ابوذر الغفاری نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ابوذر الغفاری - نسخه متنی

محمد سلیمان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ابوذر الغفاري


«وحده»

محمّد سليمان

كان معلماً بارزاً في فكره وعلمه
ووعيه، وفي عبادته وجهاده، وفي زهده وثورته، وفي صدقه وإخلاصه وحبّه لله
تعالى ولرسوله(صلى الله عليه وآله) وفي التزامه بما عاهد الله تعالى عليه
بمقارعة الظالمين وكشف ظلمهم وزيفهم، والدفاع عن المحرومين. حتّى غدا بحقّ
مدرسةً ثائرةً جوّالةً، لا تعرف التوقف ولاالاستقرار، ولاتبحث عن
الطمأنينة والراحة، ولا تخشى في الله لومة لائم.

وبقي هذا الرجل الصحابي الجليل حياةً متحركةً ثائرةً
وقِمّةً عاليةً شامخةً رائدةً في مواقفها، مثاليةً في صدقها، شجاعةً فيما
تقوله وتفعله، فلا تهزّه المحن، ولا يرهبه وعيدُ الطغاة، ولا يخيفه تهديدهم،
ولا تغريه أموالهم، ولا تلينه ابتساماتهم. كان سبّاقاً للأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر، وكان عملاقاً في تصدّيه لكلّ انحراف في
الأمّة... كان يريد لهذه الأمّة ولحكامها أن يعيشوا الإسلام سلوكاً وعبادةً
وجهاداً وحكماً وإدارةً... كان يريد للحكام أن يكونوا خَدَمةً صادقين للأمة
لا جبابرة عليها، وكان يريد للأمة أن لا تكون ذليلةً صاغرةً أمام حكامها إذا
ما انحرفوا، وأن لا تسير خلفهم معصوبة العينين ، بل موقظة لهم، ومدافعة
عنهم إذاما صدقوا... لهذا نراه ـ قد ركب
المركب الصعب ـ يصارع هاتين النزعتين: نزعة الطغيان لدى الحكام المستبدين
والأغنياء المترفين، ونزعة الخنوع والصغار في الأمة. فراح يلاحق الحكام
والمترفين ويعلنها بلا هوادة صرخةً مدويةً عاليةً كاشفةً بذخهم وتعاليهم
وكبرياءَهم وبعدهم عن الله وشرائعه... ويبشّرهم
بعذاب أليم. .

وأيضاً راح يلاحق الأمة ليوقظها
من سباتها ويشحذ هممها المعطلة; لكي تقف أمام المترفين حكاماً وأفراداً
لتقيلهم عن طريقها، وتبعدهم عن مسيرتها، وإلاّ حلّت بها الكارثة واستحقت
القارعة.

وراح صوته هذا مدوّياً
عبر القرون ، وغدا اُنشودةً تردّدها شفاه الثوار جيلا بعد جيل. إنه أبو
ذر الغفاري. «يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده».

مع أنّ الاختلاف
وقع في تسميته، فهوبرير بن جندب، وهوبريربن جنادة، وهو جندب
بن عبدالله، وهو جندب بن السكن أو جنادة بن السكن، وهو يزيد بن جنادة>1.

إلاّ أنّ جندب بن جنادة
هو الاسم الذي عرف به، وهو بعد ذلك ابن سفيان ابن عبيد من بني غفار، من كنانة
ابن خزيمة الحجازي، بينما ساق ابن سعد في طبقاته نسبه الى غفار بن مُليل بن
ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة; لينتهي به الى خزيمة ابن مُدركة ابن إلياس
بن مضر بن نزار.

هذا أبوه ونسبه، وأما
أمّه فهي رملة بنت الوقيعة أو الرقيعة وهي أيضاً من بني غفار>2.

كنيته: «أبوذر» و لقبه
«الغفاري» وقد اشتهر بهما، وطغى على اسمه الذي بات لا يعرف إلاّ عند
الخاصة.

وأما صفاته فقد كان
أدمَ ضخماً جسيماً كث اللحية والشعر وقد غلب عليه الضعف ، وأرهقه الفقر وقلة ذات اليد ، ولكنه
مع كلّ ما هو فيه علا إيمانه حتى جاوز عنان السماء.

وكان رأساً في الزهد
والصدق والعلم والعمل قوالا بالحقّ لا تأخذه في الله لومة لائم على حدَّة
فيه . . وقد آخى رسول الله(صلى الله عليه وآله) بينه وبين سلمان
الفارسي . فاتته معركة بدر، وشهد فتح القدس>3.

/ 14