سماحة السيد محمد باقر الحكيم - لقاء و حوار نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لقاء و حوار - نسخه متنی

مصاحبه کننده: محسن الأسدی؛ مصاحبه شوندگان: السید محمد باقر الحکیم، أحمد عبدالمجید حمود، الدمرداش العقالی، علی عزیز، السید سامی البدری، الخزرجی، الشیخ العباسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سماحة السيد محمد باقر الحكيم



* كيف يمكننا التعرّف على نظرة أهل
البيت
(عليهم السلام) لفريضة الحج ولكيفية
أدائها ، وما هي وصاياهم في خصوص ذلك؟


* يمكن أن نفهم بصورة إجمالية
نظرة أهل البيت(عليهم السلام) إلى فريضة الحج وكيفية أدائها من خلال تصويرهم
لطبيعة هذه الفريضة وأهدافها وأغراضها العامة ، وذلك من خلال النقاط
التالية :


الأولى :
إن الحج هو عبارة عن وفادة على الله تعالى وقصد وزيارة له من خلال زيارة بيته
المحرم ، وتلبية لنداء الله تعالى الذي أطلقه إبراهيم(عليه
السلام)كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم
{وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا
وعلى كلّ ضامر يأتين من كلّ فج عميق}، ولذا كان أول عمل يؤديه الحاج هو التلبية التي ينعقد بها
إحرامه.


وبهذا يمكن أن نفهم الحج بأنه ركن
من أركان تكامل الإنسان في مسيرته إلى الله تعالى وقصده
إليه ، ويتحقق ذلك كما ذكر أهل البيت(عليهم السلام) من خلال «استخراج
الأموال وتعب الأبدان وحظرها عن الشهوات والملذات» . وفي
التذلل لله تعالى والتواضع لعباده وإذلال الجبابرة والطغاة ،
ومعرفة الإنسان لحاله وهويته عندما يخرج من كلّ مظاهر الدنيا وزينتها ويقف
إلى صف سائر بني البشر على صعيد واحد .


الثانية :
الطريق إلى الغفران والخروج من كلّ ما اقترف من الذنوب ، والتوبة إلى
الله تعالى والإنابة ، حيث يرجع بعد الحج وقد غفرت له ذنوبه فأصبح كيوم
ولدته أمّه ، فيكون أمامه استئناف العمل الجديد والبدء بصفحة جديدة من
حياته يستفيد فيها من التجارب السابقة ومن الرؤية الواضحة ومن الإرادة والعزم
الجديد .


فقد قال الإمام زين العابدين(عليه
السلام) : «حقّ الحج أن تعلم أنه وفادة إلى ربّك ، وفرار إليه من
ذنوبك ، وبه قبول توبتك وقضاء الفرض الذي أوجبه الله
عليك» .


وقال الإمام الرضا(عليه
السلام) : «علة الحجّ الوفادة إلى الله تعالى وطلب الزيادة ،
والخروج من كلّ ما اقترف ، وليكون تائباً مما مضى مستأنفاً لما
يستقبل» .


الثالثة :
اختبار الإنسان في طاعته لله تعالى ووفائه بعهده وميثاقه ، وقد وصف ذلك
الإمام علي(عليه السلام) هذا الجانب في خطبة له ، حيث قال(عليه السلام)
ـ على ما ورد ـ : «ألا ترون أن الله سبحانه اختبر الأولين من لدن آدم
صلوات الله عليه إلى الآخرين من هذا العالم بأحجار لا تضر ولا تنفع ولا تبصر
ولا تسمع ، فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس قياماً ، ثم وضعه
بأوعر بقاع الأرض . . . ـ إلى آخر الوصف للبيت والظروف
القاسية المحيطة به ، وكذلك الحال الذي يكون عليه الحاج من التذلل ونزع
الثياب والزينة . . . ـ ابتلاءً عظيماً ، وامتحاناً
شديداً ، واختباراً مبيناً ، وتمحيصاً بليغاً ، جعله الله
سبباً لرحمته ، ووصلة إلى جنته . . .» .


الرابعة :
ما يحققه الحجّ من منافع للناس كما ذكر القرآن الكريم {ليشهدوا منافع لهم} .


وقد ذكر أهل البيت(عليهم السلام)
منافع عديدة للناس :


1 ـ التعارف والتآلف والمحبة
والمودة والمشاركة في الهموم والتصورات ، فهو يمثل وحدتهم وقوتهم
واصطفافهم أمام عدوهم ، والنصرة لأوليائهم من المؤمنين والمسلمين ،
والبراءة من أعدائهم المشركين والمنافقين .


2 ـ ابتغاءالفضل من الله تعالى في
تبادل التجارات والبيع والشراء ، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك أيضاً
في قوله تعالى {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من
ربّكم} ، حيث فُسِرَ الفضل هنا بالرزق الذي
يأتي عن طريق التجارة .


3 ـ المنافع التي يحصل عليها
الفقراء والعمال وأهل المكاسب من خلال هذه العبادة ، فالأضاحي والنقل
والكسب وغيرها من الأعمال والنشاطات
الاقتصادية كلها منافع للناس .


فقد سأل هشام بن الحكم الإمام
الصادق(عليه السلام) عن علة الحجّ(عليه السلام) : ـ على ما روي عنه ـ
« . . . وأمرهم ونهاهم ما يكون من أمر الطاعة في الدين
ومصلحتهم من أمر دنياهم ، فجعل فيه الاجتماع من المشرق والمغرب;
ليتعارفوا وليتربح كلّ قوم من التجارات من بلد إلى بلد ، ولينتفع بذلك
المكاري والجمال» .


ولابد من الالتفات هنا إلى أن هذه
المنافع إنما هي في حاشية الحج ولا يصح للحاج أن يكون قصده من الحج التجارة
والتكسب ، بل يجوز له ذلك عندما يقصد الله تعالى ويعمل
بطاعته .


الخامسة :
التعرف على آثار رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومواطن ذكريات الإسلام
الأولى من نزول الوحي ومشاهد الجهاد في سبيل الله ، والأعمال العظيمة
ومواقع الحوادث التي ذكرها القرآن الكريم وقارنت سيرة الرسول(صلى الله عليه
وآله) وتلاوته لآيات الله وإبلاغها ، وتزكيته للأمة وتعليمهم
للكتاب والحكمة ، لتكون
دواعي التأسي والاقتداء به أعظم وأبلغ .


ولذلك جعل الإمام الصادق(عليه
السلام) هذا الفرض من علل الحج «ولتعرف آثار رسول الله(صلى الله عليه وآله)
وتعرف أخباره ويذكر ولا ينسى» .


ولا زال المسلمون يتطلعون إلى هذه
الذكريات والمواقع عندما يقرأون القرآن ، ويتحدثون بسيرة النبي(صلى الله
عليه وآله)وأعماله ، ويفتشون عن غار حراء وثور ودار الأرقم ومواقع شجرة
الرضوان وبدر وأُحد والخندق ، وأسطوانة التوبة ومسجد قبا ومحراب رسول
الله(صلى الله عليه وآله)وغيرها من المواضع .


ويشعر الإنسان بالحزن
والأسى ـ بل المقت أحياناً ـ عندما يجد هذا الإهمال أو الإعفاء
لهذه الآثار والمواقع تحت دعاوى واجتهادات خاصة ، ونظرة ضيقة متحجرة ما
أنزل الله بها من سلطان ولا دلّ عليها دليل أو برهان .


السادسة :
التفقه في الدين والاستزادة من المعرفة من خلال نقل الأخبار والأحاديث ،
والاطلاع على العلم والأحكام الشرعية; حيث كان أصحاب الأئمة في عصورهم يبذلون
جهوداً كبيرة في الحج من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من العلوم
الدينية ، وكذلك لابدّ للمؤمنين من أن يبذلوا جهوداً كبيرة; للحصول على
هذه العلوم من خلال لقاء العلماء والمجتهدين أهل المعرفة والثقافة الإسلامية
الأصلية حيث تكون فرصة الحج فرصة ثمينة وغالية ، لا سيما لأهل البلاد
النائية أو التي يقل وجود العلماء أو يصعب الوصول إليهم
فيها .


وقد طبق أهل البيت(عليهم السلام)
آية النفر في أحد مصاديقها على الحجّ ، فقد ورد عن الإمام الرضا(عليه
السلام) في بيان علل الحج قوله : «مع ما فيه من التفقه ونقل أخبار
الأئمة(عليهم السلام) إلى كلّ صقع وناحية ، كما قال الله عزّوجلّ
{فلولا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة
ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم
يحذرون} وكما قال {وليشهدوا منافع لهم}» فجعل ذلك من المنافع أيضاً .


وقد كان أهل بعض البلاد الإسلامية
(مثل جزيرة جاوه) يعدّون الحاج إلى بيت الله عزّوجلّ من أهل العلم
بعد أدائه للحج لما يمثل الحج ولأهمية هذه الفريضة .


السابعة :
لقاء الإمام وولاة الأمر الشرعيين أو نوابهم وتجديد العهد والميثاق
معهم ، والتعبير عن البيعة والولاء والارتباط بهم ، وقد ورد الأمر
بزيارة النبي(صلى الله عليه وآله)والأئمة في البقيع باعتبار أن ذلك من كمال
الحج وتمامه ، كما أن لقاء الإمام والارتباط به وبالقيادة الدينية
السياسية النائبة هو من تمام الحج وكماله .


فقد ورد عن الإمام الباقر(عليه
السلام) «تمام الحج لقاء الإمام» .


وقد ورد عن الإمام علي(عليه
السلام) «أتموا برسول الله حجّكم إذا خرجتم إلى بيت الله فإن تركه
جفاء ، وبذلك أمر تم ، وأتموا بالقبور التي ألزمكم الله عزّوجلّ
حقّها وزيارتها ، واطلبوا الرزق عندها» .


وورد عن الإمام الباقر(عليه
السلام) أيضاً «إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ، ثم
يأتونا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا علينا نصرهم» .


إن هذه النقاط التي تتحدث عن
أهداف الحجّ توضح الطريق في أداء هذه الفريضة ، والوصايا التي لابدّ
للإنسان أن يلتزم بها في هذا الأداء .


* إنشاء الأبنية
السكنية وغيرها في منى وعرفة . . . أمر قد تكون له
أهميته ، فهل هناك مانع عنه من الناحية الشرعية؟ نأمل الحصول على توضيح
من سماحتكم .


* لا يوجد في الأساس مانع شرعي من
إنشاء الأبنية في هذه الأماكن من المشاعر المقدسة (عرفات والمشعر الحرام
ومنى) ولكن لابدّ من أن يؤخذ بنظر الاعتبار في إنشاء هذه الأبنية الأمور
التالية التي تكوّن الصورة النظرية حول هذا الموضوع وهو ما يشخصه ولي أمر
المسلمين فيها :


الأول :
أن
لا يؤدي بناء هذه الأماكن إلى تعطيل طبيعة هذه الأماكن في كونها مشاعر أعدها
الله تعالى لأداء فريضة الحج لكل المسلمين ، أو إلى تغيير هويتها ،
أو عرقلة أداء المسلمين للواجبات المذكورة .


الثاني :
أن يكون الهدف من هذه الأبنية هو تحقيق الأمن
والسلامة ، وتسهيل أداء هذه الشعائر لعامة الحجاج فإن ذلك من أهم
الواجبات ، التي يتحمل مسؤوليتها ولاة أمرها والمسؤولون عن
إدارتها .


الثالث :
توفير الحد المعقول من الراحة والاستقرار للحجاج بحيث لا يتحول الحجّ ـ الذي
بني على شيء من النصب والتعب والمشقة والتذلل لله تعالى والتعارف بين
المسلمين على صعيد واحد ـ إلى عمل يشبه الأعمال السياحية وأسفار الراحة
والدعة والأنس .


وبتعبير آخر أن لا يؤدي ذلك إلى
تعطيل أهداف الحج وأغراضه الإسلامية المستنبطة من الكتاب الكريم والسنة
الشريفة ، التي أشرنا إليها; لأن الحجّ من الأركان التي بني عليها
الإسلام ، وله أغراض واضحة لابدّ من المحافظة عليها في جميع مراحل
أعماله ومناسكه .


* تتردّد هذه الأيام
دعوات عبر بعض المجلات حول تغيير مقام إبراهيم
(عليه
السلام)ونقله إما خارج المطاف منعاً للزحام وإما إلصاقه
حيث موضعه السابق عند جدار الكعبة ، فما هو رأي سماحتكم في
ذلك؟


* هذا الموضوع من القضايا التي
طرحت مرات عديدة للبحث والنظر ، ومنها البحث الذي تناوله المؤتمر
الإسلامي المنعقد بمكة سنة 1385 للهجرة ، وقد كنت مشاركاً في ذلك
البحث ، وكان الرأي السائد في المؤتمر حينذاك هو إبقاء مقام إبراهيم في
مكانه ، ورفع البناء الذي كان قد أقيم عليه تسهيلا للطواف ، ولا
زلت أعتقد أن هذا هو الرأي الصحيح في معالجة هذا الموضوع;
لأنه :


أولا : إن
وجود المقام في وضعه الفعلي لا يولِّد مشكلة للطائفين تتجاوز المشاكل التي
يواجهها الحاج عادة في عمل الحج ، الذي بُني بالأساس على الكثير من
المشقة والتعب
{إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي
زرع عند بيتك المحرم} ، وهذا الادعاء
هو الذي يتذرع به القائلون بنقله .


ثانياً :
إن نقل المقام إلى
أي مكان في المسجد الحرام الأصلي سوف يكون
سبباً للمشكلة ذاتها في أيام الحج وغيرها من مواسم الازدحام إن لم تكن
المشكلة عندئذ أعظم ، ما لم يتم نقله إلى خارج المطاف ، وبذلك يكون
إلغاءً لدور المقام الذي أكده القرآن الكريم بالصلاة عنده كجزء من شعائر
الحج .


ثالثاً :
إن التصرف بمثل هذه
الأمور ، التي كان لها هذا القدر من الثبات والأصالة في تاريخنا يفتح
الباب واسعاً أمام الاجتهادات والوقوع في تجاوزات خطيرة لا يعلم مداها إلاّ
الله تعالى .


رابعاً :
إن هذا العمل يؤدي
إلى وقوع الاختلاف بين المسلمين ، وقد وضع الله تعالى الحجّ من أجل أن
يكون تجسيداً ومظهراً لوحدة المسلمين وتعاونهم ، وقد كان من نعم الله
العظيمة على المسلمين أن كانت شعائر الحج ومناسكه ومواضعه مما اتفق المسلمون
على أركانه وأعماله العامة; لوجود النصوص المشتركة المتفق بينهم عليها ومنها
الرواية التي يرويها الإمام الباقر عن جابر بن عبدالله الأنصاري في حجّ رسول
الله(صلى الله عليه وآله) والتي يرويها الفريقان .


خامساً :
إن وجود هذا المقام
في هذا المحل شيء تلقيناه بالضرورة من عهد الصحابة بلا شك فهو أمر شرعي لا شك
فيه ولا شبهة ، وما يذكر من حديث نقله إنما هو رواية لا ترقى إلى درجة
الاطمئنان فضلا عن القطع واليقين ، فلا يصح الركون إليها في مثل هذه
الأمور الخطيرة .


وإذا كان النقل قد وقع حقيقة فهذا
يعني أنه أمر قد عرفه الصحابة من أيام رسول الله وأخذوا جوازه منه ،
وإلاّ لاختلفوا فيه إذا كان لمجرد الاجتهاد كما نراه في الأمور الأخرى
الاجتهادية التي حدثت بعد رسول الله ، فلا يصح النقل الآن لمجرد
الاجتهاد .


/ 9