وضع الإقتصادی فی الجزیرة العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وضع الإقتصادی فی الجزیرة العربیة - نسخه متنی

کاظم النصیری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





الوضع الاقتصادي في الجزيرة العربية



كان البدو يحترفون المهن ،
وكسب الرزق عن طريق الصناعة ، وقد اقتصر عملهم فيها على مصنوعات
بسيطة ، يصنعها العربي لنفسه .


أمّا الزراعة فإن الجفاف وطبيعة
البلاد العربية ، قد جعلا الأرض قاحلةً . وحتى التجارة فإنه لم يكن
للبدو خُلق يؤهلهم لها ، وقليلا ما كانوا يمارسونها ، بيد أنهم قد
استخدموا حراساً للقوافل التجارية ، أو أدلاّء لها لقاء أجور يتقاضونها
من أصحاب القوافل ، الذين ربما استأجروا منهم جمالا لنقل بضاعتهم .
ومع كون التجارة هي المهنة التي يكنّون لها شيئاً من الاحترام أكثر من
سواها ، فإنهم كانوا يكرهون التكالب عليها ، ويندّدون باندفاع قريش
فيها .


إنما كانت معيشة البدو قائمة على
ما تنتجه مواشيهم من ألبان ولحوم يتغذون بها ، ومن صوف ينسجون منه
خيامهم ولباسهم ، ومن جلود يستعملون منها قراباً أو أحذية
يحتذونها . كما كانوا يعتمدون على الموارد التي تأتيهم من الغزو ،
الذي كان ركناً من أركان الحياة في الصحراء . ولم يكن نوعاً من
اللصوصية ، بالرغم من أنه شبيه بها ، بل كان في
نظرهم نوعاً من الممارسة المباحة ومن التقاليد المتعارف عليها ، إذ تغير
قبيلة على اُخرى بسبب عداوة بينهما ، أو حتى بسبب كونها أضعف
منها ، تأخذ إبلها وماشيتها ومتاعها ، وتسبي نساءها
وأولادها ، فتتحفّز القبيلة المعتدى عليها للأخذ بالثأر ، وتتربّص
بالأولى ، حتى إذا واتتها فرصة سانحة ، انقضّت عليها لتغزوها
بدورها ، وتسلبها ما تملكه ، ثأراً منها لما فعلته بها . ومما
درج عليه العرب أنهم يحتفظون بالسبي من نساء وأولاد ، حتى ترسل قبيلتهم
الفدية التي تطلبها القبيلة المنتصرة ، كما كان المغيرون يتحاشون جهد
استطاعتهم إراقة الدماء1 .


فالبيئة البدوية بيئة غزو
وغارات ، وماذلك إلاّ لأن الصحراء قليلة الموارد شحيحة بالنبات .
فالقبيلة التي تشعر بأنها لا تملك ما يؤمن لها موارد الرزق والمعيشة ،
ترى من حقّها أن تأخذ ممّن يملك ، حتى أصبح الغزو جزءاً من عقلية البدوي
وطبعه .


التجارة في الحضر
:


يختلف الأمر بالنسبة للحضر ،
ذلك أن التجارة هي التي حظيت بالاهتمام في المجتمعات الحضرية ، فأقبل
القوم عليها إقبالا شديداً إلى درجة أن المؤرخ اليوناني (سترابون) الذي اهتم
بأحوال العرب في الجاهلية ، كان يرى أن كلّ عربي فيها تاجر أو دليل2 . ويقول (درمنجهايم) : إن العرب كانوا
الروّاد الأوائل للتجارة العالمية ، ولم يكن باستطاعة (الرومان) القدماء الاستغناء عنهم
في هذا الميدان . وبلغ من أهمية التجارة لديهم ، أنّ الملوك
والزعماء كانوا أحياناً تجاراً ، فملوك المناذرة كانوا يرسلون (القوافل
التجارية) الى أسواق الحجاز في كلّ عام ، كما كان ولاة الأمر في تدمر قد
مارسوا التجارة ، وكذلك عَلِيّة قريش ورؤساؤها .


هذا من جهة ، ومن جهة أخرى
فان التجارة كانت العامل الهام في نشوء دولة الشمال العربي . وكان أثرها
كبيراً على أوضاع دول الجنوب العربي ، من حيث تذبذب عواصمها ،
وانتقالها تبعاً لانتقال الأهمية التجارية من مكان إلى آخر ، حتى أن
سقوط بعض الدول ونشوء غيرها ، سواء في الجنوب أو في الشمال ، كان
على الغالب مبنياً على أساس ازدهار التجارة في الدولة الجديدة الناشئة ،
وانحطاط التجارة لدى الدولة الزائلة بسبب تحوّل الطرق التجارية عنها ،
وانحيازها الى الدولة الناشئة . وفضلا عن ذلك ، فإن العامل التجاري
قد كيّف سياسة الدول الأجنبية المحيطة بشبه جزيرة العرب ، وحدّد موقفها
تجاه بعض الدول التي قامت فيها ، إذ طمعت فيها كلّ من بيزنطة
والحبشة ، وصمّمت إمّا على انتزاع مقاليد التجارة من يدها ،
بالسيطرة على المسالك التجارية الهامة التي تصلها بالشرق الأقصى ، أو
باحتلالها . والواقع أن بعض أطراف شبه الجزيرة قد رزحت تحت الاحتلال
الحبشي . .3.


/ 7