إمام علی (علیه السلام) بأقلام المعاصرین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إمام علی (علیه السلام) بأقلام المعاصرین - نسخه متنی

ماجد محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




مقدّمة


لم تختلف أمّة
في دنيا الناس على عظيم من عظمائها كما اختلفت الأمّة الإسلامية حول شخصية
الإمام علي(عليه السلام) ولعلّ سرّ هذا الاختلاف هو حكمة وجود الاختلاف نفسه
بين بني البشر ، وذلك لتجلية فلسفة التدافع والابتلاء ، وإتمام
رحلة التكامل والارتقاء التي يقضي الإنسان عمره كلّه كادحاً لقطعها نحو خالقه
سبحانه {يا أيّها الإنسان إنّك كادحٌ إلى
ربّك كدحاً فملاقيه} .

وكلّما اشتدّ
الاختلاف ، تعمّق الوعي وألقيت الحجّة وتكشّفت الحقيقة ، رغم ما في
ذلك من ألم ومرارة ومعاناة لابدّ من دفع ضريبتها لمن يريد الوصول إلى
الحقيقة ، فيتكامل من يتكامل ويتسافل من يتسافل ، وفي رحلة كدح
ومكابدة سيكون شعارها يوم الحساب {اقرأ
كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً} .

لم نكن في هذا
العرض الموجز راغبين في تقديم قراءة واحدة لشخصية الإمام علي(عليه السلام)
بأقلام الكتّاب الشيعة القدماء والمعاصرين ، وإنّما صار الخيار أن نقدّم
هذه القراءة بأقلام أخرى حُسِب بعضها على التشيّع وبعضها لم
يُحسب . . . فكان منها مثلا (سلطة الحقّ) للمفكِّر الشيوعي
المعروف عزيز السيّد جاسم ، وأخرى للكاتب المصري الأستاذ صالح
الورداني ، ومثلها للكاتب المغربي إدريس الحسيني وعلى شاكلتها قراءة
الشيخ معتصم سيد أحمد من السودان ، وقراءة للكاتب المصري عبد الكريم
الخطيب في كتابه «علي بن أبي طالب ـ بقيّة النبوّة وخاتم الخلافة» لنعيش
ساعة أو ساعتين مع ما كتبه هؤلاء من مشارب مختلفة وأقطار مختلفة في العالم
الإسلامي ، وحول شخصية عظيمة ألّهها أُناس وعبدوها ، فيما شتمها
آخرون بعد رحيلها ، ثمانين عاماً كاملة ، لُتمنح الدهر كلّه بعد
ذلك خلوداً وعزّاً ومجداً .

فإلى بعض
القطرات التي ابتلّت بها أصابع هؤلاء الكتّاب من بحر هذه الشخصية
الفريدة ، وإلى بعض السطور ممّا اقتطفناه نحن من إنصافهم وموضوعيّتهم
وشرف كلماتهم وبحثهم عن الحقيقة والحقّ .

السيف والسياس: صالح الورداني
:
هذا هو عنوان كتاب معروف للكاتب والصحفي
المصري الاستاذ صالح الورداني ، وقد وسمه بعنوان آخر مرادف هو «صراع بين
الإسلام النبوي والإسلام الأموي» مؤكّداً أنّ السياسة بدأت تلعب لعبتها بعد
وفاة الرسول مباشرة حيث انشطر الإسلام شطرين وتوزّع على خطّين (خط الإسلام
القبلي) و (خط الإسلام النبوي) ـ حسب تعبيره ـ وراح الأخير مشتبكاً في ساحة
المواجهة يُصارع السيف تارةً ، والسياسة تارةً أُخرى ويصارعهما معاً
تارةً ثالثة .

يؤكّد الكاتب
في معرض كتابه أنّ رائد الإسلام النبوي في هذه المعركة هو الإمام علي(عليه
السلام) ويصفه بالقول :

«هذه الشخصية
الربّانية تربّت على يد الرسول(صلى الله عليه وسلم) وارتوت من معينه ،
وهذا أمر له دلالته وانعكاساته على شخصية الإمام ، فتربية الرسول له ثمّ
مصاهرته إنّما يعني الاصطفاء ، فكما أنّ الرسول تمّ اصطفاؤه فإنّ عليّاً
أيضاً تمّ اصطفاؤه»1 .

ويروح الاستاذ
الورداني يستدلّ على الاصطفاء هذا من أقوال النبي(صلى الله عليه وسلم)نفسه
التي منها :

«أنت منّي
بمنزلة هارون من موسى»2 .

و«عليّ منّي
وأنا منه»3 .

و«من كنتُ مولاه
فعليّ مولاه»4 .

و«لا يحبّه إلاّ مؤمن
ولا يبغضه إلاّ منافق»5 . .
ويضيف الكاتب قائلا :

«ويكفي في حقّ عليّ
شموله بقوله تعالى :

{إنّما يريد
الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهِّركم تطهيراً}
معلّقاً : وهذا النصّ دليل ساطع وبرهان قاطع على ربانيّته»6 .

كما يؤيّد بأنّ
علي بن أبي طالب هو الأفقه من بين جميع صحابة النبي ،
فيقول :

«وقد تفوّق
الإمام علي بفقهه على جميع الصحابة ولم يضاهِه في ذلك أحد حتّى إنّ عمر بن
الخطّاب الذي يشهدون له بالفقه والعلم شهد لصالح عليّ وأقرّ بتفوّقه
عليه»7 ،
ويضيف :

«وهناك شهادات
للإمام علي على لسان كثير من الصحابة وعلى رأسهم عمر نفسه الذي كان يستعين
بعليّ في كلّ معضلة وكان يتعوّذ بالله من معضلة ليس فيها (أو لها) أبو
الحسن»8 .

وفي دليل
آخر ، أو أدلّة أخرى على اصطفاء علي(عليه السلام) واختياره من قبل النبي
في إعداد خاصّ وتربية خاصّة ، يشير الورداني في كتابه هذا إلى هذه
الحقيقة قائلا :

«يروي ابن
عبّاس : دفع رسول الله(صلى الله عليه وسلم) الراية إلى عليّ وهو
ابن عشرين سنة»9 .

«وقال
الرسول(صلى الله عليه وسلم) يوم خيبر : لأعطينّ الراية غداً رجلا يفتح الله على يديه يحبّ
الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله; فلما كان الغد دعا
عليّاً فدفعها إليه»10 .

«وكان الصحابة
ـ والكلام كلّه هنا للاستاذ صالح الورداني ـ يردّدون : لاسيف إلاّ ذو
الفقار ولا فتى إلاّ علي . وقد قتل أشهر فرسان العرب يوم الخندق وأصاب
المشركين بنكسة معنوية كبيرة»11 .

ويستدلّ الكاتب
على الدور الذي أُنيط بعليّ وعلى المهمّة التي أختُزن لها في مسلسل الرسالة
السماوية بقوله :

«وشهادة
الرسول(صلى الله عليه وسلم) لعليّ في حجّة الوداع أمام أكبر حشد من الصحابة
والمسلمين في تاريخ الدعوة إنّما تؤكّد هذه الخاصّية وهذا الدور الذي وكّل
إليه ، وهي تؤكِّد من جانب آخر شرعية هذا الدور وارتباط خطوات الإمام
ومواقفه المستقبلية بحدود الشرع وبالإسلام النبوي»12
مضيفاً :

«يروى أنّ
عليّاً نشد الناس قائلا : من سمع رسول
الله(صلى الله عليه وسلم) يقول يوم غدير خمّ إلاّ
قام . فقام اثنا عشر بدرياً فشهدوا أنّهم
سمعوا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول لعليّ يوم غدير خم :
أليس الله أولى بالمؤمنين؟ قالوا : بلى ، قال :
اللهمّ من كنتُ مولاه فعليّ مولاه . اللّهم والِ من والاه وعادِ من
عاداه»13 .

ويبدو من دراسة
السيّد الورداني لهذا الاصطفاء وتحليله له أنّه أراد التمييز بين الإسلامين
المذكورين لئلاّ يُذرّ الرماد في عيون المسلمين ولكي لا تلتبس عليهم خطوط
الإسلام النبوي عن الآخر الأموي ، فيقول مندّداً بمن يحاول تسطيح الفكرة
أو عدم التمييز بينهما :

«إنّ محاولة
رفع بني أميّة ، أو التقليل من شأن الإمام علي ، أو مساواته
بمعاوية كما هي عقيدة (البعض) ليس فقط تؤدّي إلى التمويه على حقيقة الصراع
الذي دار بين الإمام وخصومه كما هو الهدف الظاهر منها ، وإنّما سوف
تؤدّي إلى التمويه على حقيقة الإسلام النبوي الذي يمثِّله الإمام نيابةً عن
الرسول(صلى الله عليه وسلم) وبالتالي سوف تكون النتيجة ارتفاع الإسلام
القبلي ، إسلام بني أمية وعلوّ مكانته على حساب الإسلام النبوي»14 .

وهذا ما هو
حاصل فعلا ـ كما يرى الكاتب ـ وما تبرّم منه ويتبرّم متألّماً متوجّعاً حيث
يقول :

«وتلك هي
النتيجة التي استقرّت عليها الأمّة بعد وقعة صفّين وبعد اختفاء الإسلام
النبوي وسيادة الإسلام القبلي على يد بني أمية ، ذلك الإسلام الذي
تُعبّر عنه عقيدة أهل السنّة ، والذي تحوّل إلى دين الأغلبية بدعم
الحكومات المتعاقبة من عصر بني أمية وحتّى اليوم»15
وهو الإسلام المزيّف الذي روّج لمفاهيم عجيبة غريبة وصفها أنّها «لا تخرج عن
كونها أطروحات فرضتها السياسة وباركها الفقهاء»16مشيراً
إلى بعض هذه المفاهيم بقوله : «لماذا يحاول الفقهاء إجبار الأمّة على
الاعتقاد بضرورة الصلاة وراء كلّ برٍّ وفاجر؟ ولماذا تحيّز فقهاء السلف لرأي
يناقض القرآن والعقل؟»17 .

وعلى طريقته في
التنديد والتحليل والإثارة وإلفات نظر جمهور المسلمين إلى المسألة الجوهرية
في سرّ تمزّق وحدة المسلمين ، وسرّ عدم موفقيتهم في الوصول إلى الهدف
المنشود ، يقول الورداني ويتساءل :

«كنتُ
على الدوام أطرح على نفسي السؤال التالي : هل ما بين أيدينا تراث أم
دين؟»18
ويضيف :

«ليس هناك ما
يُسمّى بشيعة أو سنّة أو شافعية أو مالكية أو أحناف أو حنابلة . .
فكلّ هذه تسميات تأريخية من اختراع السياسة . . والحقّ أنّ هناك
إسلام حقّ وإسلام باطل وإسلام ربّاني وإسلام حكومي . . ولكن الذي
ساد على مرّ التاريخ هو الإسلام الحكومي ، والذي اختفى هو الإسلام
الرباني . .»19 .

وللخروج من هذا
المأزق ولتأكيد حقّانية الإمام علي(عليه السلام) في اصطفائه وريادته أو ضرورة
ريادته (أي ريادة منهجه) للإسلام النبوي يوصي الورداني بأنّ الباحث عن الحقّ
يجب أن يتّبع النصّ وليس أقوال الرجال; لأنّ الثاني يجعل بين الباحث والنص
وسائط ، وهؤلاء يجعلون (الباحث رهين الرجال لا رهين النص) حسب تعبيره ـ
وحتّى في مسألة هؤلاء الوسائط يشير الكاتب إلى أنّ النصّ الشيعي ، أو
التراث الشيعي يعتمد على آل البيت ، فيما يعتمد الآخر على
الصحابة ، وفيما يرفض التراث الشيعي التعايش مع الحكام يؤكّد تراث الآخر
على التعايش معهم ، وقاعدة الشيعة ترتكز على متن الرواية فيما يعتمد
الآخر على سندها وهكذا20 .

ومن هنا جاء نص
رواية مالك أو تمّ الاحتفاظ بها ، والقائلة «إنّي تركتُ فيكم الثقلين كتاب الله وسنّتي»
وحُجبت ، أو اختفى نص رواية مسلم التي تقول
«كتاب الله وعترتي»21 .

أمّا فكرة
(عدالة الصحابة) التي فنّدها الاستاذ أحمد حسين يعقوب في كتابه الشهير (نظرية
عدالة الصحابة) وضعّف عدالة الكثير منهم بالأرقام والوثائق التاريخية
المعتبرة ، والتي غمطت حقّ عليّ(عليه السلام) باعتباره واحداً من
(الصحابة) فقط دون أي امتياز ، فإنّ الورداني فنّد هو الآخر هذه الفكرة
مفنداً معها فكرة الإجماع التي أفرزتها السياسة قائلا :

«إنّ الهدف من
فكرة الإجماع هو نفس الهدف من فكرة العدالة ، كلاهما يدفع الأمّة إلى
الاستسلام للخط السائد وإضفاء المشروعية عليه . وكما أنّ فكرة العدالة
من اختراع السياسة ، فإنّ فكرة الإجماع أيضاً من اختراع السياسة»22 .

إنّ مواجهة
الهدف هو الذي قاد المؤسسة الدينية الشيعية لأن تقف في حالة صِدام مع الواقع
الظالم أو الحكّام الظلمة رافضةً مبدأ الطاعة المذكور ، فيما جاءت
المؤسسة الدينية للآخر عكس هذا الاتجاه ، فهي كما يقول الورداني :
«مؤسسة مرتبطة بالحكّام وواقعة في دائرة نفوذهم ويتقاضى الفقهاء منهم أجورهم
من الحكّام، ومن ثمّ فإنّ ولاءهم يتّجه على الدوام نحو الحاكم
وليس نحو الجماهير ، وفتاواهم تصدُر لحساب الحاكم لا لحساب
الجماهير..»23 .

ومن هنا تأتي
ضرورة الاصطفاف مع الجماهير قبال الحكام ، والعمل على إقناع الحكّام
بتحقيق مطالب الأمّة ، وليس إلزام الأمّة بتحقيق مصالح الحكّام ،
وانطلاقاً من وصية الإمام علي(عليه السلام) لواليه على مصر مالك الأشتر والتي
جاء فيها :

«وليكن أحبّ الأمور إليك أوسطها في الحقّ وأعمّها في
العدل ، وأجمعها لرضا الرعية ، فإنّ سخط العامّة يجحف برضا
الخاصّة ، وإن سخط الخاصّة يفتقر مع رضا العامّة» 24 .

/ 7