في رحاب آية الحجّ
محمّد
سليمان
{وَللهِِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ
إِلَيْهِ سَبِيلاً}
هناك آيات قرآنية
متعدّدة جاءت تخصّ الحجّ وجوباً وأحكاماً وآداباً وتأريخاً ، وهي تدلّ على
أهمّية هذه الفريضة ومكانتها في الإسلام وحتّى في الديانات السابقة . كما تدلّ
على فضل البيت الحرام وعظيم منزلته . . .
ففي وجوبه آيات ،
وفي أحكامه آيات أخرى . . .
ونحن نقتصر الحديث عن
آية واحدة من تلك الآيات ، التي تخصّ وجوب الحجّ في بحث فقهي وتأريخي عند
الفريقين ، وهي :
{وَللهِِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ
إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فإنَّ اللهَ غَنيٌّ عَنِ الْعالمينَ}1.
الحجّ لغة : بفتح
الحاء وكسرها وتشديد الجيم هو القصد مطلقاً ، وبلوغ الفلاح كما عن الإمام
الباقر(عليه السلام) : حجَّ ، بمعنى : أفلح2.
وهو تحقّق القدوم3.
وطول التردّد4 على الديار أو الأشخاص إذ
يقال : حجّ إلينا فلان أي قدم ، وحجَّه يحجُّه حَجّاً :
قَصَدَهُ . . . ورجل محجوج أي مقصود ، وقد حجَّ بنو فلان
فلاناً : إذا أطالوا الاختلاف إليه5.
وقيل : الحِجّ
بالكسر ، اسمُ الحجّ ـ المصدر ـ والحِجّة بالكسرة ، المرّة الواحدة وهو
من الشواذ ; لأنّ القياس بالفتح6.
إلاّ أنّه لم يسمع من
العرب على ما حكاه ثعلب ، يدلّ على ذلك ذو الحجّة من أشهر الحجّ7.
إذ إنَّ مصدر المرّة ـ
حسب القواعد النحوية ـ على صيغة فَعْلَة بالفتح ، ومصدر الهيئة على صيغة
فِعْلة بالكسر .