دور علی فی فتح مکة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دور علی فی فتح مکة - نسخه متنی

عفیف النابلسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





*بقلم عفيف النابلسي



إن الدخول الجماعي في الإسلام الذي شهدته قبائل العرب
المتاخمة لبلاد الشام بعد غزوة مؤتة لم يهز قريشاً وحلفاءها، ولم تفكر قريش
بما قد تصير إليه الأحوال في قاصِ الجزيرة وأدناها، فظلت على وهمها بأن
المسلمين قد هزموا في موقعة مؤتة هزيمةً نكراء، وأنهم باتوا في حالة يرثى
لها، أقلها الضعف والهوان وهذا ما أعادها الى مراجعة حساباتها وردّها إلى
التفكير بحرب محمد(صلى الله عليه وآله)، ونبذ مواقفها السابقة معه، وهي
المواقف التي أجبرت فيها بعد الحديبية على التخلي عن السيطرة التي كانت لها.
وقد أفقدتها تلك المواقف الهيبة التي كانت تتصف بها، وخسرت مكانتها الأولى
بعد عمرة القضاء فما عليها إذن والحالة تلك إلا العمل لاستعادة تلك السيطرة
كاملة، واسترداد الهيبة والمكانة اللتين كانتا لها غير منقوصتين، وهذا لن
يكون إلا بمقاومة محمد(صلى الله عليه وآله) مقاومةً ضاريةً، والشروع في قتال
من دخلوا معه بحكم عهد الحديبية1.


صلح الحديبيّة


كان
صلح الحديبية بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقريش قد قضى أنّه مَن
أحبَّ أن يدخلَ في عهد محمد وعقده فليدخل فيه، ومَن أَحب أن يدخل في عهد قريش
وعقدهم فليدخل فيه. وكانت خزاعة قد دخلت في عهد محمد (صلى الله عليه وآله) ،
ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وكانت بين خزاعة وبني بكر ثاراتٌ قديمةٌ سكنت بعد
صلح الحديبية، وانحاز كلٌّ من القبيلتين الى فريق المتصالحين، فلما كانت مؤتة
ـ وصل لقريش أن المسلمين قُضي عليهم ـ خُيّل الى بني الدِّيل من بني بكر بن
عبد مناة أن الفرصة سنحت لهم، ليصيبوا من خزاعة بثاراتهم القديمة ،
وحرّضهم على ذلك جماعة من سادات قريش منهم عكرمة بن أبي جهل، وأمدوهم
بالسلاح.


وقوع الحرب


وبينما
خزاعة ذات ليلة على ماء لهم يدعى الوتير إذ فاجأتهم بنو بكر فقتلوا منهم
جماعة، ففرت خزاعة الى مكّة ولجأوا الى دار بُدَيْل بن ورقاء
الخزاعي ، وشكوا له نقض قريش ، ونقض بني بكر عهدهم مع
رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وسارع عمرو بن سالم الخزاعي فغدا
متوجهاً إلى المدينة حتى وقف بين يدي محمد(صلى الله عليه وآله) وهو جالس في
المسجد فقال












لا هُمَّ إنّي ناشدٌ
محمدا
حلفَ أبينا وأبيك
الاتلدا
إن
قريشاً أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك
المؤكّدا
هم
بيتونا بالعراء هجّدا
فقتلونا ركعاً
وسُجّدا


فقال
له النبيّ (صلى الله عليه وآله) : نُصرت يا عمرو بن سالم
!


ثم خرج
بُديل بن ورقاء في نفر من خزاعة حتى قدموا المدينة فأخبروا النبيّ(صلى الله
عليه وآله) بما أصابهم، وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم، عند ذلك رأى النبيّ(صلى
الله عليه وآله)أن ما قامت به قريش من نقض عهده لا مقابل له إلا فتح
مكّة.


وعاد
وفد خزاعة فرحاً بما حظي من التأييد، وظهرت مخاوف قريش، واجتمع حكماؤها
وقرروا بعث أبي سفيان لتجديد العهد، وتمديده الى عشر
سنوات.


أبو سفيان في المدينة


تأهب
أبو سفيان، وسار من وقته وساعته حتى وصل المدينة على وجل خصوصاً بعدما رأى
بُديلا ورفاقه على بعض المياه، وجعل وجهته ابنته أمَّ حبيبة زوجة النبيّ (صلى
الله عليه وآله) التي تزوجها النبيُّ بعدما تركها زوجُها وتنصر في أرض الحبشة
فخطبها إلى النجاشي. وعادت بعد فتح خيبر مع جعفر بن أبي طالب (عليه السلام)
وجماعته الذين كانوا مهاجرين إلى الحبشة.


وأمُّ
حبيبة كانت قد عرفت ما حدث، وعرفت ما نوى عليه النبيُّ (صلى الله عليه وآله)،
فلم تهتم بأبيها المشرك. ولما أراد أن يجلس على فراش النبيّ (صلى الله عليه
وآله) طوته عنه فسألها أبوها: أطوته رغبةً بأبيها عن الفراش أم رغبةً بالفراش
عن أبيها ؟


فكان
جوابها : هذا فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأنت رجل مشرك نجس، فلم
أحبّ أن تجلس عليه. وفوجئ أبو سفيان بما لم يكن يتوقعه من ابنته التي وجهت
إليه صفعةً جعلته ذليلا مهيناً فقال لها : لقد أصابك بعدي شرٌّ، قالت : بل
هداني الله تعالى للإسلام، وأنت تعبد حجراً لا يسمع ولا يبصر، وا عجباً منك
وأنت سيد قريش وكبيرها ! قال : أأترك ما يعبد آبائي وأتبع دين محمد
؟


وخرج
أبو سفيان بعد هذه الصفعة مكلوم الفؤاد مضعضع الفكر، مهزوز الجانب مهيض
الجناح، لا يدري ماذا يفعل، أيرجع قبل أن يحقق شيئاً، أو يستمر في محاولة
يائسة. فذهب إلى المسجد لعلّه يرى محمداً (صلى الله عليه وآله) ودخل على
الفور يكلمه في توثيق المعاهدة وزيادة المدة، إلا أن الرسول (صلى الله عليه
وآله) لم يرد عليه بشيء، وألح أبو سفيان والنبي (صلى الله عليه وآله)لا يجيب،
وأصابته الحمى من هذه الصفعة الثانية فخرج على بعض مَن كان يعرف من الصحابة،
فلم ير من يساعده على مهمته، أو يتكلم مع النبيّ (صلى الله عليه وآله)
حوله.


/ 16