تعریف بکتاب اخبار مکة للفاکهی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تعریف بکتاب اخبار مکة للفاکهی - نسخه متنی

محمد علی مهدوی راد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



خلال تدوين
التاريخ الإسلامي ، كان لطريقة تدوين تاريخ المدن والأمصار قدمٌ عريقٌ فيه .
وقد احتلّ تاريخ مكّةَ وما جرى فيها من الوقائع والأحداث أهميّةً بارزةً
تتناسب ومكانتها ضمن هذا السياق .


فمكّةُ
مدينةٌ عريقة ذات شأن عظيم وصيت شائع في الآفاق . وكانت منذ القدم محطَّ
أنظار الشعوب والأمم ، وهي من منظار القدم التاريخي تُعدُّ من أقدم الأمصار
التي شيّدت على وجه المعمورة ، وضمّت بين ربوعها شعوباً وقبائلَ شتّى . وفي
العصر الإسلامي كانت أخبار مكّة ، والنصوص التي تُعنى بأحداثها ووقائعها
المختلفة تحظى بأهمية بالغة لدى المسلمين ، فقد كانت فضائل مكّة وأخبارها
ومكانتها الرفيعة وامتدادها التاريخي تلقى اهتماماً واسعاً لدى المسلمين
ولأسباب كثيرة .


فقد
كانت ـ ولا زالت ـ المعرفة الدقيقة لما دوّن عن مكّة تحتلُّ أهمية قصوى نابعة
من ضرورتها في تفسير القرآن ، وفهم الآيات الرّبانيّة ، وسيرة النبيِّ ،
وكيفية إنبثاق الرسالة الإسلاميّة وانتشار شعاعها في كلّ الأرجاء . وعلى هذا
الأساس فإنّ أقدم النُصوص المدوّنة في الحضارة الإسلاميّة هي تلك التي كتبت
عن تاريخ مكّة والمدينة .


قِدَم هذه النصوص
:


يظهر أن أقدم
مُصَنَّف ورد في كتب التاريخ والسيرة حول هذا الموضوع ، هو كتاب محمد بن
عمر الواقدي ، الذي ولد عام 130 وتوفي عام 207 للهجرة1 ، وكان محدّثاً كبيراً ومؤرخاً حاذقاً . وكان
كتابه الموسوم بـ « أخبار مكّة » مصدراً لمن تلاه من المحقّقين الذين
استقوا منه فيما كتبوه عن مكّة من أخبار ونصوص . وجاء من بعده علي بن محمد
المدائني (135 ـ 225 هـ) وهو من المؤرخين الذين أغنوا التاريخ بغزارة
مؤلّفاتهم وتنوع كتاباتهم . وذكر ابن النديم ـ الذي نقل آثاره تفصيلياً
وبشكل موضوعي ـ أن له كتاباً عن مكّة اسمه « تاريخ مكّة » ، ولا يوجد لهذا
الكتاب أيُّ أثر اليوم شأنه في ذلك شأن الكثير من مؤلّفاته الأخرى . وينبغي
لي التذكير هنا بأن الكثير من المصادر الأخرى التي تحدّثت عن سيرته ومؤلّفاته
لم تذكر عن هذا الكتاب شيئاً2
.


بعد
كتاب المدائني لابدّ من الاشارة إلى الكتاب القيم الذي ألّفه أبو الوليد محمد
بن عبد الله بن أحمد الأزرقي (... إلى ما يقارب 250 هـ) ، وعنوانه « أخبار
مكّة » ، ونقل فيه أخباراً كثيرة عنها . ومن حسن الحظّ أن الكتاب موجود
اليوم ، ولا يزال المحقّقون يرجعون إليه وينهلون من فيضهِ3 .


ألّف أيضاً
الزبير بن بكّار الذي ولد عام 172 وتوفي عام 256 للهجرة كتاباً في هذا
الموضوع . وكتابه هذا أشار إليه السخاوي4 ، وذكرتْه أيضاً مصادرُ أُخرى5 . إلاّ أن النصوص الواردة في الكتب التاريخية
والمصادر التي تحدثّت عن سيرته ، والفهارس التي أحصت مؤلفاته لم تذكر شيئاً
عن هذا الكتاب6 .


يُعَدُّ عمر
بن شَبّة أيضاً من المؤرّخين الذين كتبوا عن مكّة وأخبارها ، وله كتاب يُدعى
بـ « تاريخ مكّة » ذكره البخاري ونقل عنه7 ، وقال : إنّ له كتاباً آخر في هذا الصدد واسمه «
أُمراء مكّة » ، لكن البعض احتمل أن يكون كلا الاسمين عنواناً لكتاب
واحد8 .


نسبت بعض
المصادر إلى الحسن البصري (م110) كتاباً اسمه « تاريخ مكّة » ، ويبدو أن
نسخة منه موجودة الآن في أحد مكتبات مصر9 .


ثم
يأتي بعد كل هذا كتاب أبي عبد الله محمد بن إسحاق الفاكهي ، وهو كتاب قيّم
وفريد وقد سمّاه بـ « أخبار مكّة في قديم الدهر وحديثه » وهو محور
اهتمامنا الآن :


يوصف كتاب
الفاكهي بأنّه كتابٌ تاريخي واجتماعي وجغرافي ، يُتاح للمرء ـ بالاستناد إليه
ـ التعرف على الكثير من الحقائق المتعلقة بمكّة ، والكيفية التي كانت عليها
الأطراف المحيطة بها . والموجود حالياً هو الجزء الثاني من الكتاب وهو يحمل
بين دفّتيه ما يناهز الثلاثة آلاف حديث وخبر .


أما
الجزء الأول منه فقد كان في متناول أيدي المحقّقين والمحدّثين حتّى سنوات من
بعد تأليفه ، فكانوا يستفيدون من مضامينه ومحتوياته . وقد أعاد محقّق هذا
الكتاب ـ وبالاستناد إلى نقلهم وروايتهم ـ صياغة قسم من جزئه الأوّل ، وهذا
ما سنشير اليه لاحقاً .


/ 10