صحوة الإسلامیة آفاقها المستقبلیة وترشیدها نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

صحوة الإسلامیة آفاقها المستقبلیة وترشیدها - نسخه متنی

محمد العاصی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




هذا
المؤتمر مخصص لموضوع الوحدة الإسلامية. فمن عام إلى عام يجتمع في إيران الاسلامية
نخبة من العلماء الكرام والناشطين المؤمنين من شتى أنحاء العالم ليفضي بعضهم إلى
بعض خالص القول وسديد النصيحة حول التقارب بين المسلمين بمذاهبهم ذات الأصل الواحد
وبآرائهم ذات المصدر الواحد وباجتهاداتهم ذات المرجع الواحد. فمما لاشكّ فيه أن
المسلمين البالغ عددهم مايربو على المليار والنصف مليار مسلم تتوزعهم دول قومية
ومؤسسات أجنبية ومصالح آنية متنافرة وبعضها متناقضة وزد على ذلك أن هؤلاء المسلمين
بأعدادهم المتكاثرة لم يبذلوا جهدا مشكورا ولا اجتماعا ميمونا في لم الشعث ورأب
الصدع ورص الصف. ولهذه الأسباب العامة وغيرها أضحى الواقع في دنيا المسلمين واقعا
تنهش فيه أنياب التفرقة ومخالب التجزئة.


ولا
يخفى على المراقب البصير لأحوال المسلمين أن الإرادة والمشيئة التي ضمنها الوحي
الإلهي والدستور التشريعي مفقودة واقعاً وتنفيذا وإن كانت محفوظة تنظيراً وتأويلا!


الكلمات
القرآنية التي افسحت لنا مجال هذه المشيئة هي »وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن
شاء فليكفر..« (الكهف ) هذه الآية في واقع معناها تفتح الباب واسعا لمن اراد أن
يلزم نفسه بأمانة إلهية ولمن أراد أن يحلّ نفسه منها! المشكلة المستشكلة في عوام
المسلمين وخواصهم هي أنهم يحال بينهم وبين التعبير عن إيمانهم والالتزام بإيمانهم
والتبشير بإيمانهم والأحضّ من ذلك أن إيمانهم لا يجوز له أن يتبعه عمل صالح.


والإيمان من غير عمل صالح هو كسحاب من غير مطر أو كشجر من غير ثمر!


إن
القوانين الصارمة والمؤسسات السياسية والعسكرية القاهرة التي فرضت نفسها على حياة
الناس من المحيط الهادىء الى المحيط الأطلسي جعلت كثيرا من الناس يلجؤون إلى
الحلقات السرية وإلى التنظيمات الخفية وإلى المواجهات العنيفة لكي يقولوا (ربنا
الله)!


إن
مايسمّى (التطرف) ليس وليد أحوال عادية ولا ظروف طبيعية ولا مجتمعات فطرية!! إن
مايسمى (التطرف) – والذي إذا استم رت وقويت شوكته فإنه سيأتي على الأخضر واليابس –
إن هذا (التطرف) هو ارتداد أو ارتجاع طبيعي ناشئ عن القمع والبطش والظلم الذي يشكّل
بحدّ ذاته تطرفا آخر لا تجيزه قوانين دولية ولا تشريعات سماوية! لم يكفنا أن حكومات
لابيعة لها فرّقت المسلمين الى مايربو على خمسين دولة قومية علمانية منكرة للحكم
الإلهي والاجتهاد الإنساني ضمن المرجعية الإسلامية ولكن هذه الدولة والحكومات
المفروضة بحدّ السيف وبغيات البيعة هي ذاتها المسؤولة عن تفريق المسلمين (مواطنيها
وتابعيها) إلى جماعات سرية وأحزاب تقيه تحاول جهدها أن تقوم لله...


يخطئ من يظن أن (التطرف) ظاهرة شباب طائش أو
جهلة غفلة! وقد يكون بعضهم كذلك. ولكن الرؤية بآفاقها الواسعة تكشف لنا أن التطرف
مؤسسة حكومات وأنظمة تخنق الأجواء الاجتماعية والأقاليم الجغرافية والاتساعات
الفكرية بقوانين استثنائية وحالات طوارئ لها أول وليس لها آخر ولها مبتدأ وليس لها
خبر!!


في هذه
الأجواء الكالحة والمدلهمّة يجدر بأصحاب القرار والقوة المادية أن يفوتوا على
الشيطان مأربه وعلى أقرانه مفاسدهم وذلك بعودة الحكام والمحكومين إلى ربهم ليحكم
بينهم فيما اختلفوا فيه وليحكم بينهم بالعدل. إن الملوك وأعوانهم والرؤساء وأعيانهم
ليسوا فوق كتاب الله وسنة ورسوله. وإن عباد الله وخلائقه ليسوا أسفل من كتاب الله
وسنة رسوله. فِلمَ إذن هذا الشرخ الخطير بين الحاكمين بأمرهم والخاضعين له؟


إن هذا
الفصام المنكر هو الداء العضال الذي استشرى في المجتمعات الإنسانية و(الاسلامية)
حتى وصل بنا الحد أن نىء أبناء جلدتنا و(ديننا) ينحازون إلى فريق من (الذين أوتوا
الكتاب) ويبررون سياساتهم الداخلية والخارجية على قاعدة أن المعارضين لهم (متطرفون)
أو (ارهابيون) أو (متعصبون) تجوز محاربتهم والقضاء عليهم.. وإذا استمر الحال هكذا
سيصبح المسلمون كلهم في حرب داخلية أو حرب أهلية لا تبقي ولا تذر..


/ 6