(ما يتبع الشعر) - أبو تمام الطائی و شعره فی الغدیر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أبو تمام الطائی و شعره فی الغدیر - نسخه متنی

عبد الحسین الأمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




(شعراء الغدير)


في القرن الثالث


أبو تمام الطائي 231 هـ










  • أظبية حيث استنت الكثب العفر
    أسري حذارا لم يقيدك ردة
    أراك خلال الأمر والنهي بوة
    أتشغلني عما هرعت لمثله
    ودهر أساء الصنع حتى كأنما
    له شجرات خيم المجد بينها
    وما زلت ألقى ذاك بالصبر لابسا
    وإن نكيرا أن يضيق بمن له
    وما لامرئ من قاتل يوم عثرة
    وإن كانت الأيام آضت وما بها
    هم الناس سار الذم والحرب بينهم
    صفيك منهم مضمر عنجهية (1)
    إذا شام برق اليسر فالقرب شأنه
    أريني فتى لم يقله الناس أو فتى
    ترى كل ذي فضل يطول بفضله
    وإن الذي أحذاني الشيب للذي
    وأخرى إذا استودعتها السر بينت
    طغى من عليها واستبد برأيهم
    وقولهم إلا أقلهم الكفر



  • رويدك لا يغتالك اللوم والزجر
    فيحسر ماء من محاسنك الهذر
    عداك الردى ما أنت والنهي والأمر؟!
    حوادث أشجان لصاحبها نكر؟!
    يقضي نذورا في مساءتي الدهر
    فلا ثمر جان ولا ورق نضر
    رداءيه حتى خفت أن يجزع الصبر
    عشيرة مثلي أو وسيلته مصر
    لعا وخديناه الحداثة والفقر
    لذي غلة ورد ولا سائل خبر
    وحمر أن يغشاهم الحمد والأجر
    فقائده تيه وسائقه كبر
    وأنأى من العيوق إن ناله عسر
    يصح له عزم وليس له وقر
    على معتفيه والذي عنده نزر
    رأيت ولم تكمل له السبع والعشر
    به كرها ينهاض من دونها الصدر
    وقولهم إلا أقلهم الكفر
    وقولهم إلا أقلهم الكفر







(1) العنجهية بضم العين والجيم: الكبر.


الصفحة 2









  • وقاسوا دجى أمريهم وكلاهما
    سيحدوكم استسقاؤكم حلب الردى
    سأمتم عبور الضحل خوضا فأية
    وكنتم دماء تحت قدر مغارة
    فهلا زجرتم طائر الجهل قبل أن
    طويتم ثنايا تخبأون عوارها
    فعلتم بأبناء النبي ورهطه
    ومن قبله أخلفتم لوصيه
    فجأتم بها بكرا عوانا ولم يكن
    أخوه إذا عد الفخار وصهره
    وشد به أزر النبي محمد
    وما زال كشافا دياجير غمرة
    هو السيف سيف الله في كل مشهد
    فأي يد للذم لم يبر زندها
    ثوى ولأهل الدين أمن بحده
    يسد به الثغر المخوف من الردى
    بأحد وبدر حين ماج برجله
    ويوم حنين والنضير وخيبر
    سما للمنايا الحمر حتى تكشفت
    مشاهد كان الله كاشف كربها
    و " يوم الغدير " استوضح الحق أهله
    أقام رسول الله يدعوهم بها
    يمد بضبعيه ويعلم (2): أنه
    ولي ومولاكم فهل لكم خبر؟!



  • دليل لهم أولى به الشمس والبدر
    إلى هوة لا الماء فيها ولا الخمر
    تعدونها لو قد طغى بكم البحر
    على جهل ما أمست تفور به القدر
    يجيئ بما لا تبسأون به الزجر؟!
    فأين لكم خب وقد ظهر النشر؟!
    أفاعيل أدناها الخيانة والغدر
    بداهية دهياء ليس لها قدر
    لها قبلها مثل عوان ولا بكر
    فلا مثله أخ ولا مثله صهر
    كما شد من موسى بهارونه الإزر
    يمزقها عن وجهه الفتح والنصر
    وسيف الرسول لا ددان ولا دثر
    ووجه ضلال ليس فيه له أثر
    وللواصمين الدين في حده ذعر
    ويعتاض من أرض العدو به الثغر
    وفرسانه أحد وماج بهم بدر
    وبالخندق الثاوي بعقوته عمرو
    وأسيافه حمر وأرماحه حمر
    وفارجه والأمر ملتبس إمر
    بضحيآء (1) لا فيها حجاب ولا ستر
    ليقربهم عرف وينآهم نكر
    ولي ومولاكم فهل لكم خبر؟!
    ولي ومولاكم فهل لكم خبر؟!








(1) وفي نسخة: بفيحاء.


(2) من أفعل. ويظهر من الدكتور ملحم شارح ديوان أبي تمام أنه قرأه مجردا من علم
لا مزيدا من أعلم كما قرأناه ومختارنا هو الصحيح الذي لا يعدوه الذوق العربي.


الصفحة 3








  • يروح ويغدو بالبيان لمعشر
    فكان لهم جهر بإثبات حقه
    أثم جعلتم حظه حد مرهف
    بكفي شقي وجهته ذنوبه
    إلى مرتع يرعى به الغي والوزر



  • يروح يهم غمر ويغدو بهم غمر
    وكان لهم في بزهم حقه جهر
    من البيض يوما حظ صاحبه القبر
    إلى مرتع يرعى به الغي والوزر
    إلى مرتع يرعى به الغي والوزر









القصيدة 73 بيتا توجد في ديوانه ص 143




(ما يتبع الشعر)


لا أجد لذي لب منتدحا عن معرفة يوم الغدير لا سيما وبين يديه كتب الحديث
والسير ومدونات التاريخ والأدب، كل يومي إليه بسبابته، ويوعز إليه ببنانه، كل
يلمس يدي القارئ حقيقة يوم الغدير، فلا يدع له ذكرا خاليا منه، ولا مخيلة تعدوه،
ولا أضالع إلا وقد انحنت عليه، فكأنه وهو يتلقى خبره بعد لأي من الدهر يرنو إليه
من كثب، ويستشف أمره على أمم، ولعل الواقف على كتابنا هذا من البدء إلى الغاية
يجد فيه نماذج مما قلناه.


إذا فهلم معي وأعجب من الدكتور ملحم إبراهيم الأسود شارح ديوان شاعرنا
المترجم حيث يقول عند قوله:


ويوم الغدير استوضح الحق أهله

. . . . . .


:يوم الغدير واقعة حرب معروفة. وذكر بعده في قوله:


يمد بضبعيه ويعلم أنه

. . . . . .


ما يكشف عن أنها كانت من المغازي النبوية قال ص 381: يمد بضبعيه يساعده
وينصره والهاء راجعة إلى الإمام علي، أي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله ينصره ويعلم أنه ولي،
كان العضد والمساعد الوحيد للنبي صلى الله عليه وآله في الغدير والرسول نفسه كان ينصره عالما
أنه سيكون وليا على شعبه بعده وخليفة له، وهذه هي الحقيقة، فهل تعلمون؟! هـ.


إلا مسائل هذا الرجل عن مصدر هذه الفتوى المجردة؟! أهل وجد هاتيك الغزءة
في شيئ من السير النبوية؟! أو نص عليها أحد من أئمة التاريخ؟! أم أن تلك الحرب
الزبون وحدها قد توسع بنقلها المتوسعون من نقله الحديث؟! دع ذلك كله هل وجد


الصفحة 4

قصاصا يقصها؟! أو شاعر يصورها بخياله؟!.


ألا من يسائله عن أن هذه الغزءة متى زيدت على الغزوات النبوية المحدودة؟!
المعلومة بكمها وكيفها، المدونة أطوارها وشئونها، وليس فيها غزءة يوم الغدير، متى زيدت
هذه على ذلك العدد الثابت بواحده؟! فكان فيها علي والنبي يتناصران، ويعضد كل
صاحبه، ويدفع كل عن الآخر كما يحسبه هذا الكاتب.


وإنك لتجد الكاتب عيا عن جواب هذه الأسؤلة لكنه حبذت له بواعثه أن
يستر حقيقة الغدير بذيل أمانته، وهو يحسب أنه لا يقف على ذلك التعليق إلا الدهماء،
أو أن البحاثة يمرون عليه كراما، لكن المحافظة على حقيقة دينية أولى من التحفظ
على اعتبار هذا الكاتب الذي يكتب ولا يبالي بما يكتب، ويرى الكذب حقيقة راهنة.


نعم كان في الجاهلية يوم أغار فيه دريد بن الصمه (المقتول كافرا بعد فتح مكة)
على غطفان يطالبهم بدمه فاستقراهم حيا حيا وقتل من بني عبس ساعدة بن مر وأسر
ذؤاب بن أسماء الجشمي فقالت بنو جشم: لو فاديناه. فأبى ذلك دريد عليهم وقتله بأخيه
عبد الله وأصاب جماعة من بني مرة ومن بني ثعلبة ومن أحياء غطفان. قال في الأغاني
ج 9 ص 6: وذلك في " يوم الغدير " وذكر لدريد شعرا في ذلك.


وعد في العقد الفريد ج 3 ص 71 من حروب الجاهلية يوم [غدير قلياد] قال:


قال أبو عبيدة. فاصطلح الحيان إلا بني ثعلبة بن سعد فإنهم أبوا ذلك وقالوا: لا نرضى
حتى يودوا قتلانا أو يهدر دم من قتلها فخرجوا من قطن (1) حتى وردوا [غدير قلياد]
فسبقهم بنو عبس إلى الماء فمنعوهم حتى كادوا يموتون عطشا ودوابهم فأصلح بينهم
عوف ومعقل ابنا سبيع من بني ثعلبة، وإياها يعني زهير بقوله:


تداركتما عبسا وذبيان بعد ما

تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم إلخ


" وقلياد " في الكلام المذكور مصحف " قلهى " كما يظهر من معجم البلدان
7 ص 154، وبلوغ الإرب ج 2 ص 73، وفي الأخير عده من أيام العرب المشهورة.


هذا كل ما روي في حديث هذا اليوم الذي لم يكن لرسول الله صلى الله عليه
وآله ولا لأحد من الهاشميين فيه حل ولا مرتحل ولا لوصيه أمير المؤمنين عليه



(1) يوم قطن من حروب الجاهلية، راجع إلى العقد الفريد ج 3 ص 6.


الصفحة 5

السلام فيه صولة أو جولة، فالحديث ليس فيه أي صلة بهما، أفمن المعقول إذن أن
يريده أبو تمام المادح للوصي الأعظم؟! ويعده مأثرة له؟! على أن الشعر نفسه يأبى
أن يكون المراد به واقعة حرب دامية فإن الشاعر بعد أن عد مواقف أمير المؤمنين
عليه السلام في الغزوات النبوية وذكر منها غزاة أحد وبدر وحنين والنضير وخيبر
والخندق وختمها بقوله:


مشاهد كان الله كاشف كربها

وفارجه والأمر ملتبس إمر


أخذ في ذكر منقبة ناء بها اللسان دون السيف والسنان فقال: - ويوم الغدير -
وأنت ترى أنه يوعز إلى قصة فيها قيام ودعوة وإعلام وبيان ومجاهرة بإثبات
الحق لأهله.





(الشاعر)


أبو تمام حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشجع بن يحيى بن مزينا بن
سهم بن ملحان بن مروان بن رفافة بن مر بن سعد بن كاهل بن عمرو بن عدي بن عمرو بن
الحارث بن طئ جلهم بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبا بن يشجب
ابن يعرب بن قحطان. تاريخ الخطيب 8 248.


أحد رؤساء الإمامية كما قال الجاحظ (1) والأوحد من شيوخ الشيعة في الأدب
في العصور المتقادمة، ومن أئمة اللغة، ومنتجع الفضيلة والكمال، كان يؤخذ عنه
الشعر وأساليبه، وينتهي إليه السير، ويلقى لديه المقالد، ولم يختلف اثنان في تقدمه
عند حلبات القريض، ولا في تولعه بولاء آل الله الأكرمين صلوات الله عليهم، وكان
آية في الحفظ والذكاء حتى قيل: إنه كان يحفظ أربعة آلاف ديوان الشعر غير ألف
أرجوزة للعرب غير المقاطيع والقصايد (2) وفي [معاهد التنصيص]: إنه كان يحفظ
أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب غير المقاطيع والقصايد وفي التكلمة: إنه أخمل في
زمانه خمسمائة شاعر كلهم مجيد.



(1) فهرست النجاشي ص 102.


(2) مرآت الجنان 2 ص 102.


الصفحة 6

المترجم له شامي الأصل ولد بقرية " جاسم " من قرى " الجيدور " من أعمال
" دمشق " وإن أباه كان يقال له: ندوس (3) العطار فجعلوه أوسا، وفي دائرة المعارف
الإسلامية: إن المترجم هو الذي بدله وكان أبوه نصرانيا. نشأ المترجم بمصر و
في حداثته كان يسقي الماء في المسجد الجامع ثم جالس الأدباء فأخذ عنهم وتعلم منهم
وكان فطنا فهما وكان يحب الشعر فلم يزل يعانيه حتى قال الشعر وأجاد، وشاع ذكره،
وسار شعره، وبلغ المعتصم خبره فحمله إليه وهو بسر من رأى، فعمل أبو تمام فيه
قصائد عدة وأجازه المعتصم وقدمه على شعراء وقته، وقدم إلى بغداد وتجول في
العراق وإيران، ورآه محمد بن قدامة بقزوين، فجالس بها الأدباء وعاشر العلماء وكان
موصوفا بالظرف وحسن الأخلاق وكرم النفس.


قال الحسين بن إسحاق قلت للبحتري: الناس يزعمون أنك أشعر من أبي تمام
فقال: والله ما ينفعني هذا القول ولا يضر أبا تمام والله ما أكلت الخبز إلا به ولوددت
إن الأمر كما قالوا ولكني والله تابع له لائذ به آخذ منه، نسيمي يركد عند هوائه،
وأرضي تنخفض عند سمائه. [تاريخ الخطيب 8 ص 248].


كان البحتري أول أمره في الشعر ونباهته فيه أنه سار إلى أبي تمام وهو بحمص
فعرض عليه شعره وكانت الشعراء تقصده لذلك، فلما سمع شعر البحتري أقبل عليه وترك
سائر الناس فلما تفرقوا قال له: أنت أشعر من أنشدني، فكيف حالك؟! فشكى إليه
القلة. فكتب أبو تمام إلى أهل معرة النعمان وشهد له بالحذق وشفع له إليهم وقال
له: امتدحهم. فسار إليهم فأكرموه بكتاب أبي تمام ووظفوا أربعة آلاف درهم فكانت
أول مال أصابه ثم أقبل عليه أبو تمام يصف شعره ويمدحه فلزمه البحتري بعد ذلك، و
قيل للبحتري: أنت أشعر أم أبو تمام؟! فقال: جيده خير من جيدي، ورديي خير من
رديئه. وقيل: سئل أبو العلاء المعري: من أشعر الثلاثة؟! أبو تمام أم البحتري أم المتنبي؟!


فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وقيل: أنشد البحتري
أبا تمام شيئا من شعره فقال له: أنت أمير الشعراء بعدي. قال البحتري: هذا القول أحب
إلي من كل ما نلته.



(3) لهذا الاسم قراءات مختلفة: تدوس تدرس. ندوس. ثدوس. ثادوس. ثيودوس.


الصفحة 7

وقال ابن المعتز: شعره كله حسن. وذكر اعتنائه البالغ بشعر مسلم بن الوليد
صريع الغواني وأبي نواس. وعن عمارة بن عقيل في حديث نقله عنه ابن عساكر في تاريخه
4 ص 22: إنه لما سمع قوله:








  • وطول مقام المرء بالحي مخلق
    فإني رأيت الشمس زيدت محبة
    إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد



  • لديباجتيه فاغترب تتجدد
    إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد
    إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد







قال: إن كان الشعر بجودة اللفظ، وحسن المعاني، وأطراف المراد، واستواء
الكلام، فهي لأبي تمام، وهو أشعر الناس، وإن كان بغيرها فلا أدري. وكان في لسانه
حبسة وفي ذلك يقول ابن المعدل أو أبو العميثل:


يا نبي الله في الشعـــــر ويا عيسى بن مريم


أنت من أشعر خلق اللــــــه ما لم تتكلم


مدح الخلفاء والأمراء فأحسن، وحدث عن صهيب بن أبي الصحباء الشاعر، و
العطاف بن هارون، وكرامة بن أبان العدوي، وأبي عبد الرحمن الأموي، وسلامة بن جابر
النهدي، ومحمد بن خالد الشيباني، وروى عنه خالد بن شريد الشاعر، والوليد بن عبادة
البحتري، ومحمد بن إبراهيم بن عتاب، والعبدوي البغدادي. [تاريخ ابن عساكر 4 ص 18].


روي أنه لما مدح الوزير محمد بن عبد الملك الزيات بقصيدته التي يقول فيها:








  • ديمة سمحة القيادة سكوب
    لو سعت بقعة لأعظام أخرى
    لسعى نحوها المكان الجديب



  • مستغيث بها الثرى المكروب
    لسعى نحوها المكان الجديب
    لسعى نحوها المكان الجديب






قال له ابن الزيات: يا أبا تمام؟ إنك لتحلي شعرك من جواهر لفظك ودرر معانيك
ما زيد حسنا على بهي الجواهر في أجياد الكواعب، وما يدخر لك شيئ من جزيل
المكافأة إلا ويقصر عن شعرك في الموازرة، وكان بحضرته الكندي الفيلسوف فقال له:


إن هذا الفتى يموت شابا. فقيل له: من أين حكمت عليه بذلك؟! فقال: رأيت فيه من
الحدة والذكاء والفطنة مع لطافة الحسن وجودة الخاطر ما علمت به أن النفس الروحانية
تأكل جسمه كما يأكل السيف المهند غمده [تأريخ ابن خلكان ج 1 ص 132].


ذكر الصولي: إن المترجم امتدح أحمد بن المعتصم أو ابن المأمون بقصيدة سينية
فلما انتهى إلى قوله:



الصفحة 8






  • إقدام عمرو في سماحة حاتم
    في حلم أحنف في ذكاء إياس



  • في حلم أحنف في ذكاء إياس
    في حلم أحنف في ذكاء إياس






قال له الكندي الفيلسوف وكان حاضرا: الأمير فوق ما وصفت. فأطرق قليلا
ثم رفع رأسه فأنشد:







  • لا تنكروا ضربي له من دونه
    فالله قد ضرب الأقل لنوره
    مثلا من المشكاة والنبراس



  • مثلا شرودا في الندى والبأس
    مثلا من المشكاة والنبراس
    مثلا من المشكاة والنبراس





فعجبوا من سرعة فطنته.


ديوان شعر أبي تمام


قد يقال: إن المترجم لم يدون شعره. لكن الظاهر من قراءة عثمان بن المثنى
القرضي المتوفى 273 ديوانه عليه كما في " بغية الوعاة " ص 324، إن شعره كان مدونا
في حياته. واعتنى بعده جمع من الأعلام والأدباء بترتيبه وتلخيصه وشرحه وحفظه ومنهم:


1 - أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن كيسان المتوفى 320، له شرحه.


2 - أبو بكر محمد بن يحيى الصولي المتوفى 335 / 6، رتبه على حروف المعجم
في نحو ثلثمائة ورقة.


3 - علي بن حمزة الاصبهاني، رتبه على الأنواع.


4 - أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري الشافعي المتوفى 380، له شرحه.


5 - أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي المتوفى 371، له شرحه.


6 - الخالع حسين بن محمد الرافعي كان حيا في حدود 380، له شرحه.


7 - الوزير حسين بن علي المغربي المتوفى 418، له كتاب اختيار شعره.


8 - أبو ريحان محمد بن أحمد البيروني المتوفى 340، له شرح راءه الحموي بخطه.


9 - أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري المتوفى 449، له تلخيصه المسمى ب
" ذكرى حبيب " وشرحه.


10 - أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي المتوفى 502، له شرحه.


11 - أبو البركات ابن المستوفي مبارك الأربلي المتوفى 637، له شرحه في
عشر مجلدات.



الصفحة 9

12 - أبو الفتح ضياء الدين نصر بن محمد المتوفى 637، كان يحفظه.


13 - أبو الحجاج يوسف بن محمد الأنصاري المتوفى 672، كان يحفظه و
يحفظ الحماسة.


14 - محيي الدين الخياط، له شرحه (1).


15 - الدكتور ملحم إبراهيم أسود، له شرحه المطبوع بمصر.


والظاهر أن النسخة المطبوعة من ديوان أبي تمام هو ترتيب الصولي لأنها
مرتبة على الحروف إلا أن فيها سقطا كثيرا من شعره لأن النجاشي قال في فهرسته
ص 102: له شعر في أهل البيت كثير، وذكر أحمد بن الحسين رحمه الله: أنه رأى
نسخة عتيقة ولعلها كتبت في أيامه أو قريبا منه وفيها قصيدة يذكر فيها الأئمة حتى
انتهى إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام لأنه توفي في أيامه. ا هـ. ولا يوجد في الديوان
المطبوع شيئ من ذلك الكثير عدا رائيته المذكورة في هذا الكتاب فإما أن يد الأمانة
في طبع الكتب حذفت تلكم القصايد عند تمثيل الديوان إلى عالم الطباعة كما صنعت
مع غيره أيضا، أو أنها لم تصل إليها عند النشر، أو أن المطبوع اختصار أبي العلاء
المعري المذكور.


ديوان الحماسة وشروحه


ولأبي تمام مما أفرغه في قالب التأليف ديوان الحماسة الذي سار به الركبان و
استفادت به الأجيال بعده، جمع فيه عيون الشعر ووجوهه من كلام العرب، جمعه
بدار أبي الوفاء ابن سلمة بهمدان عندما اضطرته الثلوج إلى الالتجاء إلى هذه المدينة
أثناء أوبته من زيارة عبد الله بن طاهر، ورتبه على عشرة أبواب خص كل باب بفن و
قد اعتنى بشرحه جمع كثير من أعلام الأدب منهم:


1 - أبو عبد الله محمد بن القاسم ماجيلويه البرقي.


2 - أبو الحسن علي بن محمد السميساطي (2) المتوفى أواسط المائة الرابعة.



(1) راجع فهرست ابن النديم ص 235، فهرست النجاشي ص 102، الطبقات لابن أبي
صبيعة 2 ص 20 تأريخ ابن خلكان 1 ص 30، 133، بغية الوعاة ص 324، 404، 423،
كشف الظنون، معجم المطبوعات.


(2) نسبة إلى سميساط بالمهملتين بضم أوله وفتح ثانيه، فما في كثير من المعاجم " الشمشاطي "
المعجمتين تصحيف


الصفحة 10

3 - أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي الرازي المتوفى 369.


4 - أبو عبد الله الحسين بن علي بن عبد الله النمري المتوفى 385، ولأبي
محمد الأسود الحسن الغندجاني رد على النمري هذا في شرح الحماسة كما في [معجم
الأدباء] 3 ص 24.


5 - أبو الفتح عثمان بن جني المتوفى 392، له " المنهج " في اشتقاق أسماء
شعراء الحماسة وشرح مستغلق الحماسة.


6 - أبو الحسن علي بن زيد البيهقي.


7 - أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري كان حيا إلى سنة 395.


8 - أبو المظفر محمد بن آدم بن كمال الهروي النحوي المتوفى 414.


9 - الشيخ أبو علي أحمد بن محمد المرزوقي الاصبهاني المتوفى 421.


10 - أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري التنوخي المتوفى 449.


11 - أبو الحسن علي بن أحمد بن سيدة الأندلسي المتوفى 458.


12 - أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن الحسين الشاماتي المتوفى 475.


13 - أبو القاسم زيد بن علي بن عبد الله الفارسي المتوفى 467.


14 - أبو حكيم عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الخبري المتوفى 476.


15 - أبو الحجاج يوسف بن سليمان الشنتمري المتوفى 476، شرحها شرحا
كبيرا ورتبها على الحروف.


16 - أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي المتوفى 502، له شروحها
الثلاثة.


17 - أبو الحسن علي بن عبد الرحمن الإشبيلي المتوفى 514.


18 - أبو المحاسن مسعود بن علي البيهقي المتوفى 544.


19 - أبو البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري المتوفى 577.


20 - أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الحضرمي الإشبيلي المتوفى 584.


21 - أبو محمد القاسم بن محمد الديمرتي الاصبهاني.


22 - الشيخ علي بن الحسن الشميم الحلي المتوفى 601.



الصفحة 11

23 - أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري البغدادي المتوفى 616.


24 - أبو علي الحسن بن أحمد الاسترابادي اللغوي النحوي.


25 - المولوي فيض حسين شرحها مختصرا وأسماه بالفيضي.


26 - الشيخ لقمان.


27 - الشيخ سيد بن علي المرصفي الأزهري المعاصر.


راجع فهرست النجاشي: فهرست ابن النديم. معجم الأدباء. بغية الوعاة. الذريعة.



دواوين الحماسة


تبع أبا تمام في صناعة الحماسة كثيرون، منهم:


1 - البحتري أبو عبادة الوليد بن عبيدة المتوفى 284.


2 - أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي الرازي المتوفى 369.


3 - الخالديان ابنا هاشم: أبو بكر محمد وأبو عثمان سعيد المتوفى 371.


4 - أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري النحوي.


5 - أبو الحجاج يوسف بن سليمان الشنتمري المتوفى 476.


6 - أبو حصين محمد بن علي الاصبهاني الديمرتي.


7 - أبو دماش عده ابن النديم من النحويين اللغويين.


8 - أبو العباس محمد بن خلف بن المرزباني.


9 - أبو السعادات هبة الله بن علي المعروف بابن الشجري المتوفى 542.


10 - الشيخ علي بن الحسن الشميم الحلي المتوفى 601.


11 - أبو الحجاج يوسف بن محمد الأندلسي المتوفى 653.


12 - صدر الدين علي بن أبي الفرج البصري المقتول 659.


13 - أبو الحجاج يوسف بن محمد الأنصاري المتوفى 672. (1)
ومن آثار أبي تمام الأدبية: الاختيارات من شعر الشعراء. الاختيار من شعر
القبائل. اختيار المقطعات. المختار من شعر المحدثين. نقايض جرير والأخطل. الفحول
وهو مختارات من قصايد شعراء الجاهلية والاسلام تنتهي بابن هرمة، ذكرها له ابن النديم



(1) فهرست ابن النديم. معجم الأدباء، بغية الوعاة.


الصفحة 12

في فهرسته ص 235 وغيره.



المؤلفون في أخبار أبي تمام


لقد جمع أخباره وما يؤثر عنه غضون حياته من نوادر وظرف ونكت وأدب وشعر
جماعة منهم:


1 - أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر المتوفى 280، له كتاب: [سرقات النحويين
من أبي تمام].


2 - أبو بكر محمد بن يحيى الصولي المتوفى 336، له " أخبار أبي تمام ". طبع
مع فهرسته في 340 صحيفة.


3 - أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي البصري المتوفى 371، له كتاب [الموازنة
بين أبي تمام والبحتري] في عشرة أجزاء. ولياقوت الحموي في " معجم الأدباء " 2 ص 59
كلمات حول هذه الموازنة. وللآمدي هذا رد على ابن عمار فيما خطأ فيه أبا تمام.


4 - الخالديان ابنا هاشم: أبو بكر محمد وأبو عثمان سعيد المتوفى 371، لهما
كتاب [أخبار أبي تمام ومحاسن شعره].


5 - أبو علي أحمد بن محمد المرزوقي الاصبهاني المتوفى 421، له كتاب [الانتصار
من ظلمة أبي تمام] دفع عنه ما انتقد به.


6 - أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني المتوفى 444، له كتاب " أخبار أبي
تمام " في نحو من مائة ورقة.


7 - أبو الحسين علي بن محمد العدوي السميساطي، له كتاب [أخبار أبي تمام
والمختار من شعره]. وله كتاب تفضيل أبي نواس على أبي تمام.


8 - أبو ضياء بشر بن يحيى النصيبي له كتاب [سرقات البحتري من أبي تمام].


9 - أحمد بن عبيد الله القطربلي المعروف بالفريد، صنف في أخطاء أبي تمام في
الاسلام وغيره.


10 - الشيخ يوسف البديعي القاضي بالموصل المتوفى 1073 له كتاب [هبة
الأيام فيما يتعلق بأبي تمام] في 309 صحيفة طبع بمصر سنة 1352.


11 - الشيخ محمد علي بن أبي طالب الزاهدي الجيلاني المتوفى بنبارس الهند


الصفحة 13

سنة 1181.


12 - سيدنا المحسن الأمين العاملي مؤلف أعيان الشيعة.


13 - عمر فروخ من كتاب العصر الحاضر، له تأليف في المترجم طبع ببيروت في مائة صحيفة.


وتوجد ترجمته في طبقات ابن المعتز ص 133. فهرست ابن النديم ص 235.
تأريخ الطبري 11 ص 9. فهرست النجاشي ص 102. تأريخ الخطيب 8 ص 248.
مروج الذهب 2 ص 283 و 357. معجم البلدان 3 ص 37. تأريخ ابن عساكر 4 ص
18 - 27. نزهة الألباء ص 213. تأريخ ابن خلكان 1 ص 131. رجال ابن داود.
خلاصة العلامة. مرآت الجنان 2 ص 102. معاهد التنصيص 1 ص 14. شذرات الذهب
2 ص 72. مجالس المؤمنين ص 458. كشف الظنون 1 ص 501. رياض الجنة للزنوزي
في الروضة الرابعة. أمل الآمل ص 8. منتهى المقال ص 96. منهج المقال ص 92.
تكملة أمل الآمل لسيدنا الصدر الكاظمي. دائرة المعارف للبستاني 2 ص 56. دائرة
المعارف الإسلامية 1 ص 320. دائرة المعارف لفريد وجدي 2 ص 685 - 693.
وغيرها.




ولادته ووفاته


لم نجزم فيهما بشئ مما في المعاجم لتكثر الاختلاف فيها، وكان الحقيق أن
يؤخذ بالمنقول عن ابنه تمام إذ أهل البيت أدرى بما فيه، لكن اختلاف المعاجم في
المنقول عنه يسلب الثقة به، فمجموع الأقوال: أنه ولد سنة 172، 188، 190،
192 وتوفي سنة 228، 231، 232 بالموصل ودفن بها وبنى عليه أبو نهشل بن
حميد الطوسي قبة خارج باب الميدان على حافة الخندق ورثاه علي بن الجهم بقوله:








  • غاضت بدائع فطنة الأوهام
    وغدا القريض ضئيل شخص باكيا
    وتأوهت غور القوافي بعده
    أودى مثقفها ورائد صعبها
    وغدير روضتها أبا تمام



  • وغدت عليها نكبة الأيام
    يشكو رزيته إلى الأقلام
    ورمى الزمان صحيحها بسقام
    وغدير روضتها أبا تمام
    وغدير روضتها أبا تمام







وقال الحسن بن وهب يرثيه:



الصفحة 14








  • فجع القريض بخاتم الشعراء
    ماتا معا فتجاورا في حفرة
    وكذاك كانا قبل في الأحباء



  • وغدير روضتها حبيب الطائي
    وكذاك كانا قبل في الأحباء
    وكذاك كانا قبل في الأحباء



قد يعزى البيتان إلى ديك الجن. ورثاه الحسن بن وهب أيضا بقوله من قصيدة:






  • سقى بالموصل القبر الغريبا
    إذا أظللنه أظللن فيه
    ولطمن البروق به خدودا
    فإن تراب ذاك القبر يحوي
    حبيبا كان يدعى لي حبيبا



  • سحايب ينتحبن له نحيبا
    شعيب المزن يتبعها شعيبا
    وأشققن الرعود به جيوبا
    حبيبا كان يدعى لي حبيبا
    حبيبا كان يدعى لي حبيبا



ورثاه محمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم، وقيل: إنه لأبي الزبرقان
عبد الله بن الزبرقان الكاتب مولى بني أمية بقوله:





  • نبأ أتى من أعظم الأنباء
    قالوا: جبيب قد ثوى فأجبتهم
    ناشدتكم لا تجعلوه الطائي



  • لما ألم مقلقل الأحشاء
    ناشدتكم لا تجعلوه الطائي
    ناشدتكم لا تجعلوه الطائي



سئل شرف الدين أبو المحاسن محمد بن عنين عن معنى قوله:


سقى الله روح الغوطتين ولا ارتوت

من الموصل الجدباء إلا قبورها


لم حرمها وخص قبورها؟! فقال: لأجل أبي تمام.


خلف المترجم ولده الشاعر تمام، قصد بعد موت أبيه عبد الله بن طاهر فاستنشده فأنشده:





  • حياك رب الناس حياكا
    بغداد من نورك قد أشرقت
    وأورق العود بجدواكا



  • إذ بجمال الوجه رواكا
    وأورق العود بجدواكا
    وأورق العود بجدواكا








فأطرق عبد الله ساعة ثم قال:







  • حياك رب الناس حياكا
    أتيت شخصا قد خلا كيسه
    ولو حوى شيئا لأعطاكا



  • إن الذي أملت أخطاكا
    ولو حوى شيئا لأعطاكا
    ولو حوى شيئا لأعطاكا







فقال: أيها الأمير؟ إن بيع الشعر بالشعر ربا فاجعل بينهما فضلا من المال.


فضحك منه وقال: لئن فاتك شعر أبيك فما فاتك ظرفه: فأمر له بصلة. [غرر الخصايص لوطواط ص 259].


الجواد قد يكبو


لا ينقضي العجب وكيف ينقضي من مثل أبي تمام العريق في المذهب، والعارف


الصفحة 15

بنواميسه، والبصير بأحوال رجالاته، وما لهم من مآثر جمة، وجهود مشكورة،
وهو جد عليم بما لأضدادهم من تركاض وهملجة في تشويه سمعتهم، وإعادة تاريخهم
المجيد المملوء بالأوضاح، والغرر، إلى صورة ممقوتة، محفوفة بشية العار، مشفوعة كل
هاتيك بجلبة ولغط، وقد انطلت لديه أمثلة من تلكم السفاسف حول رجل الهدى،
الناهض المجاهد، والبطل المغوار، المختار بن أبي عبيد الثقفي، فحسب ما قذفته به
خصماءه الألداء في دينه وحديثه ونهضته حقايق راهنة حتى قال في رائيته المثبتة
في ديوانه ص 114.








  • والهاشميون استقلت عيرهم
    فشفاهم المختار منه ولم يكن
    حتى إذا انكشفت سرائره اغتدوا
    منه براء السمع والأبصار



  • من كربلاء بأوثق الأوتار
    في دينه المختار بالمختار
    منه براء السمع والأبصار
    منه براء السمع والأبصار







ومن عطف على التاريخ والحديث وعلم الرجال نظرة تشفعها بصيرة نفاذة علم
أن المختار في الطليعة من رجالات الدين والهدى والاخلاص، وأن نهضته الكريمة
لم تكن إلا لإقامة العدل باستيصال شأفة الملحدين، واجتياج جذوم الظلم الأموي،
وإنه بمنزح من المذهب الكيساني، وإن كل ما نبزوه من قذائف وطامات لا مقيل
لها من مستوى الحقيقة والصدق، ولذلك ترحم عليه الأئمة الهداة سادتنا: السجاد
والباقر والصادق صلوات الله عليهم، وبالغ في الثناء عليه الإمام الباقر عليه السلام،
ولم يزل مشكور عند أهل البيت الطاهر هو وأعماله.


وقد أكبره ونزهه العلماء الأعلام منهم: سيدنا جمال الدين ابن طاوس في رجاله.


وآية الله العلامة في الخلاصة. وابن داود في الرجال. والفقيه ابن نما فيما أفرد فيه من
رسالته المسماة بذوب النضار. والمحقق الأردبيلي في حديقة الشيعة. وصاحب المعالم
في التحرير الطاووسي. والقاضي نور الله المرعشي في المجالس. وقد دافع عنه الشيخ
أبو علي في منتهى المقال. وغيرهم.


وقد بلغ من إكبار السلف له أن شيخنا الشهيد الأول ذكر في مزاره زيارة
تخص به ويزار بها وفيها الشهادة الصريحة بصلاحه ونصحه في الولاية وإخلاصه في
طاعة الله ومحبة الإمام زين العابدين، ورضا رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله


الصفحة 16

عليهما وآلهما عنه، وأنه بذل نفسه في رضا الأئمة ونصرة العترة الطاهرة والأخذ
بثأرهم.


والزيارة هذه توجد في كتاب " مراد المريد " وهو ترجمة مزار الشهيد للشيخ
علي بن الحسين الحايري، وصححها الشيخ نظام الدين الساوجي مؤلف " نظام الأقوال "
ويظهر منها أن قبر المختار في ذلك العصر المتقادم كان من جملة المزارات المشهورة
عند الشيعة، وكانت عليه قبة معروفة كما في رحلة ابن بطوطة 1 ص 138.


ولقد تصدى لتدوين أخبار المختار وسيرته وفتوحه ومعتقداته وأعماله جماعة
من الأعلام فمنهم:


1 - أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي المتوفى 157، له كتاب [أخذ الثار في
المختار].


2 - أبو المفضل نصر بن مزاحم المنقري الكوفي العطار المتوفى 212،
" أخبار المختار ".


3 - أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي سيف المدايني المتوفى 215 / 25
" أخبار المختار ".


4 - أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي المتوفى 283، له " أخبار
المختار ".


5 - أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي المتوفى 302، له " أخبار المختار ".


6 - أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي الصدوق المتوفى 381، له " كتاب
المختار ".


7 - أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى 469، له [مختصر أخبار
المختار].


8 - أبو يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري الطالبي خليفة شيخنا المفيد،
له " أخبار المختار ".


9 - الشيخ أحمد بن المتوج له " الثارات " أو " قصص الثار ". منظومة.


10 - الفقيه نجم الدين جعفر الشهير بابن نما المتوفى 645، له (ذوب النضار


الصفحة 17

في شرح الثار) طبع برمته في المجلد العاشر من البحار.


11 - الشيخ علي بن الحسن العاملي المروزي له [قرة العين في شرح ثارات
الحسين] فرغ منه. 20 رجب سنة 1127.


12 - الشيخ أبو عبد الله عبد بن محمد له [قرة العين في شرح ثار الحسين] طبع مع
[نور العين ومثير الأحزان].


13 - السيد إبراهيم بن محمد تقي حفيد العلامة الكبير السيد دلدار علي النقوي
النصير آبادي له [نور الأبصار في أخذ الثار].


14 - المولى عطاء الله بن حسام الهروي له (روضة المجاهدين) طبع سنة
1303.


15 - المولى محمد حسين بن المولى عبد الله الارجستاني، له " حملة مختارية ".


16 - الكاتب الهندي نواب علي نزيل لكهنو له " نظارة انتقام " طبع في جزئين.


17 - الحاج غلام علي بن إسماعيل الهندي، له " مختار نامه ".


18 - سيدنا السيد محسن الأمين العاملي له [أصدق الأخبار في قصة الأخذ
بالثار] ط.


19 - السيد حسين الحكيم الهندي، له ترجمة (ذوب النضار) لابن نما.


20 - السيد محمد حسين بن السيد حسين بخش الهندي المولود 1290، له
(تحفة الأخيار في إثبات نجاة المختار).


21 - الشيخ ميرزا محمد علي الأوردبادي، له [سبيك النضار. أو: شرح حال شيخ
الثار] في مائتي وخمسين صحيفة وقد أدى فيه حق المقال، وأغرق نزعا في التحقيق، و
لم يبق في القوس منزعا، قرأت كثيرا منه ووجدته فريدا في بابه لم يؤلف مثله، جزاءه الله
عن الحق والحقيقة خيرا. وله في المختار قصيدة على روي قصيدة أبي تمام عطف فيها
على مديحه إطراء صاحبه ومشاطره في الفضيلة: إبراهيم بن مالك الأشتر وهي:








  • يهنيك يا بطل الهدى والثار
    لك عند آل محمد كم من يد
    عرفتك مقبلة الخطوب محنكا
    فيه جنان مهذب مغوار



  • ما قد حويت بمدرك الأوتار
    مشكورة جلت عن الأكبار
    فيه جنان مهذب مغوار
    فيه جنان مهذب مغوار









الصفحة 18








  • أضرمت للحرب العوان لظى بها
    وأذقت نغل سمية بأس الهدى
    فرؤا هوانا عند ضفة خاذر
    فرقت جمعهم العرمرم عنوة
    وفوارس من حزب آل المصطفى
    وبواسل لم تغرهم وثباتهم
    لم يعرفوا إلا الإمام وثاره
    فتفرقت فرقا علوج أمية
    وأخذت ثارا قبله لم تكتحل
    وعمرت دورا هدمت منذ العدى
    عظم الجراح فلم يصب أعماقه
    في نجدة ثقفية يسطو بها
    الندب إبراهيم من رضخت له
    من زانه شرف الهدى في سؤدد
    حشو الدروع أخو حجى من دونه
    إن يحكه فالليث في حملاته
    أو يحوه فقلوب آل محمد
    ما إن يخض عند اللقافي غمرة
    أو يمم الجلى بعزم ثاقب
    المرتدي حلل المديح مطارفا
    وعليه كل الفضل قصر مثلما
    عن مجده أرج الكبا وحديثه
    ومآثر مثل النجوم عدادها
    وكفاه آل محمد ومديحهم
    أسفي على أن لم أكن من حزبه
    وكمثلهم عند الكفاح شعاري



  • أضحت بنو صخر وقود النار
    وأمية كأس الردى والعار
    بمهند عند الكريهة وار
    يوم الهياج بفيلق جرار
    أسد الوغى خواضة الأخطار
    إلا بكل مدجج ثوار
    فتشادقوا فيها بيا للثار
    من كل زناء إلى خمار
    علوية مذ أرزئت بالثار
    بالطف قد أوردت برب الدار
    إلاك يا حييت من مسبار
    في الروع من نخع هزبر ضاري
    الصيد الأباة بملتقى الآصار
    وعلا يفوح بها أريج نجار
    هضب الرواسي الشم في المقدار
    والغيث في تسكابه المدرار
    المصطفين السادة الأبرار
    إلا وأرسب من سطا بغمار
    إلا ورد شواظها بأوار
    والممتطي ذللا لكل فخار
    كل الثنا قصر على المختار
    زهت الروابي عنه بالأزهار
    قد شفعت بمحاسن الآثار
    عما ينضد فيه من أشعار
    وكمثلهم عند الكفاح شعاري
    وكمثلهم عند الكفاح شعاري









الصفحة 19









  • فهناك إما موتة أرجو بها
    أو أنني أحظى بنيل المبتغى
    وأخوض في الأوساط منهم ضاربا
    ولأثكلن أراملا في فتية
    ومشيخة قد أورثوا كل الخنا
    لكن على ما في من مضض الجوى
    لم تعدني تلك المواقف كلها
    فلقد رضيت بما أراقوا من دم
    ولأشفين النفس منهم في غد
    يوم ابن طه عاقد لبنوده
    تشوي الوجوه لظى به نزاعة
    فهنالك الظفر المريح جوى الحشا
    ويتم فيه القصد من عصب الولا
    يا أيها الندب المؤجج عزمه
    وأمين آل المصطفى الأطهار



  • أجر الشهادة في ثناء جاري
    من آل حرب مدركا أوتاري
    ثبج العدى بالمقضب البتار
    نشئوا على الالحاد في استهتار
    والعار أجرية من الكفار
    إذ لم أكن أحمي هناك ذماري
    إذ أن ما فعلوا بها مختاري
    فيها لكل مذمم كفار
    عند اشتباك الجحفل الموار
    وجنوده تلتاح في إعصار
    لشوى الكماة بأنصل وشفار
    من رازح في كربه بأسار
    لبني الهدى كالسيد المختار
    وأمين آل المصطفى الأطهار
    وأمين آل المصطفى الأطهار



يا نجعة الخطب الملم وآفة الـــــــكرب المهم وندحة الأوزار






  • لا غرو إن جهلت علاك عصابة
    فلقد بزغت ذكا وهل يزرى بها
    لك حيث مرتبع الفخار مبائة
    ومبوء لك في جوار محمد
    فلئن رموك بمحفظ من إفكهم
    أو يجحدوك مناقبا مأثورة
    فلك الحقيقة والوقيعة لم تزل
    فتهن محتبيا بسؤددك الذي
    خذها إليك قصيدة منضودة
    لم يحكها نجم السماء لأنها
    بزغت بشارقة من الأقمار



  • فالقوم في شغل عن الإبصار
    إن تعش عنها نظرة الإبصار؟!
    ولمن قلاك مزلة الإغرار
    وملاذ عترته حماة الجار
    فالطود لا يلوى بعصف الذاري
    مشكورة في الورد والاصدار
    عن قدس مجدك في شفير هار
    تزور عنه جلبة المهذار
    من جوهر أو من سبيك نضار
    بزغت بشارقة من الأقمار
    بزغت بشارقة من الأقمار









الصفحة 20









  • كلا ولا ضاهى محاسن نظمها
    هي غادة زفت إليك ولم يشن
    هبت عليك نسائم قدسية
    وسقى لإبراهيم مضطجع الهدى
    ما نافح الروض النسيم مشفعا
    يتلو كما يتلى بكل صحيفة
    مر العشي وكرة الإبكار



  • ما عن حطيئة جاء أو بشار
    إقبالها بدعارة ونفار
    حيت ثراك برحمة ويسار
    ودق الغمام المرزم المكثار
    سجع البلابل فيه شدو هزار
    مر العشي وكرة الإبكار
    مر العشي وكرة الإبكار



/ 1