أسواق مکة و المدینة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أسواق مکة و المدینة - نسخه متنی

عباس المهاجر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







المقدمة




لبلاد العرب موقع
جغرافي متوسط بين بلاد أعظم الدول، وأقدم الحضارات، فإلى شمالها الشرقي بلاد فارس
وإلى شمالها الغربي بلاد الروم ومصر وإلى غربها الجنوبي وراء البحر بلاد الحبشة وفي
جنوبها البحر الهندي الذي يفصلها عن بلاد الهند.


ولا نكون مغالين إذا قلنا إنّ
معظم تجارات العالم منذ القديم حتى القرون الوسطى هي بين هذه البلاد التي عددنا،
فالدولتان العظيمتان اللتان تنازعتا على السيادة في العالم، وهما دولتا فارس
والروم، كانتا على علاقات تجارية وسياسية حسنة مع بلاد العرب في الشمال والجنوب .
وأقل من تلك العلاقات علاقة الحبشة والهند باليمن وعمان
والبحرين.


وكان للموصلات التجارية في
جزيرة العرب طريقان :


أحدهما :
شرقي، يصل عمان بالعراق وينقل بضائع اليمن والهند وفارس برّاً ثم يجوز غرب العراق
إلى البادية حتى ينتهي به المطاف في أسواق الشام، والطريق الثاني : وهو الأهم
غربي، يصل اليمن بالشام مجتازاً بلاد الحجاز، ناقلاً أيضاً، بضائع اليمن والحبشة
والهند إلى الشام، وبضائع الشام إلى اليمن حيث تصدّر إلى الحبشة وإلى لهند في
البحر، فكأنّ من المعقول أن يمارس كثير من العرب التجارة رجالاً ونساءً وخاصة الذين
تقع بلادهم قريبة من أحد هذين الطريقين ، ومن لم يتاجر منهم أفاد من التجارة بالواسطة،
فعمل في هذه القوافل إما دليلاً و إما سائقاً وإما منتظماً في جملة حماتها
الذين يؤجرون أنفسهم وسلاحهم ودوابهم فيها.


قد شغلت دول العرب القديمة
كتدمر وسبأ والمعينين ، المراكز الممتازة في تجارة الشرق حتى ذكرتهم التوراة ووصفت
ثروتهم وتجارتهم، وحمل أهل تدمر في القديم إلى مصر وجنوب أوربا صادرات بلاد العرب
والعراق والهند، وكانت النفائس التي يحملها التدمريون من بلاد الشرق أثمن ما يتغالى
به الملوك القياصرة.


وفوق هذا كله، كان لهؤلاء
العرب ذوي الملكة التجارية الراقية اهتمام بما حولهم من الأقطار التي يتاجرون فيها
وإليها ومراقبة لما يجري هناك من أحداث وقد دفعتهم إلى ذلك طبيعة التجارة وما تتطلب
من درس وإلمام بالأسواق وأمنها وأحوال المسيطرين على شعوبها، وأنت تعرف ذلك من
الحرب، التي كانت بين الفرس والروم في مشارف الشام، قبل الهجرة بست سنين وكيف كان
مشركو مكة فرحين بانتصار الفرس إذا كانوا مثلهم غير ذوي كتاب، وقد شمتوا بهزيمة
الروم اذ كانوا كالمسلمين أتباع كتاب سماوي، وقد سجّل القرآن الكريم هذه الظاهرة،
ظاهرة اهتمام المكّيين بما يجري حولهم من شؤون الفرس والروم في الآية
الكريمة :


{ الم
* غلبت الروم * في
أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع
سنين... }


هذا هو مجمل ما أردت أن أعرض
له من بيان إهتمام العرب بالتجارة وإليك أيها القارئ أهم الأسواق وسياستها التجارية
في مكة والمدينة :


/ 12