ابعاد التاثیرات الفکریة و الادبیة علی العقلیة الیهودیة فی الجزیرة العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ابعاد التاثیرات الفکریة و الادبیة علی العقلیة الیهودیة فی الجزیرة العربیة - نسخه متنی

احمد الواسطی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







المقدمة



تأثّرت العقلية اليهودية في المجالات
الفكريّة والأدبية بالمسلمين في الجزيرة العربية، حيث نجد هذا التأثّر واضحاً
وجليّاً على نتاجات اليهود اللغوية والأدبية، التي أخذت تحاكي فيها الأساليب
اللغوية والأدبية للمسلمين، هذا فضلا عن تأثّرها بالآداب الأوربية. ويحاول
اليهود من خلال وسائلهم الإعلامية، وما يألفون من كتب ونشرات أن يظهروا
مكانتهم الفكرية والأدبية، ويجعلوا من الجزيرة العربية أرضاً يهودية، هذا من
جهة، ومن جهة أخرى يحاولون ربط دورهم التاريخي بدور إبراهيم الخليل (عليه
السلام)، مع العلم بأنّ الجزيرة العربية طوال التاريخ لم تكن أرضاً يهودية،
كما أنّ دورهم كان متأخراً كثيراً عن دور إبراهيم الخليل (عليه
السلام).


مُنح اليهود صفة (أهل الكتاب) أو (أهل
الذمة) عندما انتشر الإسلام، حيث أصبحت الدولة الإسلامية مسؤولة عن سلامتهم،
فأخذوا بعلوم المسلمين، وألّفوا ـ للمرّة الأولى في التاريخ ـ كتب النحو
ومعاجم الألفاظ تقليداً للمسلمين العرب، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل نجد أنّ
الشعراء اليهود قرضوا الشعر العبري وفقاً للأبحر الشعرية المألوفة في اللغة
العربية. وتناولت فنون الشعر العبري في ذلك الوقت جميع الأغراض المعروفة في
الشعر العربي كالمديح، والهجاء، والفخر، والرثاء، والحكمة، والوصف ...
.


فالشاعر اليهودي يهوذا الحريزي يقول في
المدح:


لِليقي كل ياقار نافية في
نلفيه
في هولفيت بئير عَل روش مِشيحاف
1


أي: لصاحبنا اللاوى احترام ورفعة، فقد بات اكليلا على
الشعراء


كما نجد أن الشعراء اليهود، حاكوا
الشعراء العرب في النظم العلمي والتعليمي، وفي نظم الأحاجي والألغاز2.


ولم يؤلّف اليهود كتباً علمية في قواعد
لغتهم إلاّ بعد أن تتلمذوا على يد المسلمين العرب، ونشأوا في عهد الثقافة
الإسلاميّة نشأةً مكّنتهم من فهم العلوم العربية على اختلاف
أنواعها.


فظهر سعيد بن يوسف الفيومي فيلسوف اليهود
في القرن العاشر3. وكان أوّل
النحاة العبريين، الذين وضعوا قواعد النحو العبري على غرار قواعد اللغة
العربية وليس هذا فحسب، بل أخذ الكثير من العلوم الدينية، وتشرّبت روحه بمذهب
«المعتزلة»، ويظهر هذا التأثّر جلياً في معالجته الديانة اليهودية، ويعدّه
النحاة اليهود أبا النحو العبري.


ونقل اليهود إلى لغتهم العلوم الإسلامية
كاللاهوت، والطب والفلسفة، وغيرها من أمثال كتب ابن سينا، «تهافت الفلاسفة»
للغزالي، و «تهافت التهافت» لابن رشد.


ويقول الناقد (يهوذا الحريزي) بأسلوب
حماسي: «اِعلم أن الشعر البديع الحافل باللآلئ قد كان في بادئ الأمر ملكاً
مقصوراً على أبناء العرب المسلمين وحدهم، وقد وزنوه بموازين صادقة، وهم
يفوقون في شعرهم شعراء العالم قاطبة ... ومع أن لكل أمة شعراءَها، فإنّ جميع
شعرهم لا قيمة له، ولا وزن في مقابل شعر الإسماعيليين (أي المسلمين العرب)
لأنهم ـ وحدهم ـ المستأثرون بالشعر العذب في لفظه، الجميل في فحواه
ومعناه.


ثمّ يضيف الناقد العبري الحريزي، متحدثاً
عن تأثير الشعر العربي في الشعر العبري بقوله: إنّ بني شعبنا بعد جلائهم
عن أرض كنعان، قد قطن الكثيرون منهم مع
العرب المسلمين في أوطانهم، وألفوا التحدّث بلغتهم، والتفكير بتفكيرهم،
وبامتزاجهم بهم تعلموا منهم صناعة الشعر الموزون في اللغة العبرية ...»4.


والجدير بالذكر أن الشعراء اليهود عرفوا
الأساليب البلاغية المألوفة آنئذ عند العرب المسلمين، التي بها كانوا يزيّنون
قصائدهم ويحلّون أشعارهم. كما أن «بني إسرائيل» أول من دان باليهودية، لكنهم
لم يكونوا وحدهم اليهود حتى في زمانهم5. ولم تعرف باسم (اللغة العبرية) إلاّ بعد السبي
البابلي6. ولمّا استوطن (بنو إسرائيل) أرض
كنعان، وعرفوا المدينة والحضارة، صاروا ينفرون من كلمة (عبري) التي كانت
تذكّرهم بحياتهم الأولى حياة البداوة والخشونة، وأصبحوا يؤثرون أن يعرفوا
باسم (بني إسرائيل) فقط7.


ولا يوجد في صحف العهد القديم ما يدلّ
على أنّهم كانوا يسمّون لغة (بني إسرائيل) (باللغة العبرية)، بل كانت تارة
تعرف باسم اللغة اليهودية: «يِهُوديت» كما هو واضح في [سفر اشعيا]8.


دَقّيرنا إلْ عَقاديما أراميت كِيْ شِمْعيم أنَحْنُوا قِي
أَلْ تِدَبّير إيِلينوا يِهُوديت بأُزْنيه هاعام أشير عَلْ
هَحوما.


ويعني: كلّم عبيدك باللغة الأرامية ولا
تكلّمنا «باللغة اليهودية» في مسامع الشعب الذي على السور.


وتارةً تعرف باسم (لغة كنعان):9


بَيوم هَهُوا يِهْيُو حاميش عاريم بـ إيرِص مِصْريم
مِدَقْروت سِفَت كِنَعَن قي نِشْباعوت لَيِهْقا صِقاءوت عِير هَهيرِس يِآمير
لِـ إحات.


ويعني هذا النص: كان في ذلك اليوم بأرض
مصر خمس مدن تتكلّم (بلغة كنعان)، وتحلف برب الجنود، وتسمى إحدى هذه المدن
مدينة الشمس.


ولقد كشفت في (تل العمارنة) بمصر رسائل
يرجع تاريخها إلى القرن الرابع عشر (ق.م)، وإلى عصر الملك (أمون حوطف)، حيث
كان «بنو إسرائيل» لا يزالون تحت سيطرة (مصر)، فقد ذكرت هذه الرسائل الموجهة
من أمراء فلسطين والكنعانيين إلى عزيز مصر، أن قبائل (عبيري) أو (حبيري) تغزو
فلسطين وتتوغّل من ناحية الصحراء في بلاد خاضعة للنفوذ المصري، ويطلبون منه
النجدة10.


قلعة خيبر


وبقيت عقلية (الأديب الإسرائيلي) مطبوعة
بطابع الصحراء في عصور الحضارة; لأنّ علاقة «بني إسرائيل» بأمم الصحراء لم
تنقطع في عصر من العصور، ولا شك أن عادات «بني إسرائيل»، وأخلاقهم الاجتماعية
في عصورهم الأولى كانت متأثرة بأخلاق وعادات العرب في الجاهلية، وأن كثيراً
من أسماء الأعلام العبرية القديمة شائعة الاستعمال عند العرب في الجاهلية
مثل:


(عوقْديا) وتعني: عبد الله و (سَعْديا)
تعني: السعد و (عفرا) تعني: عفراء11.


/ 6