إطلالة علی حیاة الامام علی علیه السلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إطلالة علی حیاة الامام علی علیه السلام - نسخه متنی

حسن محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







ذريّة بعضها من بعض



كان
عليّ بن أبي طالب من سلالة ذرية طيّبة وعائلة كريمة في صفاتها ، صالحة
في أخلاقها وسيرتها ، محمودة في خصالها ، رفيعة في شمائلها ،
متميّزة في رجالها وسيادتها ، فبنو هاشم ، سادة قريش بل سادة
الدنيا ، «ملح الأرض ، وزينة الدنيا ، وحلى العالم ،
والسنام الأضخم ، والكاهل الأعظم ، ولباب كلّ جوهر كريم ،
وسرّ كلّ عنصر شريف ، والطينة البيضاء ، والمغرس المبارك ،
والنصاب الوثيق ، والمعدن الفهم ، وينبوع
العلم . . .»1 .


فقد
كان منها أكرم خلق الله تعالى على الإطلاق ، محمّد بن عبدالله وكان منهم
آله الطاهرون ، وأعظمهم وأفضلهم سيّدهم عليّ بن أبي طالب الذي اجتمع فيه
من الخصال ما لم يجتمع لغيره ، ومن المكارم ما لم يحظ بها أحد
غيره ، ومن السجايا ما لم يحظَ بها الآخرون ، فحسبٌ شريف ،
وخلقٌ عال ، وفطرةٌ سليمة لم تتلوّث ببراثن الجاهلية ، وعقيدةٌ
صافية ، وعلم جمّ ، وشجاعة لا مثيل
لها . . .


فأبوه
:
شيبة بني هاشم شيخ قريش وزعيمها وسيّد
قومه أبو طالب ، الذي انطوت نفسه على خصال كريمة كلّها شموخ وعزّة
وفضائل . . .


وهو
الكافل المدافع الذابّ عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، والذي أحاط
رسول الله بعناية عظيمة ورعاية قلَّ نظيرها خصوصاً إذا عرفنا مكانته في قريش
وبين زعمائها وما سبّبه ذلك من إحراج له وضيق وأذًى ، ومع هذا كلّه فقد
صبر أيما صبر دفاعاً عن محمّد ورسالته حتّى إنّ قريشاً لم تكن قادرةً على أذى
رسول الله(صلى الله عليه وآله) مع رغبتها في ذلك حتّى توفي أبو طالب فراحت
تكيد له . .


يقول
رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «والله ما
نالت قريش منّي شيئاً أكرهه حتّى مات
أبوطالب» .


ولم
يهاجر إلى المدينة إلاّ بعد وفاة عمّه رضوان الله عليه . هذا
أبوه .


وأمّا جدّه
:
فهو عبد المطّلب شيبة الحمد أمير
مكّة وسيّد البطحاء له ولاية البيت الحرام من السقاية والرفادة . .
وكان ذا مهابة ووقار وميل إلى الدين والنسك ، وهو الذي قام بحفر بئر
زمزم التي تفجّرت تحت قدمي جدّه إسماعيل من قبل ، بعد أن غاب أثرها ولم
يهتدِ إليها أحد حتّى هتف به هاتف في منامه ، فراح يحفر حتّى اهتدى
إليها مستعيناً بابنه الحارث الذي كان وحيده
وقتذاك .


ثمّ هو
الذي خذل اللهُ على يديه ابرهة الحبشي وجنده الذين جاؤوا لهدم الكعبة وصرف
الحاجّ عنها إلى بيت بناه في اليمن ، ولمّا التقى ابرهة بعبد المطلب
أراد أن يستميله إلى جنبه ، فما وجد منه إلاّ الرفض ، وإلاّ الثقة
العالية بالله ، مكتفياً بأن يرد إليه إبله وشويهاته التي أخذها
جنده .


فقال
ابرهة : كنت في نفسي كبيراً وسمعت أنّك وجيه في قومك ، فلمّا سألتك
عن حاجتك وذكرت الإبل والشياه ونسيت بلدك وأهلك وبيتك المقدّس سقطت من
عيني .


فقال
عبد المطلب : الإبل لي ، وللبيت ربّ
يحميه .


فقال
ابرهة : ما كان ليمتنع منّي .


فقال
عبد المطلب : أنت وذلك ، وصعد على الجبل وتضرّع إلى الله
وأنشد :


يارب عادِ من
عاداك
وامنعهموا أن يهدموا حماك


ثمّ
راح يستحثّ قومه على ترك مكّة واللجوء إلى الجبل خشية بطش ابرهة وجيشه ،
والتوجّه إلى الله بالدعاء . فحلّت الكارثة بابرهة
وجنده . . . وهناك سورة الفيل تحكي هذه
الحادثة . .


أُمّه : فاطمة بنت أسد بن هاشم فهي ابنة عمّ أبي طالب وهي أوّل هاشمية
تزوّجها هاشمي ، وعليّ أوّل مولود (مع اخوته) ولد لهاشميين فقد تعوّد
بنو هاشم أن يصهروا إلى اُسر اُخرى . كانت ذات منزلة رفيعة ،
جعلتها من اللائي امتازت حياتهنّ بمواقف جليلة في حركة الأنبياء ومسيرتهم عبر
التاريخ ، فقد أثنى عليها رسول الله(صلى الله عليه وآله) وكان شاكراً
لها ولمعروفها ورعايتها له ، فكان يدعوها «اُمّي بعد اُمّي التي ولدتني»2 وراحت هي الاُخرى تفضّله على جميع
أولادها الأربعة ، فقد كان طالب أكبر أولادها ثمّ عقيل ، ثمّ جعفر
ثمّ عليّ ، وكلّ واحد أكبر من الذي بعده بعشر سنوات ، وكان
عليّ(عليه السلام) أصغر أولادها .


حظيت
هذه السيّدة والمرأة المؤمنة الطاهرة بمكانة عظيمة في قلب
رسول الله ، وتركت في نفسه آثاراً طيّبة راح يذكرها طيلة
حياته ، ويترحّم عليها ويدعو لها . . تقول
الرواية :


لمّا
ماتت فاطمة بنت أسد أُمّ عليّ ـ وكانت قد أوصت لرسول الله(صلى الله عليه
وآله) وقَبِل وصيتها ـ ألبسها النبي(صلى الله عليه وآله) قميصه واضطجع معها
في قبرها ، فقالوا : ما رأيناك يا رسول الله صنعت
هذا!


فقال : إنّه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرَّ بي منها ، إنّما
ألبستها قميصي لتكسى من حُلل الجنّة واضطجعت معها ليُهوَّن
عليها .


وفي
دعاء خاص لها قال : اللّهم اغفر لاُمّي فاطمة بنت أسد ، ولقنها
حجّتها ، ووسِّع عليها مدخلها . وخرج من قبرها وعيناه
تذرفان .


لقد
كانت رضوان الله عليها لرسول الله(صلى الله عليه وآله) بمنزلة الاُمّ ،
بل كانت أُمّاً بكلّ ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، وقد كانت بارّة
برسول الله(صلى الله عليه وآله) «لم يكن بعد أبي
طالب أبرّ بي منها»3 ، فحنانها
وشفقتها ورعايتها له بلغت مبلغاً عظيماً حتّى فاقت رعايتها لأبنائها وكأنّها
تعلم أنّ له مكانة عظيمة وشأنا جميلا ، تقول بعض الروايات كان أولادها
يصبحون شعثاً رمصاً ويصبح رسول الله(صلى الله عليه وآله) كحيلا دهيناً .
هذا في مداراتها لرسول الله(صلى الله عليه وآله) وحبّها
له .


أمّا
في إيمانها فقد كانت بدرجة عظيمة ، ومن السابقات إلى الإسلام والمهاجرات
الاُول إلى المدينة وهي بدرية4 .


فذاك
أبوه وجدّه وهذه اُمّه ، فهو وليد هذه الاُسرة الهاشمية
المباركة .


ثمّ
بعد هذا كان عليّ(عليه السلام) قد اختصّ بقرابة من رسول الله(صلى الله عليه
وآله) فهو إضافة إلى كونه ابن عمّه وقد ربّاه في حجره تربية الوالد لولده
و . . . كان زوجاً لابنته الزهراء التي كانت بضعة منه(صلى
الله عليه وآله) ، وأباً لريحانتيه المباركتين الحسن والحسين(عليهما
السلام) وكان أخاه يوم المؤاخاة ، وكان خليفته ووصيه ووزيره وعيبة
علمه . . .


/ 20