مفرحة الأنام فی تأسیس بیت الله الحرام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفرحة الأنام فی تأسیس بیت الله الحرام - نسخه متنی

زین العابدین بن نورالدین علی الحسینی الکاشانی؛ المحقق: محمدرضا الأنصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


تقديم


هذه الرسالة تتحدث عن قضية
تاريخية حدثت عام 1039 هـ بمكة المكرمة وهي هطول أمطار غزيرة يوم الأربعاء
التاسع عشر من شهر شعبان المعظّم ، فتجمعت في وديان مكة وشعابها ،
ومن ثمّ توجّهت على شكل سيول مدمرة صوب قلب مكة أي المسجد الحرام والكعبة
المشرفة ، فامتلأت ساحة المسجد الحرام وأروقته بمياه السيول ، بحيث
عجز الناس عن الطّواف والصَّلاة ، ثمّ ازدادت نسبة الماء حتى بلغت عتبة
الكعبة الشريفة فدخلها مما سبّب في تصدّع أركانها ، فانهارت وسقطت معها
جدرانها ، وعلى اثر هذا السيل قتل 442 شخصاً بينهم ثلاثون صبيّاً مع
معلمهم حيث كانوا متحلقين حوله في المسجد الحرام يعلمهم القرآن . وبعد
أن توقف اندفاع مياه السيول صوب المسجد الحرام ، وتمّ إخلاء
المسجد من الماء المتبقي فيه ، شرعوا في تقييم الخسائر ، والسعي في
إعادة بناء البيت العتيق ، فانتدب الباب العالي ناظراً ليشرف بنفسه
وبمعاونة أمير مكّة وقاضيها على إعادة بناء البيت . وكان من حُسن حظّ
مؤلف رسالتنا هذه وتوفيقه أنّه كان من المشاركين في بناء الكعبة ، وقد
شرح في رسالته تفاصيل الحدث بدقة وحسب الأيام ، ثمّ تحدّث عن بناء
الكعبة المشرّفة ومساهمته في ذلك ، وأنّه كيف تمكن بلباقة وذكاء أن
يُدخِل نفسه وجماعة من المؤمنين ضمن المجموعة العاملة في بناء البيت ،
هذا فضلا عن أنّ المؤلف عقد فصلين تحدث فيهما بإسهاب عن الكعبة وما بداخلها
وما يتعلق بها وبالمسجد الحرام من الأبواب والأساطين والمآذن والأركان وسائر
الأماكن المقدسة فيه كالحِجر ومقام إبراهيم وغيرها .

* وردت
كلمة «تأسيس» في أصل المخطوطة، وكان الأولى أن تكون «تجديد بيت الله الحرام»
فما حدث هو تجديد للبناء بعد أن هدّم لا تأسيس له .

ومصنّف هذه الرسالة هوالمولى
ميرزا زين العابدين بن نور الدين علي الحسيني الكاشاني من علماء الإمامية في
القرن الحادي عشر . هاجر من بلاده الى مكّة المكرمة ، فاختار
جوارها ، وكان بيته مواجهاً لأحد أبواب المسجد الحرام ومقابلا
للكعبة . تتلمذ عند المولى محمد أمين الاسترابادي (رأس الأخباريين
المتأخرين ، والمنظِّر العنيد للمدرسة الإخباريّة ، ومؤلف كتاب
الفوائد المدنيّة) وورد ذكره في «رياض العلماء» ج2/399 ، و«حديقة
الشيعة» لعبدالحيّ الرضوي ، كما نقل العلاّمة المجلسي في «بحار الأنوار»
ج107/14 إجازته الروائية التي أعطاها لتلميذه عبدالرزاق
المازندراني .

ومن المؤسف أنّ هذا السيد
الشريف ، والعالم الجليل ، والمهاجر في سبيل الله ، والمجاور
لبيته العتيق ، والمشارك في تجديد بناء قواعده ، نالته يد الغدر
والخيانة . . ممن كانوا يضمرون الحقد والبغضاء لمبدئه، فتوفي رحمه
الله شهيداً صابراً محتسباً بمكّة المكرّمة ، {ومَن يخرج من بيتهِ
مُهاجراً إلى الله ورسُولِه ثمَّ يُدرِكه الموت فقد وقع أجرُهُ على
الله} .

اعتمدنا في طبع هذه الرسالة
على نسخة في (كتابخانة مجلس شوراى اسلامي) [راجع فهرست مخطوطات كتابخانه مجلس شورى اسلامى
ج12/70] وهي من الورقة 42 لغاية 57 بخط نستعليق من خطوط القرن
الحادي عشر .

ولهذه الرسالة عدة ترجمات الى
اللغة الفارسيّة [مخطوط رقم 86 في كلية الآداب ـ بجامعة
طهران1 ، مخطوط رقم 8133 مكتبة السيد
المرعشي بقم] ولها تحرير
ثان باللغة العربية كتبه فتح الله بن مسيح الله وسمّـاه بــ (أبنية
الكعبة) . ويبدو أنّ ناسخ رسالتنا هذه لم يكن يُجيد العربيّة ، فقد
وقع في هفوات كثيرة خاصة فيما ذكره من أشعار لم نعثر على مصدرها ،
حاولنا قدر الإمكان إزالة العُجمة عنها .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل بيته
الحرام بين جبال خَشنة ، وأمر عباده بالحجّ به (كذا) ليحيى مَن حيَّ من
المطيعين بمناسكهم الحسنة عن بيّنة ، ويَهلَكَ من هَلَكَ من المتمردين
بعقيدتهم الفاسدة عن بيّنة ، وصلّى الله على سيّدنا محمّد ،
المبعوث على حين فترة من الرُّسل من الأزمنة ، وآله المعصومين الذين مَن
تبعهم جعله الله من أصحاب الميمنة .

أمّا بعدُ : فلمّا كان إدخال السرور على المؤمنين مِن السعادة
العُظمى ، كما رُويت أحاديث كثيرة في «أصول» الكليني في باب (إدخال
السرور على المؤمن) وأنا أروي طرفاً منها :

حدّثني سلطان المحققين
والمدقّقين الشيخ محمد أمين الاسترابادي ـ رحمه الله ـ بأسانيده الصحيحة
وطرقه المضبوطة في مضانها عن ثقة الإسلام محمد [بن] يعقوب
الكليني ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، ومحمد بن
يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، جميعاً
عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي قال :

«سمعت أبا جعفر(عليه السلام)
يقول : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : مَنْ سَرَّ مؤمناً فقد
سَرّني ، ومَنْ سرّني فقد سرّ الله»2 .

وعن عبيدالله بن الوليد
الوصّافي قال : «سمعتُ أبا جعفر(عليه السلام) يقول : إنّ فيما ناجى
الله به عبده موسى(عليه السلام) قال : إنّ لي عباداً أبيحهم جنّتي
وأحكّمهم فيها .

قال : ياربّ ومَن
هؤلاء الذين تبيحهم جنّتك وتُحكّمهم فيها؟

قال : مَن أدخل على مؤمن
سروراً .

ثمّ قال : إنّ مؤمناً
كان في مملكته جبّارٌ ، فولع به فهرب منه الى دار الشرك ، فنزل
برجل من أهل الشرك ، فأظلّه وأرفقه وأضافه . فلما حضره الموت
أوحى الله عز وجل إليه : وعزّتي وجلالي لو كان في جنتي مسكنٌ لأسكنتك
فيها ، ولكنّها مُحرمة على من مات بي مشركاً ، ولكن يانار هيديه
ولا تؤذيه ، ويؤتى برزقه طرفي النهار .

قلتُ : مِنَ
الجنّة؟

قال : من حيث ما شاء
الله»3 .

وعن محمد بن يحيى ، عن
محمد بن جمهور ، قال : كان النجاشي ـ وهو رجلٌ من
الدهاقين ـ عاملا على الأهواز وفارس ، فقال بعض أهل عمله لأبي
عبدالله(عليه السلام) : إنّ في ديوان النجاشي عليّ خراجاً ، وهو
مؤمن يدين بطاعتك ، فإن رأيت أن تكتب لي اليه
كتاباً .

فقال : فكتب اليه أبو
عبدالله(عليه السلام) :

«بسم الله الرحمن
الرحيم ، سرّ أخاك يسرك الله» .

قال : فلمّا أورد الكتاب
عليه وهو في مجلسه ، فلمّا خلى ناوله الكتاب فقال له : هذا كتاب
أبي عبدالله(عليه السلام)!

فقبّله ووضعه على عينيه وقال
له : ما حاجتك؟

قال : خراجٌ عليّ في
ديوانك .

فقال له : وكم
هو؟

قال : عشرة آلاف
درهم .

فدعا كاتبه وأمره بأدائها
عنه ، ثمّ أخرجه منها وأمر أن يثبتها له لقابل .

ثمّ قال له :
سررتك؟

قال : نعم جُعلتُ
فداك .

ثمّ أمر له بمركب وجارية
وغُلام ، وأمر له بتخت ثياب ، في كلّ ذلك يقول
له :

هل سررتك؟

فيقول : نعم جُعلت
فداك .

فكلما قال : نعم
زاده حتى فرغ ، ثم قال له : أحمل فراش هذا البيت الذي كنت جالساً
فيه حين دفعتَ اليّ كتاب مولاي الذي ناولتني فيه ، وارفع إليَّ
حوائجك .

قال : ففعل ، وخرج
الرّجلُ الى أبي عبدالله(عليه السلام) ، فحدّثه الرجل بالحديث على
جهته ، فجعل يسرُّ بما فعل .

فقال له الرجل : يابن
رسول الله كأنّه قد سرّك ما فعل بي؟

فقال : إي
والله ، لقد سرّ اللهَ ورسولَه»4 .

وإظهار معجزة المعصومين(عليهم
السلام) من المقصد الأقصى ، [فـ] أردتُ أن
اُدخل السرور على المؤمنين ، وإظهار معجزاتهم التي ظهرت منهم صلوات الله
عليهم سنة ألف وأربعين في تأسيس الكعبة المشرفة ـ زيدت مهابتها ـ فكتبتُ هذه
الرسالة مشتملة على ثلاثة

فصول وخاتمة وسمّيتها بـ «مفرحة الأنام في تأسيس
بيت الله الحرام» وأرجو من كرم الله أن يجعلها سبباً لمرضاته عنّي وعن جميع
المؤمنين ، بجاه محمد وآله الطيبين .

* * *

الفصل الأول : في
سبب سقوط الكعبة المعظّمة ـ زادها الله مرتبةً وتعظيماً ـ وكيفية
بنائها .

الفصل الثاني : في
علة بناء الكعبة في الأرض ، وبدء الطواف بها ، وذكر صفة الكعبة
المشرفة ، وطولها وعرضها وارتفاعها من خارجها وداخلها وسقفها
وأساطينها ، وغلظ جدارها ، وبابها وسلميها الداخل والخارج ،
والحِجر ، والميزاب ، والحَجَر الأسود ، والحطيم ،
والمستجار ، وكسوتها الخارجة والداخلة ، وشاذروانها ،
ومطافها ، والمقام والمنبر .

الفصل الثالث : في
ذكر صفة المسجد الحرام ، وأبوابه وأسمائها ، وأساطينه ، وما
فيه من القباب في صحن المسجد ، وفي رواقه ، وصفة زمزم
المكرّم .

الخاتمة : في صفة
الأمكنة المشرّفة التي بمكة المعظمة ـ سوى ماذكر ـ مثل المولد الشريف لسيد
المرسلين(صلى الله عليه وآله) ، ومولد سيّدة نساء العالمين صلوات الله
عليها ، وعلامة مرفقه الشريف في الحَجَر المبنيّ ، وذكر
الجَّبانتين المُعلّى والشبيكة ، وما في المُعلّى من قبور أهل
الصلاح ، والكلام على نثرها وسجعها يوم الأربعاء سابع شوال عام ألف
وأربعين .

وألتمس من إخوان الصَّفا
وخلاّن الوفاء إذا نظروا فيها ورأوا خللا يُصلحونه ، ويذكرونني
بالخير ، فإنّ الإنسان محلُّ الخطإ والنسيان ، إلاّ من عصمه الله
في كلّ اُمة ، وجَلّ من لا فيه عيبٌ وعُذر ، وحسبنا الله ونعم
الوكيل .

* * *

/ 7