حرم المکی فی مرآة الفقه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حرم المکی فی مرآة الفقه - نسخه متنی

عبدالکریم آل نجف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







خصوصيات مكّة المكرّمة



لعلّ من
أبرز معالم عالمية الإسلام أنّه عنى بتقديم تصوّر جيوسياسي عن الانسان والأرض. فمن
ناحية أساسية عبّر الإسلام والانسان بغض النظر عن جنسيّته ووطنه موضوعه الوحيد،
ولكن حينما تفاوتت الاستجابة من الانسان كان من الطبيعي أن يضع الإسلام أحكاماً
تفصيلية بحسب درجات الاستجابة الانسانية لنداءاته، فهناك المشرك الذي اختار البقاء
على شِركه، وهناك الكتابي الذي آمن بالتوحيد ورفض التصديق بالإسلام، وهناك مَن أمن
بالإسلام ديناً نهائياً للإنسان، وبين هؤلاء الثلاثة انقسم المجتمع الانساني في
التصوّر الإسلامي إلى فئة مشركة وأُخرى كتابية وثالثة مُسلمة. وعداء الفئة الأُولى
للتوحيد جعلها محرومة من حقّ الحياة فهي مخيّرة بين النطق بالشهادتين وبين القتل،
وقبول الفئة الثانية بأصل التوحيد أكسبها حقوقاً إنسانية فقط شريطة تبعيّتها لراية
الإسلام ودولته، واستعداد الفئة الثالثة للاعتقاد بالإسلام أكسبها وحدها
الحقّ السياسي على الأرض فلا سيادة شرعية لغير المسلم على وجه
الكرة الأرضية، فالقاعدة الأساسية في الإنسان أنّه خليفة الله في أرضه، وحيث لم
يستجب الكتابي والمشرك لشروط هذه الخلافة; لذا انحصرت في المسلم دون غيره. هذا من
جهة الانسان ومن جهة الأرض عدّها الإسلام كذلك إقليماً واحداً للإنسان فلا تفاوت
بين شبر وآخر منها، ولا امتياز لبقعة على بقعة أُخرى منها. ولكن الأرض بما هي أرض
ليست أساساً للحقوق والامتيازات، والأساس الوحيد لذلك هو الدين والتوحيد، وهو الذي
حرم المشرك من كلّ حقّ وأعطى الكتابي نصف حق مشروط، ومنح المسلم حقّاً إنسانياً
وسياسياً كاملا، ومن هنا فمن الطبيعي أن تنقسم الأرض بين دار للإسلام ودار للكفر.
الأُولى للمسلمين ومن يتبعهم من أهل الذمّة. والثانية تكون مغتصبة من قبل المشركين
وأعداء الرسالات ومن يتبعهم من الكتابيّين. ولدار الإسلام عاصمة روحية تحظى
بامتيازات أدبية وروحية على ما سواها من بقاع الإسلام تتمثّل بالجزيرة العربية ثمّ
بالحرم المكّي ثمّ بمكّة نفسها. وهكذا فالإنسان في التصوّر الإسلامي هو الدائرة
الكبيرة التي انقسمت الى جزء مشرك وآخر كتابي وثالث مسلم، والأرض هي الدائرة
الكبيرة التي انقسمت الى دائرتين دائرة الإسلام ودائرة الكفر. وتكوّنت دائرة
الإسلام من أربع دوائر متداخلة مع بعضها دائرة كبيرة تشمل كلّ بلاد الإسلام، ودائرة
صغيرة تشمل الجزيرة العربية، ودائرة أصغر خاصّة بالحرم المكّي، ودائرة أصغر تختص
بمكّة التي تمثّل القلب للإسلام.


وفي دراستنا هذه لا نريد أن ندرس دوائر
الانسان، بل نقتصر على بعض الأرض في التصوّر الإسلامي، وهي الدوائر الداخلية الثلاث
التي تمثّل عاصمة التوحيد في الأرض وهي الحرم المكّي، ومكّة. والجزيرة العربية. فقد
أعطى الإسلام لهذه الدوائر أحكاماً خاصّة، وشيّد لها مكانة متميّزة كرمز تاريخي
يحكي انبثاق الحضارة الإسلامية من القطب ذي الثنائية العجيبة
الدين والسياسة، وذلك حينما تحوّلت العبادة المكّية إلى دولة نبويّة. ولذا فحينما
نقول إنّ الجزيرة العربية هي عاصمة التوحيد لا نحتاج إلى التفريق بين العاصمة
الروحية والسياسية.


وأهمية هذه الزاوية من البحث تنبع من
قابليتها على تسليط أضواء كافية على جوانب مغمورة من الفقه السياسي بنحو عام وممّا
يصطلح عليه بالحج السياسي، بنحو خاص. وبامكان الباحث أن يخوضها بمستويات
ثلاثة.


1 ـ مستوى عرض آراء فقهاء ونصوص الإمامية
فقط.


2 ـ مستوى عرض مقارن لآراء ونصوص المذاهب
الإسلامية كافّة.


3 ـ مستوى الاستدلال والعرض
المقارن.


ومن الطبيعي أنّ المستوى الثالث هو الأكمل،
ولكن حيث لا تسع الفرصة له ولا للذي قبله; لذا نكتفي بالبحث على المستوى الأوّل.
وسنتناول في هذه الدراسة


1 ـ أحكام الحرم المكّي.


2 ـ أحكام مكّة.


3 ـ أحكام المدينة.


4 ـ أحكام الجزيرة
العربية.


ومعلوم أنّ الأحكام المقصودة هي تلك التي
ينظر فيها الشارع إلى البقعة المقصودة بما هي أرض فلا تتعرّض للأحكام ذات العلاقة
بالحج ومناسكه.


/ 11