مقام إبراهیم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقام إبراهیم - نسخه متنی

محسن الأسدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






مقام إبراهيم

هناك عبر جهاد مرير، ومعاناة
شاقّة، راح شيخ الأنبياء إبراهيم الخليل يُلقي بذور رسالة السماء إلى أهل
الأرض، فكانت ـ حقّاً ـ بذوراً مباركة مورقة ذات بهجة، تؤتي أُكلها
كلّ حين بإذن ربِّها، في عصره وفيما تلته من عصور، فغدت كلّها عصوراً نابضةً
بآيات الإيمان، زاخرة بمعالم الخير والعطاء، شاخصة بالعزّ والشموخ. وراح ذلك
الوادي ـ الذي كان مكاناً مقفراً في جوف تلك الصحراء النائية ـ راح يضجّ
بحياة تدبّ في كلّ مظاهر دنياه وتُضفى عليها السلامة والطمأنينة
والأمان.


وليس هذا غريباً على خليل الرحمن
الذي أعدّته السماء خير إعداد، وهيّأته على أكمل وجه; ليؤدّي رسالته خير
أداء، ويبلّغ ما حمّل على أحسن وأكمل شكل. وما انكفت تلاحقه السماء فتبتليه
أحياناً، فتجده عبداً صابراً، وتثبّته أُخرى وهو يجتاز أشواك وعقبات طريق
دعوة الحقّ الملقاة على عاتقه، فكان ثواب الله له عظيماً أن جعل ثمار
بذوره بل وكل ما استعان به من صخور صمّـاء في مشروعه السماوي الحافل آيات لا
تحدّ بحدٍّ ولا تنتهي بأمد معيّن، مَنّ الله عليه بأن ينضج كلّ ما بذره وكلّ
ما استعان به سريعاً ليدوم طويلا وليخلد عبر أجيال متقادمة فكان ـ حقّاً ـ
عطاءً خالداً ما دام ليل وما بقي نهار، تنتفع منه الأجيال المؤمنة، وتقتطف
ثماره ويكون مأوى الأفئدة وتصلّي وتبارك وتترحم على إبراهيم وآل
إبراهيم.


لقد كانت أنشطته وأعماله بذور خير
نمت وترعرعت (بواد غير ذي زرع) فكان ذلك البيت العامر الخالد عبر القرون يطوف
حوله الصالحون، ويصلّي عنده الراكعون الساجدون. وكانت تلك الصخرة التي استعان
بها; ليرفع أحجاراً يشيّد بها بناء بيت الله تعالى الذي شاءت إرادته أن يعبد
فيه، صخرة وقف عليها ليرفع قواعد البيت، واتّخذها مكاناً لأذانه بالحجّ ثمّ
لتكون بعد ذلك آية، يتّخذها الطائفون العابدون مصلّى لهم، فتذكرهم بعظمة
صاحبها وتضحيته وصبره، وكيف كان رمزاً خالداً لكلّ قِيَم ومبادئ السماء،
ويتأمّلون عظمة هذا الرجل وما ناله من أوسمة مباركة; منها: { واتّخذ الله إبراهيم خليلا }1
و{ إنّ إبراهيم كان
أُمّةً }2... تقول الرواية التي يرويها ابن
عباس:


جاء إبراهيم فوجد إسماعيل يُصلح
نبلا له من وراء زمزم، فقال له: يا إسماعيل! إنّ ربّك قد أمرني أن أبني له
بيتاً.


فقال إسماعيل، فأطع ربّك فيما
أمر.


فقال إبراهيم: قد أمرك أن تُعينني
عليه.


قال: إذن أفعل.


فقام معه ـ فجعل إبراهيم يبنيه،
وإسماعيل يناوله الحجارة. ويقولان { ربّنا
تقبّل منّا إنّك أنت السميع العليم }3، فلمّا
ارتفع البنيان، وضعف عن رفع الحجارة قام على حجر، وهو مقام إبراهيم فجعل يبني وإسماعيل يناوله،
فلمّا فرغ، أمره الله أن يؤذِّن في النّاس بالحجّ..).


وفي رواية ثانية أيضاً تُنسب لابن
عباس نذكر منها ما يخصّ المقام: «... ويحمل له إسماعيل الحجارة على
رقبته ويبني الشيخ إبراهيم، فلمّا ارتفع البناء (البنيان) وشقّ على الشيخ
إبراهيم تناوله، قرّب له إسماعيل هذا الحجر ـ يعني المقام ـ فكان
يقوم عليه، ويبني، ويحوّله في نواحي البيت، حتّى انتهى إلى وجه البيت. يقول
ابن عباس: فلذلك سُمّي مقام إبراهيم لقيامه عليه»4.


/ 24