اعتداء علی حرمة البیت و امنه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اعتداء علی حرمة البیت و امنه - نسخه متنی

محمدرضا باقر صادق

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







مقدمة




وإذا كانت الكعبة قد تعرّضت لأذًى من بعض
الديانات المخالفة، فإنها قد تعرّضت لفظائع ممن يدّعون الإسلام مثل يزيد
وأمثال يزيد.


ومرجع تهديم الكعبة وتقويضها، والاعتداء
على حرمتها، يعود إلى التعصّب الجاهلي، والانحلال من قيود الدين والشريعة،
وإلى الانحلال الخلقي كالتجاهر بالفسق والفجور والميوعة والفساد المتمثل في
مجموعة لا تعرف من الحياة إلاّ الاستهتار والخلاعة والمجون.


ومنذ عهد الإسلام حتّى يومنا هذا إجتاحت
الكعبة كوارث إلحادية عارمة منبعثة عن الأهواء والمطامع الشخصية، قُوّضت
الكعبة على أثرها، وانهارت وتهدّمت وانتهكت حرمتها، وفيما يلي نورد بعض هذه
الأحداث.


محنة البيت أيام يزيد
:


1 ـ جاء في كتاب الكعبة
والكسوة منذ أربعة آلاف سنة حتّى اليوم لمؤلفه «أحمد عبد الغفور عطار» ما
نصّه:


«وفي سنة 63 و 64 من الهجرة تعرّضت
المدينتان المقدّستان، والحرمان الشريفان، وبيت الله، وحرم رسوله لكارثة غاية
في البشاعة والنكر، فقد أرسل يزيد بن معاوية جيشاً من أهل الشام إلى المدينة
مهاجر رسول الله (صلى الله عليه وآله)وأمر يزيد قائد جنده مسلم بن عقبة
المرّي أن يذيق أهل المدينة، وأهل مكة كلّ ضروب الشرِّ الذي لا شرَّ مثله.
ولم يكتفِ يزيد بقتل سيدنا الحسين وآل بيت محمد (صلى الله عليه وآله)حتّى
ثنّى ببلد رسول الله فأباحها لجند الشام ثلاثة أيام يفعلون من المنكر ما لا
يجوز فعله ببلاد الكفر، وقتل جندُ الشام من الصحابة والتابعين وأولادهم
وأطفالهم ونساءهم آلافاً مؤلّفة، وبلغ من كفر المرّي قائد جند يزيد أن سمّى
المدينة «نتنة» نكايةً بمن سماها «طيبة» وما سمّاها طيبة غير نبي الهدى،
وأجبر أهل المدينة بالسيف على أن يبايعوا على أنهم عبيد ليزيد، فإن لم
يبايعوا قتلهم، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من أخاف المدينة أخافه
الله.


ويقول ـ عليه الصلاة والسلام ـ : من أراد
أهلَ المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء.


ولمّا انتهى المري من الشر الذي صبّه على
المدينة وأهلها اتّجه مع جيش الشام إلى مكة، وفي الطريق هلك المري اللعين
فتولّى القيادة الحصين بن نمير وكلّهم مثل بعض في الكفر والفسوق»1.


2 ـ ومما جاء في كتاب
«تاريخ الخلفاء» للحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 هجرية في الحديث
عن يزيد، وما فعل بالكعبة ما نصّه:


«وفي سنة ثلاث وستين، بلغه أنّ أهل
المدينة خرجو عليه وخلعوه، فأرسل إليهم جيشاً كثيفاً، وأمرهم بقتالهم، ثم
المسير إلى مكة لقتال ابن الزبير فجاءوا، وكانت وقعة الحرّة على باب طيبة،
وما أدراك ما وقعة الحرّة؟ ذكرها الحسن مرّةً فقال: والله ما كاد ينجو منهم
أحد، قُتل فيها خلقٌ كثير من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ومن غيرهم،
ونهبت المدينة، واُفتضَّ فيها ألف عذراء، فإنّا لله وإنا إليه راجعون! قال
(صلى الله عليه وآله): من أخاف أهل المدينة أخافه الله، وعليه لعنةُ الله
والملائكة والناس أجمعين. رواه
مسلم.


وكان سبب خلع أهل المدينة له أنّ يزيد
أسرف في المعاصي. وأخرج الواقدي من طرق: أنّ عبد الله بن حنظلة بن الغسيل
قال: والله ما خرجنا على يزيد حتى خِفنا أن يُرمى بالحجارة من السماء! إنه
رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات، ويشرب الخمر ويدع الصلاة»2.


هذا هو يزيد الذي يسميه البعض أمير
المؤمنين ...! وهذه هي أعماله قتلٌ وانتهاك لأعراض الناس، وفسق وفجور
واستهتار بالقيم، وخمرٌ وفساد. وأما قتله للحسين فتلك مصيبة أبكت حتّى الحجر
والسماء ... فمما جاء في المصدر نفسه ما نصّه:


«ولمّا قتل الحسين مكثت الدنيا سبعة أيام
والشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة، والكواكب يضرب بعضها بعضاً، وكان قتله
يوم عاشوراء، وكسفت الشمس ذلك اليوم، واحمرّت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله،
ثم لا زالت الحمرة تُرى فيها بعد ذلك ولم تكن تُرى فيها قبله»3.


فهل بعد هذا يبقى شك لذي عينين من فسوق
يزيد وفجوره وكفره؟ وقد أضاف السيوطي إلى حديثه ما هو أعجب وأغرب وأنكى للقلب
فقال:


«وقيل إنه لم يُقلب حجر بيتِ
المقدس يومئذ إلاّ وجد تحته دمٌ عبيطٌ، وصار الوَرْسُ الذي في عسكرهم رماداً،
ونحروا ناقةً في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها مثل النيران، وطبخوها فصارت مثل
العلقم، وتكلم رجلٌ في الحسين بكلمة فرماه الله بكوكبين من السماء فطمس
بصره»4
.


«وأخرج الترمذي عن سلمى قال: دخلت على
أمّ سلمة ـ وهي تبكي ـ فقلتُ: ما يبكيك؟ قالت: رأيت رسول الله (صلى الله عليه
وآله) في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب، فقلت: ما لكَ يا رسول الله؟ قال:
شهدت قتل الحسين آنفاً.


وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس
قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)بنصف النهار أشعث أغبر، وبيده
قارورة فيها دم، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله ما هذا؟ قال: دم الحسين
وأصحابه، لم أزل ألتقطه منذ اليوم، فأُحصي ذلك اليوم فوجدوه قُتل يومئذ»5.


/ 7