إمام علی (علیه السلام) و الرأی الآخر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إمام علی (علیه السلام) و الرأی الآخر - نسخه متنی

حسن السعید

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







الإمام علي(عليه السلام). والرأي الآخر



حفلت
الممارسة التاريخية الحضارية للإسلام في مسألة العلاقة مع «الآخر».. بنماذج
إنسانيّة رفيعة . . . وهناك شواهد كثيرة تزخر بها صفحات
التاريخ ، وكلّها تدعم الاتجاه المنفتح على «الآخر» والمتفهّم له
والمعايش معه، رغم ما اعتور التجربة الإسلامية من انحرافات
وخروقات.


فلئن
كان الشيعة والخوارج هما العنوانان الأكثر ضجّة في تاريخ المعارضات والثورات
على امتداد التاريخ الإسلامي ، إلاّ أنّ الجذور التاريخية للمعارضة في
الإسلام يرجعها البعض إلى عهد الرسول(صلى الله عليه وآله) ، عبر تصنيف
اليهود والمنافقين كمعارضة دينية سياسية داخل دولة المدينة1 .


والملاحظ أنّ التعامل العام مع هذه المعارضة ، كان تعاملا سلميّاً
هادئاً ، فلم يخسر اليهود مواطنتهم وحقوقهم في الدولة إلاّ بعد أن
تحرّكوا عسكرياً ، كما أنّ المنافقين واصلوا نهجهم ولم يتمّ التعامل
معهم بسلبهم حقوق المواطنة ، ولكن قد يُسجّل على هذه المعارضة بأنّها
كانت مختلفة في الانتماء العقائدي أو ما يمكن تسميته مجازاً معارضة أقلّية
دينية بالنسبة لليهود لا تلتقي مع القاعدة الفكرية للدولة ، وإن شاركت
مجتمع الدولة في حقوق المواطنة2 .


ويطول
المقام لو سمحنا لأنفسنا استعراض الشواهد المؤكّدة على هذا المنحى ، بيد
أننا سنقتصر ، لأسباب منهجية ، على نموذج واحد ، هو الإمام
علي(عليه السلام) ، لما يمثِّله من موقع متقدّم في الدعوة; سابقة ،
وريادة ، وأسوة ، وما يعزّز ذلك شهادات الرسول الأكرم(صلى الله
عليه وآله)بحقّ الإمام علي(عليه السلام) : «أنا وأنت يا
عليّ أبوا هذه الاُمّة» ، «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها»3 .


وقد
أرسى الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) هذا النهج الرسالي ، بكلّ ما
يتّسم به من سعة صدر ، وامتداد اُفق ، واستعداد للاستيعاب ،
وفيما يرويه الصحابي جابر ابن عبدالله : «لما
قسّم رسول الله(صلى الله عليه وآله)غنائم هوازن بين الناس بالجعرانة ،
قام رجل من بني تميم فقال :


ـ اِعدلْ يا
محمّد!


ـ فقال(صلى الله عليه
وآله) : «ويلك! ومنْ يعدلْ إذا لم اُعدلْ؟!لقد خبت وخسرت إنْ لم
أعدلْ!».


فقال عمر بن
الخطّاب : يا رسول الله ، ألا أقوم فأقتل هذا
المنافق؟!


فقال(صلى الله عليه وآله)
: معاذ الله أن تتسامع الاُمم أنّ محمّداً يقتل
أصحابه»4
.


وجاء
الإمام علي(عليه السلام) ليكرِّس هذا المنهج الربّاني والخصال النبوية ،
في حقبة هبّت عليها أعاصير الأهواء ولواقح الفتن ، وهو ما سنستعرض بعض
جوانبه :


/ 13