مقدمة الطبعة الاولى - عقائد الاسلام من القرآن الکریم جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عقائد الاسلام من القرآن الکریم - جلد 2

سید مرتضی العسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




عقائد الاسلام من القرآن الكريم .


الكتاب الثاني .


انتقال دور خاتم الانبياء من جبين آدم الى .


بنيه نسلا بعد نسل للبشر.


تعليم الانبياء للبشر التمدن وعمارة الارض .


تسلسل تعيين الوصي من لدن آدم (ع ).


الى النبي (ص ).


تاليف .


العلامة السيد مرتضى العسكري .


الكتاب :عقائد الاسلام من القرآن الكريم (ج 2).


المؤلف :السيد مرتضى العسكري .


الناشر:كلية اصول الدين .


الطبعة :الثالثة .


سنة الطبع :1997م ـ 1418ه.


الكمية :3000 نسخة .


بسم اللّه الرحمن الرحيم .


(لـقـد ارسـلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان بالقسط وانزلنا الحديد فيه باس شديد
ومنافع للناس وليعلم اللّه من ينصره ورسله بالغيب ان اللّه قوي عزيز)(الحديد / 25).


(والـذيـن آمـنـوا باللّه ورسله ولم يفرقوا بين احد منهم اولـئك سوف يؤتيهم اجورهم وكان اللّه
غفورا رحيما)(النساء / 152).


(ان الذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة
الـتـي كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم
فـيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم ومن احسن قولا ممن دعا الى اللّه وعمل صالحا وقال انني من
المسلمين ) (فصلت : 30 ـ 33).


(والـذين آمنوا باللّه ورسله اولـئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم والذين
كفروا وكذبوا بياتنا اولـئك اصحاب الجحيم )(الحديد/19).


(سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا باللّه ورسله
ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشـاء واللّه ذو الفضل العظيم )(الحديد / 21).


مقدمة الطبعة الاولى



بسمه تعالى .


في مقدمة المجلد الاول من هذا الكتاب ذكرت اني وجدت عقائد الاسلام في القرآن الكريم سلسلة
مـتصلة الحلقات , يهدي بعضها الى البعض الاخر, وهي في مجموعها وحدة منسجمة الاجزاء يكمل
بعضها البعض الاخر.


وعـندما عرضها العلماء في تليفهم فصلوا بعضها عن الاخر, فاختفت بذلك حكمة عقائد الاسلام عن
دارسيها.


واني سلسلت عقائد الاسلام في هذا الكتاب كما وجدتها في القرآن الكريم , مجموعة متناسقة يكمل
بعضها البعض الاخر, يهدي البحث المتقدم الى موضوع البحث المتاخر وبذلك ندرك عقائد الاسلام
وحكمتها.


وفي بحث الربوبية منه قلنا ما موجزه :.


ان الـرب يـربـي مـربـوبه حالا بعد حال حتى يبلغ درجة الكمال , وان اللّه سبحانه شرع بمقتضى
ربـوبـيته للانسان نظاما يتناسب وفطرته , وجعل لذلك النظام حملة وحفظة , وهم رسله واوصياء
رسـلـه , ثـم قال جل اسمه : (لئلا يكون للناس على اللّه حجة بعد الرسل ) ((1)) وقال وصي خاتم
الانـبياء الامام علي (ع ): (لا تخلو الارض من قائم للّه بحجة , اما ظاهرا مشهورا او خائفا مغمورا
لئلا تبطل حججه وبيناته ) ((2)) .


واوردنـا فـي بـحث (مبلغون عن اللّه ومعلمون للناس ) منه موجزا من اخبارهم , لما كان في ايراد
تـفـصيلها فصل البحوث بعضها عن البعض الاخر, وزوال انسجامها وجميل تناسقها ولم يكن يظهر
عندئذ لدارسيها تسلسل عقائد الاسلام من المبدا حتى المعاد, وكيف تهدي العقائد بعضها الى البعض
الاخـرولـذلك ـ ايضا ـ اوجزت القول عن الظروف الاستثنائية لبني اسرائيل التي اقتضت احكاما
استثنائية لزمانهم واماكنهم .


ولـهذا, كان لا بد لنا في هذا المجلد ان نفصل القول في ما اوجزناه في مجلده الاول , ومن ثم بسطنا
القول هنا في اخبار الحجج وتسلسل مجيئهم حتى في عصر الفترة , لتوضيح ان الفترة كانت فترة في
مـجـي ء الـرسـل , وليست فترة في مجي ء اوصياء الرسل واوضحنا فيه كيف كان حجج اللّه روادا
لـلـحـضـارة الـبشرية , ولم تقتصر هدايتهم للناس في امور العبادة وللاخرة كما فصلنا القول عن
ظـروف بـنـي اسـرائيل الاستثنائية التي اقتضت تشريعا استثنائيا لهم , انتهى امر بعضها على عهد
المسيح , فاحل لهم بعض ما كان حرم عليهم قبل ذلك , وسوف نرى في بحوث الشريعة الخاتمة ـ ان
شـاء اللّه تـعالى ـ كيف نسخ اللّه جميع الاحكام الاستثنائية التي كان قد شرعها متناسبة مع ظروف
بـنـي اسرائيل الاستثنائية , وكيف عادت حنيفية ابراهيم التي كان اللّه قد وصى بها نوحا قبل ذلك
والتي كانت متناسبة مع فطرة الانسان ابد الدهر.


وفـي هذا المجلد ـ ايضا ـ عبرنا احيانا في بيان معاني بعض المصطلحات التي عرفناها في المجلد
الاول بتعبير آخر, لما كان فيه زيادة بيان وتوضيح , اكمالا للفائدة .


وقـد اقـتـدنيا في كل ذلك باسلوب القرآن الكريم المعجز في طرحه عقائد الاسلام , بايجاز تارة
واخـرى بتفصيل واف يقتضيه المقام احيانا, بتغيير التعبير في المكان اللاحق عن التعبير في المكان
السابق , حسب تناسب المقام , وتوخيا لاتمام الفائدة للقارئ المتدبر في القرآن الكريم اوردنا البحوث
فيه وفق المخطط الاتي .


مخطط البحوث



مخطط البحوث


سيرة المبلغين عن اللّه حسب التسلسل الزمني .


مقدمة البحث .


مصطلحات اسلامية (الوحي , النبوة , الرسالة , الاية ).


آيات القرآن الكريم .


شرح الكلمات .


تفسير الايات من الروايات .


خلاصة البحث .


ـ آدم عليه السلام :.


آيات في خلق آدم .


شرح الكلمات .


تفسير الايات .


ـ اخبار الاوصياء من بعد آدم في كتب السيرة :.


مقدمة .


شيث هبة اللّه .


انوش بن شيث .


قينان بن انوش .


مهلائيل بن قينان .


يرد بن مهلائيل .


ادريس البني ـ اخنوخ بن يرد.


متوشلح بن اخنوخ .


لمك بن متوشلح .


ـ تواريخ الاوصياء من التوراة :.


بعض تواريخ الاوصياء الى عصر نوح في التوراة .


نتيجة البحث .


ـ نوح عليه السلام :.


سيرته في آيات كريمة .


شرح الكلمات .


تفسير الايات .


خلاصة اخبار نوح .


اخبار نوح في مصادر الدراسات الاسلامية .


سام بن نوح .


ارفخشد بن سام .


شالح بن ارفخشد.


ـ هود عليه السلام :.


سيرته في آيات كريمة .


شرح الكلمات .


موجز تفسير الايات .


ـ صالح عليه السلام :.


سيرته في آيات كريمة .


شرح الكلمات .


موجز تفسير الايات .


نتيجة البحث .


ـ ابراهيم خليل الرحمن (عليه السلام ):.


مشاهد من اخبار ابراهيم في القرآن الكريم .


ا ـ ابراهيم مع المشركين .


ب ـ ابراهيم ولوط.


ج ـ ابراهيم واسماعيل وبناء البيت والنداء بالحج .


د ـ ابراهيم واسحاق ويعقوب .


شرح الكلمات .


مواضع العبرة في تفسير الايات .


في المشهد الاول ـ ابراهيم مع المشركين .


اولا ـ مع عباد النجوم النيرة .


ثانيا ـ مع عباد الاصنام .


ثالثا ـ مع طاغوت عصره .


في المشهد الثاني ـ موقف ابراهيم في خبر لوط وقومه .


في المشهد الثالث ـ خبر ابراهيم مع اسماعيل وبناء البيت ونداؤه بالحج .


في المشهد الرابع ـ ابراهيم مع فرعين من ذريته .


اخبار اسحاق بن ابراهيم (ع ) وابنه يعقوب (ع ).


اسرائيل وبنيه بني اسرائيل .


ـ يعقوب بن اسحاق عليهما السلام :.


سيرته في آيات كريمة .


شرح الكلمات .


تفسير الايات .


احكام استثنائية لقوم يعقوب في ظروف استثنائية .


ـ شعيب عليه السلام :.


سيرته في آيات كريمة .


شرح الكلمات .


العبرة في تفسير الايات .


مشاهد من اخبار بني اسرائيل وانبيائهم .


وتفصيل حالاتهم الاستثنائية في القرآن الكريم .


المشهد الاول : ولادة موسى وتبني فرعون اياه .


المشهد الثاني : آيات اللّه التسع .


المشهد الثالث : بنو اسرائيل في سيناء.


ـ مواضع العبرة في تفسير الايات :.


المشهد الرابع : داود وسليمان (عليهما السلام ).


المشهد الخامس : زكريا ويحيى (عليهما السلام ).


المشهد السادس : عيسى بن مريم (عليهما السلام ).


عصر الفترة .


ـ معنى عصر الفترة :.


الانبياء والاوصياء في عصر الفترة من غير آباء النبي (ص ).


بعض اخبار فرع اسماعيل (ع ) وصي ابراهيم (ع ) على شريعته الحنيفة .


اخبار بعض آباء النبي (ص ) في عصر الفترة : عدنان , مضر, وغيرهم .


الياس بن مضر.


كنانة بن خزيمة .


كعب بن لؤي .


انتشار عبادة الاصنام في مكة وموقف آباء الرسول (ص ) منها.


قصي بن كلاب .


عبد مناف بن قصي .


هاشم بن عبد مناف .


كيف عالج هاشم الاعتفاد بمكة .


عبد المطلب بن هاشم .


عبد المطلب في ميلاد النبي (ص ).


ـ خلاصة بحث فرع اسماعيل (ع ) من وصيي ابراهيم (ع ):.


ا ـ الياس بن مضر.


ب ـ خزيمة بن مدركة بن الياس .


ج ـ كعب بن لؤي .


ر ـ قصي .


ه ـ عبد مناف .


و ـ هاشم .


ز ـ عبد المطلب بن هاشم .


ـ ابوا النبي (ص ) ابو طالب وعبداللّه ابنا عبد المطلب :.


اولا: والد خاتم الانبياء عبداللّه .


ثانيا: كافل النبي وناصر الاسلام ابو طالب .


اسمه .


سيرته .


عقيدته .


نتيجة البحث .


نتائج البحوث .


مقدمة البحث


فـي سـيرة الرسل اصحاب الشرائع واوصيائهم تجسيد لمفاهيم الاسلام واحكامه , تكون دراستها للمسلم رؤية صحيحة عن المبدا حتى المعاد من عقائد الاسلام , وبما ان القيام بتلك الدراسة بحاجة
الى موسوعة ضخمة , ولا تتسع بحوث هذا الكتاب لها, نقتصر في ما ياتي بدراسة بعض اخبارهم في
الـقرآن الكريم والعهدين ومصادر الدراسات الاسلامية , مما نجد في درسها ضرورة لفهم ما سبق ,
ومـا يـاتي من بحوث الكتاب , وكذلك نقتصر في بيان تفسير الايات الاتية على ما نجد فيها ضرورة
لـفـهـم بحوث الكتاب ونبدا بحوله تعالى بدرس الايات التي تعرف الوحي والنبوة والرسالة والاية
والبشير والنذير ونظائرها, مما تدور البحوث الاتية حولها.


.


مصطلحات اسلامية



الاصطفاء.


الوحي .


الكتاب .


النبوة .


الرسول .


اولو العزم .


الاية .


قال سبحانه :.


ا ـ في سورة الحج :.


(اللّه يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ) (الاية / 75).


ب ـ في سورة آل عمران :.


(ان اللّه اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين )(الاية /33).


ج ـ في سورة النساء:.


(انـا اوحـيـنا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق
ويـعـقـوب والاسـبـاط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ورسلا قد
قـصـصـنـاهـم عـليك من قبل ورسلا لـم نقصصهـم عليك وكلم اللّه موسى تكليما رسلا مبشرين
ومـنـذرين لئلا يكون للناس علـى اللّه حجة بعد الرسل وكان اللّه عزيزا حكيما)(الايات : 163ـ
165).


د ـ في سورة النحل :.


(ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا اللّه واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى اللّه ومنهم من حقت
عليه الضلالة )(الاية : 36).


( فهل على الرسل الا البلاغ المبين )(الاية : 35).


ه ـ في سورة آل عمران :.


(واذ اخذ اللّه ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به
ولـتـنـصـرنـه قـال ااقـررتـم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من
الشاهدين )(الاية : 81).


و ـ في سورة الانعام :.


(وتـلـك حـجـتنا آتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم ووهبنا له
اسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسف وموسى
وهـارون وكـذلك نجزي المـحسنين وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين واسماعيل
والـيـسـع ويـونـس ولـوطـا وكـلا فـضـلـنا على العالمين اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم
والنبوة )(الايات : 83 ـ 86, 89).


ز ـ في سورة البقرة :.


(قـولـوا آمنا باللّه وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما
اوتـي مـوسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون )(الاية :
136).


ح ـ في سورة الحديد:.


(لـقـد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه
باس شديد ومنافع للناس وليعلم اللّه من ينصره ورسله بالغيب )(الاية : 25).


وفي سورة النور 24 والعنكبوت 18:.


(وما على الرسول الا البلاغ المبين ).


ط ـ في سورة سبا:.


(وما ارسلنا في قرية من نذير الا قال مترفوها انا بما ارسلتم به كافرون )(الاية : 34).


ي ـ في سورة الاعراف :.


(والى عاد اخاهم هودا)(الاية : 65) وسورة هود (الاية :50).


(والى ثمود اخاهم صالحا).


(الاية : 73) وسورة هود (الاية : 61) والنمل (الاية : 45).


(والى مدين اخاهم شعيبا).


(الاية : 85) وسورة هود (الاية : 84) والعنكبوت (الاية : 5).


ك ـ في سورة الزخرف :.


(ولقد ارسلنا موسى بياتنا الى فرعون وملئه فقال اني رسول رب العالمين )(الاية : 46).


ل ـ في سورة الاحقاف :.


(فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم )(الاية :35).


م ـ في سورة فاطر:.


(انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وان من امة الا خلا فيها نذير)(الاية :24).


ن ـ في سورة الشعراء:.


(وما اهلكنا من قرية الا لها منذرون )(الاية : 208).


س ـ في سورة الاسراء:.


(ولـقـد آتـيـنا موسى تسع آيات بينات فاسال بني اسرائيل اذ جاءهم فقال له فرعون اني لاظنك يا
موسى مسحورا) (الاية : 101).


ع ـ في سورة النمل في خطابه لموسى (ع ):.


(وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات الى فرعون وقومه انهم كانوا قوما
فاسقين فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين )(الايتان : 12 ـ 13).


ف ـ في سورة الرعد:.


(ولـقـد ارسـلـنـا رسـلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية وما كان لرسول ان ياتي بية الا باذن
اللّه )(الاية : 38).


ص ـ في سورة غافر:.


(ولـقـد ارسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول ان
ياتي بية الا باذن اللّه )(الاية : 78).


ق ـ في سورة الحج :.


(وان يـكـذبـوك فـقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم ابراهيم وقوم لوط واصحاب مدين
وكذب موسى فامليت للكافرين ثم اخذتهم فكيف كان نكير فكاين من قرية اهلكناها وهي ظالمة فهي
خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد)(الايات : 42 ـ 45).


ر ـ في سورة الاحزاب :.


(يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى اللّه باذنه وسراجا منيرا)(الايتان : 45
ـ 46).


ش ـ في سورة سبا:.


(وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا)(الاية : 28).


ت ـ في سورة الاسراء:.


(قـل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القرآن لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض
ظـهيرا ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فابى اكثر الناس الا كفورا وقالوا لن نؤمن لك
حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا او تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا او
تـسقط السماء كما زعمت علينا كسفا او تاتي باللّه والملائكة قبيلا او يكون لك بيت من زخرف او
ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا.


كتابا نقراه قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى الا ان
قالوا ابعث اللّه بشرا رسولا قل لو كان في الارض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء
ملكا رسولا)(الايات : 88 ـ 95).


شرح الكلمات :.


ا ـ يصطفي :.


في اللغة :الصفو من الشي ء: خياره وخالصه والاصطفاء: تناول صفو الشي ء.


وفي المصطلح الاسلامي : اصطفاء اللّه بعض عباده يكون بتصفيته عن الشوائب الموجودة في غيره ,
او باختياره على غيره .


والنبي (ص ) صفوة اللّه من خلقه ومصطفاه , والانبياء من المصطفين .


ب ـ اوحينا:.


في اللغة : اصل الوحي , الاعلام الخفي .


وفي المصطلح الاسلامي : واوحى اللّه كذا الى من يصطفيه من عباده : قذفه في قلبه والهمه اياه في
اليقظة او في المنام , او بلغه اياه على لسان بعض ملائكته .


ج ـ بعث :.


بعثه : بالنسبة الى الرسل يعني ارسله اللّه .


د ـ الكتاب :.


في اللغة : الصحف المجموعة والرسالة المكتوبة .


وفـي الـمصطلح الاسلامي : هو الوحي الذي يصلح ان يكتب فيصير كتابا فيه علوم الدين من اعتقاد
وعـمـل , وقـد جاء بهذا النوع من الكتاب الانبياء الخمسة : نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد
صلوات اللّه عليهم اجمعين , والكتاب .


الذي مع الرسل اسم جنس يراد به الكتب السماوية .


ه ـ الحكم :.


حـكـم يحكم حكما: قضى وفصل في الامر والحكم ـ ايضا ـ: العلم والتفقه , وياتي بمعنى الحكمة ,
والحكمة من الانسان معرفة الموجودات وفعل الخيرات , وجميع هذه المعاني تناسب المقام .


و ـ النبوة :.


في اللغة : نبا الشي ء نبا ونبوءا: ارتفع وظهر, ونبا الرجل وانبا: اخبر.


قال الراغب ما موجزه :.


والـنـبـا خـبـر ذو فائدة عظيمة , يحصل به علم او غلبة ظن , ولا يقال للخبر في الاصل نبا حتى
يـتـضمن هذه الاشياء الثلاثة , وحق الخبر الذي يقال فيه نبا ان يتعرى عن الكذب , كالتواتر وخبر
اللّه تعالى وخبر النبي عليه الصلاة والسلام .


وقال : النبي من النبوة اي الرفعة , وسمي نبيا لرفعة محله ((3)) .


وفي المصطلح الاسلامي : وبملاحظة استعمال النبي في القرآن والحديث لنا ان نقول : ان النبي هو من
يـصـطـفيه اللّه من عباده , ويؤتيه الحكم , ويوحي اليه الكتاب , ويبعثه لينبئ الانس والجن بما فيه
صـلاح امـور دنياهم واخراهم , فهو المخبر عن اللّه جل اسمه بما اوحي اليه , ويجمع النبي على
النبيين والانبياء ((4)) .


وبهذا المعنى اطلق النبي في القرآن الكريم , ما عدا قوله تعالى في سورة الحج :.


(ما من نبي ولا رسول الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته ).


فقد قال الامام الباقر والامام الصادق (عليهما السلام ) عندما سئل كل منهما عن تفسير الاية ما موجز
قولهما (عليهما السلام ):.


النبي : الذي يرى في منامه نحو رؤيا ابراهيم , ويسمع الصوت ولا يعاين الملك .


والـرسـول الـذي يـرى في المنام , ويسمع الصوت , ويعاين الملك , وربما اجتمعت النبوة والرسالة
لواحد ((5)) .


ز ـ الرسول :.


في اللغة : بعث انسانا عاقلا برسالة فهو مرسل , ويقال للمفرد: الرسول , والجمع : الرسل .


وفـي المصطلح الاسلامي : الرسول هو الانسان الذي يبعثه اللّه برسالة خاصة الى قوم لهدايتهم الى
شرائع الاسلام , ومعه آية او آيات من رب العالمين تدل على صدق رسالته , وتتم بها الحجة على من
ارسـلـه اللّه الـيهم , ويستتبع تكذيبه ومخالفته شقاء وعذابا او هلاكا في الدنيا, وانواع العذاب في
الاخرة , ومن ثم يكون الرسول نذيرا ومنذرا.


ويستتبع الايمان به وطاعته سعادة في الدنيا ورحمة ومغفرة وجنة ورضوانا في الاخرة , فهو بذلك
بشير ومبشر.


وبناء على ما ذكرناه فان كل رسول نبي وكل نبي صفي , ولا عكس .


ح ـ اولو العزم :.


في اللغة : العزم : عقد القلب على القيام بامر والصبر عليه .


وفي المصطلح الاسلامي : اولو العزم من الرسل هم كل من : نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد
صلوات اللّه عليهم اجمعين .


ط ـ البشير والنذير:.


بشره بشي ء: اخبره بالخبر فهو بشير ومبشر.


وانذره الشي ء وبالشي ء: ابلغه بالشي ء المخوف , يقال : انذرك .


السوء وبالسوء, وبالشي ء المخوف فاحترس منه , فهو منذر ونذير.


وفي المصطلح الاسلامي : يطلق البشير والنذير في القرآن على الرسل الذين ارسلهم اللّه الى قوم ,
كما قال سبحانه : (وما نرسل المرسلين الا مبشرين ومنذرين )(الانعام : 48, والكهف : 56).


وقال تعالى : (انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وان من امة الا خلا فيها نذير) (فاطر: 24).


ويكون مع الرسل المبشرين والمنذرين الايات .


ي ـ البينات :.


بـان الـشـي ء: اتضح فهو بين وهي بينة , والايات البينات : الايات الواضحة لا غموض فيها ولا ابهام
لاحد من البشر.


ك ـ وانزلنا:.


انزل اللّه الحديد والميزان ذا الكفتين , اي هدى الناس للاستفادة منهما في معايشهم , وانزل الميزان
فـي الكتب السماوية , اي انزل فيها ما يوزن به احوال المجتمع الا نساني وعادات البشر واعرافهم
وعقائدهم وافعالهم , ويشخص الضار منها من النافع .


م ـ الميزان :.


الميزان في اللغة : ما يوزن به الاشياء المادية المحسوسة .


وفي المصطلح الاسلامي : الدين الذي يشتمل عليه الكتاب حيث يوزن به العقائد والاعمال ويحاسب
الانسان عليه يوم القيامة ويجزى به .


ن ـ ليقوم الناس بالقسط:.


القسط: العدل , والعدل ان يعطى الشخص ما يستحقه , ويؤخذ منه ما يجب ان يعطيه هو.


س ـ باس شديد:.


الـمقصود من الباس هنا: الحرب (وانزلنا الحديد فيه باس شديد ومنافع للناس ) اي هدى اللّه الناس
ان يصنعوا من الحديد سلاحا للقتال الشديد دفاعا عن الحق , ولم يزل البشر ولا يزالون يصنعون من
الحديد سلاح القتال , وـ ايضا ـ جعل في الحديد منافع اخرى للناس .


ع ـ كسفا:.


الكسفة : القطعة من الشي ء, وجمعه كسف , والمعنى : ان تسقط السماء علينا قطعة قطعة .


ف ـ الزخرف :.


معناه الذهب , ثم استعمل في الزينة او بالعكس .


ص ـ الجيب :.


جيب القميص ونحوه : ما ينفتح على النحر ويدخل منه الراس عند لبسه .


ق ـ مبصرة : بينة واضحة .


ر ـ اصري :.


الاصر: العهد المؤكد.


ش ـ الطاغوت :.


طـغـى طـغيانا: تجاوز الحد في العصيان , والطاغوت : كل متعد وكل معبود من دون اللّه , والجمع :
طواغيت .


ت ـ الاية :.


الاية في اللغة : العلامة الواضحة للشي ء المحسوس , والامارة الدالة على المراد للامر المعقول .


ومثال الاول : قوله تعالى في حكاية قول زكريا (ع ) في سورة مريم : (قال رب اجعل لي آية قال آيتك
الا تكلم الناس ثلاث ليال سويا)(الاية : 10) اي قال : اجعل لي علامة , قال : علامتك .


ومـثـال الـثاني : قوله تعالى في سورة يوسف : (وكاين من آية في السماوات والارض يمرون عليها
وهـم عـنـها معرضون )(الاية : 105) اي : كم من امارة تدل على قدرة اللّه وحكمته او غيرها من
صفاته تبارك وتعالى يمرون عليها وهم عنها معرضون .


ومـن الـنـوع الثاني : الايات التي يجريها اللّه سبحانه على ايدي انبيائه , كما قال سبحانه في سورة
النمل : (وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات الى فرعون وقومه )(الاية :
12).


وفي المصطلح الاسلامي للاية معنيان :.


ا ـ الـمـعـجزات التي يجريها اللّه على ايدي رسله وحججه , مثل : عصا الكليم موسى (ع ), وناقة
صـالـح ويقال لها المعجزة لعجز الجن والانس عن الاتيان بمثلها, وكذلك ولادة مولود بلا والد آية
ومعجزة .


ومن هذا النوع من الايات كل ما يكون مع الانبياء من خوارق للنظام الطبيعي , مثل ولادة عيسى من امه
مـريـم بـلا زوج لـمـريـم ووالـد لـعـيـسـى , كما قال سبحانه وتعالى : (وجعلنا ابن مريم وامه
آية )(المؤمنون : 50) و(الانبياء: 91).


ومـن هذا النوع ـ ايضا ـ العذاب الذي ينزل على المشركين , كما قال سبحانه في سورة العنكبوت :
(فانجيناه واصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين )(الاية :15).


ونظيرها في سورة القمر 15.


ب ـ الايـة مـن القرآن الكريم , قال الراغب في مفردات القرآن ((6)) : (كل جملة من القرآن دالة
عـلـى حـكـم آية , سورة كانت او فصولا او فصلا من سورة وقد يقال لكل كلام منه منفصل بفصل
لفظي : آية وعلى هذا اعتبار آيات السور التي تعد بها السورة ).


تفسير الايات من الروايات




قلت : يا رسول اللّه كم النبيون ؟ قال : مائة الف واربعة وعشرون الف نبي , قلت : كم المرسلون منهم ؟
قال : ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا, قلت : من كان اول الانبياء؟ قال : آدم , قلت : وكان من الانبياء
مرسلا؟ قال : نعم , خلقه اللّه بيده ونفخ فيه من روحه ثم قال : يا ابا ذر اربعة من الانبياء سريانيون :
آدم , وشيث , واخنوخ وهو ادريس وهو اول من خط بالقلم , ونوح واربعة من العرب :.


هـود, وصـالح , وشعيب , ونبيك محمد (ص ) واول نبي من بني اسرائيل موسى , وآخرهم عيسى ,
وسـتـمائة نبي قلت : يا رسول اللّه كم انزل اللّه تعالى من كتاب ؟ قال : مائة كتاب واربعة كتب : انزل
اللّه تـعالى على شيث (ع ) خمسين صحيفة , وعلى ادريس ثلاثين صحيفة , وعلى ابراهيم عشرين
صحيفة , وانزل التوراة والانجيل .


والزبور والفرقان , الخبر ((7)) .


ولـفظ الحديث في مسند احمد: ( فقلت : يا رسول اللّه كم هي عدة الانبياء؟ قال : (مائة الف وا ربعة
وعشرون الفا, الرسل من ذلك : ثلاثمائة وخمسة عشر, جما غفيرا) ((8)) .


ب ـ عن ابي الحسن الرضا (ع ) قال : انما سمي اولي العزم لانهم كانوا اصحاب العزائم والشرائع ,
وذلك ان كل نبي كان بعد نوح (ع ) كان على شريعته ومنهاجه وتابعا لكتابه الى زمن ابراهيم الخليل ,
وكل نبي كان في ايام ابراهيم وبعده كان على شريعة ابراهيم ومنهاجه وتابعا لكتابه الى زمن موسى ,
وكـل نـبي كان في زمن موسى وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه وتابعا لكتابه الى ايام عيسى ,
وكل نبي كان في ايام عيسى وبعده كان على منهاج عيسى وشريعته وتابعا لكتابه الى زمن نبينا محمد
(ص ) فـهـؤلاء الخمسة اولو العزم , وهم افضل الانبياء والرسل (ع ), وشريعة محمد لا تنسخ الى
يوم القيامة , ولا نبي بعده الى يوم القيامة الحديث ((9)) .


وفـي تـفـسير السيوطي عن ابن عباس : ان اولي العزم هم كل من : خاتم الانبياء, ونوح , وابراهيم ,
وموسى , وعيسى صلوات اللّه عليهم اجمعين ((10)) .


وفـي اصول الكافي بسنده عن الامام ابي عبداللّه الصادق (ع ) قال : سادة الانبياء والمرسلين خمسة ,
وهـم اولـو الـعـزم من الرسل , وعليهم دارت الرحى : نوح , وابراهيم , وموسى , وعيسى , ومحمد
صلوات اللّه عليهم ((11)) .


ج ـ في تاريخ اليعقوبي , روى عن الامام جعفر بن محمد (ع ) انه قال : ان اللّه لم يبعث قط نبيا الا بما
هـو اغـلب على اهل زمانه , فبعث موسى بن عمران (ع ) الى قوم كان الاغلب عليهم السحر, فاتاهم
بـمـا ابـطـل معه سحرهم من : العصا, واليد, والجراد, والقمل , والضفادع , والدم , وانفلاق البحر,
وانفجار الحجر حتى خرج منه .


الـماء, والطمس على وجوههم , فهذه آياته وبعث داود(ع ) في زمن اغلب الامور على اهله الصنعة
والـمـلاهـي , فالان له الحديد, واعطاه حسن الصوت , فكانت الوحوش تجتمع لحسن صوته وبعث
سـلـيـمان (ع ) في زمان قد غلب على الناس فيه حب البناء واتخاذ الطلسمات والعجائب , فسخر له
الريح والجن وبعث عيسى (ع ).


في زمان اغلب الامور على اهله الطب , فبعثه باحياء الموتى وابراء الاكمه والابرص وبعث محمدا
(ص ) فـي زمـان اغـلب الامور على اهله الكلام والكهانة والسجع والخطب , فبعثه بالقرآن المبين
والمحاورة ((12)) .


تفسير الايات على ضوء الروايات :


ان رب العالمين اصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس , مثل : آدم , ونوح , وآل ابراهيم , وآل عمران على العالمين , واصطفى مريم على نساء العالمين .


وآتى نوحا وابراهيم ولوطا واسماعيل واسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وهارون واليسع وداود
وسليمان وايوب ويونس والياس وزكريا ويحيى وعيسى الكتاب والحكم والنبوة , وخص من بينهم
نـوحـا وابـراهيم وموسى وعيسى (ع ) مع نبينا محمد (ص ) بكتاب وشريعة , وهم اولو العزم من
الـرسـل (ع ) وجـعـل اللّه فـي كـتبهم الميزان لمعرفة الحق من الباطل من عقائد افراد المجتمع
واعمالهم , وشرع لبعضهم مثل : كليم اللّه موسى (ع ) وحبيب اللّه محمد (ص ) الاستفادة من الحديد
فـي اقـامة الحروب الشديدة ضد المنحرفين عن الانسانية , والذين لا يمكن تعديل انحرافهم بدون
الحروب الشديدة وخص من الرسل بعضهم , فجعلهم مبشرين ومنذرين , سواء اكانوا رسلا اصحاب
شـريـعـة مثل : نوح وموسى , ام لم يكونوا اصحاب شريعة مستقلة مثل : شعيب ولوط, وما كان اللّه
سـبحانه ليعذب قوما حتى يبعث فيهم رسولا مبشرا ونذيرا ومعه آية من ربه كما اخبر عز اسمه
في :.


ا ـ سورة الاسراء:.


( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)(الاية : 15).


ب ـ سورة يونس :.


(ولكل امة رسول فاذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا.


يظلمون )(الاية : 47).


وتستحق الامم التي تعصي الرسول عذاب الدنيا والاخرة , كما اخبر سبحانه عن فرعون ومن قبله ,
وقال في سورة الحاقة : (فعصوا رسول ربهم فاخذهم اخذة رابية )(الاية : 10).


وتـكـون مـعـصـية الرسول معصية اللّه الرب , كما قال سبحانه في سورة الجن : ( ومن يعص اللّه
ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا)(الاية : 23).


واختار اللّه الرسل من الانبياء وكان عدد الرسل اقل من عدد الانبياء, كما مر بنا ذلك في ما رواه ابو
ذر عن النبي (ص ) وكان لابد لمن يبعثه اللّه الرب لهداية الناس ان يؤتيه آية على صدق مدعاه في انه
مبعوث من قبل الرب.


حقيقة الاية كما فصلنا القول فيها:.


ان اللّه سـبـحانه وتعالى آتى الانبياء من الولاية على النظام الكوني بحيث اذا اقتضت مشيئة اللّه ان
يـغـير النبي شيئا يسيرا من النظام الذي جعله اللّه للكون استطاع ان يفعله باذن اللّه تعالى ولهذا فقد
كـان اتـيـان الانبياء الايات الخارقة لشي ء من النظام الطبيعي للاشياء من سنن اللّه الرب الكونية في
المجتمعات الانسانية التي يبعث الانبياء اليها.


ومـن ثـم كانت الامم تطالب انبياءها بان ياتوا لهم بية تكون دليلا على صدق مدعاهم , كما حكى اللّه
تعالى ذلك عن قوم صالح في سورة الشعراء وقال سبحانه :.


(ما انت الا بشر مثلنا فات بية ان كنت من الصادقين قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ولا
تمسوها بسوء فياخذكم عذاب يوم عظيم )(الايات : 154 ـ 156).


وبعد اتيان النبي بالاية المعجزة , كثيرا ما كانت الامم تكابر وتعاند نبيها, ولا تؤمن باللّه ربا وبنبيه
مبعوثا اليهم , كما اخبر اللّه تعالى عن قوم ثمود بعد هذه الايات وقال :.


(فعقروها فاصبحوا نادمين )(الاية : 157).


واذا نزلت الاية حسب طلب قوم النبي ولم يؤمنوا بها استحقوا الرجز والعذاب , فعذبهم اللّه تعالى ,
كما اخبر في السورة نفسها عن عاقبة قوم ثمود ـ ايضا ـ وقال عز اسمه :.


(فاخذهم العذاب ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين )(الاية :158).


ويـكون اتيان الاية للانبياء بمقتضى الحكمة , ومقتضى الحكمة اتيان الاية بالمقدار الذي يظهر لمن
اراد ان يـؤمـن بـالرب ورسوله ان الرسول صادق في دعواه , وليس بمقدار تعنت الاقوام التي تابى
الايـمان بالرب وبرسوله على اي حال وايضا لا يمكن ان تاتي بالامر المحال , كما ورد الامران في
طلب قريش من خاتم الرسل .


(ص ) وذلـك بـعد ان آتى اللّه قريشا من آياته ـ ما اختص العرب بالقيام به ـ كلاما بليغا, وخاطبهم
في سورة البقرة وقال لهم :.


(وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون اللّه ان كنتم
صـادقـيـن فـان لـم تـفـعـلـوا ولـن تـفـعـلـوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت
للكافرين )(الايتان : 23 ـ 24).


وهـكذا اتم اللّه الرب عليهم الحجة وقال : (وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من
مـثله وادعوا شهداءكم ) واخبر ان الانس والجن لو اجتمعوا لما استطاعوا ان ياتوا بمثله وان كان
بـعـضـهـم لـبعض ظهيرا واكد ذلك وقال : لن تستطيعوا ان تاتوا بمثله , وحتى عصرنا الحاضر لم
يـستطع خصوم الاسلام ـ على كثرتهم وما يملكون من قوى ضخمة ومتنوعة ـ ان ياتوا بسورة من
مثل .


القرآن .


بـعـد هـذا التحدي الصارخ واتيان الامر المعجز للانس والجن , وعجز قريش عن الاتيان بمثله ,
طـلـبـوا من الرسول (ص ) ان يغير مناخ مكة , وان يكون له بيت من ذهب , او ياتي باللّه والملائكة
قـبـيـلا, او يرقى في السماء ولا يؤمنون لرقيه حتى ينزل عليهم كتابا يقراونه وكان في ما طلبوا
الامـر الـمـحـال , وهو ان ياتي باللّه والملائكة قبيلا (تعالى اللّه عما قاله الظالمون ) وكان فيه ما
يخالف سنن اللّه في ارسال الانبياء, بان يرقى امامهم الى السماء وياتي لهم بكتاب , وهو مما خص اللّه
رسـلـه من الملائكة , وليس من شان البشر واستنكروا ان يبعث اللّه لهم بشرا رسولا, في حين ان
الـحـكمة تقتضي ان يكون الرسل من جنس البشر, ليكونوا في عملهم قدوة واسوة لقومهم ولم تكن
سـائر طـلـباتهم موافقة لمقتضى الحكمة , مثل طلبهم ان ينزل عليهم العذاب , ولذلك امر ان يجيبهم
ويقول :.


(سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا)(الاسراء: 93).


وخـلاصـة مـا ذكرناه , ان حكمة الرب اقتضت ان المرسل من قبله ياتي بية من ربه تدل على صدق
ادعائه , ويتم بذلك الحجة على الناس , وعندئذ يؤمن من شاء ان يؤمن , ويجحد من شاء ان يجحد, كما
كـان شـان قوم موسى وهارون (عليهما السلام ) بعد اتيان المعجزات , فقد آمنت السحرة وكفر بها
فرعون وملاه , فاخزاهم اللّه بالغرق , وما ياتي به الانبياء من قبل اللّه ـ سبحانه وتعالى ـ يسمى في
المصطلح الاسلامي بالمعجزة ويكون دليلا على صدقهم .


وبـنـاء على ما ذكرنا فان كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا مثل اليسع (ع ) فانه كان نبيا ووصيا
للكليم موسى بن عمران (عليهما السلام ).


ومن الرسل من جاء بشريعة ناسخة لبعض ما في الشريعة السابقة من المناسك , كما كان شان شريعة
موسى (ع ) بالنسبة الى الشرائع السابقة على شريعته .


ومـنـهم من جاء بشريعة متممة ومجددة للشريعة السابقة كما كان شان شريعة خاتم الانبياء (ص )
بـالنسبة الى حنيفية ابراهيم الخليل (ع ) كما قال سبحانه وتعالى في سورة النحل : (ثم اوحينا اليك
ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا)(الاية :123).


وقـال تعالى في سورة المائدة : (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام
دينا)(الاية : 3).


بعد معرفة المصطلحات الانفة التي تدور حولها اخبار الانبياء في القرآن الكريم والحديث الشريف
وكتب السيرة , ندرس ـ بحوله تعالى ـ اخبارهم في ما ياتي بدءا باخبار آدم ابي البشر (ع ).


آدم عليه السلام



آيات في خلق آدم (ع ).


شرح الكلمات .


تفسير الايات .


قال اللّه تبارك وتعالى :.


ا ـ في سورة طه :.


(ولـقـد عـهدنا الى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ) (الايتان :
115 و122).


ب ـ في سورة البقرة :.


(واذ قـال ربـك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء
ونـحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على
الـملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت
الـعـلـيـم الـحـكـيم قال يا آدم انبئهم باسمائهم فلما انباهم باسمائهم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب
السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا
ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين وقلنا يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث
شـئتـمـا ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فازلهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كانا فيه
وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين فتلقى آدم من ربه كلمات
فتاب عليه انه هو التواب الرحيم )(الايات : 30 ـ 37).


ج ـ في سورة آل عمران :.


(ان اللّه اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ) (الاية :33).


(اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة )(الانعام : 89).


شرح الكلمات :.


ا ـ اجتباه :.


اجـتباه : اختاره واصطفاه لنفسه , وفي مفردات الراغب اجتباء اللّه العبد: تخصيصه اياه بفيض الهي
يتحصل له منه انواع من النعم بلا سعي من العبد, وذلك للانبياء ومن يقاربهم من الصديقين والشهداء.


ب ـ تاب :.


التوبة من العبد: الندم على المعصية والعزم على تركها, وتدارك ما امكن تداركه من الاعمال .


ومن الرب :.


تاب عليه بالمغفرة ورجع عليه بفضله وقبل توبته .


ج ـ الخليفة :.


نقول تتمة لما اوردناه في بحث خلق الملائكة :.


جاء من مادة الخليفة في القرآن الكريم بلفظ المفرد والجمع , او مع ضمير الجمع , وما كان منها بلفظ
المفرد كان القصد منها خلافة صفي من اصفياء اللّه للّه على وجه الارض , وما كان منها بلفظ الجمع
او مع ضمير الجمع كان القصد منها خلافة ناس متاخرين لمن سبقوهم على وجه الارض .


فالاول منها جاء في قوله تعالى :.


1 ـ في خطابه للملائكة : (اني جاعل في الارض خليفة ).


2 ـ في خطابه لداود: (يا داود انا جعلناك خليفة في الارض ).


ولـو كـان الـقـصـد فـي الاول ان اللّه جـاعـل في الارض نوع الانسان خليفة , لما كان ثمة وجه
لاخـتـصـاص داود وتـشريفه بجعله خليفة , في حين انه كان من ضمن الناس الذين جعلهم اللّه ابد
الدهر خليفته في الارض وبناء على هذا, فلا بد من القول : ان القصد في قوله تعالى للملائكة : (اني
جـاعل في الارض خليفة ) آدم وحده , او آدم ومن اجتباه من ذريته , وهم الذين جعلهم ائمة يهدون
الناس .


والثاني منها جاء في قوله تعالى :.


1 ـ في ما حكاه اللّه في سورة الاعراف من خطاب هود لقومه :.


( واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح )(الاية : 69).


2 ـ وخطاب صالح بعد ذلك لقومه : (واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد عاد)(الاية : 74).


وكيف يكون اعداء اللّه امثال : قوم عاد وقوم ثمود ومن قبلهم قوم نوح ـ ممن ابادهم اللّه وافناهم من
وجه الارض ـ خلفاء للّه على وجه الارض ؟

/ 10