مهمّات مشبوهة في الديار المقدّسة (2) - مهمات مشبوهة فی الدیار المقدسة (2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مهمات مشبوهة فی الدیار المقدسة (2) - نسخه متنی

حسن السعید

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مهمّات مشبوهة في الديار المقدّسة (2)



حينما شرع الغرب حركته لوعي الذات ، عبر اكتشافه لشروط تكوينها
الداخلية ، ولتتمخّض عمّا يُعرف بـ «النهضة
الأوروپية» . . . كان هناك ثمّة حركة دائبة لاكتشاف الآخر
(الخصم الأكبر) ، بغية السيطرة عليه أحياناً ، والتلاعب به ،
بل حتى ضمه وتدميره .


ولم يكن هذا «الآخر» سوى الشرق ، الذي أصبح منذ القدم ، وبخاصة
المشرق الاسلامي معروفاً في الغرب بوصفه نقيض الغرب المتمّم له1 .


هناك إذن رؤية فكرية قد
تهيّأت خاصة خلال حقبة المواجهة ، وتحديداً في القرن الثاني عشر ،
ثم توسّعت وتدفقت في القرن الثالث عشر والرابع عشر; لتمتد حتى القرن الثامن
عشر ، وحتى العصر الاستعماري2 ، لتتكرّس وتتراكم باطراد حتى تستوطن اللاوعي الغربي ، وكأنها حقائق
مسلّمة .


وفي القرون اللاحقة ،
وبخاصة في القرن السادس عشر ، الذي شهد ظهور مذهب التجارة في اوروپا
الغربيّة (المتمدنة) و(المتفوقة) و(العقلانية) والتي عدلت
من طبيعة مواجهتها مع «الطرف
الآخر» ، (المتوحّش) و(المتخلّف) و(الأدنى) منزلة ، اُختزل ثراء
الحضارة الإسلامية الى صورة «وضيعة» ، وذلك لتبرير الدوافع السياسية
والاقتصادية وخدمتها . وبدأ اوروپا الغربيّة ، التي لم تعد في حالة
دفاع ضد التهديد الإسلامي ـ على الأقل ليس إلى الدرجة التي سادت خلال العصور
الوسطى ـ بدأت تهتم اهتماماً من نوع جديد بالشرق ، وقد أوحت بهذا
الاهتمام الروحية الجديدة الناشئة عن مذهب التجارة من جهة ، والتنافس
السياسي والاقتصادي في الداخل من جهة اُخرى»3 .


ومع أنّ الاهتمام
الأوروپي ، ثم الأمريكي ، بالشرق كان سياسياً تبعاً لبعض المسارد
التاريخية الواضحة التي أوردها «ادوارد سعيد» في كتابه «الاستشراق» ،
لكن الثقافة كانت هي التي خلقت ذلك الاهتمام ، والتي فعلت بحيوية
ديناميكية جنباً إلى جنب مع المعقلنات السياسية ، والعسكرية ،
والاقتصادية4 . . .


وإلى جانب هذه
التطورات ، بدأت مجموعات من التجار والرحالة بالوصول كذلك إلى الشرق
لأغراض مختلفة ، إذ كان بعضهم مرسلا ببعثات دبلوماسية أو تجارية ،
وبعضهم من المغامرين أو من المبشرين بدين آخر ، وبينما كان بعض الرحالة
والتجار يختلقون الأوهام حول العرب ، وهي أوهام سادت في بواكير القرن
السابع عشر ، كان العلماء منهمكين كذلك في دراسة الأدب والفكر العربيين
وترجمتهما إلى الانكليزية . . . وعلى الرغم من أهميّة تلك
الدارسات العربية ، فإن الاتجاهات الهجوميّة القديمة ـ الجديدة نحو
الإسلام قد طغت على أكثر أعمالهم5 .


وليس من شك ، أن
الاسلام لم يصبح رمزاً للرعب ، والدمار ، والشيطاني ، وأفواج
من البرابرة الممقوتين ، بصورة اعتباطية . فبالنسبة لأوروپا ،
كان الإسلام رجّة مأساوية دائمة . وحتى نهاية القرن السابع عشر كان
«الخطر العثماني» متربصاً بأوروپا ممثلا بالنسبة للحضارة المسيحية كلها
تهديداً دائماً ، ومع مرور الزمن امتصت الحضارة الأوروپية هذا الخطر
وأحداثه العظيمة ، وخبراته الموروثة ،
وشخصياته ، وفضائله ،
ورذائله وحوّلته شيئاً منسوجاً في لحمة الحياة الأوروپية6 .


وهكذا استقرّت صورة الاسلام
في الوجدان الشعبي ، وظلّ يُنظر إليه على أنه لا شيء أكثر من ضلالة ـ أو
بدعة ـ من المسيحية ، وكان يُقال عنه أنه «دين السيف» ، ويُعبّر
عنه باستهزاء بـ «الدين المحمدي) أو (المحمدية) . والمسلمون أنفسهم
أيضاً لم يسلموا من سخط المسيحيين في العصور الوسطى ، وقد سمّوهم
بالكافرين والوثنيين والأعراب والمحمديين7 .


وقد أدخل رحالة القرن السابع
عشر أيضاً صوراً أخرى عن المسلمين تتعلق بالقرصنة والرق . وقد راجت هذه
الصورة شعبيّاً ، من جرّاء كتاب ألفه «جوزيف بيتِز» ، وصف فيه أسره
من قبل قراصنة جزائريين في 1678 ، بينما كان هو ورفاقه يبحرون في الساحل
الجزائري8 فمن هو
«بيتز»؟ وما هي حكايته؟


/ 10