اُم سلمة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اُم سلمة - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




{ وأزواجُهُ أُمهاتُهم } اُمُّ سلمة


إنّ الكتابة عن اُمّ المؤمنين اُمّ سلمة
وحياتها المضيئة ، كتابة عن أطهر بيت عرفته الدُّنيا ، وأعظم مكان
صنعته السماء وباركته . . وكيف لا يكون كذلك وقد رعته يدُ الغيب;
ليكون مبعث الطهر كلّه ونبع الخير كلّه ، ومصدر العطاء كلّه ،
ومشعلا للهداية ، ومدرسةً للخُلق الكريم والأدب الرفيع وقدوةً ورحمةً
للعالمين . . .

لقد كان هذا البيت مأوى
الرسالة ومهبط الوحي ، ومنزل القرآن ومبعث النور ، الذي حمله صاحب
هذا البيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) الذي وصفه الله تعالى في كتابه
الكريم : {
وإنّك لعلى خُلق عظيم} فكان هذا
الخُلق يواكب البيت الأوّل للدين الجديد . . وصارت عفته محطّ اعجاب
مَنْ حوله وصار القدوة لهم والاسوة الحسنة قربوا أم بعدوا عنه . ولما
يتركه من آثار خطيرة ـ إذا ماعصفت حوله المغريات . . على مسيرة
الرسالة والرساليين . . تولته السماء، وراحت تُرسل آياتها الكريمة
مبينة أهمية هذا البيت ومرشدة نساءه إلى مكانتهنّ ودورهنّ الرسالي
ووظيفتهنّ . وفي الوقت الذي ضاعفت السماء العذاب لمن تأتي منهنّ
بفاحشة ، جعلت الأجر مرّتين لعملهنّ الصالح; لخطورة تواجدهنّ في هذا البيت وأنّهنّ
القدوة ، التي يجب أن تكون صالحة، والاُسوة التي يجب أن تتحلّى بأرقى
درجات الإيمان والخلق الكريم . . {
يانساء النبيّ من يأتِ منكنّ بفاحشة مبيِّنة يضاعف لها العذاب
ضعفين . .
}{ومن يقنت منكُنّ لله ورسوله
وتعمل صالحاً نؤتها أجرها مرّتين وأعتدنا لها رزقاً
كريماً}1 .

ثمّ راحت السماء
تبيّن مكانتهنّ ، وخطورتهم وتكاليفهن ما دامت قد ارتبطت حياتهنّ بهذا
البيت الكريم نساءً لرسول الله(صلى الله عليه وآله) : {
يانساء النبيّ لستنّ
كأحد من النساء إن اتقيتنّ فلا تخضعن بالقول فيطمعُ الذي في قلبه مرض وقلن
قولا معروفاً ـ وقرن في بيوتكنّ ولا تبرجن تبرجَ الجاهليةِ الاُولى وأقمنَ الصلاة
وآتينَ الزكاة وأطعنَ الله ورسوله}2 وكان لابدّ لهذا الطهر ولتلكَ العفة من ستر
فكان الحجاب { ياأيُّها النبيُّ قل
لأزواجكَ . . يدنين عليهنّ من
جلابيبهنّ . .}3 .

لقد كانت اُمُّ
سلمة أوّل نساء هذا البيت ـ بعد اُمّ المؤمنين خديجة بنت
خويلد ـ رضوان الله عليها ـ وعياً لدورها الرسالي، كما كانت أكثر
نساء النبي التزاماً بهذا كلّه وأسرعهنّ طاعة لله ورسوله ، وعاشت حياتها
الإيمانية ومسؤوليتها الرسالية ووظيفتها الشرعية على أكمل وجه حتّى وفّقت لأن
تكون أفضل نسائه(صلى الله عليه وآله)وأصدقهنّ وأخلصهنّ في تحمّل أمانة هذا
البيت الكريم ورسالته . . بعد أن قُدر لها أن تكون من نسائه(صلى
الله عليه وآله) ، وعاشت في كنفه ، وظلّت في بيته كأتقى نسائه
وأفضلهنّ بعد خديجة رضوان الله عليها طهارةً وعفّةً وإيماناً وجهاداً
وعلماً . . فقد راحت تتغذى من علمه(صلى الله عليه وآله) وأدبه
وسنّته ، وتستقي من مصدر الوحي الذي مافارق منزلها . . وبرزت
اُمّاً للمؤمنين بنصّ القرآن الكريم وهو وسام منحته السماء . .
وحفظت امُّ سلمة ذلك ورعته ووعته مسؤوليةً كُبرى ، وراحت تكثر الشكر لله
تعالى على هذه النعمة . . مما جعلها مثلا أعلى في إيمانها وعبادتها
وورعها . . فنالت بذلكَ حبّ الله تعالى وحبّ رسوله(صلى الله عليه
وآله) وأهل بيته الطيبين ، والمؤمنين جميعاً على مرّ
الأجيال .

لقد كانت أمّ سلمة ترى
هذه الامومة تكليفاً عظيماً ومسؤولية كبيرة لها حقوقها وعليها واجبات كثيرة
لا بدّ من رعايتها ، فكانت بحقّ أمّاً للمؤمنين بحنانها وشفقتها
ورعايتها لهم واهتمامها بهم وخوفها عليهم وحرصها لهم...

لقد كانت ـ وكما عودتنا
في حياتها المباركة ـ المبادرة إلى كلّ مايرضي الله تعالى ورسوله ولم تتطاول
عليه (صلى الله عليه وآله) أبداً طيلة حياتها معه ، كما تطاولت
عليه بعضُ نسائه، وكان هذا سبباً لأذيته(صلى الله عليه وآله) ، فحينما
رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّ بعض نسائه كنّ يخلقن لهُ
المتاعب ، ومطالبتهنّ بالنفقة والزينة حتى ورد قول بعضهنّ لهُ :
لعلّك ترى أنّك إن طلقتنا أن لا نجد الأكفاء من قومنا
يتزوجوننا . . وهذا الموقف دفع رسول الله(صلى الله عليه وآله)
إلى أن يعتزلهنّ تسعة وعشرين يوماً ، فكان موقفهنّ هذا سبباً لنزول آية
التخيير { ياأيُّها النبيّ قل
لأزواجكَ إن كُنتنّ تردن الحياة الدُّنيا وزينتها فتعالينَ امتعكنّ واسرحكنّ
سراحاً جميلا ـ وإن كنتنّ تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإنّ الله
أعدّ للمحسناتِ منكنّ أجراً عظيماً } >4 .

فبادرت هنا امُّ سلمة
قائلةً : قد اخترتُ الله ورسوله، فنالت بذلكَ سبق الاختيار هذا وفضله
وأجره . .ثمّ قامت بعدها بقية نسائه (صلى الله عليه وآله) ،
فعانقنه وقلنَ مثل الذي قالت امُّ سلمة ، ولم تتخلف عن هذا إلاّ واحدة
وهي فاطمة بنت الضحّاك ، فإنّها اختارت الدّنيا ، ففارقها رسول
الله (صلى الله عليه وآله) وبقيت في شقاء طول حياتها>5 .

/ 15