تعریف بکتاب «الحرم المکی» (1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تعریف بکتاب «الحرم المکی» (1) - نسخه متنی

تقدیم و تعریف: محسن الأسدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




تعريف بكتاب:الحرم المكّي. (1)


تأليف : أ . د . عبدالملك بن
دهيش

تقديم
وتعريف : محسن الأسدي

هناك حيث ظلّت بلاد
الحجاز ، مكّة والمدينة وما بينهما وما حولهما ، منبع الإسلام ، تلك
الرسالة السماوية العظيمة التي اختارها الله تعالى مصدر نور {يَهْدِى بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ
السَّلامِ . . .} وأرضاً صالحةً لدعوة
وجهادرسول الله(صلى الله عليه وآله) وآله الطيّبين وصحبه المنتجبين
والشهداء والصالحين... ولها أن تفتخر بكلّ هذا وتسمو به على غيرها من بلدان
الأرض .

ظلّت هذه الأرض
المباركة مصدر الخير والعطاء ، مهداً لكلّ هذا ولكثير من العلماء والفقهاء
والمؤرّخين والأدباء والشعراء . . الذين أثروا بما تفضّلت به جهودهم من
أعمالٍ جليلة ومواقف كبيرة ، تراثنا الإسلامي ومكتباتنا في شتّى صنوف المعرفة
فقهاً وتفسيراً وتأريخاً وآداباً . . وما زالت هذه الأرض الولود ترفدنا
بين حين وآخر بعالم زاهد ومؤرّخ جليل واستاذ خبير وأديب بارع ، تزهو
بمحاضراتهم ومؤلّفاتهم مجامعنا العلمية ومحافلنا الثقافية ومنتدياتنا
الأدبية . . .

ومؤرّخنا الباحث
الدكتور عبد الملك بن عبدالله بن دهيش واحد من ذلك الجمع الطيّب ، ومن الذين اتّصفت
شخصياتهم بأجمل ما يتحلّى به الباحث العلمي ، وهو الإنصاف واحترام الآخر وعدم
التحامل على مخالفه فيما يؤمن به وفيما يطرحه من أفكار ، فتراه يستمع إلى
آرائهم ، فيسلّم للصحيح منها ، ويناقش غيره بكلّ سعة صدر وحسن
خلق . . . كلّ ذلك لمسناه في عدد من المؤرّخين في بلد الحرمين
الشريفين ، وعبر حوارات تتّسم بالمودّة وبالبحث عن الحقيقة أينما وجدها
الإنسان التقطها ، جرت بينهم وبين آخرين من مذاهب
أخرى .

وقد التحق الدكتور بن
دهيش بأخلاقه ودقّته العلمية بركب المؤرِّخين المنصفين ، الذين خدموا التراث
خدمة علميّة مخلصة تستحقّ الوقوف عندها ، والاستنارة بما حوته ،
والاستفادة ممّا توفّرت عليه .

ونحن إذ نقف عند هذا
المحقّق الباحث ومؤلّفاته نقدّم خدمة وإن كانت متواضعة لتراثنا بذكر عَلمٍ من
أعلامه المعاصرين ، الذين تمتّعت حياتهم الشخصية بسيرة طيّبة ، وحياتهم
العلمية الخصبة والغنيّة بمنهج علمي رائع ، فبوقفتنا هذه نكشف للقارئ الكريم
والمتتبّع الجاد أهمّ خصلة في هذا الرجل تنفع كثيراً كلّ من أراد أن يكون منصفاً
دقيقاً في علاجه للمشاكل وفي مناقشاته للأحداث وفي سرده للوقائع ودراستها ;
ليُعطي بعد ذلك حكمه فيها بلا تحيّز ولا تطرّف . .

فإنصافه ومنهجه العلمي
ودقّته العالية هو الخصلة الرائعة فيما يؤلّف ويكتب وفي دراساته وتحقيقاته ،
فقد كان يتمتّع بنَفسٍ علمي وعلمي فقط بعيداً عن الضغائن التي كثيراً ما اتّصفت بها
أقلام آخرين ، فكانوا من الذين ابتعدوا عن الأمانة العلمية في نقدهم وفي
إجاباتهم عمّا يطرح عليهم من أسئلة ، ولم يكتف بعضهم بهذا القدر ويقف
عنده ، بل راح يلوذ بشتائم واتّهامات للآخرين ممّن هم على غير مذهبه ، ما
لها من حجّة ولا دليل .

أمّا الدكتور عبد
الملك ، فمع أنّه كان مكثراً في أعماله وانتاجاته ، لكنّها لم تكن على
حساب أمانته العلمية ودقّتها . . . ولم تزلّ به قدم ، ولم
يتحامل على الآخر ، وليس في هذا المجال فقط . بل كان مخلصاً أيضاً فيما
تولاّه من مناصب إدارية وعلمية أتاحت له خدمة أهدافه وآماله ، التي هي الاُخرى
تنصبّ في خدمة ديننا الإسلامي الحنيف وتراثنا القيّم .

ومعالم شخصيته بدت لا
من خلال ما كتبه فقط ، بل من خلال مواقفه الرصينة ، أيضاً ، فتراه ـ
مثلاً ـ مع أنّه حنبلي المذهب بل من علمائه ، إلاّ أنّ بحثه عن الحقيقة يشكّل
في حياته مراده الأوّل وهدفه الأسمى من أي لسان صدرت ومن أيّ جهة انبثقت ،
بعيداً عن التحامل والتعصّب الأعمى .

وهذا ما جعله ينصف
الآخرين من مذاهب أخرى ، ويدافع ويدرأ عنهم ما يثيره الآخرون من شبهات
واتّهامات ، فتجده ـ بعد درسٍ وتحقيقٍ ـ ينأى عن الأفكار الفاسدة والأقلام
الحاقدة ، وهذا هو شأن الباحث المنصف ، والأخلاقية العالية ، التي
يجب أن يتمتّع بها كلّ من يريد أن يحترم فكره وعقله
وقلمه .

فتركت مواقفه هذه
وجهوده العلمية وأنشطته الاُخرى بصمات واضحة نتلمّس من خلالها منهجاً علميّاً
دقيقاً تحلّت به هذه الأنشطة وتلك الخدمات ، ومن يريد معرفة الرجل ،
فليرجع وليحتكم إلى ما تفضّلت به يداه في كلّ الموارد التي توفّر عليها بوعي
وبصيرة .

وختاماً وقبل أن
نتحدّث عن نسب الرجل واُسرته ، وأنشطته وجهوده العلمية ، وما توفّرت
المكتبة الإسلامية عليه من مؤلّفاته وآثاره حتّى غدت زاهيةً بما خطّته
أنامله ، وما أفاءه علينا من معرفة جمّة وعلمٍ
غزير .

ألخص قولي فيه ـ فقد
عرفته من خلال كتبه ، وممّا سمعته عنه ـ أنّ هذا الرجل عرف في الأوساط العلمية
وأوساط المؤرِّخين بحذاقته ، وبدماثة الخلق ، وسعة الصدر ، وحبّه للرأي
الآخر ، وتقبّله للنقد ، وبعده عن الطائفيّة والعصبيّة «دعوها فإنّها
منتنة» هكذا عبّر عنها رسول الله(صلى الله عليه وآله) حينما كان يربّي
أصحابه ، ويحذّرهم من العادات الجاهلية
وقذاراتها . .

لهذا نرى الرجل في
لقاءاته على كثرتها منفتحاً على الآخرين ، يسمع لهم ، ويجيبهم ،
بعيداً عن التوتّر والتعالي . .

إنّ ما يتمتّع به
الدكتور بن دهيش من صفات جعلت منه رجلاً يقبل عليه الآخرون بكلّ شوق وحبّ
واحترام ، كما راح يقدّم كلّ ما عنده من معرفة وعطاء لا يبخل بشيء منَّ الله
به عليه . . حقّاً أنّها زكاة العلم ، وما أعظمها من فضيلة أن يتّصف
بها طلبة العلم والمعرفة!

وقد هيّأته هذه الخصال
العلمية والأخلاقية لأن يدرج اسمه مع كبار المؤرِّخين والمؤلِّفين ، خاصّة
الذين حظيت أقلامهم بشرف الكتابة عن الحرم المكّي وتحقيق بعض ما ألّف
بخصوصه .

/ 15