مقدمة في بيان دور أهل البيت وشيعتهم - نشاة الحیاة العلمیة فی الحجاز نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نشاة الحیاة العلمیة فی الحجاز - نسخه متنی

عبدالجبار الرفاعی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مقدمة في بيان دور أهل البيت وشيعتهم




في ظهور وتطور العلوم الاسلامية في المدينة ومكة



الإسلام أول دين سماوي
اقترنت ولادته بالدعوة إلى القراءة والحث على التعلم، فالكلمة الأولى التي
هتف بها الوحي ووعتها أسماع النبيّ محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هي الأمر
بالقراءة
{اِقرأ باسم ربّك الذي خلق}1، وتلتها مباشرة { اِقرأ
وربّك
الأكرم}2، وجاء في سياقها
تأكيد دور القلم
{الذي
علَّمَ بالقلم علَّمَ الإنسان مالم يعلم}3. وتكررت الآيات التي تحث على القراءة
والتعلم ومرادفاتها الأخرى منبسطة على مساحة واسعة في كتاب الله تعالى، حتى
أضحى هذا الموضوع محوراً أساسياً في القرآن.



وافتتاح نزول القرآن
على النبيّ بالأمر بالقراءة ظاهرة متميزة لا نعثر على ما يماثلها في أي كتاب
سماوي غيره، تعني في إحدى دلالاتها أن القرآن كتاب يهدف إلى تعميم المعرفة
وإشاعة العلم واستئصال منابع الأمية والجهل، ويتجلى هذا المعنى بصورة واضحة
في بيان القرآن لمهمة النبيّ المتمثلة في التزكية وتعليم الكتاب
والحكمة
{.. ويزكيهم
ويعلمهم الكتاب والحكمة..}4، هذه المهمة التي باشرها النبيّ منذ اليوم الأول الذي بُعث فيه،
وواصلها
بدأب ومثابرة حتى آخر لحظة في حياته
الشريفة.



لقد اتخذ النبيّ
بعد بعثته من بيته ما يشبه المدرسة يعلم فيها ثلة قليلة ممن آمن به وصدقه في
دعوته تعاليم دينه الجديد، وما ينطوي عليه من عقائد ومفاهيم وأحكام، ثم انتقل
إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم، وصارت هذه الدار الواقعة بمكة على الصفا
بمثابة مدرسة للدعوة، يجري فيها إعداد وتأهيل المسلمين الأوائل بشكل سري،
خشية من تنبه قريش واجهاضها الدعوة قبل أن تقوى شوكتها.



واستمرت هذه
الدار تستقبل المؤمنين الجدد ليتعلموا فيها تعاليم الاسلام، (فلما تكامل
عددهم أربعين رجلا خرجوا)5 وانطلقت الدعوة الى المرحلة
العلنية لتنفتح على كل الناس وتجهر عالياً بعقيدة التوحيد. ومع اتساع
نطاق الدعوة ضاقت بها دار الأرقم فخرجت تبحث عن أماكن أخرى،
فاحتضنتها دور المسلمين الأوائل في مكة، وسعى هؤلاء المسلمون لاتخاذ البيت
الحرام منطلقاً لرسالتهم وقتئذ، بيد أن خصومهم من المشركين أصروا على
الحيلولة بينهم وبين الإفادة من البيت الحرام كمدرسة لتعليم القرآن والدعوة
إلى الدين الجديد، وقد نقلت لنا كتب السيرة صوراً متنوعة من التعذيب
والاضطهاد الذي لاقاه المؤمنون من قريش في مكة
6.



وبعد احتدام الصراع بين المسلمين والمشركين في
مكه اضطر الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)للهجرة إلى المدينة المنورة بمعية
المسلمين، وكان قد سبق ذلك بسنوات هجرة طائفة من المسلمين إلى الحبشة فراراً
من أذى قريش، وبحثاً عن أرض جديدة للدعوة. وفي دار الهجرة دخلت الدعوة مرحلة
جديدة حققت فيها مكاسب عظيمة، عندما امتدت جغرافياً فاستوعبت مناطق نفوذ
جديدة. ومنذ وصول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة وإشادة
المسجد النبوي، أضحى المسجد مركزاً فاعلا في حياة الجماعة المسلمة في
المدينة، تلقى من على منبره المسلمون أنوار الوحي ومعارف
القرآن متدفقاً من فم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
مباشرة، ويمكن القول: إن هذا المسجد المتواضع في بنائه وعمارته البسيطة احتضن
مدرسة فريدة. الكتاب الذي كان محور الدراسة فيها هو القرآن، والمعلم الأول هو
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وتلامذته هم الصحابة. واستمرت هذه
المدرسة تنمو وتتكامل، ففي كل يوم تستقبل تلامذة جدد من المسلمين القادمين
إلى المدينة للتعرف على الاسلام، ومع مرور الزمن اتسع نطاق العلوم التي تدرس
في المسجد، فلم تقف عند دراسة القرآن الكريم وإنما امتدت لتشمل الحديث
الشريف، والمغازي والسيرة الشريفة، والفقه، حيث ظهرت أبرز مدارس الفقه
الاسلامي المعروفة لدى المسلمين في أروقة هذا المسجد.



/ 9