جَنَّة المعلاة - جنة المعلاة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جنة المعلاة - نسخه متنی

سید علی قاضی عسکر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



جَنَّة المعلاة



يقع إلى جوار الحجون في مكّة المكرّمة
شعب يُعرف بشعب أبي دبّ1، وأبو
دبّ رجل من بني سواءة بن عامر سكنه فسمّي به2.


وقال ياقوت الحموي عن هذا الشعب ما
يلي:


شِعْبُ أبي دُبّ: بمكة... قال الفاكهي
أبو عبد الله محمد بن إسحاق في كتاب مكّة من تصنيفه: أبو دُبّ هذا رجل من بني
سُواءة بن عامر بن صَعصَعة3.


ويُسمّى هذا الشعب الواقع إلى الشمال
الشرقي من مكّة أيضاً، بشعب الجزّارين4 ويُسَمّيه بعض آخر، باسم «شعب المقبرة» وسبب هذه
التسمية أن أهل الجاهلية كانوا يدفنون موتى أهل مكّة في هذا المكان5.


وذكر الأزرقي:


كان أهل الجاهلية وفي صدر الإسلام يدفنون
موتاهم في شعب أبي دبّ من الحجون إلى شعب الصفي، صفي السباب6، وفي الشعب اللاصق بثنية المدنيين
الذي هو مقبرة أهل مكّة اليوم، ثم تمضي المقبرة مصعدة لاصقة بالجبل إلى ثنية
أذاخر بحايط خرمان7.


وقال في موضع آخر:


كان أهل مكّة يدفنون موتاهم في جنبتي
الوادي يمنة وشامة8 في الجاهلية
وفي صدر الإسلام، ثم حول الناس جميعاً قبورهم في الشعب الأيسر لما جاء من
الرواية فيه، ولقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) نعم الشعب، ونعم المقبرة.
ففيه اليوم قبور أهل مكّة إلاّ آل عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن
أمية بن عبد شمس، وآل سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن
مخزوم فهم يدفنون في المقبرة العليا بحايط خرمان9.


تُعرف هذه المقبرة فيما مضى بمقبرة
المعلاّة، ويسمّيها بعض آخر بالمُعلّى10 وبين أهل مكّة تعرف بجنّة المعلاة11ولمّا كان جبل الحجون مشرفاً على هذه المقبرة،
فقد سمّاها البعض بمقبرة الحجون12.


روى ابن عباس عن النبيّ (صلى الله عليه
وآله)أنه قال:


نعم المقبرة هذه، مقبرة أهل مكّة13.


روى هذه الرواية بتعبير آخر:


قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
نِعْمَ الشِّعب ونِعْمَ المقبرة14.


وجاء في معجم الطبراني أن ابن عباس قال:
لما أشرف النبيُّ (صلى الله عليه وآله) على المقبرة وهو على طريقها الأول،
أشار بيده وراء الضفيرة أو الظهيرة فقال: «نِعْمَ المقبرة هذه» قلت للذي
يخبرني: خصّ الشعب؟ قال: هكذا كنا نسمع أن النبيَّ (صلى الله عليه
وآله)خصّ الشعب المقابل بالبيت15.


عبد الله بن مسعود قال: وقف رسول الله
(صلى الله عليه وآله) على الثنيّة، ثنيّة المقبرة، وليس بها يومئذ مقبرة
فقال: يبعث الله من هذه البقعة ومن هذا الحرم كلّه سبعين ألفاً، يدخلون
الجنّة بغير حساب، يشفع كلّ واحد منهم في سبعين ألف، وجوههم كالقمر ليلة
البدر، فقال أبو بكر: يا رسولَ الله من هم؟ قال: الغرباء. انتهى16.


كثير بن كثير ـ من مشاهير شعراء القرن
الأوّل للهجرة ـ قال في هذه المقبرة:






  • كم بِذاكَ الحَجُون مِنْ أَهْلِ صِدْق
    سَكَنُوا الجَزَع جَزْعَ بيت أبي مو
    أهل دار تبايعوا للمنايا
    فارقوني وقد علمتُ يقيناً
    ما لمن ذاق ميتة من إياب17



  • وكُهُولٍ أَعِفَّة وشَباب
    سى إِلى النَّخْلِ من صُفىِّ السّباب
    ما على الدّهر بعدهم من عتاب
    ما لمن ذاق ميتة من إياب17
    ما لمن ذاق ميتة من إياب17





كانت هذه المقبرة ومنطقة الحجون معروفة
في الماضي، ونظم فيها شعراء العرب الكثير من الأشعار، نذكر بعضها:






  • فلمّا التَقَيْنا بالحَجُونِ تَنَفَّسَت
    تَنَفُّس محزونِ الفؤاد سقيم18



  • تَنَفُّس محزونِ الفؤاد سقيم18
    تَنَفُّس محزونِ الفؤاد سقيم18





وقال شاعر آخر:






  • وارداتِ الكديد19 مُجتَرعاتٍ
    حُزن وادِى الحَجُون بِالاَثْقال20



  • حُزن وادِى الحَجُون بِالاَثْقال20
    حُزن وادِى الحَجُون بِالاَثْقال20





وقال آخر:






  • ليالي سّمار الحَجُونِ إِلَى الصَّفا
    ولو نَطَقَتْ بَطْحاؤُها وحَجونُها
    وخيفُ مِنىً واِلمأزِمان وزمزم21



  • خُزاعة إذ خَلّت لها البيت جُرْهُم
    وخيفُ مِنىً واِلمأزِمان وزمزم21
    وخيفُ مِنىً واِلمأزِمان وزمزم21





وقال الأعْشي:






  • فَما أَنْتَ مِنْ أَهْلِ الحَجُونِ ولاَ الصَّفا
    ولا لَكَ حَقُّ الشِّرْبِ فى ماءِ زَمزَم



  • ولا لَكَ حَقُّ الشِّرْبِ فى ماءِ زَمزَم
    ولا لَكَ حَقُّ الشِّرْبِ فى ماءِ زَمزَم





وقال عمرو بن الحرث بن مُضاض بن عمرو
يَتأسَّف على البيت، وقيل هو للحرث الجُرْهُمي:






  • كَأَن لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الحَجُونِ إِلَى الصَّفا
    بَلى نحن كُنّا أَهْلَها، فَأبادَنا
    صُروفُ الليالي والجُدُودُ الْعَواثِرُ22



  • أنيسٌ ولم يسمُر بمكَّةَ سامِرُ
    صُروفُ الليالي والجُدُودُ الْعَواثِرُ22
    صُروفُ الليالي والجُدُودُ الْعَواثِرُ22





وروى الأزرقي عن ابن صيفي أنه قال: من
قُبر في هذه المقبرة بُعث آمناً يوم القيامة ـ يعني مقبرة مكّة ـ23.


وإنّ من مميزات هذه المقبرة وقوعها أمام
جزء من الكعبة:


قال الأزرقي: قال جدّي: لا نعلم بمكّة
شعباً يستقبل ناحية من الكعبة ليس فيه انحراف إلاّ شعب المقبرة فإنّه يستقبل
وجه الكعبة كلّه مستقيماً24
وممّا ورد في فضل هذه المقبرة ما نقل عن عبد الله بن المرجاني في تاريخه
للمدينة أنه قال: سمعت والدي يقول : سمعت الشيخ أبا عبد الله الدلاصي يقول:
سمعت الشيخ أبا محمد الدبشي يقول: كُشِف لي عن أهل المعلاة فقلت: أتجدون
نفعاً بما يُهدى إليكم من قراءَة أو نحوها؟ فقالوا: لسنا محتاجين إلى ذلك،
قال: فقلت لهم: ما منكم أحد واقف الحال؟ قالوا: ما يقف حال أحد في هذا
المكان25.


قال الفاسي في شفاء الغرام:


زيارة هذه المقبرة مستحبّة لِما حَوَتْه
من سادات الصحابة والتابعين وكبار العلماء والصالحين26.


قال الجوهري: الحَجون ـ بفتح الحاء ـ جبل
بمكة وهي مَقْبُرة.


وقال ابن الأثير: الحَجُونُ الجَبَلُ
المُشْرِف ممّا يَلي شِعْب الجَزَّارين بِمَكّة. وقال ابن منظور: والحَجُونُ
موضِعٌ بمكّة ناحية من البيت27.


وقال محمد حسين هيكل في وصف مقبرة
المعلاّة:


ومقبرة المعلاة تقع في الشمال الشرقي من
مكّة، وهي فضاء فسيح محصور بين الجبال من شماله وغربه، وتفصل بينه وبين
الجبال من الشرق بعض المساجد والمساكن، ويتصل من الجنوب بمنازل أهل مكّة،
وهذه المقبرة قديمة ترجع إلى عهد الجاهلية، وهي ما تزال مع ذلك مقبرة أهل
مكّة في هذا الزمن الحاضر. ولعل بقاءها مقبرة حتى اليوم يرجع إلى تقديس
المكيين للقبور القديمة الّتي بها أكثر مما يرجع إلى رغبتهم عن اتخاذ مقبرة
لمدينتهم فيما وراء الجبال التي تحصرها28.


والمسافة من باب بني شيبة إلى باب مقبرة
المعلاة 2127 ذراعاً بذراع اليد أي 1042 متراً تقريباً29. والمسافة بين باب المعلاة بمكة وأوّل منى 5407
أمتار30.


/ 4