حرمان الشریفان فی کتاب الحقیقة و المجاز نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حرمان الشریفان فی کتاب الحقیقة و المجاز - نسخه متنی

عبد الغنی النابلسی؛ التحقیق: محمدعلی مقدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







الحرمان الشريفان في كتاب«الحقيقة والمجاز»




لا شك
في أنّ السفر قد تولّد ونشأ من حين وجود البشر، فقد سافر الإنسان ورحل منذ أن
خُلق; لمقاصد وأغراض شتّى، منها
الزيارة . . .



وكتابة
الرحلة من الأعمال التي قام بها الكثير من العلماء وغيرهم، وصارت ذخيرة طائلة
وتراثاً عظيماً للشعوب والمجتمعات، ولأجل ذلك قام الاُدباء والمثقّفون بنشر
وتحقيق العديد من الرحلات، وازدهر أدبها في العصور القديمة
والأخيرة .



وبلاد الحجاز خاصّةً مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة أصبحتا مركزين
تجاريين من قديم الدهر ولوقوعهما في طريق التجارة، ثمّ بعد أن جاء الإسلام
ونزل القرآن الكريم في هذين الحرمين الشريفين . وصارت مكّة المكرّمة
مركزاً للبعثة المحمّدية وقبلةً لكلّ المسلمين في أرجاء



الأرض، وبعد أن
هاجر منها الرسول(صلى الله عليه وآله) إلى المدينة الطيّبة و توفي فيها،
تميّزت بلاد الحجاز عن غيرها بوجود هذين المعلَمين البارزين للزيارة وأداء
الفريضة . فقد تشرّف المسلمون بزيارة الحرمين الشريفين
لأداءالنسك وزيارة الرسول الأمين(صلى الله عليه وآله)، فكثرت الرحلات
السنوية وغيرالسنويّة إليهما .



لقد
كتب أهل الثقافة والعلم من العرب والعجم; حول هذين المركزين وعن السفر
إليهما وفضيلته و آدابه و فوائده أكثر من كتابتهم عن سائر البلاد الاخرى،
مماجعل الرحلة الحجازية أكبر ثروة في عالم الثقافة والمعرفة وأدب
الرحلات . وقد بذل الأستاذ حمد الجاسر كلّ جهوده لتعريف كتب الرحّالة
العرب، وقام بكتابة مقالات عديدة في مجلّته (مجلّة العرب)،إلا أنها كانت أقل
مماكتبه المسلمون غير العرب، فقد كتبوا رحلات كثيرة بشتّى لغاتهم، فيا حبّذا
لو يُنشأ مركز إسلامي لترجمتها; لكي يستفيد منها الباحثون والذين يحبّون أن
يعلمواكيف كانت تتم هذه الرحلات، وكيف تؤدى المناسك
و . . . من صدر الإسلام إلى زماننا
هذا .



الحقيقة والمجاز



وكان
من جملة الكتب التي دوّنت حول الرحلة الحجازية، هذا الكتاب المسمّى
بـ «الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز» لمؤلّفه
العالم الأديب، الحنفي المذهب، الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي (1050
إلى 1143هـ . ق) . وقد قام بنشر هذا الكتاب وتحقيقه مركز تحقيق
التراث بجمهورية مصر العربية سنة 1986م على طريقة
أفسيت .



إنّ
الشيخ تشرّف لزيارة الحرمين الشريفين ثلاث مرّات، والرحلة التي صدر لها هذا
الكتاب لم تكن رحلته الوحيدة، فإنّ له رحلتين اُخريين . اُولاهما في سنة
1100هـ . ق، وثانيتهما في سنة 1101هـ . ق . امّا الرحلة
الأخيرة فهي صارت رحلة كبرى للمؤلّف، وقد قام بتأليف يوميّاتهاسنة1105هـ .
ق ; وفرغ من تدوينها سنة 1110هـ .ق .



هذا
الكتاب يحتوي على ثلاثة أقسام:



1 ـ
السفر إلى البلاد الشامية، من الصفحة 1 إلى الصفحة
169 .



2 ـ
السفر إلى مصر، من الصفحة 170 إلى الصفحة 293 .



3 ـ
السفر إلى الديار المقدّسة والأقطار الحجازية من الصفحة 294 إلى الصفحة
491 .



وهذا
القسم الأخير قد حظي بأكثر صفحات الكتاب، ونحن اقتصرنا على القسم الأخير لما
فيه من الأهمّية، واقتصرنا أيضاً على ما كتب حول الأماكن والآثار; وبعض
العقائد التي كانت سائدة في ذلك الزمان، فالكتاب وإن كان مملوءاً بالأشعار
والحكايات الغريبة وتعريف الكتب الفقهية والتاريخية واللقاءات الكثيرة
وغيرها، ويوجد فيه اشتباهات أيضاً، إلاّ أنّ التعريف بكلّ هذا يحتاج إلى مجال
أوسع من هذا المقال .



إنّ
النابلسي قد بيّن غرضه من هذه الرحلة في الصفحة 3 و4 من كتابه ،
وقال:



«لقد كنتُ فيما تقدّم من الزمان، مع جملة من الأصحاب والإخوان،
والتبرّك بنفحات مجالسهم وهاتيك الحضرات، ويكون ختم ذلك بالحجّ الشريف،
وزيارة النبيّ(صلى الله عليه وسلم) في ذلك البلد المنيف، إلى أن هيّأ الله
تعالى لنا الأسباب، وقطع عنّا العوايق، وفتح علينا هذا
الباب . . . وكان ذلك في أواخر فصل الصيف، في شهر آب، فكنّا
نتمتّع بمن ننزل عليهم نزول الضيف . . . لا نأتي إلى قرية
إلاّ ويقوم لنا أهلها بما يجب من الإكرام، ولا ندخل إلى بلدة إلاّ بغاية
المهابة والاحتشام . . . نجتمع بأهل الصلاح
والدين . . . ونزور الأولياء، ونتبرّك بقبور السادة الأصفياء
ونتباحث مع العلماء . . . وقضينا فريضة الحجّ، مع كمال العجّ
والثّج، ثمّ رجعنا إلىبلادنا دمشق الشام . . . فأردنا أن
نثبت ذلك في هذا الكتاب; ليكون مذكّراً لنا بنعم الله تعالى علينا وعلى بقيّة
الأصحاب، وإنّ في ذلك لعبرة لاُولي الألباب، وقصدنا التحدّث بنعم الله تعالى
بين الأحباب ».



بدأ
المؤلّف رحلته يوم الخميس، غرّة المحرّم 1105هـ . ق، وانتهت في الخامس
من شهر صفر 1106هـ . ق . ورافقه ابنه وبعض أصحابه، فاستغرقت رحلته
388 يوماً، قضى منها 99 يوماً في الطريق، من دمشق إلى حدود مصر الشرقية، ثمّ
قضى في مصر 83 يوماً، ثمّ قضى 54 يوماً في الطريق من مصر إلى الحجاز، ثمّ قضى
109 أيام في البلاد الحجازية، ثمّ قضى 43 يوماً في طريق عودته من الحجاز إلى
الشام، فهو تشرّف لزيارة المدينة المنوّرة مرّتين، مرّة قبل الحجّ ومرّة
بعده .



***



/ 11