مشاکل الحجاج کما یرویها الرحالة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مشاکل الحجاج کما یرویها الرحالة - نسخه متنی

سید علی قاضی عسکر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






  • گر زخم يافته است از رنج باديه
    ديدار كعبه مرحم راحت رسان شده



  • ديدار كعبه مرحم راحت رسان شده
    ديدار كعبه مرحم راحت رسان شده



وفي أبيات أخرى يصف الشاعر نفسه بعضَ ما يُعانيه فيقول:





  • ساربانا به وفا بر تو كه تعجيل نماى
    حاش لله اگر امسال ز حج وامانم
    دوستان يافته ميقات وشده زى عرفات
    من به قيد و ز من آوازه به بطحا شنوند



  • كز وفاى تو زمن شكر موفا شنوند
    نز قصور من وتقصير تو حاشا شنوند
    من به قيد و ز من آوازه به بطحا شنوند
    من به قيد و ز من آوازه به بطحا شنوند



وقال شاعر آخر هو (أنوري) ـ م 583هـ ـ:





  • خوان خواجه كعبه است و نان او بيت الحرام
    بر نبشته بر كران نان او خط سياه
    لم تكونوا بالغيه إلاّ بشقّ الأنفسِ



  • نيك بنگر تا به كعبه جز به رنج تن رسى
    لم تكونوا بالغيه إلاّ بشقّ الأنفسِ
    لم تكونوا بالغيه إلاّ بشقّ الأنفسِ



وقال الشاعر (خواجوى كرمانى) بهذا الخصوص أيضاً:





  • به راه باديه هر كَس كه خون نكرد حلال
    حرام باد مر او را وصال بيت حرام



  • حرام باد مر او را وصال بيت حرام
    حرام باد مر او را وصال بيت حرام



وأما (مولوي) فقد أنشد الأبيات التالية:





  • عزت مقصد بود اى مُمْتَحَن
    عزت كعبه بود آن ناحيه
    دزدى اعراب و طول باديه



  • پيچ پيچ راه و عقبه و راهزن
    دزدى اعراب و طول باديه
    دزدى اعراب و طول باديه



ويقول الشاعر المعروف (سعدي):





  • ساربانا جمال كعبه كجاست
    كه بمرديم در بيابانش



  • كه بمرديم در بيابانش
    كه بمرديم در بيابانش



وكذلك أنشد الشاعر (جامى) يقول:





  • گر آرى رو در آن كعبه چو ريگ گرم زير پا
    سپردن بايدت سر كوه آتش در بيابانش



  • سپردن بايدت سر كوه آتش در بيابانش
    سپردن بايدت سر كوه آتش در بيابانش



ولا يخفى أنّ إحدى المشاكل المستعصية ، التي يواجهها الحجيج في الطريق إلى مكة هي هبوب الرياح السود الحارّة والخطِرة المعروفة بـ(السموم)، وهي رياح طالما جلبت المشاقّ لهم، وربما تسببت أحياناً في موت العديد منهم.


وكتب مؤلف كتاب (تمدّن اسلامى) «الحضارة الإسلامية» في معرض حديثه عن المهالك ، التي تصادف الحاج في طريقه نحو الكعبة، يقول:


«هبّت عام 402هـ ريح سوداء على قافلة الحجيج ، فطمست بهبوبها مصادر المياه، فهلك معظمهم من جرّاء ذلك، حتى قيل: إنّ كأس الماء صار يُباع بمئة درهم.»


وذكر (مير سيد أحمد هدايتي) كذلك في يومياته:


«قبل يومين تعرّض ستون أو سبعون نفراً هنا (في جدّة) إلى السموم، وهلكوا جميعاً.»


وأما الشاعر (نزاري) فقد وصف السموم في شعره بأنها أطيب من ظلال شجرة طوبى لِمَن يريد وصال حبيبه، وهو ما يدلّ على حبّه العميق للكعبة والرغبة الشديدة التي تحدوه للوصول إليها. فهو يقول:





  • روندگان ره كعبه را ز غايت شوق
    سموم باديه خوش تر ز سايه طوبى



  • سموم باديه خوش تر ز سايه طوبى
    سموم باديه خوش تر ز سايه طوبى



وأورد (سنائي) الشاعر المعروف بعضاً من مشاكل الطريق ومشاقّه في المقطوعة الشعرية التالية:





  • پاى چون در باديه خونين نهاديم از بلا
    زان يتيمان پدر گم كرده ياد آريم باز
    از پدر وز مادر وفرزند وزن ياد آوريم
    همرهان حج كرده باز آيند با طبل وعَلم
    قافله باز آيد اندر شهر بى ديدار ما
    همرهان با سرخ رويى چون به پيش ماه سيب
    دوستان گويند حج كرديم و مى آييم باز
    نى كه سالى صد هزار آزاده گردد منقطع
    هم دريغى نيست گر ما نيز چون ايشان شويم



  • همچو ريگ نرم پيش باد سرگردان شويم
    چون يتيمان روز عيد از درد دل گريان شويم
    ز آرزوى آن جگربندان جگر بريان شويم
    ما به زير خاك در، با خاك ره يكسان شويم
    ما به تيغ قهر حج كشته غريبستان شويم
    ما به زير خاك چون در پيش مه كتان شويم
    ما به هر ساعت همى طعمه دگر كرمان شويم
    هم دريغى نيست گر ما نيز چون ايشان شويم
    هم دريغى نيست گر ما نيز چون ايشان شويم



ولا ريب في أنّ الطرق الجبلية ، والمعابر الضيقة للوديان، والسبل المتعرّجة، والبراري الجرداء الخالية من الماء والخضرة; كلّ ذلك زاد من خطورة الوضع الذي كان يعانيه الحجيج.


فقد كتب المرحوم السيد محسن الأمين في يومياته عن الحج قائلا:


«ثم تحرّكنا باتجاه «ظهر الحمراء» تاركين وراءَنا «مدائن صالح» و «عُلا». لقد كان طريقُنا طريقاً صعباً وسبيلا متعباً، فلم يكن عرض الطريق التي سرنا فيها يتّسع إلا لبعير واحد، والناس هناك تسمي هذا المعبر بـ«أبو طاقة»، وهو طريق رمليّ بين صعود ونزول. وكانت الجِمال تغور أرجلها في رمال الطريق بسهولة، ممّا اضطرّ الكثيرين إلى النزول عن دوابهم ، وترجيحهم السير على الأقدام. فلم نجتز ذلك الطريق إلا بالصراخ والعويل وأصوات الطبول ، وذلك لكي نحثّ الجمال علىالاستمرار في سيرها والحيلولة دون توقفها أو سقوطها في الوادي.»


وكان على الحجّاج الإيرانيين أن يسلكوا واحداً من الطرق الأربعة المعروفة إذا أرادوا الذهاب إلى الحجّ، وتلك الطرق هي:


* طريق البحر، وذلك عن طريق إحدى الموانئ الإيرانية الواقعة على الخليج إلى ميناء (جدّة) في السعودية، حيث يُنقَل الحجيج من ميناء (بوشهر) و(بندر عباس) و(بندر لنگه) وبعض الموانئ الأخرى نحو اليمن مروراً ببحر عُمان والمحيط الهندي، ثم الدخول إلى البحر الأحمر والرسوّ في ميناء (جدّة).


* وأما الطريق الآخر فهو الطريق المعروف بالجبل أو نَجد، ويبدأ من العراق إلى جزيرة العرب. وقد كان السير في هذه الطريق خطيراً للغاية، حتى إنّ بعض العلماء قام بتحريم السفر خلاله في ذلك الزمان. ومن ذلك ما أصدره المرحوم الشيخ فضل الله النوري المتوفى عام 1320هـ بهذا الشأن.


* طريق الشام، وهو الطريق الذي اعتاد الحجيج على السفر خلاله إبّان العهد الصفويّ وبداية العهد القاجاري. ويمرّ هذا الطريق بحلب ودمشق وصولا إلى المدينة المنورة، وهو أطول من طريق نَجد، لكن وبسبب توفّر المياه وكثرة المراتع والأراضي الخضر فيه، يعدّ أقلّ خطورةً وأندر سوءاً من غيره.


* طريق تركيا ومصر وجدّة، حيث كان الحجاج الإيرانيون ينطلقون في البدء من (بادكوبه) و (تفليس) ثم يسلكون طريق البحر الأسود إلى إسطنبول ، ومن هناك يركبون الباخرة ويسيرون في البحر الأحمر حتى يصلوا إلى ميناء (ينبُع) أو (جدّة) في السعودية.


ويعدّ طريق الجبل أو نَجد الذي كان يُسيطر عليه آل رشيد من أصعبالطرق المذكورة وأخطرها; وذلك للضغوط والأذى اللّذين كان الحجيج يلاقيهما من أمير الجبل وأعوانه، ومن العشائر التي كانت تسكن تلك المنطقة، والذين اعتادوا الهجوم على قوافل الحجيج وسرقة أموالهم ونهب ممتلكاتهم، مما اضطر شهيد المشروطة في إيران المرحوم الشيخ فضل الله النوري (كما مرّ سابقاً) إلى إصدار فتوى حرّم فيها السفر في ذلك الطريق. وجاء في نصّ الفتوى المذكورةما يلي:


«... لقد ثبت لدينا اليوم أنّ السفر عن طريق الجبل ذهاباً وإياباً مظنون الضرر، مالا وعرضاً ونفساً، بل هو مؤكّد الضرر. وعلى هذا فإنّ السفر في هذا الطريق حرام. فإن احتمل أحدهم الضرر أو قال بعدم وقوعه قطعاً، فلا أقلّ من أن نتّبع الاحتمال العقلائي، وهذا يكفي في حرمة الإقدام... ومن محاسن الصدف فإن العبد لله وخلال تشرّفي بزيارة النجف الأشرف والعتبات المقدسة سنحت لي الفرصة للالتقاء بعدد من العلماء الأعلام وحجج الإسلام في تلك البقعة الشريفة،


فألفيتُ أنّ جميع العلماء قد اتفقت كلمتهم على حرمة سلوك طريق الجبل ذهاباً وإياباً على نحو لا يقبل الشبهة بعد سماعهم لمظالم الحجيج وتراكم شهاداتهم حولما حصل لهم. وهذا خير دليل على مصداقية هذا الحكم ومرضاة صاحبالشريعة عليه. وواضح أنّ مخالفة رأي هذا الجمع من العلماء هو أمر حرام فيحدّ ذاته.»


ولا شك في أنّ السبب الرئيس وراء هذا التحريم هو المخاطر التي قد يواجهها حجّاج بيت الله الحرام في ذلك الطريق وتعريض أموالهم للسرقة والإغارة والنهب والسّلب. وكذلك سوء معاملة الحملداريّة واضطرار الحجيج إلى دفع الرشوة لقطّاع الطرق لمنع أو تقليل تصرفاتهم اللاإنسانية معهم.


2 ـ النّقليات الرديئة:


وأما المشكلة الأخرى التي يواجهها الحجيج هي رداءة وسائط النّقل. فقد كانت أغلب وسائط النّقل آنذاك هي الدّواب، خاصة الجِمال.


وقد كتبت ابنة (فرهاد ميرزا) في يومياتها تقول:


«... إنّ الحجيج يُعانون إمّا من قلّة الجِمال أو من سيرها البطيء وبشكل لا يمكن معه للقلم تصويره.»


وقال الحاج الشيخ (جعفر ترشيزي) يوماً لأمين الدولة: «إنّه بينما كنتُ على ظهر دابّتي مشغولا بالتّهجد، والليل قد انتصف، فإذا بالسّرج يسقط من على ظهر الدابة ، وإذا بي أسقط معه كذلك، وبهذا تخلّفتُ عن القافلة. لكن القدر ساعدني، حيث وجدتُ هِمياني قد سقط معي أيضاً. فوجدني عربيّ أسمر على هذه الحال ، فرأف بي وترحّم على حالي، وأسرع إلى داره فرجع ومعه رجل آخر يجرّان وراءهما جملا. فأخذاني إلى مضيف القبيلة وبقيتُ لديهم أربعين يوماً أُعالَج من الكسور التي أصابتني. وبعد أن عوُفيتُ وتماثلتُ إلى الشفاء ، أخذني ذلك العربي وأوصلني إلى النجف».


ويُقال : إنّ معتمد السلطان، رئيس السّقاة عند ناصر الدين شاه، أوصى الزوّار الذين أرادوا السفر عِبر طريق الجبل وعلى لسان نائب الصدر عام 1305هـ بقوله:


«على الحاج أن يكون قادراً على ركوب الهودج أو التّخت. ولا تنسوا أن تحملوا الماء معكم لتُزيلوا به مشقّة الطريق عنكم. وليعلم الذين يريدون السفر مترجّلين أنّهم إنّما يعرّضون أرواحهم بذلك إلى التهلكة، ولا يحق لهم أن يُصبحوا عِبئاً على الآخرين.»


وكتب (مير سيد أحمد هدايتي) يذكر بعضاً من مصاعب الطريق وقلّة الإمكانيّات، حيث قال:


«... فتحرّكت القافلة لأربع ساعات بقين لغروب الشمس، وعند الغروب وصلنا إلى واد عريض وبدأنا بالصعود. وكانت الطريق زلقة بسبب الرمل الناعم، وقد تشابكت أنواع كثيرة من الأشجار على جانبي الوادي، خاصة شجرة (أم غيلان)، فكان الوادي يبدو وكأنه غابة كثيفة بأشجار خاوية. فوصلنا في أوّل الليل إلى سفح جبل شاهق يُدعى (جبل غاير)، ولذلك يدعى الطريق من مكة إلى المدينة بـ(طريق غاير). فكان لزاماً علينا أن نعبر في ذلك الممر الضيّق والمُلتوي. فأمروا المسافرين جميعهم بالنزول عن الجِمال وجعلوها تسير في صفّ ،


الواحد تلو الآخر. ولم تكن معابر (جبل غاير) ضيقة وكثيرة الالتواء فحسب، بل صخرية وشديدة الانحدار وغير متناهية، بحيث تُزهق روح المسافرين وتقضي على ما بقي لديهم من الصّبر والعزيمة; فلذلك اضطررنا جميعاً إلى السير على الأقدام حتى صباح اليوم التالي. فكنّا نشاهد على جانبي الطريق وفي كلّ خطوة نخطوها جِمالا ساقطة في جوف الوادي، إما ميتة أو تكاد. وقد اعتاد الجمّالون على نقل حمولة الجَمل الساقط من جمالهم إلى جمل آخر ، وترك الجمل الساقط وحيداً في تلك المنطقة.»


السفر بالباخرة :


وكان بعض آخر من الحجيج يضطر إلى السفر إلى الحجاز بالباخرة. وكانت البواخر قذرة للغاية وتفتقر إلى أبسط الخدمات الاجتماعية والمرافق الصحية. هذا من جهة، ومن جِهة أخرى فقد كادت أمواج البحر الهائج ودَواره توديبالمسافرين إلى شفير الهاوية والهلاك. وفعلا قضى بعض منهم نحبه، وقذفوا إلى البحر، فحرم هذا المسكين من حجّ بيت الله الحرام.


وكتب (ظهير الملك) الذي وُفّق للحجّ عام 1306هـ عن الحالة المزرية داخل البواخر ، خاصة عند إحرام الحجيج بالقرب من (يَلملم) فقال:


«إنّ القذارة والوساخة تقطر من أبدان أصحاب البواخر والسفن. وهم الآن يتهيّأون للإحرام; فأيّ إحرام هذا الذي لا يلبسون فيه ما يستر أبدانهم، ولا وشاحاً يغطي رؤوسهم، وهم يغتسلون وعوراتهم مكشوفة لعدم وجود ما يسترهم؟! وأيّ غسل هذا الذي يؤدون؟! وأيّ أوان وسخة يستخدمون؟! وأيّ ماء قذر به يغتسلون...؟! المكان كلّه قذر، سُبحان الله، إنّها مشكلة عويصة حقّاً!»


وأما المشكلة الأخرى التي يواجهها الحجيج هي سوء معاملة أصحاب البواخر والسفن لهم، أو كما وصف (ميرزا عبد الغفار خان نجم الملك منجّم باشي) وهو عامل أجنبيّ ذلك حيث قال : بأنّ الحجّاج الذين كانوا يُضطرون إلى السفر إلى الحجاز عن طريق البحر ، كانوا يعانون بشدّة من سوء معاملة أصحاب السفن وبعض المستخدمين لهم، إضافةً إلى أسلوبهم الفظّ وغير المهذّب. وكتب حول ذلك فقال:«كانت هناك باخرة تعود إلى ابن المرحوم الحاج زين العابدين، التاجر الشيرازي والمقيم في بومباي، وكان فيها مُستخدم أجنبي غير مؤدّب، وفاسد وطمّاع إلى حدّ بعيد.


والمشكلة أنّ جميعهم يتظاهر بالإسلام، لكنّهم لا يتورعون عن فعل أي منكر وقبيح على الإطلاق، ويسرقون وينهبون بلا حدود. ومع أنّ الباخرةالمذكورة كانت حديثة الاستخدام لنقل الحجاج وأمتعتهم، ومع أنّ صاحبها المسكين كان يجاهد; لكي تكون لباخرته سمعة طيبة حتى يستميل الحجاج لركوبها، ويجني ما قسمَ له الدهر من الأرباح، لكن، وعلى غير ما كان يشتهي، لم يكن الذين وكّلهم للإشراف على باخرته كفوئين ولا حريصين، فكانوا يزجّون بالحجاج المساكين داخل مخازن ضيقة وعلى أرضية الباخرة.


ماذا أقول عمّا كان يلاقيه أولئك المساكين من صعوبات ومشاكل. كان كثير منهم يتعرض إلى الأمراض بسبب تلوّث الهواء في المخازن ونتانته. ولما لم تكن هناك أدوية ومواد صحية كافية ، كان العديد من الحجّاج يقضي نحبه، وتُرمى جثته في البحر فيكون طعاماً للأسماك» .


3ـ سوء معاملة الحملدارية (مسؤولي القوافل) للحجيج:


وأما المشكلة الأخرى التي كانت تُصادف الحجيج هي المعاملة غير الإنسانية لهم من قِبل بعض الحملداريّة والمطّوفين الذين كانوا يُرافقونهم في تلك الرحلة. فالحملداريّة هم أشخاص يرافقون الحجّاج في رحلتهم ، ويأخذون على عاتقهم الاهتمام بشؤونهم منذ خروجهم من محلّ سكناهم حتّى عودتهم إليه كما هو المفروض ، إلاّ أنّهم ولغرض حصولهم على أرباح أكثر كانوا لا يتورعون عن أيّ عمل قبيح أو أذى. وبهذا الصدد كتب مؤلف كتاب (تير أجل در صدمات راه جبل) يقول:


«عَمدَت زمرة من العرب والعجم الذين لا ينتمون إلى أي دين أو مذهب، ممّن يسمون أنفسهم بالحملدارية، إلى استغلال عباد الله أبشع استغلال. هؤلاء الأفراد يطوفون مدن إيران وقراها كلّ عام، متلبّسين بلباس باطنه المكر والخداع،ويحاولون إقناع الناس البسطاء للسفر عن طريق الجبل، مُصوّرين لهم أنّه أفضل الطرق من حيث الأمان والهدوء وقِصَره ورُخصه، ويعدونهم عبر مواثيق غليظةبأنهم سيأخذونهم من محلّ سكناهم إلى مكة المكرمة ويعودون بهم في أحسن حال وراحة بال.


لكن، وبمجرد وصولهم النجف الأشرف واستلامهم لثلث المبلغ المقرّر لهم، يقوم مناديهم وينادي أنّ أجرة الجلوس في الهودج مئتان وخمسون توماناً والركوب مئة تومان. فمن كان دفع أقل من ذلك حسب المكاتبة السابقة يقطعون منه الباقي في الطريق. فيصيح الحجيج ويمتعضون، فيقومون بإسكاتهم وتهدئتهم، فيرى الحاج المسكين نفسه قد دفع ثلث المبلغ ولمّا يبلغ مرامه. فإذا رفض الدفع لم يحصل على شيء سوى أمتعته، فيضطر المسكين إمّا إلى الاستدانة متحمّلا الذلّ والعار، أو بيع أمتعته أملا في الحصول على الراحة والاستقرار... وبعد الخروج من النجف واليأس من العودة إلى الديار، يقومون بالتضييق على الحجيج في المأكل والمشرب بشكل لم يره أذلّ الأسرى. فهم يضيّقون على الحجيج حتى في إعطائه الماء للطهارة والوضوء.»


وكتب الحاج (ميرزا علي الأصفهاني) حول سوء معاملة الحملدارية للحجيج يقول:


«إبتُليتْ إحدى النساء المحترمات، من العائلة المالكة في (تويسرگان)، وهي شابة في مقتبل العمر، بالماليخوليا في مدينة (كظيمة) وبسبب ذلك، وضعت جنينها في الطريق ولمّا يبلغ السبعة أشهر. فعمد العكّام الظالم (على ما نُقِل) بدفن ذلك الجنين البريء حيّاً! وعلى أثر ذلك، وبسبب مشاهدة الأم لهذا المنظر، فقدت المسكينة عقلها، واختلّت أعصابها، واظلمت الدنيا في عينيها. فلو كانت هذه المجللّة المحترمة في وطنها وبين أهلها وأرادت الولادة لحفّ بها الخدم والحشم،ولتوفّرت لها كل أسباب الراحة والاستقرار،


من القابلات وأدوات الولادة الكاملة والصحية ، لكنها الآن تضع جنينها في وسط الصحراء، بعيدة عن أهلها، في هودجفي وسط الطريق! يا إلهي! ما الذي حدث لأبناء عمومتها وأقاربها عند سماعهم عن حالة هذه المسكينة وكيفية وضعها لحملها، ودفن طفلها بهذه الكيفية؟! وها هي أسيرة المرض والألم، حتى لبّت نداء ربّها في الساعة الخامسة وستّ دقائق ليلا، حيث نزلت عليها الرحمة الإلهية ، ففارقت تلك العفيفة المحترمة هذه الحياة بهدوء وسكينة! لقد أدمت مصيبتها القلوب حقاً... وتمّ دفن تلك المرحومة في الصحراء تحت ثرى الغربة. لا حول ولا قوة إلا بالله.»


/ 7