قرامطة و فتنتهم فی مکة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قرامطة و فتنتهم فی مکة - نسخه متنی

یعقوب الجعفری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







القرامطة وفتنتهم في مكّة



تُعدُّ فرقة
«القرامطة» ـ التي وصفها التأريخ بأنّها فرقة مشاغبة ومُتمرّدة،
وكانت عاملا أساسيّاً أدّى إلى مذابح جماعية، وإلى حملات إغارة على أموال
المسلمين ـ فرعاً من الفرقة المعروفة بـ «الإسماعيلية» حيث
ظهرت في قلب المجتمع الإسلامي، وسبّبت الكثير من المتاعب والمشاكل آنذاك بسبب
أفكارها وعقائدها الخاصّة، خصوصاً في العهد العبّاسي، ممّا أدّى إلى وقوع
العديد من الضحايا نتيجة انحرافاتهم الايديولوجية والمغالاة في أفكارهم.
ويمكننا القول بوجود التشابه الكبير بينها وبين فرقة الخوارج المعروفة التي
ظهرت في عهد الخلفاء الأمويين وإن اختلفتا من الناحية العقائدية.


و«الإسماعيلية» هي فرقة من فرق
الشيعة كانت تعتقد بإمامة «إسماعيل بن جعفر الصادق (عليه السلام)» وذلك
بعد وفاة جعفر الصادق (عليه السلام)، وأولاد إسماعيل من بعده ثمّ انقسمت
على نفسها إلى عدّة فِرَق أُخرى. وقد انبرى من الفرقة ذاتها شخصيّات فسَّر كلٌّ منهم المذهب
الإسماعيلي حسب ما يَرتئيه هو ودعا إلى إمامة شخصيّة معيّنة في ذلك
الزّمان.


وكان «حمدان قرمط» أحد أبرز أولئك
الدعاة من الإسماعيلية، والسّبب المباشر في ظهور العديد من الحوادث في حينها،
فأوجد هذا فرقة مُنشعبة عن الإسماعيلية وذلك بعد وفاة أبوالخطّاب الأجدع أحد
مؤسّسي فرقة الإسماعيلية، وأدخل «حمدان قرمط» تعديلات وآراء جديدة على المذهب
المذكور فسمّي أتباعه بعد ذلك بالقرامطة.


وتذكر المصادر لروايات
أهل السنّة ـ وعلى غرارها المصادر الغربية كذلك ـ أنّ
حمدان قرمط كان أحد تلاميذ عبدالله بن ميمون القدّاح، الذي له تأثيرٌ واضح
على تشكيل آراء ومعتقدات حمدان قرمط، وتعتبر المصادر ذاتها أنَّ عبدالله بن
ميمون هذا هو أحد موالي الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وينسبونه إلى
اليهوديّة1 أحياناً
والدّيصانية2 والمجوسية من أصل
إيراني3 أحياناً أُخرى. كما
وينسبون الفاطميين «في مصر» إلى حمدان قرمط هذا4.


هذا في حين توثّق المصادر
الشيعيّة عبدالله بن ميمون، وتُسقط كل الاحتمالات ـ كما
سنرى ـ التي تقول بكونه ينتمي إلى القرامطة أو
الإسماعيلية.


وقبل إيراد أيّ نصوص عن علماء
ورجالات الشيعة حول عبدالله بن ميمون، نستدعي انتباه الأخوة القُرّاء إلى
آراء بعض من الكتّاب المعروفين حول نفس الموضوع.


ينقل ابن النديم عن شخص يدعى
ابوعبدالله بن رزام حيث كان لهذا الأخير كتاب في الردّ على الإسماعيلية ما
يلي (دون أن يؤيّد أو يُفنّد ادّعاءات ابن رزّام هذا):


في البداية، كان ميمون قدّاح من
أتباع أبوالخطّاب، وكان يجهر بالدعوة إلى إلوهية علي بن أبي طالب، وقد كان وأبنه عبدالله، ديصاني
المذهب، ومن محلة على أطراف الأهواز، وكان ابنه عبدالله مشعوذاً وساحراً وقد
ادّعى النبوّة لفترة طويلة،... وفرّ إلى السلميّة بالقرب من حمص وهناك انضمّ
إلى دعوته رجل يسمّى حمدان بن الأشعث الملقّب بـ (قرمط)5.


بعد ذكر قصّة تشتّت
أصحاب محمد بن إسماعيل بن جعفر، يتابع الخواجة رشيد الدين القول بأنّ
(عبدالله بن ميمون القدّاح كان قد اكتسى حُلّة العابد الزاهد، وقد أقام في
منطقة عسكر مكرّم، ومنها رحل إلى كوهستان عجم أهواز حيث قام بدعوة النّاس
وإرسال الرسل إلى العراق والري وإصفهان وقم وهمدان)6.


يقول الفخر الرازي في تعريف فرقة
الباطنية مايلي:


(يروى أنّ رجلا من
الأهواز يدعى عبدالله بن ميمون القدّاح وكان من الزنادقة، جاء إلى جعفر
الصادق (عليه السلام)، وقد قضى أكثر وقته في خدمة ابنه إسماعيل وبعد
وفاة إسماعيل أصبح في خدمة ابنه محمّد، ودعا إلى اتّباع هذا الأخير مدعيّاً
بتلقّي الزندقة على يده)7. كما يلاحظ، فإنّ عبدالله بن ميمون هذا يعرّف على
أنّه مؤسّس فرقة الباطنيّة والقرامطة وعلى أنّه رجل دجّال وكذّاب، في حين هو
في المصادر الشيعية أحد أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) والإمام
الصادق (عليه السلام)المخلصين، وبأنّه أحد رواة الأحاديث
الثقات.


يقول النجاشي في
(الرجال):


كان عبدالله بن ميمون
الأسود القداح أحد موالي بني مخزوم... وكان يروي عن الإمام
الصادق (عليه السلام) وهو رجل ثقة، وتنسب إليه كتب مثل (مبعث النبي)
و(صفة الجنّة والنّار)8.


وحسب قول النجاشي وهو أحد علماء
الرجال المعروفين، بأنّ عبدالله بن ميمون ثقة، لايبقى مجال للشك في منزلة ابن ميمون
الجليلة، خاصّة بعد عِلمنا أنَّ كلّ كتب رجالاتنا لم تورد قدحاً في تعريفها
لعبدالله بن ميمون، ولو كان إسماعيلياً كما قيل، لما تردّد علماء الرجال في
ذكر ذلك على الإطلاق، ذلك أنّ علماءنا في الرجال يمتلكون حساسية عجيبة تجاه
الأشخاص المنتمين إلى مذهب منحرف. ويقول الكشي بعد نقله حديثاً للإمام
الباقر (عليه السلام) في معرض تأييده لعبدالله بن ميمون: كان عبدالله بن
ميمون يقول بالتزيّد (كذا)9.


ولايعرف المقصود بكلمة
«تزيّد» بوضوح، فربّما أراد معنى أنّه كان «يحبّ زيداً» في حين ذكر البعض
احتمالات وتفسيرات غير منطقية لذلك ولا علاقة لها به10. أضف إلى ما
قيل أنّ كل كتب الشيعة في شرح الملل والنحل أمثال فرق الشيعة للنوبختي
والمقالات والفرق للأشعري، وخلال وصفهم للفرق الإسلامية كالإسماعيلية
والقرامطة، لم يذكروا شيئاً بصدد ابن ميمون أو حتّى ثابت بن سنان وهو أحد
المعاصرين لحمدان قرمط، الذي ألّف كتاباًتحت عنوان «تأريخ أخبار القرامطة»
فهو لم يذكر اسم عبدالله بن ميمون البتة.


وعلى أي حال وطبقاً
للمصادر الشيعية فليست هناك أدنى علاقة بين عبدالله بن ميمون وبين القرامطة.
فالشيء المسلَّم به هو أنَّ مؤسّس فرقة القرامطة وهي فرقة متفرعة عن
الإسماعيلية، هو رجل يسمّى حمدان بن الأشعث القرمطي الذي اعتزل جماعة محمّد
بن إسماعيل بن جعفر بعد وفاة الأخير وأحدث فرقة متشعبة عن الإسماعيلية بعد أن
أوجد آراء ومعتقدات خاصّة لهذه الفرقة. وطبقاً لما أورده ابن النديم فإن
حمدان قرمط كان مشغولا بالزراعة وتربية الحيوان في قرية تسمى «قس بهرام» وكان
رجلا ذكيّاً، ممّا حدا برجل عالم مثل «عبدان»، الذي صنّف كثيراً من الكتب
باتّباعه وأرسل رسلا ومبلّغين إلى سواد الكوفة لنشر معتقدهم هذا11.


/ 7