سيرة الرسول (ص) بين الواقع والمرتجى - سيرة الرسول (ص) بين الواقع و المرتجى نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سيرة الرسول (ص) بين الواقع و المرتجى - نسخه متنی

حسن جابر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






سيرة الرسول (ص) بين الواقع والمرتجى




منبع: سايت چهارده معصوم




حسن جابر




ثمة مفاصل كثيرة لا متناهية، تجاذبت تاريخ هذه الأمة بدءاً من قيادتها الأولى، ممثلة بالرسول القائد (صلى الله عليه وآله)، ودولته - الأنموذج الأول - وكلمة حق تقال: إن كل ما وصل إلينا حتى الآن من سيرته المباركة لا يمت إلى حياة الرسول (صلى الله عليه وآله) العملانية بشيء، إنما هي عملية سرد لواقع، وانطباع لأصحاب السير، وانعكاس لما رآه البحاث الزمنيين ومحاولات لا نقلل من أهميتها في سبر أغوار هذا البحر اللجي. وإننا نعتبر ما أسهم حتى الآن عبارة عن مجموعات مضيئة في مساحة كبيرة أُريد لها أن تبقى حيةً ومشرقة رغم التداعبات التي أصابت الفكر في حركة الحياة المفصلية خلال العصور الغابرة.



... والسيرة بمختلف هيكلياتها ومناهجها الاجتهادية، ومن خلال المدارس الفكرية والمذهبية وتعددها، تبقى ذاك الشأن الحيوي الذي يصوب ويدفع الباحث لجملتي إثارات تمكنه في نهاية المطاف للعمل على إحداث تحولات جوهرية بين تلك المسارات، والتي صنفت حسب آراء مروجيها بالإصلاحية والحقيقية والمعمقة... إلخ... فمن هنا لابد لنا - إذا أردنا تنقية السيرة مما علق بها من شوائب، وامتزج بها من ثقافات دخيلة - إلى تكثيف الجهد لإرساء ممانعة الفكر وفق مشروع نهضوي، يلحظ الخصوصيات ولا يُلقي بهذا الكم الهائل من كتب السيرة والتاريخ جانياً، بل يجهد عامداً إلى محاكمتها، لانبثاق الرؤى والتصورات بما ينسجم مع أصالة ما نتعرض إليه، وإغناء تجربة الأمة لتهضم هذه النظرة الشاملة دونما إعياء وكلل... فهذه المحصلة - نسبيا تسهم وإلى حد ما على تحفيز الكثيرين لمعالجة الواقع، وإيجاد الرغبة العميقة والمخلصة لدَك سور تلك السير التي شابها الغموض وصوب إليها بالاتهام... وأصدق المداليل على ما أسلفنا، تلك التي رافقت - وبتعقيد - حياة النبي (صلى الله عليه وآله) من ولادته إلى نشوئه وتربيته وبعثه ونبوته وصولاً إلى قراءته وكتابته... ومع ذلك كانت السيرة - بحسب ميل البعض وجنوحهم عن سابق تصور وتصميم - في أغلب الأحيان غطاء لمدح صحابي هنا ومادة لتسويق آخر هناك... وجرت تلك القراءات والاستنتاجات - لتلك التاريخيات أحياناً - وفقاً لمنطوق المدارس المذهبية والقبلية وكثير منها سياسي، إذ سادت آنذاك الشعاب والبلاد وبلغ وغير ذي شأن مآله النهائي لمستأثر بسلطة أو لمستحوذ على مال... أما السيرة المحمدية الأصيلة، دوحات زمن تتسع لكل نساك وزهاد الأرض على امتداد المعابد ويراعات طليقة بمكنون أسفار الأخيار، عصية على هضم المشككين، بثباتها كما الرسالة، تصوغها إرادة الوجود بإيلاف الأفئدة الفطرية المتقدة بعبير الولاء أبد الوجود.



إلا أن هذا لا يذهلنا عن محاولات البعض لحصر السيرة في أُطر ضيقة موجهة نحو خُشُب مُسنّدة، لبعث الروح فيها من جديد، وهذا ما يُضفي على تحركنا - كرساليين - طابع المسؤولية الخاصة، لمواجهة أنصاب البلاط، والعمل على إعادة التجديد لفهمنا، وتنوير العامة لكشف مكائد كاتبيها.... ويجب أن تبقى الرغبة لدينا بعمق المساهمة - ما أمكن - لإبقاء حركة الرسول (صلى الله عليه وآله) حية، تؤسس لعمل تعبوي نحو نهضة اجتماعية رائدة.





1- كاتب وأستاذ من جنوب لبنان - يا نوح.



/ 1