربصّين له ـ التخلص من هذا التآمر بالغيبة فقط ، إذن تكون العلة في غيبته هي
الخوف من القتل وهو بعدُ لم يحقق الهدف من وجوده فإنه هو المؤمّل للقضاء على الظلم
والظالمين وإقامة العدل الشامل من خلال دولة الحق المجيدة.



فعن زرارة قال: سمعت أبا جعفر الباقر يقول: «إن للقائم غيبة قبل أن يقوم،قال:
قلت: ولِمَ؟ قال: يخاف ـ واومأ بيديه الى بطنه»([6])
أي يخاف القتل.



وفي حديث للإمام الحسن العسكري(عليه السلام) بعد استعراضه لمحاولة فرعون قتل
موسى(عليه السلام) وحفظ الله تبارك وتعالى لموسى(عليه السلام) تشبيه دقيق لظروف
غيبة النبي الكريم بغيبة الوصي المنتظر(عليه السلام) قال الإمام العسكري(عليه
السلام): «كذلك بنو اُمية وبنوالعباس لمّا وقفوا على أن زوال ملك الاُمراء
والجبابرة منهم على يد القائم منّا، ناصبونا العداوة ووضعوا سيوفهم في قتل آل
الرسول(صلى الله عليه وآله) وإبادة نفسه طمعاً منهم في الوصول الى القائم ويأبى
الله عزّ وجلّ
أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره المشركون([7]).



والغيبة الصغرى بشكل خاص هي تمهيد طبيعي ومنطقي للغيبة الكبرى التي تتحقق فيها
الغيبة التامّة التي تفوّت الفرصة على الظالمين من التعرف عليه وكشف سرّه.



وقد سلك الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) في اخفائه وتعريف شيعته به وإقامة
الحجة عليهم بوجوده سلوكاً دقيقاً جمع فيه بين وجوب حفظه من أعدائه ووجوب إتمام
الحجة عليهم بوجوده.



حتى أن عمّ الإمام المهدي(عليه السلام) جعفر بن علي الهادي لم يعلم بولادته ولا
بوجوده، وعليه فلابدّ من غيبة صغرى كي يُعرف خلالها ميلاده(عليه السلام) ووجوده
ويعرض على خواصّ أصحاب الإمام العسكري(عليه السلام) كما فعل هو حيث عرضه على خواصّ
أصحابه وأعلن لهم عن ولادته، ثم عقّ عنه وتباشر الشيعة بذلك وكتموه عن من سواهم.



وهناك علّة اُخرى يمكن فهمها من خلال الواقع التاريخي تتلخّص في
ضرورة تحقق الاستعداد اللازم من قبل أتباعه الذين تعوّدوا درك حضور الإمام فلابد من
مرحلة تمهدية ليتسنّى تقبّـل هذه الغيبة الطويلة حيث يتكامل خلالها الكيان الشيعي
ليستقل بادارة شؤونه دون حاجة كبيرة الى الارتباط المباشر بالإمام المعصوم بعد أن
سعى أهل البيت(ع) لرفع المستوى العلمي لشيعتهم; تمهيداً لمرحلة الغيبة الكبرى حيث
يكون اعتمادهم على رواة أحاديث الأئمة(عليهم السلام) العارفين بالحلال والحرام، كما
ورد في التوقع الشريف الصادر عن الإمام المهدي(عليه السلام) الى أحمد بن إسحاق
عندما سأله عن مسائل إذ قال له: «وأما الحوادث الواقعة
فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله».



وهذا دليل آخر على ضرورة فتح باب الاجتهاد كما هو مفتوح في مذهب أهل البيت(عليهم
السلام)، لا سيما في فترة غيبة الإمام المعصوم(عليه السلام) وذلك، بعد أن عمل
الأئمة(عليهم السلام) في تربية الذهنية الشيعية وارتفعوا بها الى مستويات عليا
متجاوزين أوّليات كثيرة كانت تتطلبها عملية الاجتهاد هذه، ويقتضيها التعامل الصحيح
مع النصوص.



وقد امتدّت هذه التربية واستوعبت مساحة زمنيه توازي فترة الوجود المبارك للأئمة
الأطهار(عليهم السلام) وحتى نهاية الغيبة الصغرى وهي فترة لا تقل عن ثلاثة قرون
وعقدين تقريباً أي من (11 هـ الى 329 هـ ).



الغيبة الكبرى وأسبابها



لقد أشارت الأحاديث الشريفة المرويّة عن النبي(صلى الله عليه وآله) والأئمة
الأطهار(عليهم السلام)لأسباب وعلل غيبة الإمام المهدي(عليه السلام) الطويلة.



وبإلقاء نظرة شاملة وفاحصة فيما جاء من النصوص حول الغيبة يتّضح أن هذه الروايات
والأحاديث يمكن تقسيمها الى سبعة طوائف:



1
ـ فطائفة تذكر أن علّة الغيبة هي أن الله سبحانه أجرى للإمام(عليه السلام) سنن
الأنبياء في غيباتهم.



2
ـ وطائفة اُخرى تعلّل غيبته(عليه السلام) بخوفه من القتل.



3
ـ وطائفة ثالثة تذكر أن العلّة هي أن لا تكون في عنقه بيعة لأي ظالم ولا لطاغية
زمانه حين يظهر بالسيف.



4
ـ وطائفة رابعة لم تذكر سبباً صريحاً بل تنصّ على أن الغيبة أمر من أمر الله سبحانه
وسرّ من أسراره لا يمكن كشفه إلا حين ظهور الإمام(عليه السلام) .



5
ـ والطائفة الخامسة تعتبر السبب ضرورة تحقق العدد اللازم والظروف المؤاتية للثورة
الشاملة والاستعداد التام من قبل أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) الذين يريدون
المساهمة في التغيير العالمي الشامل وهو تغيير عظيم يحتاج الى قوى ونفوس عظيمة
تتناسب مع المهمة التغييرية الكبرى.



6
ـ والطائفة السادسة تؤكد على ضرورة مرور فترة زمنية كافية للتمحيص والاختبار لغربلة
من يدّعي الاستعداد لنصرة الحق وبذل مهجته في سبيل الله تعالى.



7
ـ والطائفة السابعة تشير الى ضرورة ظهور فشل كل المدارس والأشخاص الذين يتزعمون
حركة الإصلاح ويزعمون أنّـهم قادرون على إنجاز الاصلاح الحقيقي في المجتمع لئلا
تكون لهم الحجة على المصلح العالمي المنتظر.



واليك نماذج من كل طائفة:



1
ـ فمن الطائفة الاُولى: ما رواه سدير عن أبيه عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال:



إنّ للقائم منـّـا
غيبة يطول أمدها، قلت له: يا ابن رسول الله ولمَ ذاك؟ قال: لأنّ الله عزّ
وجل أبى إلاّ أن يجعل فيه سنن الأنبياء(عليهم السلام) في غيباتهم، وأنه لابدّ
له يا سيدير من استيفاء مدة غيباتهم، قال الله تعالى: (لتركبنّ طبقاً عن طبق) أي
سنن من كان قبلكم([8]).



2
ـ ومن الطائفة الثانية ما رواه زرارة عن الإمام الباقر(عليه السلام) قال:



إنّ للقائم غيبة قبل ظهوره،قلت: ولِمَ؟ قال:
يخاف ـ وأومى بيده الى بطنه ـ قال زرارة يعني: القتل([9]).



ومنها ما روي عن عبدالله بن عطا عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: قلت
له إن شيعتك بالعراق كثيرة، والله ما في أهل بيتك مثلك، فكيف لا تخرج؟ قال: فقال:
يا عبدالله ابن عطا، قد أخذتَ تفرشُ اُذنيك للنَوْكى. إي والله ما أنا بصاحبكم،
قال: قلت له: فمن صاحبنا؟ قال:
انظروا من عَمِيَ
على الناس ولادته،
فذاك صاحبكم ; إنه ليس منّا أحد
يشار إليه بالأصبع ويُمضَغ باللسان إلاّ مات غيظاً أو رغم أنفه([0]).



وفي هذا النص تصريح وتعليل لأسباب القتل التي تحققت لعامّة الأئمة من
أهل البيت(عليهم السلام) ولا ينبغي أن تتكرّر للقائم منهم مادام هو خاتمهم وآخرهم
ولا وصيّ بعده.



3
ـ ومن الطائفة الثالثة: ما روي عن الإمام الرضا(عليه السلام) أنه قال ـ في جواب من
سأله عن علّة الغيبة ـ :
«لئلاّ يكون في عنقه بيعة إذا قام بالسيف»([1]).



وهذا المعنى مروي عن كثير من الأئمة(عليهم السلام) بألفاظ متقاربة، منها ما روي عن
الإمام المهدي(عليه السلام) أنه قال في توقيعه الى إسحاق بن يعقوب في جواب أسئلته:



«وأمّا علّة ما وقع من الغيبة، فإن الله عزّ وجل يقول: (يا أيها الذين آمنوا لا
تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم) إنه لم يكن أحد من آبائي(عليهم السلام)، إلا
وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج، ولا بيعة لأحد من
الطواغيت في عنقي»([2]).



ويقول(عليه السلام) في رسالته الاُولى للشيخ المفيد:



«نحن وإن كنا ناوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أرانا الله تعالى
لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك مادامت دولة الدنيا للفاسقين»([3]).



ويقول سلام الله عليه في رسالته الثانيه للشيخ المفيد:



«ولو أنّ أشياعنا ـ وفّقهم الله لطاعته ـ على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد
عليهم، لما تأخر عنهم اليُمن بلقائنا، ولتعجّل لهم السعادة بمشاهدتنا على حق
المعرفة وصدقها منهم بنا. فما يحبسنا عنهم إلا ما يتّصل بنا مما نكره ولا نؤثره
منهم»([4]).



4
ـ ومن الطائفة الرابعة ما رواه عبدالله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن
محمد(عليه السلام) يقول:
إنّ لصاحب هذا
الأمر غيبة لابّد منها، يرتاب فيها كلّ مبطل،
فقلت له: ولِمَ جُعِلتُ فداك؟ قال: لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم، قلت:
فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال:
وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدّم من حجج الله تعالى ذكره، إن وجه
الحكمة في ذلك لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه
الخضر(عليه السلام) إلا بعد افتراقهما، ياابن الفضل إن هذا الأمر من أمر الله وسرّ
من سرّ الله، وغيب من غيب الله، ومتى علمنا أن الله عزّوجلّ حكيم، صدّقنا بأنّ
أفعاله كلّها حكيمة، وإن كان وجهها غير منكشف([5]).



5 ـ ومن الطائفة الخامسة ما روي عن الحسن بن محبوب بن إبراهيم
الكرخي قال: قلت لأبي عبدالله(عليه السلام) أو قال له رجل: أصلحك الله، ألم يكن
علي(عليه السلام) قوياً في دين الله؟ قال: بلى، قال: فكيف ظهر عليه القوم وكيف لم
يمنعهم؟ وما منعه من ذلك؟ قال: آية في كتاب الله عزّ جل منعته، قال: قلت: وأيّ آية
هي؟ قال: قول الله عزّ وجل:
(لو تزيّلوا
لعذّبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً).



إنه كان لله عزّ وجل ودايع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين
فلم يكن علي(عليه السلام) ليقتل الآباء حتى تخرج الواديع، فلمّا خرجت الودايع ظهر
على من ظهر فقاتله، وكذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبداً حتى تظهر ودايع الله عزّ
وجلّ
فاذا ظهرت ظهر على من ظهر فقاتله([6]).



6
ـ ومن الطائفة السادسة ما روي عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال:



«والله لا يكون الذي تمُدُنّ إليه أعناقكم حتى تميّزوا وتمحصّــوا،
ثم يذهب من عشره شيء ولا يبقى منكم إلا الأندر، ثم تلا هذه الآية:
(أم حسبتم أن
تدخلوا الجنّة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)([7]).



7
ـ ومن الطائفة السابعة ما روي عن الإمام الباقر(عليه السلام) أنه قال:



«دولتنا آخر الدول، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا
يقولوا إذا رأوا سيرتنا إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله عزّ وجلّ:
(العاقبة للمتقين)([8]).



إذن هناك أسباب واقعية وموضوعية هي التي تكمن وراء ظاهرة الغيبة كشفت هذه النصوص
عنها تارة بشكل صريح واُخرى بشكل رمزي هذا من جهة، ومن جهة اُخرى أن كل نص تكفّل
ببيان جزء من تلك العلة الواقعية التي ظهرت بمظهر سنّة من سنن الأنبياء، فإن معنى
وجود سنـّة هو وجود قانون عام ينطبق على الحوادث التاريخية كلما تشابهت الظروف،
وحيث إن الإمام المهدي(عليه السلام) يعبّر عن نفس الخط الذي سار عليه الأنبياء
وبعثوا من أجل تحقق أهدافه. إذن سوف تخضع حركته لنفس السنن العامة التي تحققت في
حياة الأنبياء(عليهم السلام) .



وصلاح الاُمة يقتضي أن يغيب الإمام(عليه السلام) حيث لا تتحقق الأهداف بظهوره قبل
الأوان وقبل تهيّؤ الظروف الموضوعية الكفيلة بتحقق أهداف رسالات الأنبياء على يده.



وظهور الإمام قبل أن تتحقّق الظروف الكفيلة بحفظ وجوده الذي يستطيع من خلاله إيجاد
التغيير العالمي المنشود قد يستلزم قتله من قبل الظالمين فلا يكوننّ نفع ظهوره أكبر
من نفع غيبته في هذه الظروف.



وتكشف لنا أدعية الإمام المهدي(ع) نفسه عن جملة من هذه الأسباب والعلل التي جاءت في
النصوص السابقة. وإليك نموذجاً منها.



من أدعية الإمام المهدي(عليه السلام)



«اللهمّ احجبني عن عيون أعدائي، واجمع بيني وبين أوليائي، وانجِز لي ما وعدتني،
واحفظني في غيبتي الى أن تأذن لي في ظهوري، وأحيي بي ما دُرس من فروضك وسننك، وعجّل
فرجي، وسهّل مخرجي، واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً، وافتح لي فتحاً مبيناً،
واهدني صِراطاً مستقيماً، وقِني جميع ما اُحاذره من الظالمين، واحجبني عن أعين
الباغضين الناصبين العداوة لأهل بيت نبيك، ولا يصل منهم إليّ أحد بسوء، فإذا أذنت
في ظهوري فأيّدني بجنودك، واجعل من يتّبعني لنصرة دينك مؤيّدين، وفي سبيلك مجاهدين،
وعلى من أرادني بسوء منصورين، ووفِّقني لإقامة حدودك، وانصرني على من تعدّى محدودك،
وانصر الحق، وأزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، وأورد عليّ من شيعتي وأنصاري من
تقرُّ بهم العين، ويشتدّ بهم الأزر، واجعلهم في حرزك وأمنك، برحمتك يا أرحم
الراحمين»([9]).



إنّ هذا الدعاء طافح بالمعاني والمفاهيم التي تكشف لنا أسباب الغيبة والظروف
اللازمة لتحقق الظهور، ودور الإمام المهدي(عليه السلام) وشيعته في تحقيق هذا
الظهور.



وفي زيارة الإمام المهدي(ع) من قبل أنصاره وشيعته ما يكفي للإرشاد الى كل ما ينبغي
لهم فعله وتحقيقه خلال فترة الغيبة الكبرى ، وإليك نماذج منها.



الزيارة المعروفة بزيارة آل ياسين



إنّ الزيارة هي سبيل من سبل الارتباط بالمزور ولا سيّما إذا كان غائباً عنّا
كالإمام المهدي(عليه السلام).



وفي هذه الزيارة المعروفة استعراض لحالات الإمام المهدي وسيرته حال غيبته، وما
ينبغي للمنتظرين الالتزام به والاهتمام به. وبالتالي هي خطوة من خطوات التمهيد
للظهور.



قال محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري: خرج التوقيع من الناحية المقدسة ـحرسها الله
ـ بعد المسائل([0]):



بسم الله الرحمن الرحيم، لا لأمره تعقلون، حكمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا
يؤمنون. السلام عليك وعلى عباد الله الصالحين.



إذا أردتم التوجّه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى:



(سلام على آل ياسين) ، السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته السلام عليك يا باب
الله وديّان دينه. السلام عليك يا خليفة الله وناصر خلقه. السلام عليك يا حجة الله
ودليل إرادته. السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه. السلام عليك يا بقيّة الله
في أرضه. السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه ووكّده. السلام عليك يا وعد الله
الذي ضمنه. السلام عليك أيها العَـلَم المنصوب، والعلم المصبوب، والغوث والرحمة
الواسعة وعداً غير مكذوب. السلام عليك حين تقعد السلام عليك حين تقوم. السلام عليك
حين تقرأ وتبيّن. السلام عليك حين تصلّي وتقنت. السلام عليك حين تركع وتسجد. السلام
عليك حين تكبّر وتهلّل. السلام عليك حين تحمد وتستغفر. السلام عليك حين تمسي وتصبح.
السلام عليك في الليل إذا يغشى والنهار إذ تجلى. السلام عليك أيها الإمام المأمون.
السلام عليك أيها المقدّم المأمول. السلام عليك بجوامع السلام. أشهد يا مولاي أني
اشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله لا حبيب إلا هو
وأهله، وأشهد أن أميرالمؤمنين حجته، والحسن حجته، والحسين حجتة، وعلي بن الحسين
حجته، ومحمد بن علي حجته، وجعفر بن محمد حجته، وموسى بن جعفر حجته، وعلي بن موسى
حجته، ومحمد بن علي حجته، وعلي بن محمد حجته، والحسن بن علي حجته، وأشهد انك حجة
الله.



أنتم الأول والآخر، وأن رجعتكم حق لاشك فيها يوم لا ينفع نفساً ايمانها لم تكن
اّمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيراً، وأن الموت حق، وأن ناكراً ونكيراً حق،
واشهد أن النشر والبعث حق، وأن الصراط والمرصاد حق، والميزان والحساب حق، والجنّة
والنار حق، والوعد والوعيد حق.



يا
مولاي شقي من خالفكم وسعد من أطاعكم.



فاشهد على ما اشهدتك عليه، وأنا ولي لك بريء من عدوّك، فالحق ما رضيتموه، والباطل
ما سخطتموه، والمعروف ما أمرتم به، والمنكر ما نهيتم عنه، فنفسي مؤمنة بالله وحده
لا شريك له، وبرسوله، وبأميرالمؤمنين، وبأئمة المؤمنين وبكم يا مولاي أوّلكم
وآخركم، ونصرتي معدّة لكم، ومودّتي خالصة لكم آمين آمين.



وأما الدعاء الوارد عقيب هذه الزيارة فهو يحمل بين طياته توثيق علاقة المؤمن مع
ربه ومع إمامه من خلال التوجه الى الله تعالى وطلب النصرة منه لوليه المنتظر وشيعته
وانصاره ، وفيه ترشيد لسلوك الانسان المؤمن في مرحلة الانتظار ترشيداً يستوعب كل
مجالات السلوك.



واليك نص هذا الدعاء:



«بسم الله الرحمن الرحيم. اللهمّ إني اسألك أن تصلّي على محمد نبي رحمتك، وكلمة
نورك، وأن تملأ قلبي نور اليقين، وصدري نور الإيمان، وفكري نور النيات، وعزمى نور
العلم، وقوّتي نور العمل، ولساني نور الصدق، وديني نور البصائر من عندك، وبصري نور
الضياء وسمعي نور الحكمة. ومودّتي نور الموالاة لمحمد وآله(عليهم السلام). حتى
ألقاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك. فتغشيني رحمتك يا ولي يا حميد.



اللهمّ صلِّ على حجتك في أرضك، وخليفتك في بلادك. والداعي الى سبيلك
والقائم بقسطك، والثائر بأمرك، وليّ
المؤمنين، وبَـوار الكافرين، ومجلّي الظلمة ومنير الحقّ، والساطع بالحكمة والصدق.
وكلمتك التامة في أرضك، المرتقب الخائف والولي الناصح، سفينة النجاة، وعَـلَم
الهدى، ونور أبصار الورى، وخير من تقمّص وارتدى، ومجلّي العمى الذي يملأ الأرض
عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً إنك على كل شيء قدير.



اللهمّ صلّ على وليك وابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم، وأوجبت حقّهم وأذهبت عنهم
الرجس وطهرتهم تطهيراً.



اللهمّ انصره وانتصر به، وانصر به أولياءك وأولياءه، وشيعته وأنصاره واجعلنا منهم.



اللهمّ أعذه من كل باغ وطاغ، ومن شر جميع خلقك. واحفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن
يمينه وعن شماله، واحرسه، وامنعه، من أن يوصل اليه بسوء واحفظ فيه رسولك وآل رسولك،
وأظهر به العدل وأيّده بالنصر، وانصر ناصريه واخذل خاذليه، واقصم به جبابرة الكفر
واقتل به الكفّار والمنافقين، وجميع الملحدين، حيث كانوا في مشارق الارض ومغاربها،
برّها وبحرها، واملأ به الأرض عدلاً، وأظهر به دين نبيّك، واجعلني اللهمّ من أنصاره
وأعوانه، وأتباعه وشيعته، وأرني في آل محمد ما يأملون وفي عدوّهم ما يحذرون إله
الحقّ آمين، يا ذا الجلال والإكرام، يا أرحم الراحمين»([1]).



إن
تعميق الارتباط بالإمام الغائب عن الأبصار يتم من خلال توثيق العلاقة الروحية
وتعميق الايمان به وبوجوده واستشعار حضوره وترقـّب ظهوره في كل يوم بل في كل لحظة.
وقد قامت الادعية والزيارات الواردة عن أهل بيت الرسالة بأداء هذا الدور خير قيام،
فإننا نجد كمّاً هائلاً من الادعية اليومية والزيارات والأدعية الاسبوعية ،
والأدعية والزيارات غير المؤقتة بوقت معين.



فمن الادعية اليومية التي يستحسن قراءتها في القنوت من كل صلاة فريضة او نافلة هو
الدعاء التالي:



«اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة
ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتي تسكنه ارضك طوعاً وتمتعه فيها
طويلاً».



وهو الدعاء الذي يستحب تكراره كثيراً ليلة القدر وهي الليلة التي تقدّر فيها آجال
ومصائر العباد ويتنزل فيها على الامام المعصوم في كل سنة كل ما يحدث في تلك السنة،
وبذلك يعلم أن للدعاء دوراً مصيرياً بالنسبة لمستقبل حياة الانسان وسعادته ولاسيما
اذا كان الدعاء بحفظ الامام المهدي المنتظر حتى يقوم بأداء مهمته الكبرى .



ومن الادعية والزيارات اليومية المتضمنة لتجديد العهد بالامام المهدي(ع) يومياً بعد
صلاة الفجر السلام عليه بما يلي:



«اللهم بلـّـغ
مولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه عن جميع المؤمنين والمؤمنات، في مشارق الارض
ومغاربها ، وبرها وبحرها، وسهلها وجبلها، حيهم وميتهم ، وعن والديّ وَوُلدي
وعني من الصلوات والتحيات زنة عرش الله ومداد كلماته، ومنتهى
رضاه، وعدد ما أحصاه كتابه، وأحاط به علمه.



اللهم اني اجدد له في هذا اليوم وفي كل يوم عهداً وعقداً وبيعة في
رقبتي . اللهم كما شر
ّفتني بهذا
التشريف ، وفضلتني بهذه الفضيلة، وخصصتني بهذه النعمة، فصل على مولاي وسيدي صاحب
الزمان، واجعلني من أنصاره واشياعه والذابـّـين عنه،
واجعلني من المستشهدين بين يديه طائعاً غير مكره في الصف الذي نعت أهله في كتابك
فقلت: (صفاً كأنهم بنيان مرصوص ) على طاعتك وطاعة رسولك وآله عليهم السلام . اللهم
هذه بيعة له في عنقي الى يوم القيامة».



ومن هذا النمط دعاء العهد المروي عن الامام الصادق والذي جاء في أهميته أنه من دعا
الى الله تعالى أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار القائم المهدي ، فإن مات
قبله أخرجه الله تعالى من قبره وأعطاء بكل كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة([2])
.



ومن الأدعية الواردة دعاء الاستغاثة بالامام المهدي(ع) بعد صلاة ركعتين أينما كنت
ومتى ما شئت حيث تقف مستقبل القبلة تحت السماء([3]).



وتقول سلام الله الكامل التام الشامل العام وصلواته. الدائمة
وبركاته القائمة على حجـّة
الله ووليـّه
في أرضه وبلاده...
»



وهناك عدد من الزيارات الاسبوعية التي يزار بها الامام المهدي(ع) في كل جمعة وهو
اليوم المخصّـَص لصاحب الزمان فإنه اليوم الذي يتوقع فيه ظهوره ان شاء الله تعالى
وهي ما بين زيارات قصيرة ومتوسطة وتفصيلية تجدها في كتب الأدعية والزيارات المعروفة
مثل مهج الدعوات ومصباح المتهجد وبحار الأنوار ومفاتيح الجنان([4]).



ومن الطائفة الثانية الصلوات المروية عن الامام المهدي(ع) خرجت الى أبي الحسن
الضراب الإصبهاني بمكة على ما رواها الشيخ ابوجعفر الطوسي والسيد ابن طاووس في
أعمال عصر يوم الجمعة([5]).



ومن الطائفة الثالثة ما ذكره السيد ابن طاووس في جمال الاسبوع من أعمال عصر يوم
الجمعة بعد أداء فريضة



العصر([6])
.



ويبلغ الموالي في ندبته لإمامه قمة الارتباط والولاء والشوق حين يندبه كل جمعة
بدعاء بليغ يبيّـن فيه شدة الانشداد والتعلق العاطفي بإمامه المنتظر بعد استعراض
الطريق الدامي لمسيرة الهداية الربانية عبر العصور والرسالات وما قدّمه أهل
البيت(ع) من تضحيات ويذكر النادب في ندبته لإمامه اوصاف كماله وأهدافه الكبرى
ويتمنى ما يتمناه المتفجع بمصاب الغيبة التي حرم فيها هذا المؤمن من بركة الحضور
والظهور.



ونظراً لأهمية هذا النشاط ولأجل الدور الكيبر الذي قام به دعاء الندبة في عصر
الغيبة في التجربة الرائدة نختم المقال بالتبرك بهذا الدعاء الشريف.



بسم الله الرحمن الرحيم



اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّد
نَبِيِّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى
بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدينِكَ،
اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا
زَوالَ لَهُ وَلاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في
دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها، فَشَرَطُوا
لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ،
وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَالثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَاَهْبَطْتَ
عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ،
وَجَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَالْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ
اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ في
فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ،
وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَسَأَلَكَ لِسانَ صِدْق فِي الاْخِرينَ
فَاَجَبْتَهُ وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَة
تَكْليماً وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَوَزيراً، وَبَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ
مِنْ غَيْرِ اَب وَآتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَاَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ،
وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ
اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظ مِنْ مُدَّة اِلى مُدَّة، اِقامَةً
لِدينِكَ، وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ
وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَلا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ
اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَاَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ
مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بِالاَْمْرِ اِلى
حَبيبِكَ وَنَجيبِكَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَكانَ كَمَا
انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَاَفْضَلَ
مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَاَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى
اَنْبِيائِكَ، وَبَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَاَوْطَأتَهُ
مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَعَرَجْتَ بِرُوْحِهِ اِلى
سَمائِكَ، وَاَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ،
ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَميكائيلَ
وَالْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَوَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى
الدّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ
مَبَوَّأَ صِدْق مِنْ اَهْلِهِ، وَجَعَلْتَ لَهُ وَلَهُمْ اَوَّلَ بَيْت وُضِعَ
لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ
مَقامُ اِبْراهيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَقُلْتَ (اِنَّما يُريدُ اللهُ
لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) ثُمَّ
جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّد صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ
فَقُلْتَ: (قُلْ لا اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ اَجْراً اِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى
الْقُرْبى) وَقُلْتَ (ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْر فَهُوَلَكُمْ) وَقُلْتَ: (ما
اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْر الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ
سَبيلاً)، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَالْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ،
فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ
عَلَيْهِما وَآلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَلِكُلِّ قَوْم هاد،
فَقالَ وَالْمَلاَُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ
والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ
خَذَلَهُ، وَقالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَقالَ اَنَا
وَعَلِيٌّ مِنْ شَجَرَة واحِدَة وَسائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَر شَتّى، وَاَحَلَّهُ
مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى فَقال لَهُ اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ
مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ
الْعالَمينَ، وَاَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الاَْبْوابَ
اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَحِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ
الْعِلْمِ وَعَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَالْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها
مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَوَصِيّي وَوارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي
وَدَمُكَ مِنْ دَمي وَسِلْمُكَ سِلْمي وَحَرْبُكَ حَرْبي وَالاْيمانُ مُخالِطٌ
لَحْمَكَ وَدَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَدَمي، وَاَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ
خَليفَتي وَاَنْتَ تَقْضي دَيْني وَتُنْجِزُ عِداتي وَشيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ
نُور مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَهُمْ جيراني، وَلَوْلا
اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَكانَ بَعْدَهُ هُدىً
مِنَ الضَّلالِ وَنُوراً مِنَ الْعَمى، وَحَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَصِراطَهُ
الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَة في رَحِم وَلا بِسابِقَة في دين، وَلا
يُلْحَقُ في مَنْقَبَة مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِما وَآلِهِما، وَيُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَلا تَأخُذُهُ فِي اللهِ
لَوْمَةُ لائِم، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَقَتَلَ اَبْطالَهُمْ
وَناوَشَ ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً
وَخَيْبَرِيَّةً وَحُنَيْنِيَّةً وَغَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ
وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَالْقاسِطينَ
وَالْمارِقينَ، وَلَمّا قَضى نَحْبَهُ وَقَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ
اَشْقَى الاَْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَالاُْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ
مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَاِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ
وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ
وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ
الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاَْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ
وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَسُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا
لَمَفْعُولاً، وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ، فَعَلَى
الاَْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّد وَعَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما
وَآلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَاِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ،
وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ الدُّمُوعُ، وَلْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَيَضِجَّ
الضّاجُّونَ، وَيَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ
اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـح، وَصادِقٌ بَعْدَ صادِق، اَيْنَ
السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ
الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاَْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاَْنْجُمُ
الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَقَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ
اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ
لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِِقامَةِ الاَْمْتِ
وَاْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ، اَيْنَ
الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ
لاِِعادَةِ الْمِلَّةِ وَالشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِِحْياءِ الْكِتابِ
وَحُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَاَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ
الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ
اَهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ
وَالشِّقاقِ، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَالاَْهْواء،ِ اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ
الْكِذْبِ وَالاِْفْتِر اءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَالْمَرَدَةِ، اَيْنَ
مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَالتَّضْليلِ وَالاِْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ
الاَْوْلِياءِ وَمُذِلُّ الاَْ عْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ عَلَى التَّقْوى،
اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ
يَتَوَجَّهُ الاَْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاَْرْضِ
وَالسَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ
مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاَْنْبِياءِ
وَاَبْناءِ الاَْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ،
اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَافْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ
الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَالتَّقْوى،
اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَابْنُ
خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي وَنَفْسي
لَكَ الْوِقاءُ وَالْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ
النُّجَبآءِ الاَْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ، يَا بْنَ
الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاَْنْجَبينَ، يَا بْنَ
الاَْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ
الْقَماقِمَةِ الاَْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ
الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاَْنْجُمِ الزّاهِرَةِ،
يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاَْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا
بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ
الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ
الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ
النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ
حَكيمٌ، يَا بْنَ الاْياتِ وَالْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا
بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا
بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَالْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس
وَالذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَالْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى
فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَاقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ
الاَْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْض
تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ
اَرَى الْخَلْقَوَلا تُرى وَلا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَلا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ
اَنْ تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَلا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَلا شَكْوى،
بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّب لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِح ما
نَزَحَ عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِق يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن
وَمُؤْمِنَة ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي
اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدلا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَم لا تُضاهى،
بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَف لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ
وَاِلى مَتي، وَاَىَّ خِطاب اَصِفُ فيكَ وَاَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ
اُجابَ دُونَكَ وَاُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الْوَرى،
عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعين
فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَالْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوع فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا
خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا
بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَة فَنَحْظى،
مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ
فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَنُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً، مَتى تَرانا
وَنَراكَ وَقَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَاَنْتَ
تَاُمُّ الْمَلاََ وَقَدْ مَلاَْتَ الاَْرْضَ عَدْلاً وَاَذَقْتَ اَعْداءَكَ
هَواناً وَعِقاباً، وَاَبَرْتَ الْعُتاةَ وَجَحَدَةَ الْحَقِّ، وَقَطَعْتَ دابِرَ
الْمُتَكَبِّرينَ، وَاجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَنَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ
للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَالْبَلْوى،
وَاِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَاَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ
وَالدُّنْيا، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَاَرِهِ
سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَاَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاَْسى وَالْجَوى، وَبَرِّدْ
غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَمَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى
وَالْمُنْتَهى، اَللّـهُمَّ وَنَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ اِلى وَلِيِّكَ
الْمُذَكِّرِ بِكَ وَبِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَمَلاذاً،
وَاَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَمَعاذاً، وَجَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً،
فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَزِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً،
وَاجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَمُقاماً، وَاَتْمِمْ نِعْمَتَكَ
بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ وَمُرافَقَةَ الشُّهَداءِ
مِنْ خُلَصائِكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَصَلِّ عَلى
مُحَمَّد جَدِّهِ وَرَسُولِكَ السَّيِّدِ الأَكْبَرِ، وَعَلى اَبيهِ السَّيِّدِ
الأَصْغَرِ، وَجَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّد صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَعَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ،
وَعَلَيْهِ اَفْضَلَ وَاَكْمَلَ وَاَتَمَّ وَاَدْوَمَ وَاَكْثَرَ وَاَوْفَرَ ما
صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَصْفِيائِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَلِّ
عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَلا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَلا نَفادَ
لاَِمَدِها، اَللّـهُمَّ وَاَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَاَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ
وَاَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَاَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَصِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا
وَبَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ
يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَيَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَاَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ
حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَالاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَاجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ،
وَامْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَدُعاءَهُ
وَخَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَفَوْزاً عِنْدَكَ، وَاجْعَلْ
صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَدُعاءَنا بِهِ
مُسْتَجاباً وَاجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَهُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً،
وَحَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَاَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ
وَاقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَانْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً
نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ،
وَاسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِكَأسِهِ وَبِيَدِهِ
رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا اَرْحَمَ الرّاحِمين .



وهكذا ننتهي الى أن الغيبة الكبرى تعبّر عن مخاض طويل تقطعه الأمة المسلمة لتستقبل
من خلاله إشراقة الإسلام من جديد بعد أن تستعدّ وتصبح قادرة على حمل لواء الإسلام
ومشعله المضيء الى البشرية كافة بعد عصر الظلام الدامِس وبعد أن تستنفذ كل التجارب
البشرية محاولاتها البائسة لانتشال البشرية ممّا تورّطت فيه من أنواع الظلم
والطغيان.



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



وسلام الله على عباده الذين اصطفى محمّد وآله
الطاهرين



آمين يا ربّ العالمين




([1])
صحيح مسلم: كتاب الفن، وانظر الفتح الرباني: 1/247.






([2])
انظر صحيح البخاري: كتاب بدء الخلق، باب علامات النبوة ورواه أحمد. وانظر
الفتح الرباني: 23/38 .



([3])
رواه داود فى عون المعبود الحديث 4243 و 4222.



([4])
صحيح البخاري، كتاب الحج: 1/322 و رواه مسلم: 7/8.



([5])
رواه أحمد والحاكم وابن حبّان، انظر كنز العمال: 1/238.



([6])
انظر كنز العمال: 1/169، ومعالم الفتن: 1/67.



([7])
انظر صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق باب علامات النبوّة: 2/280 وصحيح مسلم
كتاب الفتن.



([8])
انظر مجمع الزوائد: 7/236.



([9])
الفتح الرباني: 23/240، وقال الهثيمي: رواه أحمد والبزار ورجاله رجال
الصحيح.



([10])
رواه ابن ماجة، انظر كنز العمال: 11/370.



([11])
انظر صحيح البخاري: 4/141 كتاب الدعوات وصحيح مسلم: 5/153 كتاب الفضائل.



([12])
صحيح البخاري كتاب الدعوات: 1/141، صحيح مسلم كتاب الفضائل: 15/159 وكنز
العمال: 14/418.



([13])
صحيح البخاري: 4/142 باب الصراط.



([14])
صحيح البخاري تفسير سورة الانبياء: 3/160، وصحيح مسلم: 17/194.



([15])
صحيح البخاري: 4/142 كتاب الدعوات باب الصراط.



([16])
انظر معالم الفتن: 1/91، رواه الطبراني في الأوسط.



([17])
انظر كنز العمال: 11/181، ورواه الطبراني في الكبير.



([18])
الفتح الرباني: 29/23 وقال: حديث صحيح.



([19])
كمال الدين: 1/321 ـ 322.



([20])
الأحزاب: 6.



([21])
الزخرف: 47.



([22])
كمال الدين: 1/323.



([23])
الغيبة لحمد بن إبراهيم النعماني: 172 ـ 173.



([24])
انظر الغيبة للنعماني: 90.



([25])
كمال الدين: 2/480.



([26])
كمال الدين: 2/481.



([27])
راجع منتخب الأثر: 358 ـ 360، للطف الله الصافي.



([28])
الحر العاملي، اثبات الهداة: 3/486 ـ 487.



([29])
علل الشرائع: 1/246.



([30])
الكافي: 1/342.



([31])
عيون أخبار الرضا: 1/273 .



([32])
كمال الدين: 483.



([33])
الكاشاني، معادن الحكمة: 2/306.



([34])
الكاشاني، معادن الحكمة: 2/306.



([35])
كمال الدين: 481.



([36])
علل الشرائيع: 147.



([37])
قرب الاسناد: 162.



([38])
الغيبة، للشيخ الطوسي: 282، سورة الأعراف.



([39])
مهج الدعوات: 68 .



([40])
الطبرسي، الاحتجاج:
2/315 ـ 318.



([41])
انظر الاحتجاج الجزء الثاني، أجوبة الناحية المقدسة الى محمد الحميري.



([42])
اُنظر مفاتيح
الجنان ص 758 ـ 759 وأوله (اللهم رب النور العظيم...).



([43])
مفاتيح الجنان ص 198 ـ 199 طبعة المجمع العالمي لأهل البيت(ع).



([44])
مفاتيح الجنان ص 116 ـ 117.



([45])
راجع مفاتيح الجنان ص 105 ـ 108 .



([46])
راجع مفاتيح الجنان ص 823 ـ 827.

/ 8