ظاهرة الحج دراسة سوسیولوجیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ظاهرة الحج دراسة سوسیولوجیة - نسخه متنی

حسن الضیقة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







مقدّمة



إنّ
القهر العسكري والسياسي والاقتصادي الذي مارسه النظام الغربي المعاصر على
المجتمع الإسلامي في القرون الأخيرة ، بلغ أوجه في الفترة التي تلت
الحرب العالميّة الأولى . . . فقد تمكّن النظام الغربي أثناء
هذه الفترة من إحكام سيطرته على الجزء الأكبر من المجتمع الإسلامي عبر قواه
المباشرة أو عبر القوى السياسيّة المحلّية التي أفرزها في سياق القهر
هذا . وكان من الطبيعي أن تنمو وتزدهر في ربوع العالم الإسلامي كلّ
المدارس الفكريّة المولعة بتبرير وتدعيم وتسويق نظام القهر هذا . طبعاً
هذا لا يعني أنّ الحالة الإسلاميّة آلت إلى الفناء ، بل انكمشت ململمة
جراحها العميقة وجاهدة في استيعاب دروس المعركة الكبيرة ، التي أدت إلى
هزيمة العالم الإسلامي أمام جبروت المجتمع الغربي المعاصر ، ممهّدة
الطريق لنهضة جديدة ، انتقلت تدريجاً من حالات المقاومة عبر هذه النقطة
أو تلك وصولا إلى حالة النهوض الشامل وعلى كلّ المستويات . والنهوض
الشامل يعني قدرة العالم الإسلامي على بلورة حركة إسلاميّة متكاملة قادرة على
فرض نموذجها الإسلامي الأصيل على مستوى جميع التحديّات التي يواجهها الفرد أو
الأمّة . ولعلّ أحد تعبيرات هذه الحركة الإسلاميّة المتكاملة تدشين
العالم الإسلامي بداية جديدة لنشاطه الإبداعي التوحيدي في مجال علوم
الإنسان ، تعيد مسيرة الفكر الإسلامي إلى نصابها الطبيعي متخطية بذلك
حالة الوهن والضعف السابقتين أو حالة المقاومة السلبيّة ـ رغم أهمّيتها
الكبيرة في فترة الهزيمة ـ إلى حالة من النموّ والتفتّح الإيجابي الذي ينسج
يوماً بعد يوم مزيداً من خيوط الانعتاق والحريّة حول محور التوحيد ومحور
الإسلام . ثمّ ليتقدّم بعد ذلك معلناً الخروج على الفلسفات الوثنيّة
المعاصرة مفنّداً إيّاها ، مظهراً تناقضاتها متجاوزاً إيّاها تجاوزاً
توحيديّاً خالصاً .


إنّ
تثبيت الحالة الإسلاميّة والارتقاء بها إلى مستوى الأمّة ، يضع بين أيدي
الجيل الذي نحن منه كثيراً من الخبرات الفكريّة التي تحثّنا للعمل على بلورة
آفاق عملنا الفكري بمايتناسب ويواكب حركة الأمّة ونهضتها
المباركة .


وليس ما
يمنعنا من أن ننكبَّ على دراسة الحالة الاسلاميّة الضاجّة بالحياة ،
هادفين إلى الإسهام ولو بنصيب في عمليّة تحرير الشخصيّة الفكريّة للأمّة
الإسلاميّة من قيود الفكر الوثني المعاصر على هدى خطّ التوحيد والعدل ،
خطّ العبوديّة لله والخروج على طواغيت العصر .


إنّ
السموم والآفات والاختلالات المختلفة التي زرعتها الفلسفات الغربيّة المعاصرة
سواء كانت ليبراليّة أم قوميّة اشتراكيّة أم شيوعيّة في جنبات الأمّة
الإسلاميّة ، لا بدّ أن تتعمّق وتتركّز مواجهتنا لها ليس على المستوى
العقائدي والفلسفي فقط ، بل أيضاً على مستوى تعبيرات حركة الأمّة
ونهضتها في معاقل العلوم الإنسانيّة المختلفة وتفاصيل أبنيتها الجزئيّة كي
نحكم المعركة باتّجاهين :


الأوّل : سدّ جميع الثغرات
حتّى التفصيليّة منها ، والتي يمكن أن تشكّل أماكن تسرب لوحوش الوثنيّة
المعاصرة .


والثاني : لاستكمال أدوات
الصراع الفكري في مواجهة طغيان الفكر الفرعوني المعاصر .


من هنا
نرى أنّ تعميق فهمنا لظاهرة الحجّ ، بهدف تكوين أفق موسوعي ، يسدّ
ثغرة كبيرة في الذاكرة الفكريّة ويعطي للمزاج الإبداعي الإسلامي دفعة مهمّة
للأمام تحصيناً لشخصيتنا الفكريّة وتدعيماً لقوّتها في مواجهة جميع الأفكار
الخبيثة التي بثّتها الوثنيّة المعاصرة في ثنايا الجسد الإسلامي حول عقيدته
وفكره وشخصيّته .


/ 13