من فيض الغدير - نظرة فی کتاب الصراع بین الإسلام والوثنیة لعبد الله علی القصیمی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نظرة فی کتاب الصراع بین الإسلام والوثنیة لعبد الله علی القصیمی - نسخه متنی

عبدالحسین امینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

من فيض الغدير



كتاب الغدير:



كتاب يتجدّد أثره ويتعاظم كلّما ازداد به الناس معرفة، ويمتدّ في الآفاق صيته كلّما غاص الباحثون في أعماقه وجلّوا أسراره وثوّروا كامن كنوزه ... إنّه العمل الموسوعي الكبير الّذي يعدّ بحقّ موسوعة جامعة لجواهر البحوث في شتّى ميادين العلوم: من تفسير، وحديث، وتاريخ، وأدب، وعقيدة، وكلام، وفرق، ومذاهب ...



جمع ذلك كلّه بمستوى التخصّص العلمي الرفيع وفي صياغة الأديب الذي خاطب جميع القرّاء، فلم يبخس قارئاً حظّه ولا انحدر بمستوى البحث العلمي عن حقّه.



ونظراً لما انطوت عليه أجزاؤه الأحد عشر من ذخائر هامة، لا غنى لطالب المعرفة عنها، وتيسيراً لاغتنام فوائدها، فقد تبنّينا استلال جملة من المباحث الاعتقادية وما لها صلة بردّ الشبهات المثارة ضدّ مذهب أهل البيت عليهم السلام، لطباعتها ونشرها مستقلّة، وذلك بعد تحقيقها وتخريج مصادرها وفقاً للمناهج الحديثة في التحقيق.



مقدّمة الإعداد:



الحمدُ لله ربّ العالمين، وبارئ الخلائق أجمعين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد المصطفى، وآله الطيّبين الطاهرين.



وبعد،



إنّ من الحقوق المحفوظة والمُتسالم عليها بين أبناء البشر، هو حقّ الدفاع عن العقائد والمذاهب والأفكار التي تتبناها المجتمعات البشرية، دنيوية كانت أم أُخروية، دينية أم سياسية، محلّية كانت هذه العقائد أم عالمية.



لذا نجد ومنذُ نشوء الخلقة الأُولى للبشر، ظهور مدافعين ومحامين عن الآراء والأيديولجية التي يتبنوها، يحصل كلّ ذلك بشكل عقلائي ومؤدّب، مُبتنى على أُسس منطقيّة مُتعارفة عند الكلاميين.



لكنك تجد بين الحين والآخر ظهور أشخاص نصبوا أنفسهم ـ بغير حق ـ للدفاع عن العقائد والمفاهيم، لا يعتمدون في محاوراتهم على ما يعتمد عليه العقلاء، بل يعمدون إلى تزوير الحقائق، والكذب والبهتان على مَنْ يُخالفهم، ويتمسكون بأقوال المعتوهين، ويؤمنون بالخرافات والقصص الخيالية التي تحيكها العجائز.



ومن أُولئك الأشخاص المدعو عبد الله القصيمي، حيث ألّف كتاباً سماه «الصراع بين الإسلام والوثنية»، ملأهُ بأكاذيب وتُهم باطلة نسبها إلى الإمامية الاثني عشرية أتباع أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله).



والعجب من هذا الرجل أنّه يتمسك بخرافات وأوهام لا وجود لها، اصطنعها بنفسه، أو أخذها من سيّده ابن تيمية، منها قصة «بيان» و «كسف» وحديث الشاة والكبشين، حيث يدّعي أنّ شخصاً من الشيعة الإمامية اسمه بيان كان يدّعي أنّ الله عناه بقوله: (وهذا بيان للناس)، وآخر اسمه كسف وأنّ الله عناه بقوله: (وإن يروا كسفاً من السماء)، وأنّ الإمامية تأتي بشاة ينتفون شعرها ويعذّبونها أفانين العذاب على أنّها عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وآله)، ويأتون بكبشين وينتفون أشعارهما ويعذّبونهما ألوان العذاب على أنّهما أبوبكر وعمر!!!



ولم يكتفِ القصيمي بذلك حتى اتّهم الإمامية بأُمور يعلم الجميع أنّها غير صحيحة ومخالفة للواقع، ويستطيع أي شخص ملاحظتها عند تجواله في المدن الشيعية.



منها: أنّ الشيعة لا يرفعون بكتاب الله رأساً، وذلك أنّه يقل جداً أن يستشهدوا بآية من القرآن فتأتي صحيحة غير ملحونة مغلوطة، ولا يوجد منهم مَن يحفظ القرآن، ويندر جداً أن يوجد بينهم المصاحف، وأنهم لا يعتمدون في دينهم على الأخبار النبوية الصحيحة!!!



أليس هذا كذباً صريحاً؟!!



ومنها: أنّ الإمامية تمقت العرب والأُمّة العربية، وأنهم فرحوا بانتصار الروس على الدولة العثمانية!!



بالله عليك متى حصل هذا وفي أي مكان؟!!



وذهب القصيمي إلى أبعد من ذلك فأنكر أحاديثاً رواها أبناء السُّنة أيضاً، كحديث أنّ علياً قسيم الجنة والنار، وحديث علي في السحاب. لكنّه شوّه هذه الأحاديث وغيّرها وأتى بها بشكل لا يُلائم مقصده من الكذب والبهتان!!



أيتصور القصيمي أنّ الناس لا يقرأون ولا يُنقّبون ولا يعرفون الحقيقة، ولا يوجد في أتباع أهل البيت (عليهم السلام) مَن يُنبّه الناس إلى أغاليطه؟!!



وتجرّأ القصيمي على أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، أبناء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي أوصى بهم بقوله: «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي»، حيث نسب إليهم أشياء هم وشيعتهم منها براء، فقال: إنّ الإمامية يعتقدون في أئمتهم أنهم يُشاركون الله في علم الغيب، وأنّهم محرّمون على النار، وأنّهم قائلون في علي وبنيه (عليهم السلام) قول النصارى في عيسى بن مريم من القول بالحلول والتقديس والمعجزات.



وقد تصدّى للردّ عليه وعلى أمثاله من أتباع الأفكار الأموية، مجموعة من العلماء والفضلاء، منهم العلاّمة الأميني رضوان الله تعالى عليه، وذلك في المجلّد الثالث والخامس من موسوعته الكبيرة «الغدير».



ولمّا شاء الله أن تُفرز هذه الردود وتُطبع بشكل مُستقل، قمتُ بمراجعة هذا البحث وإعداده للطبع، فصحّحتُ النصّ، وخرّجتُ مالم يُخرّجه العلاّمة الأميني من بعض المصادر لعدم توفّرها لديه، وحوّلتُ بعض التخريجات من الطبعات الحجرية القديمة إلى الحروفية الحديثة، وبيّنتُ الموارد التي أحالها العلاّمة الأميني إلى أجزاء أُخرى من كتابه.



محمّد الحسّون



29 صفر 1417 هـ



الصراع بين الإسلام والوثنية



لعلّ في نفس هذا الإسم دلالة واضحة على نفسيات مؤلّفة وروحياته، وما أودعه في الكتاب من الخزايا، فأوّل جنايته على المسلمين عامة تسميته بالوثنية أُمماً من المسلمين يُعدّ كلّ منها بالملايين، وفيهم الأئمة والقادة، والعلماء والحكماء، والمُفسرّون والحُفّاظ و الأدلاّء على دين الله الخالص، وفي مقدّمهم أُمّة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.



فهل ترى هذه التسمية تَدع بين المسلمين أُلفة؟ و تَذَر فيهم وِئاما؟ وتُبقي بينهم مودّة؟ وهل تجد لو اطّردت أمثالها كلمة جامعة تتفّيأ الأُمّة بظلّها الوارف؟ نعم هي التي تبذر بين الملأ الديني بذور الفُرقة، وتبثّ فيهم روح النفرة، تتضارب من جرّائها الآراء، وتتباين الفِكر، وربّما انقلب الجدال جلاداً، كفى الله المسلمين شرّها.



خطواتَ الشيطان)(2)، (ومَنْ يتّبع خطوات الشيطان فإنّه يأمر بالفحشاءِ والمنكر)(3).



وأمّا ما في الكتاب من السباب المُقذع، والتهتّك، والقذائف، والطامات، والأكاذيب، والنسب المفتعلة، فلعلّها تربو على عدد صفحاته البالغة 1600، وإليك نماذج منها:



فزعم هو، وزعم له أنصاره انَّه المعنيّ بقوله الله: (وإن يروا كسفاً مِنَ السّماءِ)(5)، الآية. ص«ع» و «538».



التي لم يكن لها وجودٌ وما وُجدت بعد، وإنّما اختلقتها الأوهام الطائشة، ونَسبَتها إلى الشيعة أَلْسِنَةُ حملةِ العصبيَّة العَمياء، نُظراء ابن قُتيبة والجاحظ والخيّاط، ممّن شُوِّهت صحائف تآليفهم بالإفك الفاحش، وعرَّفهم التأريخ للمجتمع بالإختلاق والقول المُزوَّر، فجاء القصيمي بعد مضيّ عشرة قرون على تلك التافهات والنسب المكذوبة يُجدِّدها ويَرِدُّ بها على الإماميَّة اليوم، ويتَّبع الذين قد (ضلّوا من قبلُ وأضلّوا كثيراً و ضلّوا عن سواءِ السبيل)(7)، فذرهم و ما يفترون.



هب أنَّ للرجلين (بيان وكسف) وجوداً خارجيّاً و معتقداً، كما يزعمه القائل، وأنَّهما من الشيعة ـ وأنّى له بإثبات شيء منها ـ فهل في شريعة الحِجاج، وناموس النصفة، وميزان العدل، نقد أُمَّة كبيرة بمقالة معتوهين يُشكُّ في وجودهما أوَّلا، وفي مذهبهما ثانياً، وفي مقالتهما ثالثاً!



2 ـ قال: ذكر الأمير الجليل شكيب أرسلان في كتاب حاضر العالم الإسلامي(8): إنَّه التقى بأحد رجال الشيعة المثقَّفين البارزين، فكان هذا الشيعيُّ يمقت العرب أشدَّ المقت، ويزري بهم أيّما ازراء، ويغلو في عليِّ بن أبي طالب وولده غلّواً يأباه الإسلام والعقل، فعجب الأمير الجليل لأمره، وسأله كيف تجمع بين مقت العرب هذا المقت وحبّ عليٍّ ووُلده هذا الحبّ؟ وهل عليٌّ وولده إلاّ من ذروة العرب وسنامها الأشمّ؟ فانقلب الشيعيُّ ناصبيّاً واهتاج، وأصبح خصماً لعليّ وبنيه، وقال ألفاظاً في الإسلام والعرب مستكرهة. ص14.



ج ـ هذا النقل الخرافيُّ يُسفُّ بأمير البيان إلى حضيض الجهل والضعة، حيث حكم بثقافة إنسان وبروزه والى إناساً وغلا في حبّهم ردحاً من الزمن وهو لا يعرف عنصرهم، أو كان يَحسب أنّهم من الترك أو الديلم.



وهل تجد في المسلمين جاهلا لا يعرف أنَّ محمّدَّ وآله صلوات الله عليه وعليهم من ذروة العرب وسنامها الأشمّ؟ وقد منَّ عليه الأمير حيث لم يُخبره بأنَّ مُشرِّف العترة الرَّسول الأعظم هو المحبتي على تلك الذَّروة وذلك السنام; لئلاّ يرتدَّ المثقّف إلى المجوسيَّة، ولا أرى سرعة انقلاب المثقَّف البارز إلاّ معجزة للأمير في القرن العشرين، لا القرن الرابع عشر.



هذا عند مَن يُصدِّق القصيمي «المُصارع» في نقله، وأمّا المُراجع كتاب الأمير حاضر العالم الإسلامي فيجد في الجزء الأوَّل ص164 ما نصّه:



كنتُ أُحادث إحدى المرار رجلا من فضلائهم ـ يعني الشيعة ـ ومن ذوي المناصب العالية في الدولة الفارسّية، فوصلنا في البحث إلى قضيّة العرب والعجم، و كان محدِّثي على جانب عظيم من الغلوِّ في التشيّع، إلى حدّ أنّي رأيت له كتاباً مطبوعاً مصدَّراً بجملة (هو العليُّ الغالب) فقلت في نفسي: لاشكَّ أنَّ هذا الرَّجل لشدَّة غلوِّه في آل البيت، ولعلمه أنّهم من العرب، لا يمكنه أن يكره العرب الذِّين آل البيت منهم، لأنّه يستحيل الجمع بين البغض والحبِّ في مكان واحد، (ما جعل الله لرجل مِن قلبين في جوفهِ)(9).



ولقد أخطأ ظنّي في هذا أيضاً، فإنّي عندما سقت الحديث إلى مسألة العربيّة والعجميّة وجدته انقلب عجميّاً صرفاً، ونسي ذلك الغلوّ كلّه في عليّ (عليه السلام) وآله، بل قال لي هكذا وكان يحدِّثني بالتركيّة: (ايران بر حكومت إسلاميّة دكلدر يالكزدين إسلامي اتخاذ ايتمش بر حكومتدر)، أي ايران ليست بحكومة إسلاميّة، وأنّما هي حكومةٌ اتخذتِ لنفسها دين الإسلام.



إقرأ واعجب من تحريف الكلم عن مواضعه، هكذا يفعل القصيميُّ بكلمات قومه، فكيف بما خطتّه يد مَن يُضادُّه في المبدأ.



والقارئ جِدُّ عليم بأنّ الأمير شكيب أرسلان قد غلط أيضاً في فهم ما صدَّر الشيعيُّ الفاضل به كتابه من جملة (هو العليُّ الغالب)، وإتّخاذه دليلا على الغلوِّ في التشيّع، فإنّها كلمةٌ مطّردة تُكتب وتُقال كقولهم: هو الواحدُ الأحد، وما يجري مجراه، تُقصد بها أسماء الله الحسنى، وهي كالبسملة في التيمّن بافتتاح القول بها.



وأنت لا تجد في الشيعة مَن يبغض العروبة، وهو يعتنق ديناً عربيّاً صدع به عربيّ صميمٌ، وجاء بكتاب عربيِّ مبين وفي طيِّه: (أأعجميٌّ وعربيّ)(10)، وقد خلّفه على أمر الدين والأُمّة سادات العرب، ولا يستنبط أحكام الدين إلاّ بالمأثورات العربيّة عن أُولئك الأئمّة الطاهرين صلوات الله عليهم، المنتهية علومهم إلى مؤسِّس الدعوة الإسلاميِّة (صلى الله عليه وآله)، وهو يدعو الله في آناء الليل وأطراف النّهار بالأدعية المأثورة عنهم بلغة الضاد، ويطبع وينشر آلافاً من الكتب العربيَّة في فنونها، فالشيعيُّ عربيُّ في دينه، عربيٌّ في هواه، عربيٌّ في مذهبه، عربيٌّ في نزعته، عربيٌّ في ولائه، عربيٌّ في خلايقه، عربيٌّ عربيٌّ عربيٌّ....



نعم يبغض الشيعيُّ زعانفةً بخسوا حقوق الله، وضعضعوا أركان النبوَّة، وظلموا أئمَّة الدين، واضطهدوا العترة الطاهرة، وخانوا على العروبة، عُرباً كانوا أو أعاجم، وهذه العقيدة شرعٌ سواءٌ فيها الشيعيٌ العربيُّ والعجميٌ.



ولكن شاء الهوى، ودفعت الضغائن أصحابه إلى تلقين الأُمَّة بأنَّ التشيّع نزعةٌ فارسيَّةٌ، والشيعيُّ الفارسيُّ يمقت العرب; شقاً للعصا، وتفريقاً لِلكَلم، وتمزيقاً لجمع الأُمَّة، وأنا أرى أنَّ القصيمي والأمير قبله في كلمات أُخرى يريدان ذلك كلِّه، و: (ما أُريكم إلاّ ما أرى وما أهديكم إلاّ سبيل الرَّشاد)(11).



3 ـ قال: إنّ الشيعة في ايران نصبوا أقواس النصر، ورفعوا أعلام السرور والإبتهاج في كلّ مكان من بلادهم لمّا انتصر الروس على الدولة العثمانيَّة في حروبها الأخيرة ص 18.



ج ـ هذه الكلمة مأخوذةٌ من الآلوسي الآنف ذكره، وَذِكْرُ فريتهِ والجواب عنها ص267(12)، غير أنَّ القصيمي كساها طلاءً مبهوجةً، وكم ترك الأوَّل للآخر.



4 ـ قال: الشيعة قائلون في عليٍّ وبنيه قول النصارى في عيسى بن مريم سواءً مثلا من القول بالحلول والتقديس والمعجزات، ومن الإستغاثة به وندائه في الضّراء والسرّاء، والإنقطاع إليه رغبةً ورهبةً، ومايدخل في هذا المعنى.



ومَن شاهد مقام عليٍّ أو مقام الحسين أو غيرهما من آل البيت النبوي وغيرهم في النَّجف وكربلاء وغيرهما من بلاد الشيعة وشاهدما يأتونه من ذلك هنالك، علمَ أنَّ ما ذكرناه عنهم دُوين الحقيقة، وأنَّ العبارة لا يمكن أن تفي بما يقع عند ذلك المشاهد من هذه الطائفة، ولأجل هذا فإنَّ هؤلاء لم يزالوا ولن يزالوا من شرِّ الخصوم للتوحيد وأهل التوحيد ص19.



ج ـ أمّا الغلوُّ بالتأليه والقول بالحلول فليس من معتقد الشيعة، وهذه كتبهم في العقائد طافحةٌ بتكفير القائلين بذلك، والحكم بارتدادهم، والكتب الفقهيَّة بأسرها حاكمةٌ بنجاسة أسآرهم.



وأمّا التقديس والمعجزات فليسا من الغلوِّ في شيء، فإنَّ القداسة بطهارة المولد، ونزاهة النفس عن المعاصي والذنوب، وطهارة العنصر عن الديانا والمخازي لازمةُ منصَّة الأئمَّة، وشرط الخلافة فيهم كما يُشترط ذلك في النبيِّ (صلى الله عليه وآله).



وأمّا المعجزات فإنَّها من مثبتات الدعوى، ومتمـّات الحجَّة، ويجب ذلك في كلِّ مُدَّع للصّلة بينه وبين ما فوق الطبيعة، نبيّاً كان أو إماماً، ومعجز الإمام في الحقيقة معجزٌ للنبيِّ الذي يخلفّه على دينه وكرامة له، ويجب على المولى سبحانه في باب اللطف أن يُحق دعوى المحقِّ بإجراء الخوارق على يديه، تثبيتاً للقلوب، وإقامةً للحجَّة، حتّى يقرِّبهم إلى الطاعة ويبعِّدهم عن المعصية، لدة ما في مدَّعي النبوَّة من ذلك، كما يجب أيضاً أن ينقض دعوى المبطل إذا تحدّى بتعجيزه، كما يُؤثر عن مسيلمة وأشباهه.



وإنَّ من المفروغ عنه في علم الكلام كرامات الأولياء، وقد برهنت عليها الفلاسفة بما لا معدل عنه ويضيق عنه المقام، فإذا صحَّ ذلك لكلِّ وليٍّ، فلماذا يُعدُّ غلوّاً في حُجج الله على خلقه؟ وكتُب أهل السنَّة وتآليفهم مفعمةٌ بكرامات الأولياء، كما أنَّها مُعترفةٌ بكرامات مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

/ 9