موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة من حیاة المستبصرین - جلد 1

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



مقدمة مركز الأبحاث العقائدية



تمهيد:



في تاريخنا الاسلامي صفحات ناصعة مشرقة، نشرت ضياءها يميناً وشمالا، فاستضاءت بها الدنيا، ولا تزال هذه الصفحات باقية، وستبقى، حتى يأتي يوم الله الموعود.



ومثلما حفل تاريخنا بأيام الخير والعطاء، فقد ملىء بدواعي الأسى والبكاء، وهكذا هو التاريخ:



فيه سموّ وانتصار.. وفيه تدن واندحار



فيه عدل وإنصاف.. وفيه جور وإجحاف



وكلّها صفات خالدة، تزيد المحسنين إجلالا وإكباراً، ولا تزيد الظالمين إلاّ تباراً.



ولا يشك الناظر في التاريخ أنّ لشيعة أهل البيت(عليهم السلام)اليد الطولى، والقدم السبّاق، والحسام الأمضى، والقلم المشّاق.. في صناعة أبهى صفحاته وأزكاها.



وهو مع هذا على يقين من أنّ هذه الفئة من المسلمين، قد لاقت في ولائها لمحمد وآله الأطهار(عليهم السلام)أشدّ أنواع البلايا والمِحن، وتعرّضت لِما لا يخطر على بال بشر، بحيث لو طرقت مسمع أحد لأول مرّة لقال: إنما هي مبالغات وأساطير، إذ يأبى تاريخنا أن يخبىء في طيّاته مثل هذه الأمور.



لكنها حقيقة.. تحتاج إلى عين ناظرة، وأذن صاغية.



فقد تلقّى الشيعة ـ ابتداءً من صدر الإسلام وإلى يومنا هذا ـ من شدائد وآلام وتطريد وتقتيل وإبعاد و...، ما لم يتلقه أحد غيرهم، ولم يك ذلك إلاّ لولائهم عترة نبيهم والاعتقاد بالمكانة العظمى التي خصّهم الباري عزوجل بها، ولا يزال الشيعة يتحمّلون المرارة، ضريبة لهذا الولاء، ولم يخرجهم كل هذا عن طورهم، بل واجهوا كل التيارات المعاكسة بمرونة وتقديم الأدلة والبراهين، وعاملوا الواقع الخارجي بروح موضوعية وبنّاءة.



وهذا، ما مهّد السبيل لانتصارهم، وفسح المجال لاتساع دائرتهم، والتحاق المنصفين أفواجاً أفواجاً بركبهم.



وكتابنا هذا يبّين هذه الظاهرة، ويسلّط الضوء على حركة الاستبصار واعتناق الكثير لمذهب أهل البيت(عليهم السلام).



ونحن لا نريد من تبييننا لهذا الأمر تعميق الخلاف بين المسلمين، فما أحوجنا اليوم إلى كلمة تلمّ شملنا وتؤلّف بين قلوبنا، وما أحرانا باجتياز الحواجز التي ركّزت بيننا، ثم ما أشوقنا إلى لغة الحوار السليم التي تعيننا على ذلك.



ولو التزمت الأمة الإسلامية بالمناهج البناءة في معاملتها مع من يخالفها في الرأي في دائرة الإسلام، لبلغت المنى، ولاستوت مراكبها، واجتمعت كلمتها على ما تركه لها نبيّها المصطفى(صلى الله عليه وآله)، فلا تضلّ بعده، ولا تفترق.



/ 581