أمریکا والعالم الإسلامی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أمریکا والعالم الإسلامی - نسخه متنی

الدکتور منوچهر محمدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




المقدّمة



إنّ من العسير جدّاً دراسة وتحليل المجريات والأحداث الدولية بنحو موثّق،وتعيين
أسبابها وكيفية وقوعها، ويجب أن يتمّ بحذر شديد; لأنّه يصعب بل يتعذّر الوصول إلى
المعلومات المتعلّقة بتلك الأحداث ووثائقها المعربة عن نوايا أصحاب القرار ومخطّطي
الأنظمة السياسية، ولعلّ إخفاءها وعدم السماح بنشرها يستغرق أعواماً بل عشرات
السنين وقروناً أحياناً كما يرى الباحثون، وما يُضطرّ إلى نشره منها إنّما هو لخداع
الرأي العامّ وتضليله لا لبيان حقيقة ما جرى على أرض الواقع.


وأحداث الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001 م لا تُستثنى من هذه القاعدة، فلا يُعلم
منفّذوها؟ وإلى أيّ مدىً وأساس من الصحّة تستند ردود فعل السلطة الأميركية الحاكمة
في توجيه الاتّهام إلى ابن لادن وتنظيم القاعدة والطالبان؟ وما أوجدته الحكومة
الأميركية في أعقاب هذه الحادثة من أزمة تكاد تجرّ المجتمع الدولي إلى حافّة السقوط
في منزلق حرب عالمية، هل هو معلول لهذه الحادثة أم ذريعة لتنفيذ سياسة التحريض على
الحرب التي خُطّط لها زماناً طويلا؟ تلك أسئلةٌ لا يوجد لها جواب حاسم موثّق،ولن
يوجد على المدى القريب.


ومع ذلك يمكن كشف كثير من الحقائق ببحث الأرضيّات التاريخية ودراسة وتحليل
تصريحات أصحاب القرار والمخطّطين للأنظمة السياسية وكتاباتهم ومقرّراتهم التي لا
توضّح نواياهم الواقعية وأهدافهم فحسب، بل تبيّن أيضاً خصائص تلك الأهداف وأبعادها
وآثارها.


وعموماً يمكن القول في حادثة 11 سبتمبر:


إنّ الولايات المتّحدة الأميركية لم يسعها إلاّ استخدام الماكنة العسكرية نظراً
لأوضاعها الداخلية والخارجية ولحفظ سلطتها على العالم واستمرارها، وما أحداث 11
سبتمبر والحرب ضدّ الإرهاب إلاّ حجّة تتشبّت بها لاستغلال عامل القوّة هذا في حفظ
سيطرتها وإدامتها، ومن أجل إنهاء مشاكلها الداخلية، وبسبب عجزها عن صيانة
قدرتها،وشروعها في مسيرة تقهقرية لا تتورّع حتى عن استخدام الأسلحة النووية.


1 ـ في هذا الصدد اتّخذ رجال الدولة الأميركية من الصحوة الإسلامية ذريعة، ومن
العالم الإسلامي عدوّاً بالفعل والقوّة، وارحوا يخطّطون بنحو مستمرّ لهجوم واعتداء
وتسلّط وغلبة كاملة على هذه المنطقة


الحسّاسة والاستراتيجية ما وسعهم ذلك.


2 ـ تنفيذ هذه الاستراتيجية لها حكم الحياة والموت بالنسبة لأميركا، فإذا وفّقت
لإجراء تلك السياسة فستعزّز سيطرتها على العالم لأعوام عديدة، وإذا لم توفّق
فيستعاظم خطر أُفول هذه القوّة العالمية الكبرى، وسيؤول مصيرها إلى التفكّك
والاضمحلال.


3 ـ سيقابل المجتمع الدولي إعمال هذه الاستراتيجية بردود فعل سلبية، وستواجه
الدولة الأميركية في سبيل إجرائها صراعات كثيرة على الصعيد الداخلي وفي ساحة
العلاقات الدولية; ولذلك فموفّقية هذه الدولة سوف تتضاءل بنسبة كبيرة.


ولإثبات ما قلناه سنتّجه إلى بحث الأرضيات التاريخية والسياسية والاقتصادية
لأميركا استناداً إلى تصريحات المخطّطين لسياستها وإلى كتاباتهم، وعدّة شواهد
أُخرى.


/ 17