إمام الخمینی و المشروع الحضاری للحج فی الحرم الآمن نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إمام الخمینی و المشروع الحضاری للحج فی الحرم الآمن - نسخه متنی

مائدة آل مرتضی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



الإمام الخميني والمشروع الحضاري للحج في الحرم الآمن
الثورات


والحركات الأصيلة . . . تغير الواقع ، وتبني
أمة . . . وتترك بصماتها على الأجيال . . وتصنع
العمالقة والأفذاذ ، بعد أن صنعها وفجرها عملاق واحد ، وهكذا رأينا
ثورة الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) لتغيير الواقع الانساني آنذاك بكلّ
أبعاده ، وكذا تبعه الأئمة الأطهار(عليهم السلام) .


وقد
لمسنا في الثورة الاسلامية الايرانية هذا الأمر ، على يد قائدها الفذ
الامام الخميني الكبير(قدس سره) ، رائد الصحوة الاسلامية
المعاصرة ، الذي سعى جاهداً باعلانه للعالم ، أن لا منهج لسعادته
الحقيقية إلاّ بالرجوع الى منهج الاسلام المحمدي الأصيل .


فأحيا
رضوان الله عليه إيران الاسلام من وهدة الضياع والانحراف بمواصلته
المسير ، كما أحياها الاسلام أول مرّة في النصف الأول من القرن الأول
لهجرة الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) . أحياها بفكره ومعاناته
ونضاله المرير ، ودماء الأحرار ، بتغيير الواقع المر الذي كانت
تعيشه في زمن الطاغوت الشاهنشاهي العميل ، انطلاقاً من قاعدة علمية رصينة ، ونظرة واقعية
تكوينية ، بدءاً بإيران الاسلام والى العالم الاسلامي ومن ثم الى العالم
أجمع .


فشن
حملة واسعة النطاق لتغيير بعض المناهج والأفكار المترسبة في الذهنية
الاسلامية ، والتي باتت النزعة الاستصحابية ، والتحجر والجمود
والانغلاق لدى البعض تخامر أذهانهم وعقولهم نحو فكرة البقاء على ما عليه
واقعهم المعاصر أو الرجوع الى الوراء بدون وعي متطلبات الواقع
المعاش .


فاستطاع
الإمام الراحل أن يحقق بعمله الجبار حلم الأنبياء ، وحلم الرواد الأوائل
ـ قادة الاصلاح والتغيير ـ الذين ناضلوا من أجل تشكيل حكومة إسلامية
إلهية ، بدءاً بالسيد جمال الدين الأفغاني (ت1897) ، ومروراً
بالكواكبي عبدالرحمن (ت1902) المعاصر للشيخ محمد عبده (ت1905) ، ومحمد
اقبال (ت1938) في الباكستان ، ثم بديع الزمان النورسي (ت1960م) في
تركيا ، والشيخ مرتضى المطهري (ت1979) في إيران ، والسيد الشهيد
الصدر (ت1980) في العراق الذي تشاطر النهضة المباركة مع الإمام
الخميني ، وأذاب وجوده فيها . وسواهم ممن سبقهم من المخلصين
الأحرار .


ولما
أخذ الإمام الخميني(رضي الله عنه) على عاتقه مسؤولية التغيير والإصلاح ارتسمت
في ذهنه مجموعة من القواعد الاساسية كان لها دور مهم وفعّال في عملية البناء
الثوري ، وإعطاء زخم للحياة الروحية والاجتماعية ، من هذه القواعد:
(القضية الحسينية) ، والأهم منها جميعاً: (الحج الابراهيمي) ، لما
له من الدور الخطير في حياة المسلمين . فأولاه عناية ورعاية استثنائيتين
وخصص له خطاباً يتلى على ضيوف الرحمن كلّ عام; لاستكشاف أسرار هذه الفريضة
(الاجتماعية ـ السياسية ـ الاقتصادية) ، التي فرضها المولى سبحانه على
عباده ، لما فيها من الفوائد والمنافع ، والعزة والمنعة ،
والأساس المتين الذي به تظل أمة خاتم الأنبياء(صلى الله عليه
وآله) ، تحمل لواء التوحيد ، وتجسد وحدة الانسانية ، وتحقق
أسمى ما تصبو إليه البشرية من التكامل الفردي والاجتماعي ، والذي يؤدي بدوره
الى تحقيق المشروع الحضاري الشامل لتحقيق إرادة السماء في قضية
الاستخلاف .


ومن هذا
المنطلق يؤكد الإمام القائد(رضي الله عنه) على الحضور الواعي والفعال في
الساحة الاسلامية ، في الجمعة والجماعة . . . في
التظاهرات والمسيرات . . . في الحج (المؤتمر العالمي
الكبير) ، وذلك لتعظيم حرمات الله سبحانه وشعائره كما
أرادها:


{ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند
ربّه}1 .


{ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى
القلوب}2 .


وباستشفاف حقيقة هذا الاستدعاء الإلهي ورد في قوله تعالى: {وأذّن في الناس
بالحج يأتوك رجالا وعلى كلّ ضامر يأتين من كلّ فج عميق} ،3 يتبيّن لنا
أنه أداة لتحقيق الارتقاء العمودي نحو التكامل الاجتماعي والسياسي ،
فيما لو أدى المسلمون مناسكه بالصورة التي رسمها المولى سبحانه لنبيه الكريم
(صلوات الله عليه وآله) ، فكثير من الأحكام العبادية تصدر عنها خدمات
اجتماعية وسياسية ، وعبادات الاسلام عادة «توأم سياساته وتدبيراته الاجتماعية ، فصلاة
الجماعة مثلا واجتماع الحج والجمعه يؤديان ـ بالاضافة الى ما لها من آثار
خلقيه وعاطفية ـ الى نتائج وآثار سياسية»4 ، ولأجل هذه الامور «استحدث الاسلام هذه الاجتماعات ، وندب الناس
إليها ، وألزمهم ببعضها ، حتى تعم المعرفة الدينية ، وتعم
العواطف الأخوية ، وتتماسك عرى الصداقة والتعارف بين الناس ، وتنضج
الأفكار وتنمو وتتلاقح ، وتُبحث المشكلات السياسية والاجتماعية
وحلولها»5 .


من هنا يبيّن الامام القائد القدرة الالهية في عقد هذا الاجتماع
الكبير ، الذي لا يشابه اجتماعات البشر الوضعية بقوله: «في الدول الاسلامية تنفق الملايين من ثروة البلاد
وميزانيتها ، من أجل عقد مثل هذه الاجتماعات ، وإذا انعقدت فهي في
الغالب صورية شكلية تفتقر الى عنصر الصفاء وحسن النية والإخاء المهيمن على
الناس في اجتماعاتهم الاسلامية ، ولا تؤدي بالتالي الى النتائج
المثمرة ، التي تؤدي إليها اجتماعاتنا
الاسلامية . فقد وضع الاسلام حوافز ودوافع باطنية
تجعل الذهاب الى الحج من أغلى أماني الحياة . . . فما علينا
الا أن نعتبر هذه الاجتماعات فرصاً ذهبية لخدمة المبدإ والعقيدة»
6 .


/ 9